الجديد

الجيش المصري القديم منذ عصر الدولة القديمة وحتى الحديثة

في حقيقة الامر أن المعلومات عن الجيش المصري القديم قد ظهر جليا منذ عهد الدولة الوسطى تماما وليس في الدولة القديمة برمتها. حيث ان نصوص الدولة القديمة ليست كافية لتدوين كل ذلك وانه لولا مقبرة وكتابات القائد الشهير (ونى) في عصر الاسرة السادسة ما كنا عرفنا شيئا عن أحوال الجيش المصري في تلك الحقبة الزمنية المتوغلة في قدم التاريخ.

الجيش المصري القديم منذ عصر الدولة القديمة وحتى الحديثة

حيث انه في ذلك العهد ظهرت اول إشارة لمعركة بحرية ما بين عامة 2345-2181 ق.م اذ يحدثنا القائد (ونى) انه ذهب إلي آسيا للقضاء علي تمرد هناك، وأنه عبر البحر بجيشه الضخم، ونزل إلي الشاطئ في شمال فلسطين. والسياق يفيد إذا صح، بأن ذلك الجيش قد حظي التدريب فيه بعناية كبيرة، بغية الوصول بالجيش إلي مستوي رفيع، واهتمت تدريبات الجيش بالعدو والسباق والرماية والمصارعة، وذلك لبث روح النظام وتقوية البدن والتعود علي الخشونة وتحمل المشاق.

ومن هذا المنطلق لابد من دراسة متانية للجيش المصرى في مختلف العصور للوصول الى الحقائق الكاملة والتى لا شك فيها على الاطلاق.

الجيش المصري القديم في عهد الدولة القديمة

ان الحقيقة العلمية والوثائقية تؤكد لنا بان مصر لم يكن لها جيش منظم ثابت قبل الدولة القديمة، حيث ان مصر كانت مقاطعات ولكل مقاطعة قوات خاصة بها.

حتى بعد توحيد القطرين لم يظهر لنا معنى الجيش الحقيقى الا في عهد الاسرة السادسة وخاصة القائد العظيم (ونى) اول من تكلم بنصوص عن كيفية اعداد الجيش وتنظيمه وخاصة لصد خطر الاسيويين.

مقبرة ونصوص القائد ونى

من عهد الملك بيبى الاول من الاسرة السادسة، وهو الذى تتدرج فى الوظائف الحكومية منذ عهد الملك تيتى الاول اول ملوك الاسرة السادسة ثم فى عهد الملك وسر كا رع ثانى ملوك الاسرة ثم اخيرا فى عهد الملك بيبى الاول ثالث ملوكها واخيرا فى عهد الملك مرى ان رع رابع ملوك الاسرة السادسة، اى انه عاصر اربعة ملوك فى هذه الاسرة.

ففى عهد الملك بيبى الاول تولى قيادة تامين حراسة القصر الملكى ثم قائدا للجيش وارسله الملك بيبى الاول على رأس جيش كبير مكونا من الاف الجنود الى حدود مصر الشرقية لصد الغزاة القادمين من اسيا، ونظرا لنجاحه كلفة الملك خمسة مرات على التوالى باعداد القوات اللازمة لمحاربة الاعداء وقاد قواته الى النصر الحاسم.

ولقد ذكر قصة هذا الجيش وامتداحه العظيم للجيش المصرى المكون من المصريين جميعا من الفنتين حتى مناطق الدلتا، وذكر عظمة الجيش المصري ومرؤته وشجاعته والاهم من كل ذلك مبادئه العسكرية وشرفه العسكرى والذى هو اهم من اى انتصار مهما كان.

وهو يعتبر اول وزيرا للدفاع فى التاريخ المصرى له نصوص متكوبة وموثقة فى مقبرته. ومن النصوص الهامة لجيشه العظيم عام 2282 ق.م، ومقبرته توجد فى ابيدوس واللوحة التى كتب عليها سيرته وحياته كاملة موجودة الان بالمتحف المصرى.

لوحة القائد العظيم ونى التي وجدت في مقبرته في ابيدوس وهى محفوظة بالمتحف المصرى الان
لوحة القائد العظيم ونى التي وجدت في مقبرته في ابيدوس وهى محفوظة بالمتحف المصرى الان

وسوف نسرد الان بالنص الحرفى ما كتبه القائد ونى عن كيفية تجهيز الجيش المصري الكبير ليتصدى للغزو الاجنبى، ومن خلال وصفه سنعرف الكثير من الحقائق عن هذا الجيش وكيفية اعداده وكذلك معنى الشرف العسكرى.

أيرى ان خم اف مشع ان اى دباع وى عاشا وى ام مشع وى مرو كد اف
أيرى ان خم اف مشع ان اى دباع وى عاشا وى ام مشع وى مرو كد اف

وامرنى جلالته بجمع جيشا من البلاد عدة عشرات من الالاف قادمين من جميع الوجه القبلى.

خمت ام أأبو مح وت ام مديين ايت ووم جس وى برو مرو كد سنى

خمت ام أأبو مح وت ام مديين ايت ووم جس وى برو مرو كد سنى

ام سدجر ام خنو انب وى سدجر ام نحس اى ايزوى اريت تى

اما تا تمح هاب وى حم اف اى حات مشع بن

قادمين من الفنتين جنوبا حتى القوصية شمالا وايضا من الوجه البحرى، ومن قلاع سدجر من داخل الحصون ومن اهل النوبة فى ارتى (مكان قديم فى بلاد النوبة) ومن رجال التمحو (الليبين) وكنت قائدا لهذا الجيش.

اير نفر ان اى ودد واع ايم ام سن وى اف
اير نفر ان اى ودد واع ايم ام سن وى اف

انه انا الذى وضعت خطة الحرب لهم.

اير نفر نى نحم واع م خادج تب وتام عا حر اى ويت - اير نفر نى ايتت واع ام دا ايوى ام نى تى تب نب تى
اير نفر نى نحم واع م خادج تب وتام عا حر اى ويت - اير نفر نى ايتت واع ام دا ايوى ام نى تى تب نب تى

لقد وضعتها بحيث لا يسرق واحد منهم رفيقه او عجين خبزا او نعل ذلك الذى يعبر الطريق بحيث لا يستولى واحدا منهم على نسيج الكتان فى مدينة من المدن.

ماع كى سن ام وى مح وتى سبا نى ست وى ام ايات ام تى ان حتب وعر - ايخت نب تى با ان اى تنو تا نى ابتن ان باك نب
ماع كى سن ام وى مح وتى سبا نى ست وى ام ايات ام تى ان حتب وعر - ايخت نب تى با ان اى تنو تا نى ابتن ان باك نب

ولا على عنزة من احدهم وهكذا قدتهم الى جزيرة الشمال عند باب (اى جوتب) سيناء.

وفتحت الطريق للقوات حيث لم يستطع احدا من الخدم فتحه.

اى اى ان مشع بن ام حتب … خبا ان اف تا حر اى وى شع
اى اى ان مشع بن ام حتب … خبا ان اف تا حر اى وى شع

عاد هذا الجيش بسلام … بعد ان قلب بلاد البدو على الرمال قلبا.

اى اى ان مشع بن ام حتب … بدس ان داب وى اف ايارر وت

عاد هذا الجيش بسلام … بعد ان دمر حصونها وقطع اشجار تينها وعنبها .

اى اى ان مشع بن ام حتب … ستى ان اف خت ام برو اف نب وى جبع وى عاشا
اى اى ان مشع بن ام حتب … ستى ان اف خت ام برو اف نب وى جبع وى عاشا

عاد هذا الجيش بسلام … بعد ان اضمر النار فى جميع ديارها وذبح الالاف منهم

اى اى ان مشع بن ام حتب … اينى ان اف ناوت ام اف عاشا ور ام سكر عنخ

عاد هذا الجيش بسلام .. بعد ان اقتاد القوات الجرارة لهذه البلاد كاسرى احياء.

فمن خلال تلك النصوص يمكننا التعرف على حال الجيش المصري في عهد الاسرة السادسة وهو الجيش الرسمي للدولة المصرية وسنتخلص من تلك النصوص عدة حقائق ثابتة وموثقة كما يلى:

  • ان القائد ونى يعتبر اول قائد للجيش المصرى بنصا صريحا وهو من عهد الاسرة السادسة.
  • اعداد الجيش المصري العظيم من كل مقاطعات مصر بدون تفرقة على الاطلاق بين أحدا منهم.
  • وضع الميثاق الأول في التاريخ للشرف العسكرى وشرف الجندية سواء بين بعضهم بعض او مع المدنيين
  • بسالة هذا الجيش في الاعداد والتلاحم.

وهكذا انقضى عهد الدولة القديمة وخاصة بعد نهاية الاسرة السادسة ودخول مصر في عصر الاضمحلال الأول، ذلك العصر الغامض في الكثير من الأمور حتى يومنا هذا.

الجيش المصري القديم في عهد الدولة الوسطى

وفي عهد الدولة الوسطي 2055 – 1985 ق.م ظل تنظيم الفرق العسكرية كما كان عليه في عهد الدولة القديمة، وإن طرأ عليه بعض التطوير، إذ تدل النقوش المختلفة من الدولة الوسطي، وقد ظهر ذلك جليا في نص احد قواد الجيش من عهد الملك منتوحتب الرابع حيث يقول لقائد جيوشه بالنص ((لا تميز بين ابن الاسرة الشريف فى النسب وبين الرجال الرقيق من الدولة الوسطى بل خذ الرجل فى خدمتك حسب قيمته)) ويدل هذا أيضا على عدم التفرقة بين الجنود من حيث الحسب والنسب فالاهم هو الخدمة بشرف في الجيش المصري من اجل اعداد دولة قوية حامية لاراضيها من الأعداء الخارجين او من مثيرى الفتن والشغب في داخل المجتمع المصرى.

ولكن للتوثيق التاريخى لرتب الجيش المصري نجد انها ظهرت جليا وبكل وضوح في عهد الدولة الوسطى، حيث اصبح الجيش ذو شان عظيم برتبه المختلفة سواء كانت برية او بحرية مع تطور الأسلحة بطبيعة الحال.

ويمكننا حصر كل تلك الرتب وكما جاءت في عصر الدولة الوسطى والحديثة كما يلى:

الرتب العليا في الجيش المصري العظيم

  • اميرا ميشاو = القائد الاعلى للجيش او قوات الجيش، وكان الملك منتوحتب نفسه حاملا لهذا اللقب. ولكن هذا اللقب اخده قواد كثر ليسوا ملوكا في عهد الدولة الوسطى وكذلك في الدولة الحديثة.
  • اميرا ميشاع = لواء او القائد العام للجيش المصرى.
  • امير سبيت = رئيس التعليم العسكرى. وهذه الرتبة توضح التنظيم العسكرى في الدولة المصرية في الدولة الوسطى والحديثة. وها هو بعينه كما في وقتنا المعاصر مع رئيس هيئة التدريب وتنظيم قدرات الجيش القتالية والاستعداد واحتياجات الجيش لعناصر القوات المقاتلة في الأسلحة المختلفة وخلافه.
  • امير ابراها = رئيس الأسلحة، وهذا ما يناسب اليوم رتبة رئيس هيئة التسليح في القوات المسلحة المصرية تلك الوظيفة التي لم تتغير منذ الالاف من السنين.
  • خرب نفرو = قائد المتسجدين. وهو ما يمثل اليوم مدير إدارة التجنيد.وبعد الحصول على التدريب المناسب ينتقلون تحت قيادة عسكرية أخرى طبقا لتخصصهم القتالى.
  • خرب ابر نفرو = قائد سرية المستجدين. وهى السرية المتخصصة التي تقوم بالتدريب في السلاح الموزع عليه الجنود وياخذون تدريب اخر متخصص تحت قيادة هذا القائد.
  • خرب ابر = قائد سرية. وهو القائد الذى يقود السرية المتخصصة بعد ان أتمت تدريبها القتالى المتميز، وهو القائد وسريته من الجنود الذى يقومون بواجبهم العسكرى القتالى مع الأعداء.
  • ايمى ارتى = وهى رتبة عسكرية تعادل رتبة النقيب في وقتنا المعاصر، وقد ظهرت في الدولة الوسطى ولكن ظهرت بكثرة كبيرة في عصر الدولة الحديثة وخاصة في عهد الملك رمسيس الثانى.
  • ايمى ارتى اور اميرا = وهى رتبة عسكرية ربما تعادل رتبة (المقدم) في وقتنا المعاصر وهى رتبة تقوم بمهام خاصة بل وهامة جدا، وكما حدث في عهد الملك رمسيس الثانى.
  • سيهدج اميرا أأ = رئيس القوافل (الخدمة العامة) وهذا ما يمثل في وقتنا المعاصر جهاز الخدمة الوطنية مثلا. وكان رئيس هذا الجزء المدنى في الجيش المصري يسهل مهام القوافل الذاهبة لاحضار الأحجار وغيرها من المناطق البعيدة وتجهيزها بما تحتاج اليه هذه القوافل من مؤون وغذاء وحماية وخلافه.
  • ميدخيت أ = وهى رتبة تعنى بالنص (ملحق بخدمة القوافل) والاحتمال الأكبر ههنا بان يكون مدنيا في خدمة الجيش ومرافقا للقوافل المختلفة، اما نوع وظيفته ومهامه فلم يعرف الكثير عنها او دوره على سبيل المثال ولكن وجد نصوص بخصوص هذه الوظيفة في عصر الدولة الحديثة بكثرة.

رتب ميدانية عسكرية في الجيش البرى المصري

  • كفعو = قناص. وهو احد الرماة المهرة سواء من الجنود او الضباط وهو الذى يرمى بالقوس او الرمى لاصابة الهدف المميز سواء من الافراد او الحراسات، وظهر كثيرا منهم في حروب الملك احمس ضد الهكسوس.
  • كفعو قن = قناص متعدد المهام. وهو المحارب الذى لديه القدرة بالقنص بالأسلحة المختلفة وكثيرا ما كان منهم بجانب الملوك في الحروب الخارجية بجانب تكليفهم بحماية الملك نفسه.
  • قن = الحرس الملكى ولا نعرف اذا كان ضابطا او جنديا وكان من الرتب المحترمة في الجيش وعلاقاته بالملك والقصر الملكى، وهذا ما يطابق ليدنا اليوم باسم الحرس الجمهورى.
  • عحا وتى = المقاتل او الفتاك. وهو ما يمثل فرق الصاعقة في وقتنا المعاصر وصعوبة تدريبه في التسلق واستخدام الحبال والنبال وما الى غير ذلك.
  • ميد جاى = قناص من النوبة. وهو ما يثمل فصيل من الجيش تحت مسمى حرس الحدود وخاصة انهم مختصين بحماية الحدود الجنوبية لمصر. ومازال سلاح حرس الحدود الى يومنا هذا وخاصة في جنوب مصر يعتمد على جند كثيرة من النوبة ومازالوا يستخدمون الجمال في مهامهم الصحراوية بدون تغير بعد كل تلك الالاف من السنين.

الرتب العسكرية في القوات البحرية

تعتبر البحرية المصرية أيضا من اقدم البحريات في التاريخ البشرى كله حيث بدا الظهور لها منذ عهد الملك زوسر والسفر البحرى والبرى الى لبنان لجلب الاخشاب المختلفة. الا انها كرتب عسكرية حقيقية لم تظهر بصورة جلية الا في عصر الدولة الحديثة وان كان بعضا من الالقاب ظهرت في عهد الدولة الوسطى أيضا وخاصة في الاسرة 12.

  • سهدج دبت = قائد عام الاسطول البحرى (اميرال الاسطول).
  • ايمى ارتى ابر ان دبت = قبطان بحرى،وهذا اللقب ظهر في الاعمال الحربية البحرية.
  • مدح دبيت = فنى الاسطول وهى رتبة عسكرية تقوم باعمال الاسطول الفنية والاصلاحية المختلفة.
  • سش دبت = كاتب الاسطول وكات يعتبر ايضا ملاحا بحريا وكان برتبة ضابط.

ومما لاشك فيه بانه في عصر الدولة الوسطى ظهرت نصوص كثيرة تخص الجيش المصري المقاتل وما منح لهذا الجيش من الضباط والافراد من امتيازات مثل منح الاراضى والخدم والعبيد، والاعفاء من الضرائب. وكذلك قدرت القيادة العسكرية بسالة المحاربين خلال المعارك، وكان اسم الجندى الشجاع يقيد فى السجلات الملكية وكذلك الانعام عليهم بالالقاب التشريفية والأوسمة والأنواط والمكافآت السخية، وكذلك الترقى الى أرقي مناصب الضباط ومن بين الالقاب الممنوحة والمشاعة مثل: المقاتل والأسد والجسور والقناص.

وفى عهد الملك سنوسرت الثالث ظهرت نصوص تخص الجيش المصري آنذاك وخاصة لازدياد نفوذ حكام الأقاليم وبدأ فى تنظيم جيش قومى يكون ولائه مصر وليس حاكم الإقليم ووضع أسس التدريب وألقاب القادة.

وكان يتم التجنيد عن طريق كاتب الجيش، كما كان ولى العهد يتدخل ليختار الفرق الخاصة بحماية الفرعون (رجل بصفات خاصة) من بين كل مائة. ومن الجدير بالذكر أن نصوص سنوسرت الثالث تذكر أنه إتجه من اللشت إلى أبيدوس لإختيار الجنود،ثم أسند إختيار الجنود إلى مجلس عسكرى (خرب نفرو = قائد المتسجدين).

وكان لهم تدريبات منتظمة تستهدف تنظيم الخطوة ومشية الصف وكان الجندى يسير تلو زميله فى دوريات محددة ويعاون نافخ البوق أو ضارب الطبل فى تنظيم تقدم الجنود (فرقة الموسيقى العسكرية) وكان من بين التدريبات الموثقة آنذاك الاهتمام بالجرى والسباق والمصارعة.

ولا ننسى بانه في الدولة الوسطى وبالأخص في الاسرة 12 الاحداث العسكرية والمعارك التي خاضها الملك سنوسرت الثالث احد اشهر القادة العسكريين في التاريخ المصرى القديم ضد بلاد النوبة وهى المعركة الى خلد ذكراها على لوحة شهيرة عند منطقة سمنة الواقعة جنوب الجندل الثانى. وغيرها من النصوص الخاصة بهذا الملك وحروبه المتكررة ضد بلاد النوبة المتمردة وما اشهر النص الذى قاله الملك بالحرف الواحد ((انا برئ من أى ابن يأتى من بعدى ولا يحافظ علي حدود مصر عند الجندل الثانى)).

ومن الناحية المعمارية كذلك وخاصة من ناحية بناء الحصن والاستحكامات العسكرية والتي ينكرها البعض ويقولون بان مصرعرفت ذلك في عهد الملك رمسيس فقط وليس قبل ذلك، فان التاريخ يؤكد بقيام الملك سنوسرت الثالث بإقامة الحصون والاستحكامات والاسوار على حدود مصر الشرقية والجنوبية بل والغربية كذلك وهى التي ذكرت في النصوص باسم (اسوار الحاكم) وبانقضاء الدولة الوسطى دخلت مصر في حقبة جديدة حالكة الظلمة وهى فترة الهكسوس والتي يثار حولها الجدل الكامل حتى يومنا هذا.

الجيش المصري القديم في فترة الهكسوس (عصر الانتقال الثانى)

على عكس ما يشاع تماما بان مصر في مرحلة الهكسوس وضعفها الشديد كانت في مناى عن اى تطور او مقاومة وهذا على عكس الحقيقة الكاملة تماما حتى في الضعف المصرى نفسه وفى قوة الهكسوس المتحكمة في الدلتا تماما وفشلها الذريع الكامل بالوصول الى جنوب مصر.

فمن ناحية المقاومة فان المصريين لم يستسلموا قط للهكسوس بل كانت هناك المقاومة الدائمة بل لم يستطيع الهكسوس في عز قوتهم بان يصلوا الى الجنوب المصرى بل كان اقصى مدى وصلوا اليه منطقة بنى سويف فقط وليس اكثر من ذلك، وفى مرات قليلة استطاعوا الوصول الى الاشمونين ولكنهم لم يتمركزا بها.

بل ان المصريين هم الذين طوروا العجلة الحربية نفسها عندما عرفوا الحصان لأول مرة وفى ذلك اثبات تاريخى أخرى ولسوف نتحدث عنه في حروب الملك احمس طارد الهكسوس بل ومتابعهم على راس جيشه العظيم حتى بلاد الهكسوس وهى بلاد كنعان او فلسطين اليوم.

ولكننا في نفس الوقت وللامانة التاريخية لا يمكننا ان ننكر بان الحصان عرفته مصر عن طريق الهكسوس وهؤلاء الهكسوس عرفوا الحصان عن طريق علاقاتهم آنذاك بالحضارة الفارسية. وهكذا ظهر في الاسرة الثامنة عشر وبعده السلاح الجديد في الجيش المصري وهو سلاح الفرسان كما سنعرف فيما بعد.

وكذلك عرفت مصر العسكرية لأول مرة عن طريق الهكسوس الدروع التي لم يكن الفراعنة يعرفونها من قبل لحماية الجسم والرأس فادخلوا القلنسوة فوق الجمجمة والخوذات المعدنية فوق الرأس.

الحصان والعجلة الحربية

ان اول ظهور لكلمة الحصان في اللغة المصرية القديمة تعود الى نهاية الاسرة 13 وعرف باسم (سسمت = حصان) ومما لاشك فيه بانه اخذ هذا الاسم من العبرية (سوسيم) ويقول الاثارى (بيترى) ايضا: بان هناك شىء ملفتا للنظر كذلك فى اللغة المصرية القديمة وهى كلمة (مرين) وهى كلمة دخيلة في اللغة المصرية وهى تعنى بالنص الحرفى (جندي سورى او خيال او سائق عربة) وان هذا اللفظ نفسه سواء كان عبرى او مصري قديم يعود في الأصل الى اللغة السانسكرية (ماريا) ومعناها الرجل او الفتى.

ومن ناحية أخرى جاء في لوح (كارنافون) لفظ (حترو= الخيل) ثم جاء أيضا كلمة العربة في اللغة المصرية وهى (ورريت = العربة) واذا جمعنا الكلمتين نجدها (حترو ورريت = عربة الخيل او الخيول) وهذا ما شغل بال وفكر الاثارى بيترى وقيامه بعمل ابحاثه العدة عن الهكسوس في مصر وسوريا وفلسطين وكذلك انشغاله بالعربة الحربية ويعتبر اول اثارى يتحدث باستفاضة كاملة عن الهكسوس وفترة حكمهم في مصر والعربة الحربية.

ولذلك لا يمكننا الانكار كحق تاريخى اهتمام الهكسوس بالتجارة وبراعتهم الكبيرة في التجارة وكذلك بالحصان وعمل العجلات الحربية وكذلك انشاء الخندق وبناء الحصون العسكرية وكل هذا اخذه الهكسوس من علاقاتهم الحميمة مع الفرس آنذاك وقبل غزوهم لارض مصر.

ولكن السؤال التاريخى ههنا هل عندما دخل الهكسوس مصر دخلوا فعلا بالعجلة الحربية كمقاتلين ام انهم دخلوا بهذه العجلة كتجار اتيين لعمل التجارة في ارض مصر؟؟ وهذا السؤال على درجة كبيرة من الأهمية الكاملة لان العجلة الحربية التي دخل بها الهكسوس الى مصر كانت اشبه بعربة الكارو وليس تلك العجلة الحربية التي نعرفها الان ومعروضة في المتحف المصرى ضمن اثار الملك توت عنخ امون وغيرها في المتاحف الأخرى العالمية.

فمن المعروف تاريخيا وبكل المقايس والوثائق المصرية وغير المصرية بانه عندما دخل الهكسوس مصر لم يكونوا في صورة غزاة بل فى صورة اهل تجارة وكانوا يصطحبون معهم تجارتهم واحيانا عائلاتهم كذلك، وشكل هذه العجلة الحربية التي تتسع لشخص او اثنين على اقصى تقدير من المستحيل ان تحمل البضاعة والعائلة وكما في النصوص المصرية كما انه لم يحدث تلاحم حربى بالمعنى المعروف بين المصريين والهكسوس في بادىء الامر، فكيف يمكن ان نقول بان هذه العجلة الحربية المصرية هي نسفها العجلة التي دخل بها الهكسوس مصر،وهذا سؤال يحتاج الى المزيد من البحث والتدقيق والصور الموجودة هنا او هناك؟؟.

فمن المؤكد التاريخى بان العربات التي دخل بها الهكسوس غير تلك العربات الحربية وخاصة بان في نصوص بعض المدارس الباحثة عن الهكسوس ودخلوهم مصر ذكرت بانهم أيضا دخلوا بعربات تجرها الثيران وهى محملة بالبضائع واحيانا العائلة كذلك كما سبق القول.

فمن وجهة نظرى البحثية البحتة وكاول باحث في هذا الامر أؤكد بان العربة التي دخل بها الهكسوس مصر سواء كانت تجرها خيول او ثيران غير تلك العربة الحربية على الاطلاق، واظن انها كانت بهذا الشكل حيث انه وكما سبق القول لم تحدث اية حروب عند دخول الهكسوس الى مصر وخاصة ان دخلوهم كان على التوالى وليس مرة واحدة، وهى اشبه بعربات الكارو التي نعرفها حتى الان.

وهناك احتمال اخر بان تكون شكل العربة على هذا الشكل على أساس انها حاملة للبضائع والاسرة كذلك وهى تشبه بعربات الكارو الحاملة للاغراض والأشخاص. ولانه من ناحية أخرى فان شكل العجلة الحربية الفارسية تختلف في الشكل والتصميم عن العجلة المصرية كذلك وان كانت الفكرة أصلا فارسية وليست كنعانية.

ومن الغريب ان الاثاريين المصريين لا يبحثون في مثل هذه الأشياء بل يتركون الامر في يد الاجنبى كاملا بدون تدقيق او اطلاع على مستجدات التاريخ. فعند قيام الحروب المصرية الهكسوسية عن طريق عائلة الابطال بداية من القائد الثورى العظيم سقنن رع وكذلك نجليه كامسى واحمس، فلقد عمل احمس على تطوير العجلة الحربية باستخدام الحصان وجعل مؤخرتها مفتوحة ليسهل الخروج منها بسرعة عند الحاجة.

وفى الدراسة المدققة حول ذلك وجدوا بان المصريين زحزحوا منطقة وقوف السائق فوقها ليكون قريبا من محور العجل أو الدولاب لتقليل الوزن، وهذا ما خفف العبئ علي الحصان الذي كان يجرها مما جعله يسرع بالعربة، وهذا في الدراسة المدققة للجيش المصرى العظيم وقائده العظيم اول من استخدم العجلة الحربية وهو القائد العظيم احمس الذى اصبح الملك احمس الأول طارد الهكسوس.

ولا ننسى أخيه القائد العظيم كامسى الذى ورد اسمه في لوحة كارنافون في احد نصوصه مخاطبا الشعب الثائر ضد الهكسوس والجيش المحارب ((ساقاتل الهكسوس حتى يقسم كل مصري باسمى، اننى اريد ان يتحدث كل منهم عنى قائلا هاهو كامسى محرر مصر)) وكان هذا بعد النصر الكبير الذى حققه ضد الهكسوس بالقرب من الاشمونين،وبعد وفاته حمل اللواء من بعده أخيه احمس طارد الهكسوس من مصر.

الجيش المصري القديم في عصر الدولة الحديثة

مما لاشك فيه بانه بعد طرد الهكسوس من مصر اصبح لمصر جيشا عظيما مؤسسا عى احدث الطرز في ذلك العهد، وخاصة لظهور العجلة الحربية وكذلك سلاح الفرسان. وما اجمل ما وجدنا من نصوص كثيرة تشير الى ذلك في مقبرتى احمس بن ابانا واحمس بن نخن والذى عاصروا الملك احمس والحروب الكاملة ضد الهكسوس وكذلك الخطط التي وضعت حول ذلك والوصول حتى بلاد كنعان نفسها لتعقبهم.

فلقد وجدنا نقشوا في مقبرتيهما بكل ما قام به الملك احمس من تطوير الجيش المصري بصفة عامة والعجلة الحربية بصفة خاصة،ومن تلك النقوش يمكننا الحصول على عدة حقائق هامة ومنها:

  • فالملك احمس هو اول من يدخل العجلة الحربية في القتال ضد الهكسوس وفى الجيش المصري بصفة عامة.
  • لقد ادخل فرقة من الجيش مستخدمة العجلة الحربية ويستخدم فيها الجندى النبال المزودة وكذلك رمى السهام.
  • الوصول بالجيش المصري الى منطقة فلسطين ومنها الى مناطق فينيقيا لبنان لتامين مصر تماما منهم.

وهذا السلاح نفسه تميز به الجيش المصري وخاصة فى عهد الملك تحتمس الثالث بانى اول واخر امبراطورية فى التاريخ المصرى وخاصة فى موقعة (ماجدو) الشهيرة، وكذلك رمسيس الثانى وموقعة قادش.

وفى عصر الدولة الحديثة وخاصة لنصوص كثيرة حول ذلك وحول الجيش المصري العظيم فقد شارك أبناء الملوك فى التدريبات العسكرية مثل الرماية والفروسية وأشهرهم الأمير أمنحتب الذى أصبح الملك أمنحتب الثانى. الذى تتلمذ فى مدينة جرجا على يد القائد (مين) ثم انضم إلى مدرسة منف فى معسكرها الكبير وألتحق بالخيالة. وبدأ بأول درجاته حتى تخرج فارساً عظيماً وحينما مات هذا الملك العظيم دفن معه قوسه الذى كان يتباهى بأنه لا يوجد من يستطيع أن يشده مثل هذا الملك الفارس المحارب أمنحتب الثانى.

ومن الحقائق التاريخية أن تربية القادة والضباط من أفراد تلك المؤسسة العسكرية، كانت تتطلب كثيراً من التربية العسكرية والثقافية السياسية، مما اقتضى من المصريين أن ينشئوا مدرسة حربية في (منف) يتلقي فيها الشباب فنون الحرب والرياضة العسكرية، وغير ذلك من المعلومات والثقافات اللازمة لهم، وكان في مقدمتهم ولي عهد الملك وبقية أبنائه. وهكذا تمرس القادة والضباط بالعلم والثقافة الرفيعة، طبقا للنظم التعليمية التي كانت سائدة بمصر إلي جانب ما تزودوا به من علوم وفنون عسكرية تناسب طبيعة العصر الجديد.

وكان من اهم مميزات الجيش المصري في عقيدته في الدولة الحديثة ان تغيرت عقيدته القتالية من الدفاع إلى الهجوم والغزو، وذلك بعدما إتضح لهم أن جيرانهم من الشعوب الأخرى يريدون احتلال أرضهم ولذلك يجب الدفاع عن مصر بخلق بعد إستراتيجى لها في أراضى أخرى مما جعل المملكة الحديثة التي أسسها كامسى أخو أحمس تؤسس جيشا نظاميا محترفا ومدربا لأول مرة في مصر وقد حدث من أسلحته. مما جعلهم يوسعون حدود مصر ويقيمون أكبر إمبراطورية في العالم آنذاك من الأناضول شمالاً إلى القرن الأفريقى جنوباً ومن الصحراء الليبية غرباً إلى الفرات شرقاً، وهذا الجيش الجديد كان يعاونه الأسلحة المشتركة واسطول بحرى، بجانب ان العاصمة طيبة أصبحت من اشهر العواصم القديمة آنذاك.

وكذلك في هذا العصر ظهرت البحرية المصرية الكبرى سواء كانت استكشافية او حربية. وكانت البحرية في عهد الملكة حتشبسوت تشمل السفن التجارية واتجهت للتجارة مع بلاد بنت. وكانت السفن التي تبحر في البحر الأحمر او المتوسط تصنع في ميناء بيبلوس الفنيقى (لبنان) وكذلك في جزيرة (قبرص) ولم تحدث معارك حربية قوية وموثقة الا في عهد الملك رمسيس الثالث.

ففي عهد الملك رمسيس الثانى ومعركة قادش الكبرى اظهر الملك رمسيس الثانى وجيشه العظيم النصر بالرغم من الظروف الصعبة الى واجهته وكادت تخسره المعركة ومهارته وجيشه في استخدام العجلة الحربية.

وفى عهد الملك رمسيس الثانى والذى كانت له حروب كثيرة وغزوات كان قد عمل تنظيما جديدا في الجيش المصري والذى كما يقول بعض المؤرخين بان الجيش الصمرى آنذاك تعدى قواته اكثر من 20 الفا حيث قسمه الملك رمسيس الثانى الى جزء متجها الى النوبة جنوبا والأكثر الى الشام حيث مقابلة الحيثيين. وهذا الجيش الذى وصل الى بلاد الشام تم تقسيمه الى أربعة اقسام وكل قسم اطلق عليه اسم احد الالهة مثل: جيش امون وجيش رع وجيش ست وجيش بتاح.

وكل قسم تم تقسميه الى 20 سرية وكل سرية بها 250 جنديا وكل سرية قسمت الى 5 فصائل وكل فصيلة بها 50 جنديا، وهذا التقسيم المعمول به في الجيش المصري حتى وقتنا المعاصر.

اما اشهر معركة بحرية موثقة في التاريخ وبتدرس حتى الان فكانت في عهد الملك رمسيس الثالث ضد شعوب البحر لانه في عهد الملك تحتمس الثالث بانى الإمبراطورية المصرية كانت السفن تحمل الجنود والقوات والمعدات للساحل الاسيوى لتحارب على البر، ولم تكن هناك معارك بحرية بالمعنى المعروف. ولكن في عهد الملك رمسيس الثالث فقد شهدت فترى حكمه أزمات مع الحيثين وشعوب اهل البحر مما استدعى الملك بإعلان الحرب عليهم وكانت من اشرس المعارك الحربية واستطاع التغلب عليهم تماما. ومن المعروف بان الملك رمسيس الثالث بجانب انه ملكا على مصر الا انه كان مقاتلا عنيدا ومخططا كبيرا وخاصة في تلك المعركة الحربية الشهيرة ضد شعوب البحر، وانه اخذ كذلك لقب القائد الأعلى للجيش (اميرا ميشاو).

البحرية المصرية والاثبات التاريخى (منطقة خليج السويس)

من المؤكد التاريخى الذى لايقبل مجالا للشك بان المصرى القديم اهتم بمنطقة سيناء ومنطقة خليج السويس وليس كما يشاع خطا بانها كانت من المناطق المهملة فى التاريخ المصرى. وللتاكيد على ذلك نؤكد بمواثيق تاريخية لا حصر لها بان منطقة خليج السويس عند المصرى القديم كانت طريقا تجاريا هاما وكانت تعد كذلك خط الدفاع عن ممكلة مصر وبها الحراسات الشديدة سواء كانت حراسات برية والاهم في كل ذلك الحراسات البحرية.

وفى ذلك شروح كثيرة ومتخصصة للكثير من المناطق الهامة وخاصة عند خليج السويس الان ومنها مثلا: وقد سبق شرحها تفصيلاً فى بحثى السابق بعنوان (قناة السويس منذ أقدم العصور وحتى إفتتاح القناة الجديدة).

فكل هذه المناطق من الناحية الدراسية العسكرية نجد بان القوات البحرية كان لها شان عظيم في هذه المناطق الساحلية، وكيفية حماية حدود مصر البرية والبحرية وما الى غير ذلك.

الاوسمة والنياشيين في مصر القديمة

لقد عرف المصرى القديم أيضا القلائد والنياشين او الانواط العسكرية ونهتم ههنا بالنوط العسكرى والذى عرف في المصرية القديمة باسم (نبيت) وهى تعنى قلادة ذهبية. وكانت هذه الأوسمة تنقسم إلى الترقى إلى الرتبة الأعلى والحصول على ألقاب مثل: المحارب الفتاك والجسور والقناص. ومن اشهر تلك القلائد على الاطلاق ولدينا معرضوا لها كاثر وهى:

نوط الشجاعة (عفف)

واحتمال انه كان ارفع وسام او نوط عسكرى في مصر القديمة وهو منذ الذهب الخالص وعلى هيئة الذبابة، بجانب ان حامله يحصل على وهبة اراضى وحقول زراعية كبيرة خالصة الضرائب.

ويعرف أيضا حديثا وكما في الكتب المختلفة باسم (وسام الذبابة الذهبية) وكان يعطى لاعظم قادة الجيوش ومن المعروف بان اول من حصل على هذا الوسام الملكة (اياح حتب) زوجة العظيم قنن رع وام الملك اجمس الأول طارد الهكسوس.

ومن المعروف بانها حصلت هلى هذا السوام بعد ان اصبح ابنها ملكا على مصر وفى احتفالية طيبة الشهيرة احتفالا بالنصر على الهكسوس وطردهم كاملا من البلاد. وكان ذلك اعترافا بكفاح هذه المراة وقردتها على إدارة ئون الدولة والكفاح منذ عهد زوجها سقنن رع وابنها كامسى.

وبخلاف ذلك النوط العسكرى فلم نعثر حتى الان على اى نوع اخر من الاوسمة العسكرية الان ان هناك بعض النصوص تشير الى انواط أخرى ولكن لا نعرف حقيقة امرها اذا كانت من الانواط العسكرية ام تدخل في موضوع اخر وهو الحلى والزينة والقلائد في مصر القديمة.

وأخيرا نقول بان الجيش المصري في العصور المختلفة وحتى وان كان المرتزقة متوغلين فيه الا ان القيادة والقيادات العليا كانت دائما للقادة المصريين كاملا سواء في العهد الليبى او النوبى حتى ظهور اخر وزير دفاع في التاريخ المصرى القديم وهو الملك احمس الثانى والاسرة 26.

فبعد وصول الملك احمس الثانى الى عرش وحكم مصر ظهر الخطر الفارسى الجامح والذى انتهى باحتلال الفرس لمصر كاملا والوصول حتى بلاد النوبة وبداية فترة حكم الفرس على مصر. ومنذ ذلك الحين وطوال التاريخ المصرى في حقبه المختلفة فلم يظهر الجيش المصري حتى بداية ظهور عصر المماليك ثم اختفى الجيش المصري مرة أخرى تماما حتى ظهور الولى محمد على مؤسس مصر الحديثة. وهذا يدخلنا في موضوع اخر يخص الجيش المصري العظيم منذ عهد الوالى محمد على مؤسس مصر الحديثة ومؤسس المدرسة الحربية وصولا الى عصرنا الحالي.

المراجع الهامة جدا المتخصصة في هذا الموضوع

(مكتبة مركز الثقافة الالمانى بقصر النيل)

الاثارى الالمانى (هنرى فرانكفورت) أستاذ تاريخ الفن الشرقى القديم وعمل كتابه باسم (حضارة السومريين) وصدر في عام 1954. وكل ما استند اليه فرانكفورت للقول بوجود العجلة الحربية عند السومريين هو صورة هذا اللوح الصغير الموجود بالمتحف البريطاني، ولا يتجاوز ارتفاعه عشرين سنتيمتراً وليس به اية علامة توضح الوقت الذي صنع به.

الاثارى الانجليزى (فلندرز بيترى) وكتاب (تل العجول في فلطسين) وصدر في عام 1933 بعد ان اهتم بموضوع الهكسوس وعلاقاتهم بارض كنعان وحكمهم لمصر والعجلة الحربية وحفرياته العظيمة في عدة مواقع هامة في مناطق حنوب غرب فلسطين.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-