الجديد

مكتبة الاسكندرية عبر التاريخ فى مصر وتاريخ المكتبات بحث كامل بالصور

قبل تناول البحث عن مكتبة الاسكندرية يقول البعض من المؤرخين والمتخصصين في علم التأريخ بان تاريخ المكتبات ارتبط قديما بالشرق القديم الذى قامت فيه عددا من الحضارات القديمة ومازال العالم يشيد بهذه المكتبات. فالفكرة أصلا ليست وليدة العصر البطلمى وليست وليدة فكرة الاسكندر الأكبر نفسه بل الفكرة نفسها اقدم من ذلك بكثير وكثير من القرون.

مكتبة الاسكندرية عبر التاريخ فى مصر وتاريخ المكتبات بحث كامل بالصور

اول مكتبة في التاريخ

يرجع تاريخ اول مكتبة بالفعل الى بلاد الرافدين حيث انشأ (السومريون) الذين عاشوا في جنوب بلاد الرافدين عددا من المكتبات تضم مئات الالاف من الالواح الفخارية التي تعبر عن أعمالهم وافكارهم وكان ذلك ما يقرب من عام 2900 قبل الميلاد. ولقد وجدت بالفعل اثارا لذلك واثارا لتلك الالواح وخاصة في تلك المكتبة التي وجدت في مدينة (مارى) السورية الواقعة على نهر الفرات وكذلك وجدت اثار لمكتبة أخرى وجدت في مدينة (اور) بالعراق والتي عرفت باسم (بيت اللوحات الكبير)

وفى زمن الاشوريون حيث الملك (سرجون الثانى) الذى يرجع الى عام 2000 ق.م. انشأ مكتبة كبرى وهى التي طورها حفيده (أشور بانيبال) حتى أصبحت من اعظم مكتبات العالم القديم ويوجد عدد من الالواح لهذه المكتبة مازالت محفوظة بالمتحف البريطاني.

مكتبة آشور بانيبال وسرجون الثانى
مكتبة آشور بانيبال وسرجون الثانى

تاريخ المكتبات في مصر القديمة

اما في مصر بالفعل وكما في علم التأريخ الخاص بالمكتبات وفكرتها في العالم القديم فلقد اثبت العلماء بالفعل بأن الملك المصرى (خوفو) انشأ مكتبة في عام 2500 ق.م. والتي عرفت باسم (بيت الكتابات) وكذلك بنى الملك العظيم (رمسيس الثانى) مكتبة كبرى في قصره ضمت اكثر من 20 الفا من ملفات البردى كما انشأ عددا اخر من المكتبات التي كانت تعرف في عهده باسم (المكتبة المقدسة).

فتاريخ المكتبات في الحضارة المصرية القديمة يعتبر من المواضيع المنسية في عرف التاريخ المصرى وان المصرى القديم فكر في انشأها منذ عهد الملك خوفو وهذا بالاثبات اليقينى فكرة من ناتج الحضارة المصرية القديمة وفى ذلك الزمن السحيق والذى يعود الى عام 2500 ق.م.

لقد اختلفت المسميات التي اطلقت على المكتبات حيث انه في عهد الملك خوفو عرف باسم (بيت الكتابات) وفى العصر الحديث وخاصة في عهد الملك رمسيس الثانى اخذت عدة مسميات مثل: المكتبة المقدسة التي كانت في قصره، وكذلك عرفت باسم دار اللفات البردية، وكذلك دار لفافات الكتب وكذلك باسم بيت البرديات.

مكتبة رمسيس الثانى في التاريخ المصرى المنسى وخاصة في عهد الملك سيتى الأول تاكد بانه في عهده تم انشاء اول مدرسة عليا من نوعها اطلق عليها اسم (المدرسة العليا لتدريس علم اللغة) وكذلك علوم الرياضيات والفلك الفنون. وهى المدرسة التي كانت تخرج الكتب والتي وصل عددها في عهده الى ما يقرب من 20 الف كتاب.

وهى نفسها الكتب التي اخذها ابنه فيما بعد وهو رمسيس الثانى وانشأ بها مكتبة مقدسة في عهده بالقصر الملكى ثم عمل نسخ منها وعمل عدد مكتبات تحت مسميات مختلفة وكما كتبنا في السابق.

وهذا ما يمكننا اليوم بكل صدر رحب وبتوثيق حضارى بان نقول ان الملك رمسيس الثانى منشأ المكتبات المصرية في عصر الدول الحديثة في الحضارة المصرية القديمة،وهذا يدخل في نطاق التاريخ المنسى في الحضارة المصرية القديمة.

وهذا كله ينافى تماما مقولة بعضا من العلماء والمؤرخين الذين ينسبون فكرة المكتبة والمكتبات الى الحضارة البطلمية في مصر وخاصة في عهد الاسكندر الأكبر المفكر الأول (احتمال) في انشاء مكتبة الاسكندرية. ونحن لا ننكر ثقافة الاسكندر الأكبر وخاصة انه احد تلاميذ الطبيب والمفكر الفيلسوف العظيم ارسطو، والذى هو نفسه جاء الى مصر وتعلم في مصر من قبل، وكان احد تلاميذ اكاديمية افلاطون.

كما انه لا يمكن ان ننكر أيضا فضل الحضارة المصرية القديمة على الحضارة اليونانية والتي اقتبست الكثير والكثير من مصر وعلوم مصر بما فيهم اعظم الفلاسفة على الاطلاق ومنهم افلاطون الذى قيل بانه تعلم ودرس في مصر وغيره الكثير من أبناء الحضارة اليونانية. ولا ننسى أيضا تأسيس افلاطون اول اكاديمية في التاريخ وهى (اكاديمية افلاطون) وما بها من كتب فلسفية وغير فلسفية أيضا، تلك هي المدرسة اليونانية التي تعلم منها الاسكندر الأكبر صاحب الحضارة المقدونية الكبرى.

تاريخ انشاء مكتبة الاسكندرية

(ببلتيكا دي لي اكسندرينا) نحن لا ننكر أيضا بان البطالمة هم بناة مكتبة الاسكندرية والتي ظلت لقرون عدة منارة العالم والعلم ويحكى عنها حتى يومنا هذا.

وتحتل مكتبة الاسكندرية المعروفة التي أسسها البطالمة في مصر مكانه خاصة بين مكتبات العصر الهلنستى بل في العالم اليوناني والروماني ويعتبر اليوناني ديمتري فاليرون (حوالى 350-285 ق. م) المبادر الروحي والمنظم العملي لهذه المكتبة، ويقال بانه هو الذى أوحى للاسكندر الأكبر في تأسيس مكتبة كبرى في المدينة التي سوف تخلد اسمه عند بناءها (الإسكندرية الان) وان هذه الفكرة دخلت في فكر القائد العظيم سوتر احد عظام القادة في عهد الاسكندر الأكبر.

ولذلك عندما مسك سوتر حكم مصر واعتبر (بطليموس الأول) بدأ في تأسيس هذه المكتبة في عام 300 ق.م. وقد رغب في ان تكون اعظم واكبر مكتبة على وجه الأرض وفى تاريخ البشرية. ولذلك تعتبر مكتبة الاسكندرية الكبرى من اشهر واعظم المكتبات في العصر القديم على الاطلاق.

وقيل بانه قد استغرق في بناءها اكثر من 16 عاما كاملة بداية من عام 300 حتى عام 284 ق.م. وكان اول مديرا لها الفيلسوف الاغريقى (ويمتربوس الفاليرى) والذى تولى هذا المنصب رسميا لمدة عام واحد لوفاته.

رسم كروكى من المصادر الموثقة لشكل مكتبة الاسكندرية القديمة وتنظيمها من الداخل
رسم كروكى من المصادر الموثقة لشكل مكتبة الاسكندرية القديمة وتنظيمها من الداخل

ومما لا يعلمه الكثيرون ان مكتبة الاسكندرية لم تكن مجرد مكتبة فقط تضم مجموعة من الكتب والمخطوطات وانما كانت في حقيقة الأمر مركزا علميا ثقافيا الى جانب ما كانت تحوية من كتب ولفائف البردى بلغ عددها قرابة المليون كتاب الا قليل وكانت تضم عشر قاعات كبيرة للأبحاث كل منها مخصص لدراسات معينة.

فكان بها غرف للتشريح، وحدائق للنباتات وأقفاص للحيوانات، الى جانب القاعات الضخمة المخصصة للمناقشات والمحاورات وكانت المكتبة تحتوى على معبد لآلهة الفن والأدب. وهناك العديد من الباحثين الذين تتلمذوا فى هذه المكتبة ومن أهم الباحثين الذين تتلمذوا في مكتبة الاسكندرية لثرائها العلمى الكبير (اقليدس) أبو الهندسة، (أرشميدس) من اعظم المخترعين، (هيروفيلوس) مؤسس علم الفسيولوجيا (أريس كوس) من اعظم الفلكين في العصر القديم، وغيرهم وغيرهم الكثير.

مدير مكتبة الاسكندرية الثاني

وكان ثانى مديرا لهذه المكتبة (وزينودوتوس الأفيسى) والذى تولاها لاكثر من 16 عاما كاملة من عام 284 الى عام 260 ق.م. وفى عهده ازدادت المكتبة بنشاط ملحوظ وبطفرة هائلة جعلت المؤرخين القدماء والحديثون يقولون بان بناء هذه المكتبة كان اهم حدث على الاطلاق فى تاريخ المكتبات فى الازمنه القديمه.

وكان ذلك في عهد بطليموس الثانى (فلاديلفوس) بل ضاقت المكتبة بكل الكتب التي كانت توجد بها مما استدعى ذلك الى انشاء مكتبة ثانية وهى تلك التي بنيت في معبد السرابيوم والتي عرفت باسم (المكتبة الصغرى) ولقد احتوت هذه المكتبة الصغرى على اكثر من 43 الف كتاب ومجلد آنذاك.

وكان السبب في كثرة هذه الكتب بان الملك بطليموس الثانى قد امر عند زيارة احد المشاهير لهه المكتبة بان يهديها أحدا من كتبه التي كتبها او كتب كانت لديه ويريد ان يهديها الى مكتبة الاسكندرية. وكانت المكتبة الام وكذلك المكتبة الصغرى في السرابيوم يطلقان عليهما مكتبة الاسكندرية تخليدا لذكرى الاسكندر الأكبر.

ثالث مدير لمكتبة الاسكندرية

وكان المدير الثالث لهذه المكتبة هو (كاليماخوس البرقاوى) الذى ظل مديرا لها لمدة 20 عاما كاملة من عام 260 الى عام 240 ق.م، ولذلك يطلق في تاريخ المكتبة بان كاليماخوس هو المؤسس الحقيقى لعلم المكتبات.

ففي عهده تم تقسيم المكتبة الى عدة فروع واقسام من الكتب، فلقد انشا قسم كتب الفلسفة، وقسم كتب التاريخ وقسم كتب الخطابة، وقسم كتب الطب، وقسم كتب العلوم الرياضية، وقسم كتب العلوم الطبيعية، وقسم كتب متفرقات.

ولقد الف كاليماخوس كتابا خاصا بكل الكتب التي توجد في المكتبة وسمى باسم (كتاب كاليماخوس) وكان يعتبر فهرسا لكل محتويات المكتبة الصغرى والكبرى ولقد استطاع ان يسجل في هذا الكتاب ما يعادل خمس الكتب الموجودة او نسبة 20% فقط مما احتوته هذه المكتبة.

فكان كاليماخوس لا يدون اسم الكتاب فقط بل قام باعداد ببلوجرافيات عن كتاب المسرحيات مرتبة زمنيا منذ بداية كتابة المسرحية او بداية عرضها. ولما وافته المنية جاء مساعده الذى يدعى (اريسطو البيزنطى) واتم العمل كاملا واصبح هذا الكتاب مثل فهرس وجرد لكل محتويات المكتبة سواء كانت الكبرى او الصغرى. ولعل اريسطو اول من أضاف علامات الترقيم للنصوص اليونانية واستعمل الفواصل بين الجمل.

ولقد اتم كتابة هذا الكتاب كاملا في عهد المدير الثالث لمكتبة الاسكندرية (أبوللونيوس الروديسى) الذى تولى المنصب لمدة خمسة سنوات كاملة من عام 240 الى عام 235 ق.م.

فى ذلك العهد أيضا اقام البطالمة وخاصة منذ عهد بطليموس الثانى وخلفائه المكتبات في المعابد المصرية والتي ازدادت شهرة في ذلك العهد البطلمى ومن اشهر تلك المعابد التي مازلت النصوص بها معبد ادفو.

مكتبة معبد ادفو

فلقد نقش اسم المكتبة على مدخل المعبد والتي عرفت آنذاك باسم (بيت البرديات) وكذلك فهرس المكتبة الذى حمل عنوان (قائمة بخزانات الكتب المصنوعة من اللفائف) وقد اشتمل هذا الفهرس على سجلين احدهما احتوى على 12 راس موضوع والأخر احتوى على 22 راس موضوع. ويبدو ان كل راس كان يعبر عن مجموعة من المدونات والمخطوطات التي جمعت في خزانة واحدة.

وكان رابع مديرا او الأمين العام للمكتبة الاسكندرية (واراتوستثيس البرقاوى) من عام 235 الى عام 195 ق.م، وهو عالم رياضيات وجغرافى وكانت له شهرة واسعة آنذاك ولذلك ولاه بطليموس الثالث إدارة مكتبة الاسكندرية وهو يونانى الأصل ولكنه من مواليد برقة في ليبيا ثم اتى مع اهله الى مصر وعاش بها حتى وفاته ودفن بها. ويحسب له علميا بانه دحض نظرية ان الأرض مسطحة، وقام بأول حساب لمحيط الأرض واتخذ اسوان مركزا والإسكندرية نقطة طرفية لحساب طول القوس بين النقطتين وزاوية سقوط ضوء الشمس على كل من المدينتين ومنهم حسب محيط الأرض.

وفى عام 195 عندما تولى (اريستوفانيس البيزنطى) إدارة مكتبة الاسكندرية كانت أصبحت في شهرة واسعة لم تحظى عليها اى مكتبة من قبل في التاريخ ولا حتى من بعد حتى يومنا هذا، وخاصة انه في هذه الفترة فقد أحتوت المكتبة على الكثير من أمهات الكتب التي توجد في المكتبة الام، ويقال بان اقصى رقم وصلت اليه محتويات المكتبة الام والصغرى الى 700 الف مجلد حتى القرن الأول الميلادى.

بجانب انه هذه المكتبة حتى هذا العهد كان قد تولى ادارتها عظماء العالم القديم في الفكر وكما ذكرنا أسمائهم من قبل. وكان اريستوفانيس نفسه من شعراء العصر وهو بيزنطى الأصل يونانى الجنسية وكان من شعراء الشعر الكلاسيكى آنذاك، ولقد نظم ونشر المتون الممتازة للشعر الكلاسيكى وادخل في المكتبة كتب يونانية الأصل من كتاب سبقوا افلاطون نفسه، وظل امين عام للمكتبة لمدة 15 عاما كاملة حتى وفاته المنية في عام 180 ق.م.

ومنذ ذلك التاريخ دخل التاريخ المصرى وخاصة في عهد البطالمة الى أسماء حكام مختلفة وعدم ترتيب صحيح لملوك البطالمة ومنهم الملكة كليوباترا نفسها. اما عن مكتبة الاسكندرية الأكثر شهرة فتولى امانتها في عام 180 ق.م (ابوللونيوس ايدوجرافوس) ولمدة عشرون عاما كاملة ومن بعده تولى امانتها (اريستارخوس الساموتراقى) من عام 160 حتى عام 145 ق.م.

القيصر يوليوس قيصر وأول مكتبة في روما

اما في دولة روما العظيمة وحتى عام 44 ق.م لم يكن لديها مكتبة عامة مثل مكتبة الاسكندرية مثلا ولا حتى مثل بعض المكتبات في بلاد اليونان بالرغم من العلاقات الرومية آنذاك مع بلاد اليونان ومصر. وكان انشاء مكتبة قومية في روما وعامة للشعب حلما من أحلام القيصر (يوليوس قيصر) وانه رغب فعلا في انشاء هذه المكتبة ولقد تحدث في ذلك ولكنه تم قتله قبل الشروع في بناءها.

مكتبة الاسكندرية والملكة كليوباترا في مصر (السابعة 48 – 30 ق.م)

من المعروف بانه عندما تولت الملكة كليوباترا حكم مصر كانت مصر في عهد والدها في علاقة جيدة مع دولة روما وكان السفير بين البلدين (مارك أنطونيو) وكان مارك يروى لقيصر ما يراه في مصر من حضارة وتحضر وخاصة مكتبة الاسكندرية موضوع حديثنا في البحث هذا، ولذلك رغب يوليوس قيصر في بناء مكتبة كبرى تضارع أهمية مكتبة الاسكندرية، ورغبته أيضا في زيارة مصر، ومن هنا قويت العلاقات المصرية الرومية آنذاك.

ويقال في التاريخ البطلمى آنذاك بان اخو الملكة كليوباترا (بطليموس الخامس عشر) رغب في اخذ الحكم من اخته كليوباترا والتي خافت على عرشها واستدعت الروم في هذا الامر وبذلك نزل يوليوس قيصر الى مصر بمراكبه للدفاع عن عرشها ويقال بانه في هذا العام تم احراق مكتبة الاسكندرية؟؟ فهل أحرقت مكتبة الاسكندرية آنذاك بالفعل؟؟؟ ام كان حريقا عاديا وتم نجاة مكتبة الاسكندرية؟؟.

وبالفعل عند الوصول الى مدينة الإسكندرية وجد قيصر اكثر من 101 مركبة كانت تقف على الشاطئ لصد التعدى الرومى مما استدعى القيصر بإعلان حرق هذه المراكب وكانت راسية امام مكتبة الاسكندرية. وفعلا تم احراق الكثير من هذه المراكب ووصل امر بعض النيران منها الى مكتبة الاسكندرية ولكن سيظل السؤال المدوى هل احترقت المكتبة كاملة في هذه الواقعة ام كان حريقا بالفعل وتم انقاذ المكتبة؟؟ وفى الإجابة على هذا السؤال نتابع باقى الاحداث بدقة شديدة وبالتجول بين الكتب والاراء المختلفة.

ففي حقيقة الامر فان مكتبة الاسكندرية لم تحترق كاملا بل تم احراق جزء منها والكثير من أمهات الكتب ومنها مدونات الكاتب والمؤرخ المصرى القديم (مانيتون) اما المكتبة الصغرى في السرابيوم فلم تصاب بأذى.

والدليل على ذلك بانه تم ترميم مكتبة الاسكندرية بأمر من القيصر وكان المشرف على هذا الترميم مارك أنطونيو نفسه، وهو الذى اهدى المكتبة ولكليوباترا كتبا من مكتبة (برجاموم) تعويضاً لها عن احتراق مكتبة الاسكندرية وهكذا عادت مكتبة الاسكندرية للعمل.

الدليل الثانى بانه في هذه الاثناء أيضا كان امين مكتبة الاسكندرية (سوسيجنيوس) والذى اقترح على الملكة كليوباترا تخليد اسم يوليوس قيصر على ما فعله من انقاذ عرش مصر وما فعله في انقاذ مكتبة الاسكندرية. وكانت دولة روما حتى هذا العد في اختلاف شديد حول التقويم والتأريخ وهكذا. ولما علم قيصر بالامر رحب به كثيرا وبذلك تم عمل التقويم الرومى لأول مرة بكل دقة متناهية عما كان من قبل وتم ادخال اسم القيصر (يوليوس) في التقويم وهو الذى نعرفه باسم شهر (يولية الان).

وبعد مقتل القيصر تولى العرش من بعده ابن اخته القيصر اكتافيوس أغسطس والذى رغب في تخليد اسمه أيضا كما فعل خاله القيصر وخاصة بعد انتصاره على مصر وكليوباترا ومارك أنطونيو. وجعل الفلكيين في روما من واقع التقويم ادخال اسمه في شهور العام وظهر من هنا شهر (أغسطس) أيضا ويكون أطول أيام السنة مثل خاله.

وهكذا شرع أغسطس أيضا في بناء اول مكتبة عامة هامة في دولة روما بناء على رغبة خاله القيصر السابق وتم انشاء اول مكتبة في روما وتم تقسيمها الى قسمين، القسم الأول خاصة باليونانية والثانية باللاتينية. وادخل فيها فن التزيين الرومانى وهو وضع التماثيل العظيمة على الجدران. وتالفت المكتبة من عدد من الموظفين والخدم من العبيد، وقبل وفاة أغسطس كان قد أسس في روما ثلاثة مكتبات عامة، واطلال المكتبة الام مازالت توجد الى الان في روما. ويقال في تاريخ المكتبات بان هذه المكتبة الكبيرة الام قد تهدمت وسرقت متحوياتها مع سقوط امبراطورية روما.

وجود مكتبة الاسكندرية

مكتبة الاسكندرية كانت موجودة في عام 56 ميلاديا من الاحداث التاريخية التي تشهد بوجود وعظمة مكتبة الاسكندرية في القرن الأول الميلادى هو مخطوط (تيبيريوس كلاوديوس بالبيلوس).

مخطوط تيبيريوس كلاوديوس بالبيلوس
مخطوط تيبيريوس كلاوديوس بالبيلوس

وهو الذى يعرف باسم (تبيريوس الحكيم) وهو يونانى الأصل من مواليد الإسكندرية في عام 3 ميلاديا وتوفى في عام 79 ميلاديا. وكان باحثا ومنجما ووصل بعمله في العهد الرومانى الى مرتبة فارس وهى من اعلى المراتب الاجتماعية آنذاك. وفى عام 50 ميلاديا في عهد الامبراطور الرومى (كلاوديوس) تم تعينه مديرا لمكتبة الاسكندرية وكذلك كبير كهنة معبد (هيرمس) الذى كان يوجد في الإسكندرية أيضا، وظل في هاذين المنصبين حتى وفاته في عام 70 ميلاديا في عهد الامبراطور الرومى (جالبا) اى انه عاصر احداث مجنون روما نيرون وكتب عنه.

مكتبة الاسكندرية في القرن الثانى الميلادى

ومما يؤكد وجود المكتبة في القرن الثانى الميلادى كمنارة العلم والمعرفة على مستوى العالم هو العالم الاغريقى الشهير آنذاك (جالينوس). وهو طبيب اغريقى شهير ولد في عام 130 ميلاديا وتوفى في عام 200 ميلاديا، وتخصص في علم التشريح واثرت دراسته وكتاباته تاثيرا كبيرا في علم طب التشريح بأوروبا لاكثر من 13 قرنا من الزمان.

ومن المعروف بانه تلقى علومه في اليونان والإسكندرية ولقد كان احد الدارسين العلماء في مكتبة الاسكندرية لعدة أعوام حتى عاد الى بلاده اليونان (مدينة بيرجام القديمة وهى في تركيا والتي تعرف باسم برجاما) وكان ذلك في عام 162 م واسس عيادته الخاصة وعمل في التدريس والقاء المحاضرات والكتابة وكثيرا ما ذكر فضل ما تعلمه من كتب قيمة في مكتبة الاسكندرية.

تدمير مكتبة الاسكندرية

اول حادث موثق لتدمير مكتبة الاسكندرية في التاريخ وكان هذا الحدث في عام 256 م في عهد الامبراطور الرومى (كلاوديوس الثاني) حيث قامت احداث من الشعب ضد التعسف الرومانى وكان ذلك في الحى الملكى حيث توجد مكتبة الاسكندرية. وكذلك في عهد المبراطور (اوربيلانوس) مما دفع الكثير يلجأون الى معبد ومكتبة السرابيوم للاختباء بها. ويقال بانه في هذه الاحداث حدث بعد التدمير لمكتبة الاسكندرية ولكنها كنت موجودة أيضا

ثم تلا ذلك عصر الاضطهاد المسيحى وهو عصر موثق تاريخا بدون ادنى شك على الاطلاق وخاصة في عام 296 ميلاديا في عهد الامبراطور (دقلديانوس) حيث قتل الناس ودمر جانبا من المدينة وأمر باحراق جميع الكتب التى اعمل فيها النار دون شفقة.

وفى عام 391 ميلاديا بأمر ومرسوم من الامبراطور الرومى (ثيودوسيوس الأول) بتدمير مكتبة الاسكندرية وبالفعل تعرضت مكتبة الاسكندرية للاحراق والأضرار فادحة بلا مبالغة وكله موثق في التاريخ الرومى.

وهذه هي الحقيقة التاريخية بعد بحث وتجوال في تاريخ مكتبة الاسكندرية وان تدمير المكتبة بالفعل بدأ في هذا العصر وليس في عهد يوليوس قيصر كما ادعى البعض او عن طريق (عمرو بن العاص) وكما يدعى المغالطين في التاريخ لتشويه صورة الفتح الاسلامى على مصر. فالكوارث الحقة ضد مكتبة الاسكندرية بدأت في عهد دقلديانوس وتعرضت المدينة وخاصة الحى الملكى ومكتبة الاسكندرية لتدميرات كبيرة، بخلاف احراق الكثير من الكتب ومن هنا أصبحت مكتبة الاسكندرية ذكرى فقط بعد ستة قرون كاملة من التحضر والاشعاع الحضارى والعلمى في ذاك الامر.

مكتبة الاسكندرية في القرن الرابع الميلادى

ومع دخول تاريخ المكتبة في بداية القرن الرابع الميلادى ولاحداث مصرية كثيرة نجد في التوثيق التاريخى لعصور الاضطهاد المختلفة وبالأخص في مدينة الإسكندرية فنجد اشتعال نيران الثورات الدينية وهدم معبد القيصرون وابيد معه مكتبته والتى كان قد اهداها المسيحيون الى معبد السرابيوم بقيادة الاسسقف (ثيوفيلوس) الذى كان قد استصدر أمراً من الأمبراطور بتدمير المعبد بوحي فيه معقل التفكير الوثنى، فاعملوا فيه النيران ما استطاعوا من تدمير وتخريب ونهب ثم أمر بتحويل البناء الى كنيسة وارسل ما تبقى من الكتب الى روما والقسطنطينية.

وقد اثرت هذه الاحداث بطبيعة الحال في المزيد من التدمير والتخريب لمكتبة الاسكندرية وبذلك نقول بكل صدق وامانة تاريخية بان تاريخ مكتبة الاسكندرية ختم فعلا مع نهاية القرن الرابع الميلادى، واسدل الستار على اخر فصل من فصولها بعد أن ظلت على مدى ستة قرون كاملة منارة العلم والثقافة بجانب قرنا كاملا بين الاحداث والتخريب وبذلك يكون تاريخ مكتبة الاسكندرية بكل تدقيق سبعة قرون كاملة في عمر التاريخ.

وهكذا بكل صدق وامانة يمكن اغلاق الحديث في امر مكتبة الاسكندرية بكل دقة وتوثيق وننهى الجدل المثار دائما حول المكتبة بين المؤرخين والكتاب تحت مسمى (حريق مكتبة الاسكندرية) والذى نسبه البعض من المغالطين والحاقدين خطأ الى عمرو بن العاص بامر من الخليفة عمر بن الخطاب، وفى نفس الوقت أيضا نفى مؤرخون اخرون عنه هذه التهمة والحمد لله رب العالمين.

عمرو بن العاص ومكتبة الاسكندرية

عندما دخل عمرو بن العاص الى مصر لابد من التحرى الدقة الكاملة في الحديث عن مكتبة الاسكندرية لانه وكما سبق القول بان هذه المكتبة منذ القرن الرابع الميلادى ما كانت الا اطلال وما بها من كتب قيمة تم نقلها من قبل اما الى روما واما الى القسطنطينية وكانت شبه اطلال مهدمة ولا قيمة مطلقا لما ترك بها من كتب اذا كانت الكتب أصلا موجودة. ولنا ان تخيل ماكان متروك منذ ما يقرب من قرنين من الزمان وخاصة انها منذ قرنين شبه مكتبة او اطلال مكتبة.ومن ناحية أخرى نبحث ما المقصود من المكتبة آنذاك هل هي المكتبة الام الشهيرة ام المكتبة الصغرى في معبد السرابيوم؟؟وهذا سؤال تاريخى هام؟؟.

وننقل هنا ما كتب عن هذه الفترة من مؤرخين معاصرين الاحداث ومنهم العالم اللاهوتى (يوحنا فيلوبونوس) السكندرى والمعروف في التاريخ العربى الاسلامى في مصر باسم (يحيى النحوى) وكان طاعنا في السن آنذاك. وهو الذى رافق عمرو بن العاص وجادله في الكثير من الأمور السياسية والدينية وقبل حتى توقيع معاهدة الإسكندرية الشهيرة. فلقد روى هذا العالم اللاهوتى لعمرو بن العاص عن عظمة مكتبة الاسكندرية وتاريخها وما حدث بها من تدمير ولا قيمة لها الان الا من بعض البرديات والكتب الغير هامة على الاطلاق.

بل البعض منها او الكثير منها يوجد في مخزن مكتبة السرابيوم. ونجد من نص الحديث هذا بان المكتبة ذكرت كتاريخ وكان الموجود وما تبقى في مكتبة او مخازن السرابيوم وان الكتب القيمة تم نقلها من قبل الى روما والقسطنطينية، فكيف بعد هذا السرد يمكن لاحد ان يقول بان عمرو بن العاص هو مدمر مكتبة الاسكندرية؟؟ ويحكى فعلا بان عمرو بن العاص قد زار اطلال مكتبة الإسكندرية وكذلك ما تبقى من مكتبة السرابيوم او المخزن كما كان يطلق عليه من المصريين آنذاك.

وكان العالم اللاهوتى يحيى يرغب في مساعدة عمرو بن العاص في انقاذ ما يمكن إنقاذه او احياء مكتبة الاسكندرية، ولكن عمرو بن العاص رد عليه بقوله (أنه ليس بإمكانه التصرف دون أخذ مشورة عمرو بن الخطاب) وجاء رد عمرو بن الخطاب والذى قراه عمرو بن العاص امام هذا العالم وكل من كان موجودا في هذه الجلسة حيث كان رد الخليفة عمر بالنص (واما الكتب التي ذكرتها فان كان فيها ما يوافق كتاب الله ففي كتاب الله عنه غنى، وان كان فيها ما يخالف كتاب الله فلا حاجة بنا إليها) حتى في كتاب عمر بن الخطاب لا إشارة مطلقا الى تدمير او حتى احراق ما تبقى من هذه الكتب على الاطلاق يا اصحاب العقول والبحث الحقيقى في اغوار التاريخ.

ويقال أيضا في حقائق التاريخ بان عمرو بن العاص وزع هذه الكتب على حمامات الإسكندرية لاستخدامها في ايقاد النيران من اجل دفء الحمامات. وهنا نرد على الكذابين والافاقين الذين يهللون عن الكتب القيمة والتراث وما الى غير ذلك، ألم تقرأوا في صحيح التاريخ كيف نقلت هذه الكتب من قرون قبل ذلك الى روما او القسطنطينية يا أصحاب العقول؟؟ وانا هنا لا ادافع عن عمرو او عمر مطلقا بل ادافع عن حقائق التاريخ الغير مشكوك فيه على الاطلاق، لو كنتم حقا باحثين في حقائق التاريخ وحقائق الأمور.

ومن حقائق التاريخ نقول نعم لقد أحرقت ما تبقى من الكتب والتي هي أصلا بلا قيمة وكما قال العالم اللاهوتى واخرين آنذاك. وهذا هو أيضا ما كتبه وذكره (القفطى) وهو شيخ المؤرخين المصريين وخاصة في كتابه (المواعظ والاعتبار) حيث قال فيه بالنص بخصوص هذا الموضوع ((احرق العرب كتب مكتبة السرابيوم من اجل تدفئة الحمامات)) ولا ذكر مطلقا لمكتبة الاسكندرية، وكذلك قال (تقى الدين المقريزى) واخرين حتى ابن خلدون نفسه في القرن الخامس عشر كتب عن ذلك وانه ولا واحدا من هؤلاء كلهم أشار ولو بحرف واحد نحو مكتبة الاسكندرية او احراق مكتبة الاسكندرية او حتى تدمير مكتبة الاسكندرية لانها أصلا وكما في صحيح التاريخ كانت عبارة عن الاطلال وذكرى فقط وكما كتبنا في تاريخ المكتبة ههنا.

وبتوضيح حقيقى من كل هذا وبكل تدقيق ان الاحداث التي اثيرت حول مكتبة الاسكندرية منذ القرن الرابع كانت تشير الى شيئين لا ثالث لهما ونتحدى كل علماء التاريخ المغالطين في هذا الامر وهما:

الشئ الأول: ان مكتبة الاسكندرية منذ القرن الرابع الميلادى كانت اطلال ومبنى مهدم وما بها من كتب لا قيمة لها على الاطلاق.

الشئ الثانى: ان الحديث عن المكتبة كان المقصود به مكتبة السرابيوم وهى ملحق لمكتبة الإسكندرية او المكتبة الصغرى او المكتبة الابنة وكما عرفنا في التاريخ وحتى هذه أيضا وما بها من كتب فلا قيمة لها على الاطلاق وبشهادة الناس انفسهم المعاصرين لهذا العهد ومنهم العالم اللاهوتى يحيى نفسه وكما كتبنا.

ومن ناحية أخرى ظلت مكتبة السرابيوم موجودة حتى بعد احراق ما بها من كتب وهى نفسها المكتبة التي استخدمت كمكتبة مسيحية وحفظ بها أمهات الكتب المسيحية واليهودية كذلك بالإضافة الى بعضا من الكتب العلمية والتي كانت موجودة حتى القرن السادس الميلادى، وهذا يدل أيضا بأن عمرو بن العاص لم يهدم حتى هذه المكتبة بل احرق فقط ما بها من كتب لا قيمة لها وليس لها علاقة بكتب المسيحيين او اليهود.

وظلت الأمور هكذا الى حين الانتهاء من تأسيس كنيسة مصرية خالصة وبناء المكتبة الخاصة بها ونقل هذه الكتب الى هناك واصبح معبد ومكتبة السرابيوم ذكرى في التاريخ أيضا.

 

وهذا كان باختصار شديد التاريخ الموثق عن تاريخ مكتبة الاسكندرية بدون مغالاة او تحيز وبصدق وكما في الكتب الصحيحة والتجوال بين الآراء المختلفة التي تناولت هذا الموضوع منذ عهد يوليوس قيصر حتى نهاية القرن السادس الميلادى.

إحياء مكتبة الإسكندرية الجديدة

بعد اكثر من خمسة عشر قرنا من الزمان ومنذ انتهاء تاريخ مكتبة الإسكندرية تم اطلاق اشعاع فكرة احياء مكتبة الاسكندرية مرة أخرى، وللأسف الشديد تم نسب هذا الامر لزوجة الرئيس الأسبق حسنى مبارك وهى السيدة (سوزان مبارك) الان ان التاريخ لا يكذب ولا يتجمل ابدا وهى في حقيقة الامر ليست صاحبة هذه الفكرة ولا حتى التي دعت لها بالرغم من نسب الامر اليها حتى يومنا هذا.

صاحب فكرة احياء وانشاء مكتبة الاسكندرية الحقيقي

انه الدكتور مصطفى العبادى – أستاذ الاثار بجامعة الاسكندرية – وهو العضو الرئيسى في هذا المشروع العملاق وعلى مقربة من مكان المكتبة القديمة أيضا. وان مشروع مكتبة الاسكندرية الجديدة ليست مجرد مكتبة فقط بل مشروع ثقافى متكامل غير معه خريطة الإسكندرية بل وخريطة الثقافة المصرية أيضا بدون مبالغة حتى ولو لم يشعر بذلك الكثير من الناس.

ورغم أن د. العبادي لم ينل حقه في تسليط الضوء عليه كشاهد عيان وكأحد الجنود الذين رسموا الطريق من أجل إعادة إحياء هذا المشروع الضخم، بل إن البعض من رموز النظام المصري السابق يحاول سرقة هذا الإنجاز ونسبه لنفسه، إلا أنه سعيد تماما بما حققه وليس لديه أي مشكلة تجاه هؤلاء، لأنه يعرف أن التاريخ سينصفه ويعطيه حقه. ولقد بدا الحديث حول هذا الموضوع منذ عام 1990 سواء في المحافل الداخلية او المحافل الدولية حتى وصل الامر بمشروعه الى منظمة اليونيسكو نفسها.

افتتاح المكتبة رسميا في عام 2002

تم افتتاح المكتبة رسميا في عام 2002 وفى حضور شخصيات رسمية من الكثير من دول العالم وعلى راسهم رئيس فرنسا آنذاك، وللأسف الشديد لم يتم دعوة الدكتور مصطفى العبادى لهذا الافتتاح العظيم والكبير، وهكذا تم إعادة إحياء المكتبة في مشروع ضخم قامت به مصر بالإشتراك مع منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة.

وقدمت فرنسا أكبر صفقة ثقافية في تاريخ المكتبات هدية تصل إلى نصف مليون كتاب باللغة الفرنسية في عدة موضوعات مختلفة (علوم – آداب – تاريخ – جغرافيا – انثربولوجيا) إلي مكتبة الاسكندرية، ونتيجة لهذه الهدية ستكون مكتبة الاسكندرية المكتبة الفرانكفونية الثانية في العالم بعد مكتبة نيويورك في ثراء مجموعاتها باللغة الفرنسية بعد المكتبة القومية الفرنسية ومكتبة جنيف ومكتبة ليون بفرنسا ومكتبة لافال بكندا.

وتتفوق مكتبة الاسكندرية في مقتنياتها الفرنسية على جامعة مونتريال في كندا والتي تحتوى على 534 ألف كتاب ومكتبة الكونجرس التي تحتوى على 433 ألف كتاب ومكتبة هارفارد التي تحتوى على 509 ألف كتاب وجامعة اواتا بكندا، والتي تحتوى على 296 ألف كتاب والمكتبة القومية الكندية والتي تحتوى على 365 ألف كتاب والمكتبة الوطنية الفرنسية والتي تحتوى على 305 ألف كتاب. وأيضا تكون مكتبة الاسكندرية بهذا الإهداء المكتبة الرئيسية الأساسية للكتاب الفرنسي للشرق الأوسط والقارة الأفريقية.

مكتبة الاسكندرية الحديثة العملاقة واحدى مكتبات العالم الحديثان مكتبة الاسكندرية في حقيقة الامر ليست مجرد مكتبة فقط بل تحتوى على سبعة مكتبات رئيسية والعديد من المتاحف بخلاف قاعات المحاضرات والمؤتمرات ولذلك تحتوى مكتبة الاسكندرية على العديد والعديد ومحتواياتها على ما يلى بالتفصيل:

مكتبة المواد السمعية والبصرية

تشتمل مكتبة الوسائط المتعددة على أنواع مختلفة من الوسائل السمعية والبصرية. وتغطي المواد السمعية والبصرية موضوعات متنوعة: تعليمية، دينية، ثقافية، سياسية، تسجيلية، سينمائية .. بالإضافة الى بالإضافة إلى وسائل ذاتية لتعليم اللغات المختلفة وبرامج الكمبيوتر وغيرها من وسائل التعليم الذاتي في شتى المجالات. هذا وبالإضافة إلى تسجيلات لجميع المؤتمرات والحفلات الموسيقية والفنية والمعارض التي تتم في مكتبة الإسكندرية.

مكتبة المكفوفين (مكتبة طه حسين)

تمثل مكتبة طه حسين مفهوما جديدا يفتح آفاق جديدة للمكفوفين وضعاف البصر، وتمكنهم من الدخول إلى مصادر مكتبة الإسكندرية وأيضا مصادر الإنترنت.

مكتبة الطفل

وهي مخصصة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-12 عاما، وتهدف إلى تشجيع الأطفال علي القراءة وسبل البحث كما ًتهدف أيضا إلى إعداد الأطفال لاستخدام المكتبة الرئيسية في المستقبل بكل ما تحتويه من خدمات وإمكانيات.

مكتبة النشأ

وهي مكتبة متخصصة للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 12- 18 عاما، وتهدف إلى تأهيل النشئ وتدريبه على القراءة والبحث حتى يصبح كل منهم قادرا على استخدام كل الخدمات والمرافق الموجودة بالمكتبة الرئيسية حين يبلغ سن 18 عاما.

مكتبة المواد الميكروفيلمية

تتيح قاعة الإطلاع علي الميكروفيلم الفرصة للباحثين للإطلاع علي عدد من المخطوطات والوثائق المختلفة إلى جانب الصحف اليومية المصرية منذ تاريخ صدورها بالإضافة إلي مجموعة من الكتب الخاصة المتوفرة في صورة ميكروفيلم.

قاعة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة

انّ قاعة الإطلاع على الكتب النادرة تضمّ مجموعة الكتب النادرة التي تمتلكها مكتبة الإسكندرية والتي تمت طباعتها قبل عام 1920 بالإضافة إلي عدد من كتب مهداة ونسخ من كتب نادرة وطبعات محدودة. كما تضم قاعة الإطلاع على المخطوطات مجموعة من المخطوطات النادرة التي تمتلكها مكتبة الإسكندرية وهي مخطوطات ذات لغات مختلفة فمنها العربية والتركية والفارسية.

مكتبة الخرائط

تضم المكتبة اكثر من سبعة الاف خريطة تغطى جميع انحاء العالم مع التركيز بشكل خاص على الإسكندرية ومصر والدول العربية والدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط. وتتضمن المكتبة انواعا مختلفة من الخرائط مثل تفريد المدن، وخرائط العالم، والخرائط الطبوغرافية، والخرائط الجيولوجية، والخرائط الكنتورية وخرائط الطرق وخطوط المواصلات، والخرائط الموضوعية، وخرائط الملاحة البحرية والجوية، والصور الجوية والفضائية، كما تتضمن المكتبة أكثر من ٥٠٠ أطلسًا وعددًا من الكرات الأرضية.

ومن أهم مقتنيات المكتبة نسخة طبق الأصل للخريطة المجمعة التي قام بنشرها المجمع العلمي العراقي 1951م لخرائط كتاب (صورة الأرض) للشريف الإدريسي، والتي كان قد رسمها الإدريسي لملك سيسيليا روجر الثاني عام 1154م، وكذلك نسخة طبق الأصل لخريطة طبوغرافية مخطوطة للخليج العربي وبلاد ما بين النهرين تعود إلى القرن السابع عشر.

متحف الاثار

وتضم مجموعة المتحف عصورا مختلفة للحضارة المصرية بدءا من العصر الفرعوني حتى العصر الإسلامي مرورا بالحضارة اليونانية التي جاءت إلى مصر مع الإسكندر الأكبر، ويعرض المجموعة حوالي 1079 قطعة.

متحف المخطوطات

هو أحد المراكز الأكاديمية الملحقة بمكتبة الإسكندرية. وقد أنشئ هذا المتحف بموجب القرار الجمهوري رقم (269) لعام 2002، وقد جيء بالكثير من المخطوطات من مكتبة بلدية الإسكندرية، وينقسم المتحف الى الأقسام التالية:

أ- قسم الاوعية النادرة: المراد بالأوعية النادرة، نفائس المقتنيات المحفوظة في مكتبة الإسكندرية وهي: المخطوطات الأصلية، الكتب النادرة، الخرائط، العملات القديمة، المقتنيات الشخصية للمشاهير، الإهداءات النفيسة المقدمة للمكتبة، الوثائق.. وغير ذلك.

ب- قسم الميكروفيلم: تم إثراء محتوى القسم بمجموعات نادرة من المخطوطات والوثائق (قرابة ثلاثين ألف مخطوطة، وخمسين ألف وثيقة) يتكون هذا القسم من قاعة العرض المتحفى B1.

جـ- قسم العرض المتحفى: في قلب مكتبة الإسكندرية، ويعرض بها نفائس المخطوطات والكتب النادرة وغيرها من مقتنيات المكتبة النادرة.

متحف تاريخ العلوم

يعرض المُتحف تطور العلوم في مصر على مدى ثلاث فترات تاريخية متعاقبة تتكون منها الأقسام الرئيسية للمتحف وهي: القسم الفرعوني، والقسم اليوناني وقسم العلوم العربية والإسلامية.

متحف السادات

متحف السادات يعد الأول من نوعه عن الرئيس الراحل في مدينة الإسكندرية. وهو يأتي في إطار توثيق المكتبة لتاريخ مصر الحديث والمعاصر؛ حيث تم تخصيص جناح كامل له بجوار القبة السماوية يقع على مساحة ٢٦٠ مترا، وكان الافتتاح الرسمي له في عامك 2009

مركز علوم القبة السماوية

يتكون مركز علوم القبة السماوية من القبة السماوية ومتحف تاريخ العلوم الذي يقع داخل الهرم المقلوب أسفل القبة السماوية. صمم المتحف كوفاء للعلماء الذين أسهمت أعمالهم في نشر المعرفة العلمية. ويتضمن المركز أيضا قاعة استكشاف تقع بجانب القبة السماوية حيث يمكن للزائرين التفاعل مع المعارض آلتي تعنى بشتى الموضوعات العلمية وعلى وجه الخصوص في الفيزياء والفلك.

ويهدف مركز علوم القبة السماوية إلى نشر الثقافة العلمية والمعارض وورش العمل المتوفرة للزوار بصرف النظر عن السن والخلفية العلمية، وهكذا يرتقى بمفهوم كون مراكز العلوم أدوات تعليمية.

اهم المعلومات عن مكتبة الاسكندرية الحديثة

بلغت التكلفة النهائية للمشروع حوالي 117 مليون دولار.

قام بالعمل بها اشهر مهندسيين العالم وهم: كيتيل تورسون من النرويج – كريج ادوارد ديكر من المانيا كريستوف كابلر امريكى المانى الأصل – الدكتور مهندس ممدوح حمزة من مصر – المهندس مشهور غنيم من مصر – المهندس اجمد رشيد من مصر.

الشركة المنفذة الرئيسية شركة المقاولون العرب من مصر، وشركتين من ايطاليا.

مكتبة الاسكندرية قطعة رائعة من البناء المعمارى على احدث التكنولوجيا و قد شيدت للاحتفال بذكرى احياء مكتبة الأسكندرية القديمة. و التصميم المعمارى عبارة عن مبنى أسطوانى غاطس فى منتصف المسافة بالارض عندما تشرق الشمس من الارض. وتمت تكسية الجدران المحيط بالمكتبة بجرانيت أسواني غير لامع مع الحفر عليه بعلامات واحرف تمثل الأبجدية.

المراجع التي تم الرجوع اليه

  • مكتبة الاسكندرية الحريق والاحياء – الأستاذ عبد العزيز خليفة اصدار عام 2002.
  • هل احرق عمرو بن العاص مكتبة الاسكندرية – د.نبيل لوقا بباوى عام 2003.
  • مكتبة الاسكندرية القديمة – الدكتور مصطفى العبادى 1977.
  • مقالات مختلفة وآراء ومحاضرات تخص هذا الموضوع.



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-