في الصورة السابقة منظر إناء كروي على شكل القنفذ من عصر الدولة الحديثة في مصر القديمة، وهو معروض حالياً بمُتحَف الأشموليان بأكسفورد وإرتفاعه حوالي 7.5 سم (نفس إرتفاع تمثال خوفو الموجود بالمُتحف المصري).
إناء كروي على شكل القنفذ
هذه القِطعة عُثر عليها في المقبرة رقم (D11) في أبيدوس (العرَّابة المدفونة حالياً مركز البَليَنَا بسوهاج) ومصنوعة من الفُخار الأحمر.
وتعود لعصر الملك (مِن خِبِر رع) المعروف بإسم (تُحتمُس الثالِث) سادس ملوك الأُسرة 18 من عصر الدولة الحديثة والذي لا يجب أن نُسميه (نابليون الشرق) كما هو شائِع بل يجب تسمية نابليون نفسه (تحتمُس الغرب) لأن الأصل والواجُد أولاً كان للملك تحتمُس الثالِث لأنه حَكَم مصر في حوالي أوائل القرن الــ 15 ق.م وبكُل بساطة إذا نظرنا وتسائلنا (متىَ وُلِد نابليون بونابرت)؟ سنجد أنه وُلِد عام 1769م وهو نفس عام ميلاد محمد علي باشا الذي حكم مصر من عام 1805م حتىَ 1849م.
فبالتالي من الظُلم أن يأخُذ شخص ذو أعمال عظيمة مثل تحتمُس الثالِث لقب شخص جاء بعده بقرون طويلة جداً لكن لا يجب تشبيه الفرع (نابليون) بالأساس (تحتمُس الثالِث) والقُنفِد في اللغة المصرية القديمة يُسمىَ بــ (حنتي) وعرفنا هذا الإسم من بردية إيبرس الطبية اللي نزلت لحضراتكُم عنها مقال في الأيام القليلة الماضية حيث تذكر أحد فقرات البردية وصفة لعِلاج مرض يُسمىَ (نسسق) وهو مرض مُرتبط بالرأس (والمُقترح أنه مرض تساقُط الشعر).
حيث تذكُر الفقرة علاج لهذا المرض وتقول بالبلدي كدة (نجيب العمود الفقري للقُنفِد ونعرضه للحرارة الشديدة علشان يُصبِح دافيء ثُم نُخلِطه مع الزيت ثُم يُطبَق “أي يوضع على الرأس”)
بالنسبة للديانة المصرية القديمة (حتىَ الآن لا يوجد تأكيد على إرتباطه بمعبود ما) لكن جاستون ماسبيرو بيقترح أن تمائِم هذا الحيوان التي صنعت في العصر المُتأخِر كانت مُكرَّسة للمعبود رع أو بِس. وبالفعل هُناك تميمة على شكل قُنفِد من العصر المتأخِر موجودة في مُتحف الفنون الجميلة في بوسطِن – أمريكا.