الجديد

الإله أتوم في الحضارة المصرية القديمة (بحث كامل)

يعد الإله أتوم أقدم إله في العقيدة المصرية القديمة على الاطلاق، ولكن من الخالق الاصلى اتوم ام بتاح؟؟ وما هو صحيح العقيدة المصرية القديمة! هذا ما سنجيب عنه فى السطور التالية، والمعلومات القادمة عن الإله أتوم.

الإله أتوم في الحضارة المصرية القديمة (بحث كامل)

يعنى إسم الإله أتوم فى اللغة المصرية القديمة الكامل أو التام، ومركز العبادة الرئيسى لأتوم فى عين شمس (المقاطعة الثالثة عشر)، ورمزه هو التل الأزلى، وليس له والدان فهو ذاتى الخلق اى خلق من النون.

مقدمة مبسطة في الالهه المصرية

من العجب الحضارى في العقيدة المصرية القديمة وخاصة في موضوع الخليقة نفسها نجد تناقض واضح في الخليقة، وخاصة بين الهين وهما اتوم وبتاح، وهذا ما يؤكد مقولتى الدائمة بانه لابد من ترميم التاريخ وإظهار الحقائق المثبتة فقط، ومن المواثيق المصرية القديمة وليس تلك التي كتبت في العهد البطلمى.

ففي اصل الخليقة كان (نون) وهو الماء الازلى والذى خلق منه الاله كل شيء حى وخلق السماء والأرض وما الى اخره. ومن هذا المنطلق لابد من دراسة تلك الجزئية الدقيقة بكل دقة وتفصيل لان ما كتب في اصل الخليقة في مصر القديمة من الجذور يتناسب الى حد كبير بدون شك مع ما ظهر في الكتب السماوية مثل التوراة والانجيل والقرأن، وليست تلك الخليقة التي كتبت في عهد البطالمة فافسدت التاريخ والحقائق.

قصة خلق الكون بين العقيدة المصرية وبين الكتب السماوية

سأسرد ههنا قصص الخلق فى الفكر المصرى القديم والكتب السماوية

قصة خلق الكون في نصوص العقيدة المصرية القديمة الأصلية

في الأصل كان النون ثم ظهر الإله أتوم ذاتى الخلق والذى خلق من النون. ومعنى ذلك بان هناك قوة خالقة اكبر من اتوم نفسه وهذه القوة هي صاحبة النون او التي خلقت النون من الأصل، اى ان هذه القوة هي الاله الخفى الذى اوجد نفسه بنفسه قبل خلق اى شيء في هذا الكون الفسيح وقبل خلق اتوم نفسه.

ووجد الإله أتوم نفسه وحيدا فقرر أن يخلق أبنائه الآلهه من نفسه المبجله. فأخذ بيده كميه من مَنِيه ووضعها فى فمه وبين أسنانه وشفتيه، ثم عطس فكان الإله الذكر (شو) إله الهواء ثم تفل فكانت الإلهه الأنثى (تفنوت) ربة الرطوبة، فكان شو وتفنوت على التل الازلى بينما ظل اتوم في المياه المقدسة.

وحينما أرادا البقاء مع (اتوم) فى المياه المقدسه إنفصلا فى أحراش تلك المياه اللانهائيه، فأرسل (اتوم) عينه لتأتى بهما، فعندما عاد شو وتفنوت إلى أبيهم اتوم سالت دموعه و من هذه الدموع المقدسة أتى البشر. ثم تناسل شو و تفنوت فأنجبا (جب) إله الأرض و(نوت) ربة السماء، فكانا يعيشان مع والديهما فى المياه المقدسة.

وعلم (أتوم) أن (جب) تزوج (نوت) بدون علمه فقرر فصلهما عن بعض تماماً، فأمر (شو) أن يكون الفاصل بينهما حيث يكون (جب) فى الأسفل و (نوت) فى الأعلى ولا يلتقون إلا عند غروب الشمس، فيظلوا متعانقين حتى شروق الشمس التالى، ومن هنا ارتبطت الشمس (رع) بأتوم منذ بداية الخليقة، وان اتوم بهذا المعنى يعتبر خالق الشمس بأمر من صاحب قوة النون ثم خلق كل شىء.

ثم ينهض شو بينهم و يضع نوت على أربع أعمدة حتى المساء ليسمح بعبور رع فى جسدها، ويتكرر هذا كل يوم حيث يصل (اتوم) بمركبته إلى اعلى بطن (نوت) فقرر (شو) أن يزين بطنها بالنجوم التى تظهر ليلا، وأنجبت (نوت) و(أوزوريس) إله الخضرة و(إيزيس) ربة الانوثة و(ست) إله الصحراء و(نفتيس) ربة منزل الآلهه المقدس.

قصة خلق الكون في شروح التوراة القديمة الاصلية

ونجد في سفر التكوين في التوراة الاقتباس الكامل من النص المصرى القديم حيث نجد في سفر التكوين الاصحاح 3:

((وروح يهوه تهب على وجه الماء))

الاصحاح 7 حتى 9

((يكون فلك فى وسط الماء ليكون مميزا بين ماء وماء. وصنع يهوه الفلك، وفصل بين الماء الذى من تحت الفلك وبين الماء الذى فوق الفلك وكان كذلك، وسمى يهوه الفلك هواء))

قصة خلق الكون فى النصوص التوراتية العبرانية والتى يسميها المسيحيون العهد القديم

فنجد أيضا الاقتباس الواضح من قصة الخلق المصرية القديمة مع اختلاف لفظى بسيط حيث اصحاح 3 يقول:

((وروح الله يرف على وجه الماء))

الاصحاح 1 من سفر التكوين 6 و7

((وقال الله: ليكن جلد فى وسط المياه ويكون فاصلا بين مياه ومياه. فعمل الله الجلد و فصل بين المياه التى تحت الجلد والمياه التى فوق الجلد وكان كذلك. ودعا الله الجلد سماء وكان مساء وكان صباح اليوم الثانى)).

وفى شرح دقيق للخليقة من شروح البابا السابق (شنودة الثالث)، حيث قال بالنص الحرفى في شرحه لهذه الجزئية من الخليقة:

((هنا تم تقديم المياه لانها الأصل والمنشأ، وهذا الجلد الذى يفصل ما بين المياه هو الرياح وهذا يحمل مفهوما روحيا حيث يجب على الإنسان أن يتقبل مياه الروح القدس العلوية الواهبه للحياة ويسمو فوق المياه التى هى فى الأسفل، مياه البحر المالحه التى من يشرب منها يزيد عطشه))

خلق الكون فى النصوص القرآنية الكريمة

ونجد في الكثير من الايات القرانية الخاصة بالخلق ما يؤكد هذا المفهوم أيضا حيث قال تعالى في سورة الأنبياء الاية 30

((أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوآ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَىْءٍ حَىٍّ))

وكذلك قال تعالى فى سورة الرعد الآيه 2

((اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا))

ومعنى ذلك بكل بوضوح ان تعبير السموات والأرض كانتا رتقا ففتقهما سبحانه وتعالى، اى ان كلا من السماء والأرض كانتا متصلين ببعضهما اى في حالة من التلاصق والتراكم بعضهم البعض. وفصل سبحانه وتعالى السماء عن الأرض، وان الذى فصل بينهما هو الهواء، وأمر الله السماوات أن تمطر وان تنبت الأرض بفيض مائها وهذا ما يتضح من تعبير ((وجعلنا من الماء كل شئ حى)) ثم رفع السماء بدون عمد ترونها. ومن هذا كله يتضح توافق الخليقة الأولى في كلا من الكتب السماوية وبين نصوص الحضارة المصرية القدمية، حيث النون والشمس والسماء والأرض والهواء.

واذا تماشينا في هذا مع النصوص المصرية القديمة حيث الالهة والمسميات المختلفة يتبادر الى فكرنا الان سؤالا واضحا وضوح الشمس، ما هى علاقة بتاح أصلا بهذه الخليقة والتي هي في الأصل النون ثم ظهور أتوم؟، فأين كان حتى ههنا دور بتاح أصلا وكما في الخليقة انها ظهرت أصلا مع العصر البطلمى والتى اخذ منه الكثير والكثير من العلماء الأصل في العقيدة المصرية القديمة وليس من النص الاصلى المصرى القديم!!!.

الإله أتوم والنشأة والتل الازلى

في البحث الحقيقى عن الالهة المصرية القديمة وخاصة للاله اتوم وطبقا لاقدم نظرية خليقة في البشرية جمعاء نجد ما يعرف الان باسم نظرية هليوبليس للخليقة او نظرية (اون) وهى بدون منازع او شك اول نص بشرى مكتوب وموثق عن الخليقة وقبل حتى خلق البشر.

وفى هذه النظرية اعتبر اتوم رب الارباب والمظهر الأول للشمس او رب الشمس ونظر اليه على انه الاله الازلى الأكبر والاقدم وذلك وفقا لنظرية عين شمس. وقد ارتفعت مكانته وأهميته بطبيعة الحال وفقاً لنظرية (عين شمس) في تفسير نشأة الكون، ثم تم توحيده مع الشمس (رع) وسمى كذلك أتوم رع. وقد نسب إليه كذلك خلق آلهة تاسوع عين شمس، وانه قد خلق اول إلهين من نفسه وهما شو وتفنوت.

نظرية الخلق كما في تاسوع هليوبليس او عين شمس
نظرية الخلق كما في تاسوع هليوبليس او عين شمس

وهكذا اعتقد المصريون القدماء بان اتوم خلق نفسه من نفسه على قمة التل الازلى الموجود في المحيط الازلى المسمى (نون او نوو) معلنا بدء الوجود والخليقة. وهكذا عندما ظهر اتوم فوق التل الازلى خلق الضياء وهى الشمس وصور لأول مرة في صورة الطائر المسمى (بنو).

ثم اصبح اتوم إله عين شمس وهى المقاطعة الثالثة عشر في أقاليم مصر القديمة، ومن ثم تم خلق باقى الالهة وكما هو معروف. وقد مثل اتوم في هيئة ادمية جالساً فوق عرشه، ويضع على رأسه التاج المزدوج. وأحياناً ما كان يصور في هيئة الثعبان استناداً إلى طبيعته الأزلية كرب خالق، أو قد يصوَّر في هيئة أسد، أو ثور، أو في هيئة السحلية.

واستمرت أهمية الإله أتوم وعلاقته بالملك عبر كل العصور المصرية القديمة، وذلك ما تؤكده نصوص إحدى البرديات المؤرخة بالعصر المتأخر، والمحفوظة حالياً بمتحف (بروكلين) اذ تشير هذه البردية إلى أهمية الإله ودوره في عيد بداية العام، والذى يعاد التأكيد فيه على دور الملك.

وفى العصور المتأخرة كانت بعض التمائم بهيئة (السِّحلية) تعلق في دلاية حول الرقبة باعتبارها من رموز هذا المعبود. وكذلك يشير النص من كتاب الموتى رقم 148 ((الى رغبة المتوفى في ان يكون بالقرب من أتوم حتى يكتسب منه قوته وليجعله قويا بالقرب من اتوم)).

والسؤال ههنا الى كل الدارسين والمدرسين للعقدية المصرية القديمة ما هو دور الاله بتاح في حقيقة الامر!!

فمن الأمور المؤكدة الناتجة من خلط الأوراق في العصر البطلمى وخاصة من جهة الاله بتاح حيث نجدهم يقولون بان ((الاله بتاح يكان يعبد في منف وكان يرى على أنه والد أتوم وانه هو الخالق او اصل الخليقة وفى صورة أخرى نجدهم يقولون بان بتاح بصورة ادق كان والد نفرتوم ابن اتوم)).

وفى صورة أخرى قالوا: ولما كان پتاح هو الربوة المقدسة، وكلمته بدأت الوجود، فقد اعتُبر إله بطيبة الحرفيين، وخصوصا الحرف الحجرية. ونتيجة لارتباط الحرف الحجرية بالمقابر وارتباط المقابر الملكية. فإن الحرفيين اعتبروا أنه يحكم مصائرهم وبما ان الحرفيين هم اول خليقة بشرية فانه اصبح اله البعث، ولما كان سكر كإله أيضا للحرفيين والبعث كذلك فلقد وحدهم المصريين القدماء في إله واحد وهو (بتاح سوكر)، وهكذا دخلت اللخبطة البطلمية في لب واساس العقيدة المصرية القديمة.

بل هناك نصوص غريبة الأصل أيضا وتعود الى العصر البطلمى والتي هي أيضا مأخذوة من العصور المتاخرة المصرية والتي تخص الاله بتاح حيث تقول هذه النصوص بأن ((الاله بتاح نادى على الدنيا الى الوجود بعدما رأى الخليقة في قلبه اثناء منامه)).

ونجد دليلا على ذلك في لوح او حجر الملك شباكة النوبى حيث نصوص الاله بتاح التي نادى على الدنيا فان معنى ذلك فانه الاله الفاتح، وانه يمثل طقسة فتحة الفم التي كان يؤديها الكهنة في الجنازات لان الاله بتاح هو اول فاتح للفم عندما نادى على الدينا ثم ليحكم خلقه وهو جالس فوق اتوم، وان طقسة فتحة الفم كان اول من بدأها كان الاله بتاح في الربوة المقدسة.

بل تغالى بعض الكهنة في وصف الاله بتاح حيث قالوا بالنص في هذا العصر النوبى ((ولما كان پتاح هو الربوة المقدسة وكلمته بدأت الوجود، فقد اعتُبر إله الحرفيين، وخصوصا الحرف الحجرية. ونتيجة لارتباط الحرف الحجرية بالمقابر وارتباط المقابر الملكية بطيبة، فإن الحرفيين اعتبروا أنه يحكم مصائرهم، بل وجعل بتاح ايضا آنذاك الها للبعث)).

الا تلاحظ معى ههنا الفروق في الشرح بين الحقيقة والمضاف الى الحقيقة ليحول الامر الدينى الى هوى وشروح من كهنة هم أصلا ابعد ما يكونوا عن التفكر والتدبر في اصل نشاة الكون، وان في الأصل المصرى القديم الحقيقى هو اتوم وليس بتاح على اى حال من الاحول.

وهى حقائق شديدة الوضوح وتأكد على فكرتى التي انادى بها دائما وهى ترميم التاريخ، وإظهار التاريخ المصرى الحقيقى بدون اية إضافات العصر المتاخر او العصر البطلمى، وهذا ليس في العقيدة المصرية فقط بل وفى أمور كثيرة وضحت الكثير والكثير منها في كتابى ترميم التاريخ.

الملك حور محب يركع امام الاله اتوم ويقدم له القرابين
الملك حور محب يركع امام الاله اتوم ويقدم له القرابين

أصل الكون والخليقة كما في العقيدة المصرية الصحيحة

النون، ثم، اتوم، ثم الشمس (رع)

النون

هو الازل او بداية البدايات او العدم او المحيط الازلى وهو الماء الذى لا نهاية له، وكان قبل وجود الحياة او الكون باسره، وهناك قوة جبارة اوجدت هذا النون ولكن لم يشار ابدا الى ما قبل النون او خالق هذا النون. وهكذا كان الكون الازلى قبل الخليقة. ولكن في الحضارة المصرية القديمة نجد ظهور إلها يسمى (أتوم) وهو اصل وفصل الخلائق كلها ولذلك فان معنى اتوم في اللغة المصرية القديمة تعنى (الكامل او التام).

الإله أتوم

هو الذى اوجد نفسه بنفسه من النون واوجد الشمس التي هي عينه الذى تجسد في الاله (رع) وامكن توزيع الضوء على كل الكون او في (الفراغ الكونى) بأسلوب عصرنا الحديث العلمى. وهكذا أضىء الكون كله، واهمية الشمس في دورة الحياة منذ الخليقة الأولى.

صورة الإله أتوم في صورة ثعبان
صورة الإله أتوم في صورة ثعبان

الشمس (رع)

رع هو إله الشمس لدى المصريين القدماء، وقد كان رع إلها رئيسا في الدين المصري القديم في عصر الأسرة الخامسة خلال القرنين 24 و25 ق.م، وكان يرمز إليه بقرص الشمس وقت الظهيرة. في عصور لاحقة في تاريخ الأسر المصرية الحاكمة، ضم (رع) إلى الإله (حورس) ليصبح اسمه (رع حور اختي) بمعنى ان رع هو حورس في الأفق. وكان يعتقد بان رع هو الاله الحاكم في كل انحاء العالمين اى في الأرض والسماء.

وكذلك في عصر الرعامسة اتحد مع امون ليصبح (امون رع) وان كانت جذور هذه العقيدة ظهرت في عصر العمارنة وقمع الملك اخناتون طائفة رع ومذهب امون رع، وهذا موضوع دينى اخر. وبرجوعنا في اصل الخليقة واصل نشأة الشمس نفسها وكما تم التوضيح سابقا، نقول ههنا سؤالا هاما لجميع المسئولين والباحثين في العقيدة المصرية القديمة، كيف يتأتى الفكر بعبادة الشمس وخاصة انها ليست اصل الخليقة بل هي أصلا مخلوقة من اتوم؟؟ ألا يحتاج هذا الى فكر مستنير وترجمات واضحة للعقيدة المصرية القديمة وترميم التاريخ؟؟.

وهذا يؤكد من ناحية أخرى بان ما كتب أيضا في عصر الدولة الحديثة من حيث قصة هلاك البشرية او اسطورة البقرة المقدسة، والتأمر على رع وما الى اخره كان ناتج فكر كهنوتى بحت ومن مخيلة كهنة هم ابعد ما يكونوا عن صحيح التاريخ من ناحية الشمس (رع) والعقيدة المصرية القديمة.

ولذلك انادى بتصحيح مفهوم العقيدة المصرية القديمة منذ الجذور الأولى ومع بداية نصوص الاهرام لنصل الى الحقائق الكاملة بعيدا عن الاساطير او القصص المضافة للعقيدة المصرية القديمة، لانه في اسطورة البقرة السماوية اطلق المصريين على انفسهم لأول مرة في التاريخ اسم ((انعام رع)) وهذا وصف نقرأه لأول مرة في التاريخ المصرى القديم، وهذا ما دفع أيضا بعض حكماء الرومان وكتابهم يطلقون على المصرى القديم صفات لم تكن في صحيح تاريخ المصرى القديم على الاطلاق.

ونفهم من هذا كله من صحيح التاريخ المصرى القديم من ناحية العقيدة بان هناك اهم ثلاثة في الخليقة منذ الازل وهم (النون وأتوم ورع) ومنها نستطيع ان نفهم كونية الالهة الأخرى وكيف انبثقت من النون او من اوجد نفسه من النون وهو اتوم ثم أهمية الشمس ودورة الحياة الأولى وقبل حتى خلق البشر والنجوم والسماء والقمر وما الى غير ذلك.

وبعد اكتمال الخليقة اصبح رع يمثل الشمس في مرحلة الشروق واتوم الموجود في التل الازلى يمثل الشمس في مرحلة الغروب وان معنى لفظ (رع اتوم) فيمثل الولادة الجديدة اليومية للشمس وبداية يوم جديد في درب الحياة على الأرض. وكان التعظيم للربوة المقدسة في قصة بدء الخليقة تعرف حرفيا بالاسم (تا-تنن) ومعناها: الأرض المرفوعة) أو تانن (الأرض المغمورة).

وعندما انحصرت المياه التي تغطى الأرض ومست اشعة الشمس اول بقعة يابسة انحسرت عنها المياه، اتخذت شكلا ماديا مكونة حجر مرتفع اسمه (بن بن) في مدينة اون المقدسة وأول مدينة قدست في التاريخ المصرى القديم، وأصبحت هذه الأرض موضع تبجيل ومهد الخليقة.

وكانت تلك الاشعة الشمسية او اشعة (رع) الأساس والفيض في خلق الجيل الأول من الالهة مثل شو وتفنوت ثم نوت وجب وهكذا، حتى تم في الاخر خلق الانسان لينزل الى الأرض ويعيش في ارض الالهة (مصر) وهى حياة موقوتة ولها نهاية ليعود الى عالمه الحقيقى وهو عالم الاخرة وهو عالم الأبدية بلا نهاية.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-