الجديد

منطقة آثار اسطبل عنتر

تقع منطقة آثار اسطبل عنتر نحو الشمال من مقابر بنى حسن الشرقية، بمحافظة المنيا، وتضم العديد من المواقع الأثرية الهامة، والتى من بينها معبد باخت الكبير، والصغير.

منطقة آثار اسطبل عنتر

معبد باخت الكبير (الإسطبل الكبير)

يوجد معبد باخت الكبير فى منطقة آثار اسطبل عنتر، ويطلق عليه البعض إسم الإسطبل الكبير، وينقسم هذا المعبد معمارياً بإختصار الى بهو مستعرض به صفين من الدعامات مربعة الشكل، ثم ممر ضيق يؤدى الى حجرة صغيرة كانت بمثابة قدس أقداس المعبد، يوجد فى جدارها الجنوبى كوة مستطيلة الشكل، ربما كانت تستخدم لوضع تمثال المعبودة باخت (حالياً الكوة خاوية تماماً لا يوجد بها شىء)، ويوجد على جانبيها نصوص تعود لعهد الملك “من ماعت رع” (سيتى الأول).

شيدت حتشبسوت هذا المعبد، كما أشارت فى النصوص أنها قامت بترميم ما خربه الهكسوس، ثم قام تحوتمس الثالث بتدمير نقوشها هناك، كما أضاف سيتى الأول بعض الإضافات بالمعبد ونسبها لنفسه.

وكما ذكرت من قبل فالمعبد ينقسم معمارياً الى بهو يمتد بإتجاه شرقى غربى ويرفع سقفه ثمان دعامات مربعة الشكل، لم يبق منها إلا ثلاث دعامات فقط، ولا أدرى هل هناك علاقة لعدد الدعامات مع ثامون الأشمونين أم لا فهذا غير واضح؟ وقد ذكرت ذلك بناءً على أنها من المعبودات التى ارتبطت بالقمر والشمس، بالإضافة الى النجم سوبدت.

يلاحظ وجود بقايا نصوص هيروغليفية على الدعامات تختص بالملكين تحوتمس الثالث، وسيتى الأول، بعد ذلك يمر الداخل من خلال الممر المؤدى الى الحجرة الثانية التى يوجد بجدارها الجنوبى الكوة التى كان يوضع بها تمثال باخت.

معبد باخت الصغير (معبد الأسكندر الثانى)

يوجد معبد باخت الصغير فى منطقة آثار اسطبل عنتر، ويطلق عليه البعض اسم الإسطبل الصغير، وتم نحته غرب المعبد الكبير سالف الذكر ويعود الى عهد الاسكندر الثانى بن الاسكندر الأكبر وزوجته فارسية الأصل “روكسانا”، هذا الكهف بالطبع أسوأ حالاً من الكهف الكبير أو المعبد الكبير، وربما يعود ذلك الى عـدم إكتمال البناء قديماً، ومن المستبعد أن السبب هو إستخدام المنطقة بالكامل كمحجر، أو تدميره عمداً كما يعتقد البعض.

يظهر على الجانب الأيمن للعتب فوق المدخل الرئيسى للمعبد ثلاثة مناظر للملك، وهو متعبداً للمعبود شو، ثم نراه يقدم قربان العدالة فى صورتها ماعت الى المعبودة “باخت”، ثم يظهر متعبداً لعدد من المعبودات المصرية، بينما يظهر الملك على الجانب الأيسر للعتب الخارجى متعبداً للمعبود آمون رع، ثم حور، بينما يصوره ثالث هذه المناظر يقوم بتقديم قربان العدالة فى صورتها ماعت كقربان للمعبودة باخت مرة أخرى.

جدير بالذكر أنه تم إستخدام تلك المنطقة بأكملها بمثابة محاجر فى العصر الرومانى، كما كانت ملاذاً للمسيحيين، حيث أقاموا بعض الكنائس، وخلفوا لنا بعض الكتابات والنقوش القبطية، التى يظهر بينها الصليب كعنصر اساسى، ومناظر الملائكة، وأسماء القديسين.

جبانة العصر المتأخر في منطقة آثار اسطبل عنتر

يوجد عدد من المقابر التى تؤرخ بداية من عصر الأسرة الثانية والعشرين، وتمتد فى تأريخها حتى عصر الأسرة السادسة والعشرين (العصر الصاوى)، كما تم العثور على كثير من جبانات خاصة بدفنات الرمز المقدس للمعبودة باخت من مختلف العصور، وكلها كانت مشيدة بالطوب اللبن، والتى عادة ما تظهر جثتها ملتفة بالكتان، ومحلاة بقطع من الحلى والتمائم الذهبية وأحياناً الأحجار نصف كريمة، والتى كانت هدف لصوص الآثار.

ولا حظنا أنه تم الإعتداء على المنطقة بإستخدام الأسلحة النارية، ونبش هذه الجبانات أثناء الإنفلات الأمنى والإضطرابات التى سادت إبان ثورة يناير 2011م، بغرض التكسب السريع، وكانت الطريقة هى، نبش الدفنة وسرقة المحتويات الذهبية الثمينة ثم إلقاء الجثة فى الرمال، وقد رأيت بنفسى آثار التعديات بينما كنت بمرافقة مفتش آثار أبو قرقاص، السيد الاستاذ/ رضا صلاح عبد الغنى، والمسجل معى لدرجة الماجستير بعنوان: “المعبودة باخت فى منطقة آثـار بنى حسن”.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-