الجديد

تكذيب الأميرة الهاربة إبنة إخناتون - بحث اثري كامل

بحث مفصل وكامل حول موضوع الأميرة الهاربة إبنة إخناتون ردا على البحث الاسكتلندى، والكتب التي تؤكد ذلك خطأ، الأميرة المصرية الهاربة سكوتا ليست ابنة إخناتون وتكذيب ذلك دوليا.

تكذيب الأميرة الهاربة إبنة إخناتون - بحث اثري كامل

ان التاريخ الحق ليس مجرد فكرة ترويجية سواء كانت حقيقة او خيال، بل التاريخ هو وثائق مدونة بحقائق، وان كان القدماء لا يكذبون ثم لماذا يكذبون؟ لو كان الامر ليس له علاقة بالسياسة او الاقتصاد. فالقدماء من رواه التاريخ قد يجملون تاريخهم وقد يتحيزون لتاريخهم، ولكنهم لا يكذبون؟

مقدمة كاملة للبحث الاسكتلندى عن الأميرة الهاربة إبنة إخناتون

انا اكتب هذا الكلام الان بعد اختيارى منذ شهور عضوا في هيئة اليونيسكو لمنظمة سيوف للاثار والفنون، قد طلب منى عمل بحثا كاملا لشىء اسمعه لأول مرة في عمرى هذا وهو ان اصل كلمة (اسكوتلندا) مصري، وانه اسم مأخوذ من الأميرة (سكوتا) وهى ابنة إخناتون، وامها الملكة نفرتيتى والتي هربت من مصر، ووصلت الى سواحل اسكوتلندا وبدأت تأسيس حضارتها هناك؟

هذا الامر شدنى بشدة وان كان فرحة مضافة الى تاريخنا المصرى الغير معلوم ولكننى كما يعلم الكثيرين لا احب مطلقا بان احمل التاريخ المصرى ما فوق طاقته لان التحميل والغرور التاريخى قد يكون له اثار عكسية على عكس المتوقع وخاصة لتاريخنا المصرى القديم، والذى لا يسلم دائما من اتهامات سواء كانت سلبية او إيجابية.

ومن هنا تاتى دائما المخاطر الكبرى من هذا التحميل الحضارى الذى اقصده وخاصة موضوعنا هذا، ومن اين يمكن للانسان ان يستقى مصادره الاصلية وخاصة ان لا ذكر مصري على الاطلاق لمنطقة اسكوتلندا او حتى بريطانيا نفسها في التاريخ المصرى وبالأخص في عهد الملك إخناتون والملكة نفرتيتى. وايضا تلك الأميرة الإبنة الهاربة، وكيف عرفت آنذاك الطريق الى اسكوتلندا على وجه الخصوص ولقد مرت بمنطقة اسبانيا مثلا في الإبحار وكذلك فرنسا والبرتغال بل وجزيرة بريطانيا نفسها، ولماذا تلك المنطقة الا بعد وهى اسكوتلندا؟

كلها تساؤلات مع الكثير من الحيرة والتعجب، وكيف تكون البداية والى اى مرجع اعود له أصلا في هذا الموضوع، مع اننى وكما عرفت هناك الكثيرين من علماء اسكوتلندا يتحدثون عن ذلك، ومازالوا يتحاورون ويدرسون، وان هذا الموضوع فتح اصلا ولأول مرة هناك منذ عام 1937، وكما هي العادة في بحثى دائما بان ابدا من الجذور الاصلية ثم ابحث بين طياتها للوصول الى الحقيقة الكاملة في هذا الامر من هنا كانت البداية.

البداية والقصة وكما في الفكر الانجليزى وعلماء اسكوتلندا

يقول ويصمم بعض العلماء الانجليز بانها قصة حقيقية وان هناك مخطوط قديم في أصول الشعب الاسكتلندي ويقول النص في هذا المخطوط قصة الأميرة المصرية سكوتا وهى اصل الشعب الاسكتلندى تاريخيا وملخص القصة ((ان الأميرة المصرية سكوتا هي ابنة إخناتون التي فرت من مصر هربا من الثورة على والدها الى اليونان حيث التقت بقائد يونانى وهو (جاسيلوس) وتزوجته ثم انتقلوا إلى اسكتلندا ثم طردوا منها إلى إيرلندا. وهناك شكلت سكوتا وزوجها إمارة وأصبحوا هم ملوكها قبل أن يعودوا لغزو اسكتلندا والاستقرار فيها لتسمى الأرض باسمها. وعرفت آنذاك بارض سكوتا وهى تعنى الأميرة الفرعونية الهاربة)).

ولذلك منذ اكثر من عشرة سنوات مازال العالماء الانجليز يبحثون ويحاولون اكتشاف قبر تلك الأميرة الغامضة ابنة إخناتون ونفرتيتي، والتي يعتقد أنها الابنة الكبرى. حلم كل الأثاريين الإنجليز، حلم لن يتطوع أحدهم ليؤكد بمصرية الأرض. تلك الأميرة التي قامت أثناء بدايات حكمها قبل الاستيطان في اسكوتلاندا بتقسيم إيرلندا إلى إقليم شمالي وجنوبي تربطهما مدينة مركزية تماماً كما كان النظام في مصر، بل واستنت وادياً للملوك يدفنون فيه في تل (تارا) وتل تارا يوجد في مقاطعة (ميث) في ايرلندا، ومازال الحفر والبحث جاريا هناك حتى الان.

بل الاغرب ان هناك باحثة انجليزية ذكرت بان مانيتون قد كتب عن هذا أيضا، ولكن من الغربب سواء كانت هى او الاخرين الذين ادعوا المخطوط القديم لم يظهروه للعالم وكانهم خائفون من شيء ما، مع انهم هم انفسهم من يروجون الى مثل تلك الأفكار، ولا ادرى لماذا لا يظهرون كل ذلك للعلماء الاخرين وقد يكون كلامهم على صواب او على خطأ والله هو العليم الحكيم بالامر كله والغرض من كل ذلك!! المهم فان هذه الباحثة الإنجليزية تدعى (لورين إيفانز) وقالت بالنص وكما في مخطوط مانيتون كما تدعى ((أن الأميرة سكوتا هي نفسها الملكة عنخ إس أن أمون، الابنة الكبرى لأخنآتون ونفرتيتي وأرملة توت عنخ آمون)).

ومن قبلها كما في التاريخ الاسكتلندى في القرن الخامس عشر الميلادى كان هناك مؤرخ شهير يدعى (والتر باور) وهو من المعروف عنه بانه مؤرخ يكتب عن التاريخ الاسكتلندى منذ اقدم العصور السحيقة وقد عمل مخطوطا شاملا عن اصل الشعب اسكتلندا وذكرفى مخطوطه الشهير، وهو من اشهر المخطوطات في التاريخ الاسكتلندى، وقد ذكر فيه أطروحة عن اصل شعبه مثيرة للدهشة ولم ينتبه اليها أحدا الا في العصر الحديث وخاصة منذ عام 1937 حيث قال بالنص ((أن الشعب الاسكتلندي ينحدر من نسل المصريين القدماء، حيث أرجع أصولهم إلى ابنة فرعون مصري تدعى سكوتا. وان والد سكوتا الملك المصرى كان يدعى اشينكرس)) ولكنه لم يكتب عنه اكثر من ذلك ولم يذكر حتى اسمه بالمصرى القديم.

هذا الملك اشينكرس هو نفسه الملك إخناتون والتي ترجمته الباحثة لورين ايفانز وأثبتت بانه هونفسه إخناتون واتفقت تماما مع رواية المؤرخ باور وانها تزوجت من يونانى بعد هروبها من مصر والوصول الى اليونان وكما في القصة السابقة الذكر. ولذلك اهتمت بالحفريات في منطقة اسكوتلندا وكذلك ايرلندا.

ولم يقتصر الامر عند هذا الحد وخاصة من ناحية الباحثة الإنجليزية لورين ايفانز بل عملت بكل طاقتها للوصول الى الحقائق الغائبة، واهتمت كثيرا بالادلة الاثرية والتي ظهرت منذ عام 1937 حيث الأدلة الاثرية كما يدعون.

الأدلة الاثرية منذ عام 1937م

ففي هذا العام اكتشف عالم اثارى انجليزى وغير معروف الاسم حتى الان في منطقة (نورث فيربى) في يورك شاير على بقايا قارب قديم اعتقدوا حينها أنه من سفن الفايكنغ، لكن التحقيقات العلمية كشفت أن القارب كان أقدم بكثير من سفن الفايكنغ وأنه من النوع الموجود في البحر الأبيض المتوسط، وخلصت التحقيقات إلى أن هذا القارب يعود الى عام 1350 ق.م وانه الأقرب الى قوارب الفراعنة؟

عالمة الاثار الايرلندية (شون ريوردان) الدكتورة في جامعة دبلن عام 1955 اكتشف بقايا هيكل عظمي ينتمي للعصر البرونزي ورجح أن يكون لأميرة شابة تدعى سكوتا وذلك خلال التنقيب في منطقة تل الرهائن بوادي تارا، موقع الملكية القديمة لأيرلندا. وكانت تلك الأميرة ترتدى قلادة نادرة من الخزف المصري القديم (الفاينس) وفى عام 1965 اكد الباحثان (جى ستون ولى توماس) ان خزف القلادة بالفعل مصري. وعندما قاما في مقارنته بالخزف المصرى القديم في بحث شاملا طالبته جامعة دبلن آنذاك اكتشفوا بأن التطابق ليس في أسلوب الصناعة فقط ولكن أيضا في التصميم.

والمثير للاهتمام والدهشة عندما نزلوا الى مصر لبحث الامر كاملا وعلى الطبيعة اكتشفوا بان الملك الشهير توت عنخ آمون الذي تم دفنه في نفس الفترة تقريبا، كان يرتدي قلادة خزفية من اللونين الأخضر والأزرق مشابهة لقلادة الهيكل العظمي المكتشف في تارا.

ومن هنا قامت عالمة الاثار الايرلندية (شون ريوردان) بعمل بحثا شاملا عن الامر واقرت بان هذه الأميرة مصرية وهى الأميرة سكوتا والتي كانت متزوجة من الملك توت عنخ آمون ونتيجة صراع الاحداث في تلك الفترة وقتله هربت مع عدد كبير من الناس الى منطقة اليونان، وهناك تعرفت على القائد (جايسلوس) حيث صراع اخر في اليونان آنذاك، واخذوا الناس في اسطول من السفن وهربوا، واستقروا في منطقة اسكتلندا لفترة حتى تم إجبارهم على الرحيل والذهاب إلى أيرلندا، حيث شكلوا الجالية (الاسكوتية) وهكذا ظهر في ايرلندا شعب الاسكوت. وفي القرون اللاحقة، عاد أحفاد الأميرة سكوتا الذين كانوا من كبار ملوك أيرلندا إلى اسكتلندا، وهزموا شعب (البيكتس) وأعطوا اسكتلندا اسمها.

ونجد في وثيقة انجليزية قديمة تعود الى عام 1320 ميلاديا حيث الحروب والمشاكل الإنجليزية الاسكتلندية وهذه الوثيقة شهيرة معروفة باسم وثيقة (اربورت) ذكر فيها اعلان الاستقلال من نبلاء وبارونات اسكتلنديين يحثون بابا روما على مساعدتهم وتدخله الشخصى لانهم ليسوا من الانجليز وليسوا من شعب الانجلز، بل هم من سلالة سكوت الغير انجليزية على الاطلاق.

كلية ترينيتى في دبلن

في عام 1955 قامت عالمة الاثار (شون أوريردون) بالتنقيب في الجهة الخلفية لتل الرهائن وادعت هذه العالمة بانها مصرية الأصل. حيث اكتشفت هيكل عظمي يرتدي مجموعة من الحلى يعود تاريخها إلى حوالي 1350 ق.م. وبمقارنة السيراميك الموجود في تلك الحلى بنظيرتها الفرعونيةالمصرية القديمة وجدوها متطابقة بنسبة 100٪. وأثبتت هذه العالمة والكلية معها بالموافقة الجماعية بان هذه الأميرة وزوجها عندما دخلوا اسكتلندا وحصلوا على حكمها اطلقت على هذه الأرض التي تحمل اسمها اسم (اسكتلندا = ارض سكوتا).

ومن الشواهد التاريخية الموثقة بان هذه الأميرة قامت بعد ذلك لمعرفتها بارض ايرلندا التي عاشت فيها فترة من الزمان بعمل التقسيم الادارى الأول من نوعه وهو تقسيم ايرلندا الى اقليمين شمالى وجنوبى يقعان تحت حكم مركزى، كما كان حال النظام في مصر آنذاك. بل تعدى الأمر إلى قيام الأميرة المصرية بإنشاء واديًا يدعى (تل تارا) يدفن فيه الملوك على غرار (وادي الملوك) في الأقصر.

ولقد قامت الباحثة الشهيرة (لورين إيفانز) بتجميع كل تلك الوثائق والشواهد الاثرية بخلاف ما يقال عن وثيقة مانيتون، وأعلنت امام العلماء بان الفرعون (اشينكرس) هو والد الأميرة سكوتا هو نفسه الملك إخناتون، وان هذه الأميرة الهاربة هي نفسها الأميرة (عنخ اس ان آمون) وان أمها هي الملكة نفرتيتى.

وقامت أيضا لورين ايفانز بإصدار كتاب شهير لها هناك باسم (مملكة السفن) وذكرت فيه كل ذلك ولكنها احتارت في امر اخر وخاصة لقصة بنات إخناتون وهل هى فعلا الأميرة عنخ ام اختها (ميريت آتون) الأخت الغير شقيقة للملك توت عنخ آمون. ولكن سواء كانت هذه او هذه، فالامر المؤكد لديها باتها هربت على راس بعثة كبيرة وكما سبق القول.

وادعت هذه العالمة أيضا في كتابها الى شيئا غريبا حقا ولا نجده في اية مصادر مصرية على الاطلاق ولا حتى في المصادر الفارسية ولا حتى في المصادر البطلمية او اليونانية فتقول بالنص ((ان السجلات القديمة لأسكتلندا، فتشير أيضا إلى أنه خلال القرن الثاني قبل الميلاد ذهب بعض الفلاسفة المصريين إلى هناك لتقديم المشورة للملوك الأسكتلنديين خلال تلك الفترة والعمل كمستشارين لبعضهم بايرلندا.

وقد قامت هذه الأميرة بخوض معركة كبرى مع ايفانز وان هذه الأميرة سكوتا مدفونة في وادى (كوكيرى) وان جميع رجال هذه الأميرة اصبحوا قادة البلاد وسيطروا على ايرلندا واسكوتلندا، بل وقاموا بحروب ضد الانجليز، واسسوا العلوم والفنون القديمة وان هذه الأميرة قتلت في معركة (سيلفى مش) وان قبرها اما في وادى كوكيرى او في وادى (وتفيد) وقد تم تحديد المكانين وفى انتظار الحصول على موافقة البدء في أعمال الحفر.

وقد ذكرت في الكتاب أيضا بانهم وجدوا بقايا جثث قديمة وجدت في ايرلندا، وعند مقارنتها بالنصوص والكتابات القديمة وكذلك البصمة الوراثية الحديثة علميا، وجدوا بانها لاشخاص مصريين الأصل، وقارنوها بالمومياوات المصرية القديمة ووجدوا ابنها مطابقة.

وقد ذكرت أيضا في كتابها بالنص ((بانه تم اكتشاف مومياء مصرية قديمة لصبى صغير على احد التلال خارج مدينة تارا الايرلندية، وكان ذلك من حفائر عام 1955 ولم يتنبه لها أحدا آنذاك. فلقد وجد عقدا حول رقبة هذا الصبى من الخرز الأزرق، المعروف بنسبته إلى الحضارة المصرية القديمة، يقطع الشك، بأنها مومياء مصرية قديمة)).

وشددت العالمة الأيرلندية على أن الصفات تتشابه أيضا بين مراكب الشمس المصرية القديمة الموجودة في متحف خاص بجوار (هل) شرق يوركشاير وبين المراكب الخشبية التي عثر على بقاياها في المنطقة، وهى تتشابه تماما، وان ايرلندا في تلك الحقبة لم تكن قد عرفت هذه الانواع من المراكب بعد، مما يؤكد بانها مراكب مصرية الأصل.

وتقول أيضا هذه العالمة الايرلندية بان في اللغة الايرلندية ولغة الاسكوتش الفاظ كثيرة في مقطعها تعود الى اللغة المصرية القديمة والتي كانت تعرف باسم اللغة (السلتية) والتي بدات في اسكوتلندا وايرلندا في تلك الحقبة ثم سادت في إنجلترا وايرلندا واسكوتلندا وهى مخالفة تماما للغة الانجلز القديمة.

وهكذا اكدت هذه العالمة الايرلندية بان جذور اسكتلندا مصري تماما ثم مناطق كثيرة ايرلندية ولا شك في ذلك الان على الاطلاق بعد كل تلك البحوث والدراسات، كما قالت هي نفسها ذلك. بل تصر هذه العالمة على كل حرف كلمة وكل حرف مما كتبته وبحثت فيه، واظهرت للعالم مفاجأة مدوية ربما تقلب التاريخ رأسا على عقب.

ويتضح بما توافر لدينا من معلومات حتى الان وموثقة في ايرلندا واسكوتلندا عدة نقاط بحثية هامة ونضعها في تسلسل علمى كما ادعوا هم وهى:-

  1. بقايا جثث قديمة في تل تارا في مقابر وان النصوص السلتية تدل على انهم مصريين الأصل.
  2. البصمة الوراثية الحديثة اثبتوا بانهم مصريين فعلا.
  3. مومياء صبى صغير وحول رقبته عقد من الخرز الأزرق المصرى المعروف وتعود الى القرن 13 ق.م.
  4. بقايا مراكب ظن في السابق بانها من مراكب الفايكنج ولكن تاكد لهم بانها مصرية الأصل والصنع.
  5. جثة اميرة وعقدها الازرق المصرى الأصيل في الصنع والفن ويعود الى القرن 13 ق.م.
  6. أقوال مانيتون كما يدعون وقصة الملك اشينكرس والذى هو نفسه إخناتون كما ادعوا من اقوال مانيتون.
  7. وثائق في التاريخ الاسكتلندى ونسبهم الى الأميرة سكوتا في الأصل ووصلت هذه الشكاوى الى بابا روما والرغبة في التحرر من السيادة والعرش الانجليزى.
  8. اللغة السلتية وما دخل بها من جمل ولهجات تعود الى اللغة المصرية القديمة، وقد ظهرت في القرن 13 ق.م. وان لفظ سكوتا في هذه اللغة تعنى الأميرة الهاربة (سكوتا = الأميرة الهاربة).

هذه هي الافانيد التي تم دراستها وفى انتظار المزيد في القريب العاجل، وخاصة بان البحث والحفر في تل تارا سوف يبدأ من جديد في أكتوبر القادم والامل في العثور على مقبرة سكوتا اى الأميرة الهاربة.

بداية البحث والرأى المصرى كاملاً

للوصول الى حقائق ثابتة ودامغة عن بنات إخناتون، كان لابد من الرجوع الى الأجداد خطوة خطوة، لنعرف كيف كانت البداية والنهاية.

الملك أمنحتب الثالث

تزوج من الملكة (تى او تيا) وانجب منها الملك امنحتب الرابع (إخناتون) ومن المعروف عنه بانه كان زير نساء وعرف في بعض الكتب الأجنبية (بلاى بوى الحضارة المصرية) وهذا مما لا شك فيه اثر على حياته العائلية والنفسية أيضا سواء بالنسبة لزوجته الملكة تى او ابنه ووريث عرشه الأمير إخناتون والذى كان يسير على نهج ابيه في اللهو والمتعة قبل ان يتصوف ويدعوا الى عبادة الاله الواحد وينتقل الى عاصمته الجديدة في المنيا (اخت ان آتون).

ففي الكشوف الاثرية والتي حدثت في منطقة تل العمارنة في فترة الخمسينات وما بعدها اوجدت الكشوف الاثرية ان هذا الملك قد تزوج باخت ملك (متنى) وكانت مملكة في شمال سوريا، وكانت تدعى (جلوخبيا) ثم طالب هذه المملكة بان ترسل له بنات حسان واجمل بنات المنطقة ويكونا عذارى أيضا من اجل متعته الشخصية. وفى نقش حول ذلك يقول الملك بنفسه بان هذا كان اسعد أيام حياته وزهى بها زهوا وخلد هذه الذكرى في نقوش عديدة.

فمثل هذه الافعال من ناحية أخرى دفعته بإشراك ابنه ووريث عرشه معه في الحكم على الأقل 8 او 12 عاما وأصيب بمرض لا يعلمه إلا الله وتوفى في عمر صغير لا يتعدى 51 عاما. وهكذا وجد إخناتون نفسه ملكا على مصر ومعه زوجته الشهيرة (نفرتيتى) ووجد أيضا سطوة كبيرة من رجل الدولة الأولى الكاهن (أى) وشخصية جديدة في القصر بطيبة ولها دور أيضا في تحليل الاحداث وهو مدير القصر (حورمحب) والذى سيكون وزيرا للدفاع فيما بعد في عهد الملك توت عنخ آمون، ثم ملكا على مصر.

فمصر في هذه الفترة كانت ومازالت وريثة امبراطورية تحتمس الثالث ولها اليد الكبرى في مناطق سوريا وشمال العراق والتي بدات ضعفها السيادى منذ عهد إخناتون وان كانت البداية في أواخر عمر الملك امنحتب الثالث.

وهذا نجد وبكل صراحة وبدون كسوف او مواربة انحطاط اخلاقى في القصر وهذا يعمله كل متخصص ومتعمق في دراسة تاريخ عهد هذه الاسرة سواء كان في عهد امنحتب الثالث او الرابع (إخناتون) ويدل أيضا على متانة وعلاقات مصر بالمنطقة السورية وشمال العراق فى هذا العهد، وهذا ما نلاحظه أيضا في الكثير من رسائل تل العمارنة.

الملكة تى او تيا

وهى من عامة الشعب الا انها كانت ابنة (يويا وتويا) حيث كان ابيها مستشار زوجها الملك وتويا مغنية الإلهة حتحور ورئيسة احتفالات كل من الإلهين مين وآمون. ويشير علماء كثر ان هذه العائلة كانت من اخميم الا انها من جذور اجنبية وهذا واضحا من اسمائهما والاحتمال انهما يرجعان الى الأصل السورى.

ولقد تزوجها الملك امنحتب الثالث في العام الثانى من حكمه ولقد عاصرت كل الاحداث منذ ولاية زوجها الملك حتى ولاية الكاهن أي الملك. وكانت شديدة الصلة به الى درجة كبيرة وشك الكثير من الباحثين في علاقة غير سوية بينهما الا ان البعض الاخر يقول بانها اخته الغير شقيقة حيث ان (أي) أيضا كان في الأصل من عامة الشعب. ولقد ثبت وثائيقيا بانها توفيت بعد زوجها باثنى عشر عاما اى انها عاصرت سمنخ كارع على الحكم وكذلك توت عنخ آمون.

وثبت تاريخيا كذلك بانها تزوجت الملك وهى في سن 12 عاما وتوفيت على مشارف الخمسين عاما. وقد تم التعرف على موميائها بين المومياوات المعثور عليها في مقبرة الملك أمنحتب الثاني بوادي الملوك، وتم الكشف عن أنها المومياء الملقبة بـ (السيدة الكبيرة) وذلك في عام 2010. ومن الغريب بان موميائها عثر عليها مع مومياء صبي توفي في سن حوالي العشرة سنوات؟ وامرأة غير معروفة أصغر سنا؟ وتم العثور على الثلاثة جميعا معاً ممدين عرايا، وغير معرفين بأي من الحلي في غرفة جانبية من مقبرة الملك أمنحتب الثاني.

ولكن السؤال الغامض هنا لماذا ملكة بهذه العظمة والتاريخ لايوجد لها أصلا مقبرة عظيمة مثلها؟ حيث اثبت العلماء الالمان أيضا (اعتقاد) بانها دفنت أصلا في مقبرة أخنآتون الملكية في تل العمارنة مع ابنها وحفيدتها ماكت آتون، حيث تم التعرف على شظية من المقبرة منذ عقدين فقط على أنها من تابوتها، وانتهى المطاف بضريحها المذهب (الذي يظهرها مع أخنآتون) بينما تم العثور على تمثالين من الأوشابتي الخاصين بها في مقبرة زوجها أمنحتب الثالث في وادى الملوك!!!.

وكانت ذو شخصية قوية ولها سطوة كبيرة في البلاط الملكى سواء في عهد زوجها او في عهد ابنها إخناتون وهذا واضح جليا في بعض رسائل تل العمارنة، وقد كانت تمارس قدرا كبيرا من السلطة خلال عهد زوجها، وخاصة بعد انشغاله بالنساء الحسناوات والبكارى الاتين من المنطقة السورية وغيرها. وهى بهذه الشخصية لم تظهر اية نصوص بانها لم تمانع زوجها الملك فيما يفعله او حتى ابنها الشاب إخناتون قبل ان يهتدى ويتصوف، فاذا كانت هكذا أصلا فما بالك مع احفادها من بنات إخناتون.

عندما ذهب وعاش إخناتون في تل العمارنة ومعه زوجته نفرتيتى والتي تزوجها في بداية حكمه وانجب منها ابنته الأولى الشهيرة (ميريت آتون) والتي ولدت في طيبة، يقال بان إخناتون انجب من نفرتيتى ستة بنات، وانجب الابنة الثانية (ماكت آتون) من اشهر بنات إخناتون على كل حال في الوثائق التاريخية. وماكت آتون هذه هي التي سوف تتزوج من (سمنخ كا رع) على أساس ان الاغريق ادعوا كما اخذوا من المؤرخ مانيتون بان المصريين وخاصة طبقة الملوك تزوجوا من اخواتهن وان كنا نحن الان نشك كثيرا وبكل ثقة ولكن نتماشى مع هذا الراى حاليا وان كان خطا وندعى كما يقول الكثيرين بان إخناتون انجب من نفرتيتى ستة بنات وولدين.

  • البنات بالتسلسل:- ميريت آتون- ماكت آتون-عنخ اس با آتون- نفر نفرو آتون- نفر نفرو رع- ستب ان رع
  • الذكور:- سمنخ كا رع؟ – توت عنخ آمون؟

وان (ميريت آتون) سوف تتزوج من سمنخ كا رع، وان (با اس عنخ آتون) سوف تتزوج من توت عنخ آمون.

وهناك احتمال كبير جدا بان توت عنخ آمون هو ابنه ولكن ليس من نفرتيتى ولكن من المحظية (كيا) المهم في كل ذلك باننا اوضحنا لكم في نقاط مبسطة جدا كمعلومة عامة لكل الناس كيف كانت هذه الاسرة من الأساس. قبل ان نحلل أشياء كثيرة واقوال كثيرة كانت في حياة إخناتون او الملك سمنخ كا رع في ملكه لعدد سنتين فقط او في عهد الملك توت عنخ آمون في فترة 9 سنوات فقط، وايدى الاجنبى السورى في هذه الفترة وايدى من تلاعب بالكل وهو الكاهن (أي) والذى اصبح ملكا على مصر لمدة عامين فقط بعد وفاة توت واشياء كثيرة أخرى.

وهناك حجرة في مقبرة بتل العمارنة يطلق عليها اسم (الفا) والتي كان يظن سابقا بانها مقبرة إخناتون نجد بها منظرا فريدا يظهر فيها إخناتون يمسك يد زوجته نفرتيتى في حزن شديد وهما ينحنيان امام جسد امرأة وبالقرب منها مرضعة تحمل وليدا وبجوارها حامل مروحة، وهذا يعنى بان الرضيع ذو أهمية وشخصية ملكية ولكن الأسماء ممحوة تماما. وهنا السؤال: هل هذه المرأة المتوفاة هي المحظية كيا؟ هل هذا الرضيع هو توت عنخ آمون او سمنخ كا رع؟

ومعلومة اثرية أخرى هامة جدا جدا وربما لا يعملها الا قليل فقط هو ان الكثير من اثار توت عنخ آمون، والتي وجدت في مقبرته في وادى الملوك هي كانت في الأصل، والفصل من الأساس الجنائزى للملك سمنخ كارع وان الكثير منها مهداه من الملكة تى وسرير خشبى ردىء موجود ايضا في المتحف المصرى مهدى من احدى الخادمات وما الى غير ذلك.

وهناك معلومة أخرى لا يعلمها الا من دخل هذه المقبرة فقط وهى موجودة في وادى الملوك ووجدت فارغة تماما ولا اثر لاى دفنة بها ووجد سطرا مكتوبا ومازال لغزا حتى الان بين المتخصصين وهذا النص يقول (الأخ الغير شقيق لتوت عنخ آمون) وهنا وجب علينا هنا ان نحلل في شخصيات بنات الملك إخناتون بدقة شديدة كلا على حدا في عجالة سريعة وكمعلومة لكل الناس والمهتمين بهذا الامر:-

ميريت آتون

وهى الابنة الكبرى لإخناتون ونفرتيتى والتي اختفت من الاحداث تماما وهى في عمر 19 سنة وهى التي ولدت في طيبة وقبل ان تنتقل الاسرة الى تل المعمارنة، وظهرت مع اختها (ماكت آتون) في المناظر خلف امهما وكما في لوحة الحدود. هذه الابنة سوف تتزوج في سن مبكرة من الملك الصغير في السن أيضا (سمنخ كا رع) الذى ظل على عرش مصر لمدة عاميين فقط، وانجبت منه ابنة تحمل نفس اسمها ولكنها اخذت لقب الصغرى (ميريت آتون الصغرى= ميريت آتون تا شيريت).

ويبقى السؤال الحائر الان فعلا:- لماذا اختفت هذه الأميرة وأين؟ مع ان أمها نفرتيتى اختفت أيضا من الاحداث تماما لسوء العلاقة بينها وبين إخناتون، ولكن هناك فارق قليل من السنين فاين ذهبت ولماذا اختفت تماما مع موت زوجها سمنخ كا رع. ولماذا لا نجد لها قبرا او حتى اية اشارة الى وجود قبر لها، فماذا حدث؟

ماكت آتون

وهى الابنة الثانية لإخناتون ونفرتيتى والتي توفت في عمر يناهز 11 عاما، وكما سبق القول ظهرت مع اختها في لوحات الحدود وكان اخر ظهور لها في حفل استقبال الغنائم في العام الثانى عشر من عهد إخناتون وهذا الحفل سجل على جدران مقبرة (حوى) ومقبرة (مرى رع الثانى) بتل العمارنة.

عنخ اس با ان آتون

وهى الابنة الثالثة لإخناتون ولقد غيرت اسمها بعد الزاوج من توت عنخ آمون الى (عنخ با آمون) وهى ولدت في العام الرابع في تل العمارنة، وهى التي عاصرت خلافات ابيها مع أمها وعرفت باختفائها أيضا ولم تبالى وكانت محبة لابيها ولذلك قال بعض المؤرخين بانها تزوجت من ابيها إخناتون؟ ثم تزوجت من توت عنخ آمون؟ ثم بعد موته تزوجت من الكاهن (أي) الذى في عمر جدها ولذلك أل له حكم مصر لمدة عاميين ثم توفى؟ وبعد وفاته اختفت من الاحداث تماما بالرغم من انها كانت على قيد الحياة ومازلت شابة في العمر في الثلاثينيات.

وهناك مقبرة في وادى الملوك تحمل رقم (63) ومازال العلم والعلماء حائرين حول هذه المقبرة فعلا والى متى ستظل هذه الحيرة أيضا؟ حيث عثر بها على تابوت وجزء من اسمها وعقدا وبعضا من الملابس الملكية والحلى الملكية وشقافات وصور على بعضا منها ويظن انها لها؟ فهل ترى يا ترى هذه المقبرة لها فعلا ام ماذا؟ فبرجاء أيها الدارس والمتتبع والراغب في التتبع تسجيل هذا الحدث عندك في مدونتك الخاصة لانه لنا عودة معها مرة أخرى.

نفر نفرو آتون

وهى الابنة الرابعة فى الترتيب وولدت في العام السابع في تل العمارنة وهى تحمل الصفة التي اخذتها أمها (نفر نفرو آتون) ولكنها أخذت صفة الصغرى (تا شيريت اى الصغرى) وظهرت هذه الأميرة مع اختيها ميريت آتون، وعنخ اس با آتون في مشهد جنازة اختهما (ماكت آتون) في العام الربع عشر من حكم ابيهما.

نفر نفرو رع

وهى الابنة الخامسة وولدت في العام التاسع من تل العمارنة وعلى غير العادة لم يظهر في اسمها اسم (آتون)؟ ولكن تضمن اسم الاله رع؟ وتوفت أيضا صغيرة عن عمر لا يتجاوز عشرة سنوات او 11 سنة. وفى مقبرة توت عنخ آمون وجد صندوقا صغيرا كتب على غطائه اسمها وصورت على هيئة فتاة جالسة تضع اصبعها في فمها وخصلة شعر على جانب وجهها وكتب اسم الاله رع بالحروف وليس بالصور.

ستب ان رع

وهى الابنة السادسة لإخناتون وهى التي ولدت في العام التاسع من عصر تل العمارنة، ويلاحظ أيضا في اسمها كلمة رع وليس آتون. وظهرت في حفل الغنائم كما في مقبرتى حوى ومرى رع الثانى وانها توفت عن عمر ينهاز 5 ستوات على اقصى تقدير.

ومن هذه الوثائق والتحليلات نتوقف عند ابنتين اثنين عن بنات إخناتون ونفرتيتى وهما ميريت آتون وعنخ اس با آتون لانهما الاثنين اللذين كنا على قيد الحياة بعد وفاة ابيهما وامهما وسمنخ كا رع وتوت عنخ آمون وما الى اخره فى دراسة هذه الاسرة.

وبعد ان عرفنا بنات إخناتون نبدا في الحديث عن امهما وهى الملكة نفرتيتى، هذه الشخصية المجهولة البحث حتى يومنا هذا وخاصة لندرة اثارها ولولا راسى تمثاليها الشهيرين بالمتحف المصرى ومتحف برلين ما كان أحدا اهتم بها على الاطلاق بالرغم من بحوث وحفريات تل العمارنة.

الملكة نفرتيتى

ويعنى اسمها (الجميلة أتت) هي زوجة الملك أمنحتپ الرابع (أخنآتون) وتدل شواهد الاحداث بانها حزنت بشدة لوفاة ابنتها ماكت آتون في سن 11 عاما ويظهر ذلك في حوائط بعض مقابر تل العمارنة، وتدل شواهد الاحداث أيضا بانها في هذه الفترة لم تكن على وفاق تام مع زوجها إخناتون.

وحلت ابنتها الأميرة (ميريت آتون) محلها والتي حصلت على الزوجة الملكية العظمى وهكذا اختفت نفرتيتى من الاحداث والتاريخ تماما في اخر خمس سنوات من حكم إخناتون، ولم نجد لها ذكرا حتى يومنا هذا. والدليل على ذلك بانه حتى يومنا هذا يحتار العلماء جميعا في قبرها ومازال البحث جاريا في تل العمارنة او الأقصر بين الحين والأخر.

وفى عام 2015 أعلن الدكتور (نيكولاس ريفيس) من جامعة أريزونا إنه ربما يكون قد عثر على قبرها وإنها ربما تكون قد دفنت سرا داخل قبر توت عنخ آمون، لان الفحوصات أظهرت أنه ربما يكون هناك مدخلا في قبر توت عنخ آمون، وأن هذا الباب ربما يؤدي إلى مكان دفن الملكة نفرتيتي.

فقد أظهر المسح الضوئي الرقمي أن هناك بقايا لمكانين كانا يستعملا كأبواب، وبالتالي افترض ريفس وجود ممر سري يؤدي إلى غرف دفن أخرى، وقال بأن هذا هو السبب على الأرجح الذي يجعل قبر توت عنخ آمون أصغر من سائر قُبور فراعنة مصر. ولذلك رغب وزير الاثار السابق (ممدوح الدماطى) مع ريفيز في فتح الجدار بمقبرة توت عنخ آمون ولكن الكثير من الاثاريين رفضوا ذلك ومنهم انا أيضا وكتبت عن ذلك آنذاك العديد من المقالات الصحفية لانهم لن يجدوا شيئا. وانهم يبحثون عن سراب وما سينتج عن ذلك هو خراب فقط وتكسير في مقبرة توت عنخ آمون.

فلو بحثنا في فترة زواجها من إخناتون كما في التأريخ سنجد بانها كانت 18 عاما تماما، سنة معه في طيبة و17 عاما في تل العمارنة لانه حكم مصر من تل العمارنة لمدة 17 عاما. وهكذا نجد اخر خمس سنوات من حياته يعيشها بدون زوجته بالرغم من ان قصرها الخاص لايبعد عنه اكثر من 700 مترا ومازال بقايا هذا القصر موجودا حتى الان من ناحية مساحته وحدوده.

والسؤال هنا: ماذا حدث لها ولماذا اختفت من حياته بل ومن التاريخ حتى يومنا هذا؟ بل الاغرب من كل كذلك ان احدى بناتها وهى الثالثة في الترتيب (عنخ اس با ان آتون) لاتبالى بالامر على الاطلاق، بل عاشت في كنف ابيها خمسة سنوات كاملة وبلغت من العمر عندما توفى ابيها 14 او 15 عاما فقط.

وانا لست مع الرأى القائل بانها تزوجت من ابيها واخذت لقب الزوجة الملكية مع احترامى لهؤلاء المؤرخين، ولكنها فعلا تزوجت من توت. وانا أيضا لست مع الراى القائل بانها بعد توت تزوجت من الملك أى الذى في عمر جدها ثم توفى واختفت هي تماما من صفحات التاريخ وكانت آنذاك قد بغلت الثلاثون عاما. ولكن فى التدقيق التاريخى الحق خطوة خطوة مع هذه الاسرة هناك حادثة لم يتوقف عندها الكثيرون وهى حادثة محاولة قتل الملك إخناتون، وهل كانت محاولة قتل ام انقلاب على حكمه؟

فهذه الحادثة مسجلة كاملا في مقبرة رئيس الشرطة (ماحو) في تل العمارنة وخاصة انه يعيش على التصوف والعبادة ولا يبالى مطلقا بسياسة البلاد داخليا وخارجيا. فهذه الحادثة لابد من التحقيق فيها كاملا الان ومن بداية خيوطها. لان هذه المحاولة كما يقول قائد الشرطة ماحو بانه اشترك فيها مصريين وأجانب ولولا يقظة قائد الشرطة ماحو لكان قتل إخناتون بالفعل.

فهل كانت نفرتيتى لها يدا في هذه المؤامرة؟ وما الدافع وراء هذا الاغتيال أصلا؟ فمن ناحية السياسة الداخلية في طيبة العاصمة نجد سطوة كبيرة في يد الكاهن (أي) والذى ليس على وفاق مطلقا مع مدير القصر (حور محب) والسياسة الخارجية لا يهتم بها أحدا على الاطلاق.

ففي هذه المؤامرة يجب البحث في شخصيات كثيرة وان كنا هنا نركز على شخصية محورية أيضا سورى الأصل ومن المقربين جدا لإخناتون وعائلته وهو (توتو او ددو) صاحب المقبرة الشهيرة في تل العمارنة. وهناك شخصيات أخرى هامة في هذا الحدث مثل نفرتيتى وابنتها ميريت آتون، وكذلك الملكة تى وسؤ علاقاتها تماما مع نفرتيتى بعد هذه الحادثة. ومن هنا لابد من البحث المدقق في نصوص وما كتب عن هذه الشخصيات ثم العودة الى الابنة هذه والابنة الأخرى عنخ آتون والتي سوف تتزوج من توت.

وهل اوحت الجدة لابنها إخناتون بان يزوج تلك البنات لتوت وسمنخ كا رع؟ هل كن هاتين البنتين مارقين او مدلعين زيادة عن اللزوم كما نقول في امثالنا الان، كلها أمور لابد للجميع ان يتنبه لها ويبحث فيها في كل المصادر المتاحة حتى الان.

ان موضوع اللخبطة الاسرية في حياة إخناتون واسرته تدفعنا اليوم الى القول بعلو فم لايمكن قيام اية ثورة ضده عن طريق كهنة آمون، ولكن يمكن هناك تدابير ضده من الكاهن اى مثلا والذى لم ثبت حديثا بانه اخ غير شقيق ل (تى) بل تزوجها بعد موت توت عنخ آمون لاسباب كثيرة سنعرفها فيما بعد مع الاحداث. وهناك من يقول بانه تزوجها عندما اعتلى العرش او ساعدته على اعتلاء العرش وكما سنعرف لاحقا.

فالكاهن اى محور شديد البحث في هذه الفترة الغامضة او حقيقة تلك الفترة في التاريخ المصرى. فهو أيضا لابد ان يكون من عائلة الملكة تى وأيضا من عامة الشعب. فمثلا نتذكر أسماء غير مصرية اخذت شهرة كبيرة في هذه الفترة مثل (يويا وتويا) وهما أيضا والدى تى واسمها الحقيقى (تيا) وليس تى. كما ان أى اسمه الحقيقى (أيا) ولذلك بقول دائما وكما في الاعلام أيضا لابد في البحث ان نعود الى الأسماء الحقيقية وليس الى الاسم المتعارف عليه، فمثلا ايزيس اسمها (ايزه او ايزت حيث تاء التانيث) وهكذا.

أى صاحب سلطة واسعة فى طيبة كما انه على علاقة بالسوريين في تل العمارنة لانهم اصله وفصله من الأساس بالرغم من انه من اخميم كما عائلة تيا وهما يويا وتويا. ومن اهم الافراد السوريين المقربين الى الملك إخناتون كان المدعو (توتو او ددو بالمصرى القديم) ومن اشد المقربين الى الملك إخناتون بل ويتدخل أحيانا في موضوعات رسائل تل العمارنة، حيث كان يتدخل في الأمور السياسية والعائلية كذلك وهو صاحب مقبرة شهيرة في تل العمارنة.

ونجد من النصوص في هذا الامر بان هناك شيئا ما ولو حتى سياسيا او عائليا تدخل فيها توتو وتوافق عليها الام الملكة تيا ولا ترضى عنها نفرتيتى، كما ان توتو لديه اهتمام كبير بابنتى إخناتون المعنين في هذا البحث ميريت آتون وعنح اس با آتون. وكان فرحا بكل ذلك، وان الذى يدعونى الى ذلك بانه في مقبرته صورا لاثنين من خدمه من السوريين أيضا ويصوران بدون اخصاء ويعملون معه في القصر وحريم القصر.

هذا المنظر الفريد من نوعه دفعنى في السابق منذ خمسة أعوام لعمل بحث كامل باسم (هل كان المصرى القديم خصيا) وكان اول بحثا من نوعه بفضل الله، ونشرته على النت وصفحة حراس الحضارة لان المصرى لم يعرف الاخصاء مطلقا ولا حتى كعقوبة جنائية على عكس ما كان يحدث في أشور وحضارة الشرق الأدنى وخلافه. وهذا المنظر الفريد يدفعنا هنا بما انه من المناظر النادرة الى القول بانه كان يتباهى وخدمه بان ليس فيهم اخصاء بالرغم من انهم يعملون مع حريم القصر. ومن الظاهر أيضا بان كان له سطوة في القصر بجانب سطوة الملكة الام تيا عندما ذهبت الى تل العمارنة على الأقل مرتين وعاشت مع ابنها. ففى المرة الأولى كانت على وفاق مع نفرتيتى وفى المرة الثانية على العكس من ذلك تماما.

وما اكتبه هنا حقائق تاريخية وليست من خيلائى وهنا أتذكر مقولة الدكتور العظيم المرحوم جاب الله عندما قال منذ زمن خلال أيامى عندما كنت طالباً بالكلية ((ان حقبة تل العمارنة منقوصة التوضيح والنصوص وخاصة أوضاع إخناتون وعائلته والقصر وما حوله والكاهن اى ولعل باطن ارض مصر تجود علينا باثار توضح لنا كل ذلك في المستقبل))

فحكاية الثورة ضد إخناتون او الثورة الدينية ضده ليست صحيحة على الاطلاق والا كانت قامت فعلا ونجحت ولا تنسون قوة وسيطرة الكاهن اى في تلك الحقبة. ولذلك نعود وكما قلت بان هذه الفترة أصبحت غامضة فعلا منذ محاولة اغتيال إخناتون ومن وراء كل هذا؟

وان هذه الحادثة نفسها لم يتكلم عليها احدا قط سوى قائد الشرطة (ماحو) الذى كان قائد شرطة تل العمارنة آنذاك والذى تحت أمرته جنودا كثر من اهل النوبة وكذلك سوريين، وانه لولا ما كتبه في مقبرته ما كنا عرفنا بهذه الحادثة. ولكن نخرج من هذه الحادثة بنفور غريب وتباعد بدون اكتراث على الاطلاق من الابنة ميريت آتون. فهل كان للمدعو توتو أيضا يدا في محاولة الاغتيال هذه؟ وما حدث له بعد فشل المحاولة؟

ومما يستخلص من كل ذلك فهناك في تل العمارنة مقبرة غير مستخدمة وادعى الالمان بان عملت خصيصا للمك إخناتون ولكنه لم يستخدمها، ومما يلفت النظر منظرا في هذه المقبرة على الجدار الشمالى حيث يظهر أي وبجانبه الملكة الام تيا وهو يأخذ مكافأة من الملك إخناتون نفسه.

ويظهر إخناتون في تاج الحرب الأزرق (خبرش) وفى المشهد أيضا تظهر ملكة ويعتقد بانها نفرتيتى بالتاج الملكى الأزرق ولكن ممحو الوجه للأسف الشديد ولكن من المؤكد بان البنتين في هذا المشهد وبالاسم الاميرتين ميريت آتون وعنح اس با آتون. ووجد أيضا في هذه المقبرة على صندوق خشبى منقوش باسم الملكة تى ونصه ((منقوش للكاتب الحقيقي للملك الذي يحبه، قائد القوات، المشرف على الفرسان، ووالد الإله أيا)).

وكذلك نص يقول ((الشخص الأغلى قيمة، وحيد رع، المقدر من قبل زوجة الملكة العظمى ربة المنزل، تيا)) فلو افترضنا بان نفرتيتى ممحوة الوجه في النقش وعن عمد كانت حاضرة فعلا هذا الحفل فلماذا تكتب الملكة الام تيا كل ذلك والملكة الزوجة لا؟ ألم أقول لكم بان حقبة العمارنة محتاجة تدقيق في كل حرف وكل كلمة، الوثائق والمشاهد المصورة لا تكذب ولا تتجمل.

المدعو توتو

وعند البحث والتدقيق في عصر العمارنة نصل الى شخصية هامة في هذا العهد وهو المدعو توتو والذى لنا معه عودة مرة أخرى قريبا في الاحداث ونتجه الى شخصية محورية أخرى وهى الكاهن أي وعلاقته القوية التي كانت تربطه بالملكة الام تى وما قيل عنهم سواء علاقة غير سوية او انها اخت غير شقيقة، الامرالجدى في البحث وهذه مفاجاة قد لايعلمها الكثيرين أيضا وهى ان الملكة تى قد تزوجت من الكاهن اى بعد موت الملك توت غنخ آمون.

فلقد اثبتت اخر الدراسات الاثرية في مقبرة الكاهن او الملك اى بانه تزوج من الملكة تى او ساعدته لاعتلاء عرش مصر لانها أصلا لم تكن مقتنعة أصلا بفترة حكم توت عنخ وما وضعوه على عرش مصر الا لصغر سنه وكيف يحكم كملك حقيقى وهناك من يلعب بالكل وهو الكاهن أي.

الملك اى او (أيا)

وهو الذى اعتلى عرش مصر بعد وفاة الملك توت عنخ آمون لمدة سنتين وعدة شهور فقط. وفى اخر الدراسات التي اجريت في مقبرته والتي لم تفتح للجمهور بعد، بانه تزوج من الملكة تى. بل عثر في مقبرته أيضا على جميع القاب الملكة تى التي اخذتها في حياتها. وهناك شكا أيضا بان له مقبرة أخرى في تل العمارنة سنتكلم عن فيما بعد وليس الان.

هذه المقبرة اكشتفها الايطالى بلزونى أولا عام 1816 ولم يهتم بها أحدا الا الالمان فيما بعد وبداية دراستهم لها لتكملة أبحاثهم في تل العمارنة ومقابرها. وهى الان تحمل رقم المقبرة (23) في وادى الملوك وغير مصرح بدخولها الا للمتخصصين فقط وليست للزيارة العامة.

واهم ما يدهشنا في هذه المقبرة والى لا يعلم الكثيرين عنها بأنها بها مشاهد للملكة تى والتي تؤكد زواجها من الملك اى او أيا بعد وفاة توت عنخ آمون، وكذلك القاب الملكة تى والتي حصلت عليها في حياتها وهم خمسة ألقاب: الأميرة الوراثية (إرپعتت) – عظيمة الثناء (ورت حاسوت) – ربة الأرضين (نبت تاوي) – سيدة الشمال والجنوب اوسيدة الأرضين (حنوت شمعو تامحو) – زوجة الملك العظيمة وحبيبته (حمت نيسو ورت مريت اف).

ومن مشاهد هذه المقبرة الملكة تى او تيا وهي تظهر خلف آي في مشهد حيث يبدو أي يسحب زهور اللوتس من المستنقع الذي هم فيه على مركب، والصور في المقبرة إلى حد ما تضررت بشدة. وهذا المشهد كما تقول المدرسة الألمانية المتخصصة في حفائر تل العمارنة وكذلك عهد إخناتون بصفة عامة تقول بان هذا المهشد لا يمكن تصويره الا بين زوجة محبوبة وزوجها الملك. كما عثر في المقبرة على بعضا عظام بشرية لأنثى.

ولذلك قال الكثيرين من قبل عن العلاقة الغير سوية بين اى وتى حتى في عهد ابنها إخناتون مثلا او في عهد توت عنخ آمون. وها هى احد حقائق التاريخ تظهر الان وهل تزوجته فعلا؟ ما تلك الملكة القوية الشخصية التي تحكمت كاملا في عهد تل العمارنة. وقالت المدرسة الألمانية كذلك ربما انها تكون قد دفنت مع الملك اى في هذه المقبرة قبل سرقتها وتحطيمها وقد تكون هذه العظام فعلا هي عظام الملكة تى.

فلو كانت الملكة الجدة بالنسبة للبنتين وهما ميريت آتون وعنخ آتون قد عاصروا مثل تلك الاحدث فما يقولون عن هذه الجدة المتصابية والتي قد يكون لها يدا أيضا في دس السم لتوت عنخ آمون؟ فهل مثل هذه العائلة المفككة قد محور فى فكر احدى هاتين البنتين لترك مصر؟ ولا ننسى جواب الأميرة عنخ با اس لامير سوريا للنجدة وتم قتله على مشارف سيناء وكما سبق القول ويقال بان الذى قتله بأمر من الكاهن أى او وزير الدفاع آنذاك حور محب؟

أليس من الممكن ان تكون هذه الأميرة قد أرسلت أيضا الى بلاد اليونان ومن هنا تعرفت على القائد اليوناني جاسيلوس والذى كان أيضا غير مقتنع بحياته في منطقة اليونان واخذها وهربا الى منطقة ايرلندا أولا ثم اسكوتلندا؟

كلها تساؤلات لابد من البحث فيها وخاصة نصا من عهد الملك حور محب نفسه والذى يقول ((بانه لابد من محو ملوك حقبة العمارنة)) ولماذا زار مقبرة توت عنخ آمون وشمعها بختم ملكى واخذ الكثير والكثير من مقبرة سمنخ كا رع؟ بل هناك شكا أيضا بانه اصدر أوامره بتخريب مقبرة الملك اى والانتقام من جثته وجثة الملكة تى وفى ذلك حديث اخر عن الملك حور محب بعد انتهاء فترة توت عنخ آمون. وهناك شواهد مؤكدة واقوال من عهده تؤكد بانه كان له يدا كبرى في تخريب هذه المقبرة والقيام بسياسة الاصلاح الاجتماعى.

توتو أو دودو

وهنا نعود الى عهد شخصية غامضة في هذا العهد وان كانت الوثائق قليلة حوله ودوره في المجتمع الإخناتوني وفي قصر إخناتون نفسه. فمن نصوص قبره وجدنا ألقاب له مثل التشريفاتى، الخادم الأول للفرعون، المشرف على كل أوامر رب الارضين، مدير اعمال جلالته، المشرف على الخزانة في آتون اى معبد آتون، الخادم الأعظم للفرعون.

فكل هذه الألقاب تدل على مكانة كبيرة في عهد إخناتون بل له سلطات تفوق الملكة نفرتيتى نفسها، بل من الملاحظ ههنا من حياته والقابه بانه كان مسيطر بالفعل على كل أوامر وإرادة الفرعون إخناتون. وبخلاف الأدوار المشينة التي لعبها في هذا العهد وخاصة في الأمور السياسية والرغبة الدفينة في نفسه لجعل سيطرة السوريين على مصر او على الأقل الاستفادة من السيطرة على مصر وخاصة لضعف السيادة المصرية على سوريا آنذاك، ونجد شيئا غريبا قد حدث في تاريخ هذا العهد وكان من وراء هذا الامر أيضا المدعو (توتو او دودو).

فنجد في احد خطابات تل العمارنة رسالة من ملك بابل (بورا بوراش) الى الملك إخناتون يطلب منه زواج ابنه الأمير الوراثى على العرش من احدى بنات إخناتون. مع ان منطقة بابل انذاك كانت في حروب مستمرة على مناطق سورية كثيرة والتي تحت السيادة المصرية آنذاك او على الأقل اداريا وسياسيا.

ونجد في الرسالة نصا غريبا غير مفهوم او يمكن تم ترجمته خطأ ويقول ((أحد البنات التي تسكن في قصر والدها)) فهل كان هناك من بنات إخناتون لا يسكنون في قصر والدهم؟ ثم من ناحية أخرى كيف وصل الى ملك بابل مثل هذه المعلومة وخاصة آنذاك لم يكن هناك لا تكنولوجيا ولا وسائل اتصال حديثة او اتصال معلوماتى وما الى غير ذلك؟ فهذه النقطة هامة جدا جدا في دراسة أحوال بنات إخناتون وهذا العهد المؤرق حقا في الدراسة!!.

ومن ناحية أخرى لو حسبنا الامر من ناحية التأريخ فلا نجد أيا من بنات إخناتون صالحة للزواج للسن لان اكبرهن آنذاك كانت ميريت آتون والتي تبلغ من العمر 10 سنوات، بل الاغرب أيضا في هذه الرسالة ان ملك بابل يقول ((بان الزواج سيكون بالوكالة وارسل بالفعل هدية للاميرة وهو عقدا من الأحجار الثمينة يبلغ عدد حباته 1048 حبة))

ويقول الباحث الاثارى (بايكة) في كتابه الشهير (عصر العمارنة) حول هذه النقطة او الحدث بان ملك بابل كان يقصد الأميرة (نفر نفرو رع) او (ستب ان رع) وهذا أيضا لا يمكن حدوثه وان الباحث بايكه لم يكن على صواب على الاطلاق لان تأريخ هذه الرسالة يعود الى العام العاشر من عصر إخناتون وأن الأميرة (نفر نفرو رع) كانت تبلغ من العمر عاما واحد فقط لانها الابنة الخامسة لإخناتون وولدت في العام التاسع من حكم تل العمارنة. اما الأميرة (ستب ان رع) فلم تكن قد ولدت بعد لانها ولدت بعد هذه الرسالة بعام تقريبا!!.

ولذلك أقول دائما بان الاجنبى ليس دائما على صواب وليس كل ما يقوله امرا مصدقا، وأين انت ايتها المدرسة المصرية للاثار، ولابد من ترميم التاريخ القديم بل والحديث أيضا!! على العموم نرجع ونقول من كان موافق الملك على هذا الامر بالرغم من انه ليس بابلى بل سورى وهو توتو بطبيعة الحال. ولعل هذا الامر اغضب الملكة نفرتيتى بصفتها ام قبل اى شيء ولماذا هذا الغريب يتزوج من احدى بناتنا وخاصة لكراهية بابل أصلا للسيادة المصرية ويؤكد هذا ما تفعله بابل في الكثير من المناطق السورية التي تحت السيادة المصرية.

ولم يقتصر الامر عند هذه الحالة بل أشياء كثيرة تؤكد كل يوم بان إخناتون كان فعلا ملك مارقا لا يهمه اى شيء سوى التعبد والتصوف ولا دعوة له بالسياسة او الاقتصاد او اى شيء وكل همه التصوير والتعبد فقط، وطيبة في يد أي وتل العمارنة تحت سيطرة توتو وكذلك الملكة الام تى.

والدليل على ذلك تلك السطو السورية في تل العمارنة وذلك القائد السورى المدعو (ينخام) والذى في يده القيادة العليا في بلاد اسيا ومكوثه في بلاط إخناتون ولا يبالى بما يحدث في أراضيه وخاصة التي تحت السيادة المصرية والهجوم البابلى المتواصل عليها ثم حروب بين المناطق بعضها البعض.

وليس هو فقط بل ومعه مساعده الشهير (ريبادى) ثم قائد اخر شهير يدعى (بوخرو) وهو الوحيد الذى يلح بإرسال الجيش السورى الذى معه والجيش المصرى لنجدة المناطق السورية، وكالعادة لا يبالى إخناتون بكل ذلك وكفاية عليه معبد آتون والتصوف بدون اصدار اى امرا على الاطلاق.

لو نظرت بنظرة مدققة فعلا في عهد العمارنة ستجد بان هناك تفكك كبير في نواحى متعددة سواء في داخل القصر او في السياسة بجانب السطوة السورية والسيطرة على عقل إخناتون. ولعل هذا الامر قد اغضب أيضا زوجته نفرتيتى واحدى مشاكل القصر الكبيرة حتى تم وفاة الأميرة ماكت آتون والحزن الشديد لنفرتيتى عليها ثم حادثة او محاولة قتل إخناتون وهكذا اختفت نفرتيتى تماما من التاريخ.

وهنا نرجع الى امر سياسى هام من ناحية السوريين المقيمون في تل العمارنة والتي تم ذكرهم، وهم قادة كبار وواحدا منهم فقط يلح على إخناتون بإصدار امرا لارسال الجيش لنجدة المنطقة السورية، وان الذى اصدر هذا الامر فعلا وكما في دراسة ما بين السطور كانت اما الملكة الام تى او المدعو توتو لماذا؟

لانه ظهر من النصوص بان القائد (بوخرو) قد ارسل من تل العمارنة رسالة الى كل الامراء السوريين التابعين للحكم المصرى بالاعداد والاستعداد وتجهيز ما يحتاجه الجند وانه في الطريق على راس جيشا لنجدة المنطقة ولكنه لم يوضح باى امر فرعونى صدر هذا القرار!! ولم نجد حتى الان نصا موثقا يؤكد موافقة او دعوة او امرا من إخناتون بتحرك هذا الجيش سواء سوريين او مصريين الى المنطقة السورية ونجدة المناطق التابعة للسيادة المصرية.

وقد وصل هذا الجيش فعلا الى هناك ولكنه كان وصولا متأخرا وخاصة ان امير قادش آنذاك (ايتاكاما) و(ارزاويا) امير منطقة روخيزى لم يرغبا في هذه المساعدة والتدخل وللأسف الشديد في هذه الحادثة تم قتل قائد الجيش المصرى (باوارو) والذى حزن عليه القائد السورى (ريبادى) حزنا شديدا عندما علم بمقتله، وبدا من الواضح افول السيادة المصرية على المنطقة السورية تماما وظهور قوة بابل وبداية سيطرتها على الكثير من المناطق السورية وخاصة التي كانت تابعة لمصر في يوما من الأيام، وهذا يدل من ناحية أخرى مدى الضعف الذى وصلت اليه مصر سياديا وبداية الانحلال الخلقى فعلا في مدينة تل العمرانة وليس في القصر فقط والبركة في هؤلاء السوريين بطبيعة الحال وعلى راسهم المدبر الملعون توتو حبيب إخناتون الأول والأخير.

ومن المشاهد أيضا التى تستحق الدراسة المتانية هو مقبرة الكاهن الأعظم لآتون المدعو (مرى رع) وقبره الشهير في تل العمارنة فهذا الرجل الشهير في المجتمع الآتونى له قبرا وفيه بعض المناظر التي توحى اليك بانه كان متعاطفا جدا مع نفرتيتى وبناتها فماذا تستدل من ذلك؟ فلقد نقش في قبرة الملكة نفرتيتى ومعها أربعة بنات وكانت اصغرهن لا تزال في المهد.

وهنا سؤالا اثريا هاما لماذا يهتم كاهن كبير مثله بهؤلاء البنات وامهما نفرتيتى مع انه كاهن فقط؟ هل لاحد الاثاريين جوابا او تفسيرا في ذلك؟ بل الأهم بانه لوحظ نظرات الحزن في عين الملكة نفرتيتى وكذلك ابنتها ميريت آتون وعنخ اس آتون فلماذا هذا المنظر او المشهد؟ وعلى فكرة أيضا هذا الكاهن عاش ما بعد وفاة إخناتون وهذا امرا هاما يستحق الدراسة للسؤال الذى تم طرحه!! وهذا القبر يستحق الدراسة فعلا فيما يخص عائلة إخناتون وبناته.

وكذلك من المقابر التي تستحق الدراسة عن هذه الفترة بكل دقة مقبرة (با نحسى) الكاهن الثانى لمعبد آتون ومساعد مرى رع وفى قبره أيضا مشاهد تدل على حالة من عدم الارتياح في هذا العهد وكذلك أمور كثيرة تخص الملكة الام تى، لأننا هنا لابد ان نركز على نصا وجد في احدى رسائل تل العمارنة ويدل أيضا على ان متخذ الامر ليس إخناتون بل الام الملكة تى وكانت نفرتيتى آنذاك مازالت في القصر الملكى ولم تتركه بعد.

ففي احدى رسائل تل العمارنة الكثيرة والتي لم يرد عليها إخناتون الا مرات قليلة فقط من كل هذه الرسائل، نجد رسالة مرسلة من امراء المنطقة السورية التابعين لمصر يستنجدون بملك مصر وخاصة بعد هجمات خيتى الشرسة من ناحية وهجمات بابل من ناحية أخرى، ونجد في رد احدى هذه الرسائل بان الامر صدر فعلا بامر من الملكة الام تى وليس من ابنها إخناتون.

ومعنى ذلك بان الملكة الام مهتمة بالمنطقة السورية ومعها توتو وكذلك لا تنسى القواد السوريين الذين كتبنا عنهم من قبل. فكل هذا يوحى اليك بان القرار في مصر آنذاك كان بلا قائد ولا حتى حاكم قلبه على البلاد والعباد هذا من الناحية السياسة فما بالك بما هو داخل القصر فعلا وخاصة من ناحية بنات إخناتون الكبار المعنين في هذا البحث وهم يعيشون كل ذلك ويرون كل كذلك ثم الطامة الكبرى اختفاء والدتهما من القصر أيضا، فهل اقتصر الامر عند هذا الحد بالطبع لا.

مما يدل على مشاكل حقيقية فعلا في ها العهد وان الامر ليس نهاية إخناتون وقيام ثورة دينية والتي لا اصدقها على الاطلاق بل الامر اكبر من ذلك بكثير بين الخيانة والرغبة في الوصول الى الحكم. فنجد مثلا وكما في وثائق إخناتون بانه عندما احتدم الامر بينه وبين طيبة وخاصة الكاهن أي.

ارسل إخناتون ابنه (سمنخ كا رع) وكان يبلغ من العمر 10 سنوات على راس بعثة الى طيبة لمقابلة الكاهن أي وانهاء الخلافات بين طيبة وبين تل العمارنة، هذه الزيارة مذكورة بالتفصيل في مرجع الدكتور سليم حسن في الجزء الخامس الخاص تل العمارنة، ولكن لم يوضح الامر آنذاك ما اسفر عنه نتيجة هذا اللقاء سوى ظهور الأمير سمنخ كا رع على صفحات التاريخ.

وكان من بين الحضور في هذا اللقاء قائد القصر حور محب والذى في خلاف دائم غير معلن مع الكاهن أي ومن ناحية أخرى وقوف الملكة الام تى بجانب الكاهن أي ولذلك لم يكن هناك ودا على الاطلاق بين حور محب وبين الكاهن أي او الملكة تى.

على العموم هذه الزيارة التاريخية الأولى للامير سمنخ كا رع لم توضح نتائجها على الاطلاق بل علاقة ود بينه وبين الكاهن اى وهذا ما سنعرفه قريبا عند تولى سمنخ كا رع حكم مصر وكيف؟ وبعد هذه الزيارة وضح بداية ظهور شخصية جديدة على صفحات التاريخ والحب الشديد لإخناتون له وهو الأمير سمنخ كا رع، وهذا ما يوضح علاقة إخناتون به وحبه الشديد له.

اما عن الناحية الأخلاقية بينهما وكما كتب بعض الأجانب المغالطين في حق تاريخنا فنقول بان هذه الصورة والقبلة من الفم امرا عاديا جدا مازال الكثير من الناس حتى يومنا هذا يفعلون مثل هذا الشىء سواء في مصر او في منطقة الخليج وانه ليس بالامر المشين على الاطلاق، ولا داعى في الاسترسال حول هذا الامر اكثر من ذلك وأقول لهؤلاء الأجانب المغالطين بان التاريخ المصرى سواء في حالة الصعود او الهبوط يدل على النبل والأخلاق، وان المصريين قديما وحديثا ليسوا قوم لوط لعنه الله عليهم وعليكم جميعا.

اما في داخل القصر فهناك بنتين وهما ميريت آتون واختها غنخ آتون وهناك من يردد الرغبة في تزويجهما وهى الأميرة ميريت آتون بالامير سمنخ كارع ولقد تزوجا فعلا، ولكن هل فعلا كان الملوك فقط يزوجون الاخوات وكما كتب الاجنبى كثيرا عن ذلك؟ ثم من صاحب هذا الزواج وبالتاكيد وبكل المقاييس ان صاحب هذه الفكرة هي الملكة الام تى لان نقرتيتى لا تعاصر الاحداث الان ومختفية تماما وربما تكون قتلت او سجنت؟ فهل كان إخناتون موافق على ذلك أيضا في حياته؟ وهل هذه الابنة كانت راغبة فعلا في هذا الزواج؟ وهنا لابد من التدخل الدراسى الواسع لمعرفة شخصية جديدة في الاحداث المتسارعة وهو الأمير او الملك سمنخ كا رع.

سمنخ كا رع

في عام 1907 وجد عالم المصريات (تيودور ديفيز) الأمريكي مقبرة غامضة هي المقبرة رقم (55) بوادى الملوك عثر فيها على تابوت به مومياء لسمنخ كا رع، وكان يعتقد انها لامرأة وهى الملكة تي ولكن باستخدام الأجهزة الحديثة وبإجراء الفحوص عليها تبين انها لشاب مات في حوالي الخامسة والعشرين من عمره، كما ان شكل جمجمته مشابه لجمجمة توت عنخ آمون.

وكان تابوته معروض في المتحف المصرى على صدر التابوت خرطوشه من الذهب ثم فجأة يطلع الدكتور زاهى حواس بنظريته الخاصة وان هذا التابوت لإخناتون نفسه وتم نزع الخرطوش الذهبى من على التابوت فلماذا؟ لماذا يكون التابوت لإخناتون نفسه ويتم وضع خرطوش لسمنخ كارع حتى بعد وفاته، ولصالح من في الأمور السياسة في ذلك العهد؟ طيب اين هذا الخرطوش الذهبى الان، هل هو في المخازن ام ماذا، ولماذا تم اقتلاعه أصلا من على صدر التابوت؟

ولماذا لم يوضح الدكتور زاهى حواس هذا الامر في صورة بحثا علميا لنصدقه بدلا من تلك البلبلة التى يعيشها الباحثين وخاصة في عصر العمارنة والذى هو مهلهل أصلا في نواحى كثيرة وخاصة بنات إخناتون وخلاف بنات إخناتون. فبرجاء من الدكتور زاهى حواس توضيح كل ذلك للرأى العام او حتى للاثاريين والمهتمين بالبحث العلمى وحقائق التاريخ!!.

فهذا الملك تولى الحكم مباشرة بعد موت إخناتون ومعنى اسمه (سمنخ كا رع = قوية هي الروح من رع) ولا يعرف الكثير عن فترة حكمه القصيرة ويعتبر فعلا لغزا محيرا في دراسة التاريخ المصرى القديم وخاصة في حقبة العمارنة. وكما عرفنا بانه تزوج من الأميرة ميريت آتون، وكما وضحنا من قبل بان الذى كان يؤيده على العرش الكاهن أي وخاصة بعد العلاقة الوطيدة التي تحدثنا عنها عندما كلفه إخناتون بزيارة طيبة وتهدئة الأحوال.

وبإختصار شديد وخاصة لندرة النصوص في هذا العهد وخاصة انه لم يستمر على العرش سوى عاميين فقط وقليلا من الشهور والبوح ببعض الإصلاحات الاجتماعية وعودة السطلة في يد كهنة آمون، الا انه من المؤكد يقينا بان من وراء كل ذلك كان الكاهن أي، وخاصة ان سمنخ كارع حكم من طيبة. هذه الفترة القليلة من التاريخ المصرى لنا معها وقفة كبيرة بالرغم من قصرها وندرة النصوص ولكن ظهرت ميريت آتون كملكة على مصر على لوحة جدارية محفوظة وجدت في مقبرته.

من ناحية ترميم التاريخ لابد لنا ان نلغى من عقولنا تماما بان من ألقاب الملك سمنخ كا رع هو (عنخ خبرو رع نفرنفرو آتون) في عهد العمارنة وكما كان يشاع من قبل. لان العلم الحديث والوثائق الألمانية تؤكد بان هذا اللقب هو اسم انثوى ويعنى (الجمال الفائق لآتون) كما ان هذا اللقب اطلق على الابنة الرابعة لإخناتون ونفرتيتى وهى (نفر نفرو آتون تا شيرى) اى الصغرى لان الكبرى كانت كما نعلم هي الملكة نفرتيتى.

والنظرية الحديثة الموثقة بان الملك سمنخ كا رع كان لقبه (عنخ خبرو رع) فقط، ولذلك حدثت اللخبطة من قبل بين نفرتيتى وسمنخ كا رع بخصوص هذا اللقب، لانه لا يعقل على الاطلاق بان تكون الملكة نفرتيتى قد تزوجت من ابنتها ميريت آتون وكما يدعى بعض المغالطين والحاقدين على الحضارة المصرية القديمة.

ومن ناحية أخرى عندما عثر على التابوت والمومياء كانت المومياء لشاب يقترب من 25 عاما وهو بالتأكيد سمنخ كا رع، ونرجع مرة أخرى لسؤالنا السابق ما الحكم من إخفاء خرطوشه من صدر التابوت وكما ذكرنا وقد حكم ما يقرب من ثلاثة أعوام اى عاميين وعدة شهور، وتوفى.

وهكذا يلاحظ في فترة العمارنة بان الموت المبكر كانت ظاهرة اجتماعية في داخل القصر وخاصة بنات إخناتون من ناحية وكذلك من ناحية سمنخ كار رع او توت عنخ آمون، فهل كان هذا مرضا متفشى في هذه العائلة؟ وفى بحثا كبيرا حول ذلك كتبه احد الالمان.

ونرجع الى موضوعنا حول احدى بنات إخناتون (ميريت) وزوجها الملك سمنخ كا رع، الذى نقل العاصمة الى طيبة بامر من الكاهن اى كما يلاحظ بانه لم يكن على وفاق ابدا مع نفرتيتى، وله بالتأكيد يدا كبرى كما قال البعض لانه هو الذى محى اسم نفرتيتى من قصرها (مرو آتون) في تل العمارنة ووضع اسم زوجته بدلا منها (ميريت آتون).

وبالرغم من فترة حكمه في طيبة الا انه كان متعلق بمنطقة تل المعارنة لسبب غير واضح تاريخيا حتى الان، ربما ذكريات الطفولة مثلا وربما لان في هذا القصر كانت تعيش زوجته ميريت آتون، وهل كانت ميريت آتون راضية على هذه الحياة سواء كانت في طيبة او تل العمارنة؟

فمن ناحية الشواهد الاثرية وكما في اللوحة التي عثر عليها نجدها في سعادة مع سمنخ كا رع، وهذا امر طبيعى في جميع مشاهد الحياة الملكية ولكن في الامر الواقع هل كان هناك رضا من حياتها؟ ثم ماذا حدث بعد موته؟ هذا سؤال هام جدا في التاريخ حيث الاختفاء التام طوال عهد توت عنخ آمون والذى تربع على العرش من بعد موته بحوالى من 8 او 9 سنوات؟

فالملكة او الأميرة ميريت آتون (محبوبة آتون) عندما توفى والدها بعدد السنين والتأريخ كان عمرها 18 عاما، ثم سنتين او ثلاثة مع سمنخ كا رع على اقصى تقدير فيكون عمرها عند وفاته كملك على مصر قد بلغت 20 او 21 عاما اى صغيرة في السن وشابة جميلة أيضا. ثم اتى الملك توت عنخ آمون ومعه اختها عنخ اس با آتون لمدة 8 او 9 سنوات كاملة، فاين اختفت طوال هذه المدة وخاصة لا إشارة ولا خبر عنها او حتى وفاتها قد ذكر طوال هذه المدة، او حتى ملامح قبرا لها!!!.

وهنا نطرح السؤال الدولى الان ولأول مرة بعد كل هذاهل هي فعلا الأميرة الهاربة؟ وهل فعلا هناك من بنات او ابنتى إخناتون قد هربت من مصر؟ وما هي اخبارها عند اختها المحبة ملكة مصر عنخ با آتون او آمون بعد زواجها من توت عنخ آمون. كلها تساؤلات سهلة ولكن البحث فيها اصعب ما يمكن داخليا وخارجيا.

وهناك مواصلة بحثية بدون ياس (جدارية من بقايا قبره ومعه زوجته ميريت آتون)، وهنا يجب التدقيق فعلا ولاول مرة من الناحية التأريخية التي يتغافل عنها الكثيرون حول شخصية وعمر الملك توت عنخ آمون.

الملك توت عنخ آمون

اذا كان أخيه الغير شقيق وهو الملك سمنخ كارع قد توفى وهو في عمر العشرين فكيف يكون توت قد تولى عرش مصر وهو صغير السن 9 سنوات؟ مع ان الفارق الزمنى بينهما وكما في عائلة إخناتون متقاربة ولا ننسى أيضا مشهد المحظية كيا وذلك الطفل المحمول وبجانبها إخناتون ونفرتيتى، ولقد سالنا هل هذا الطفل هو سمنخ ام توت؟

وهنا لا نعرف كيف ولد توت او من أمه مثلا؟ ولكن بالنسبة لاطفال إخناتون وعددهم سنجد هناك لغزا حائرا كيف يموت سمنخ في العشرينات وياتى توت على العرش في سن التاسعة كما درسنا وعرفنا زمان؟ ثم ان جثة توت نفسه من الناحية العمرية يدل على انه شابا تجاوز خمسة وعشرون عاما كما في الفحوصات الحديثة. فلو افترضنا بانه مات مثلا في عمر 25 وانه بقى على العرش 9 سنوات يبقى هنا، وبكل ثقة بانه عندما تولى عرش مصر كان يبلغ من العمر 16 عاما؟ ((دقق في صورة مومياءه))

ثم ناتى لزوجته عنخ اس مثلا فعندما توفى والدها إخناتون بحسابات السنين كان عمرها بكل دقة 14 عاما، وهذا امرا سهلا يمكن حسابه بالتدقيق من واقع تاريخ وعدد سنوات تل المعارنة. ثم عاشت 3 سنين في عهد سمنخ، ويعنى ذلك بانها عندما تزوجت توت كانت تبلغ من العمر 17 عاما اى في سن متقارب جدا مع توت ولا مانع من ذلك وخاصة ان امه لم تكن نفرتيتى.

يبقى اول خطأ حسابى هنا القول بان توت عندما تولى عرش مصر كان عمره 9 سنوات او انه توفى في عمر 18 عاما، لان الوفاة بالعلم الحديث كان شابا تعدى من العمر 25 عاما (لابد من ترميم التاريخ) ولماذا عملت تلك المقدمة لانه في حياة توت كملك على مصر واتخاذ قرارات معينة تدل على انه شاب بالغ ونشط ولا ننكر بانه كان أيضا العوبة في يد الكاهن أي.

ثم أيضا من النصوص التي لا شك فيها ان الملكة عنخ اس آمون انجبت منه طفلين، وتوفيا اثناء الولادة مباشرة. وكان الطفل الأول بعد عام من زواجهما فهل يمكن لطفل صغير يبلغ من العمر 9 او 10 سنوات ان ينجب أطفالا؟ يا باحثى التاريخ والاثار افيدونا. ثم انه علم التأريخ حتى ولو كان خطأ في العدد الحسابى، فهل تنبه أحدا الى ذلك من قبل؟

فمن نصوص حياة الملك توت عنخ آمون عن طريق كهنته والذى سنذكر بعضا منهم ما يشير الى أن عنخ آمون هي الزوجة الأولى لتوت والتي انجبت منه (بنتين) ولكن كلاهما ماتا اثناء الولادة، ونتذكر هنا الموت المبكر الدائم لهذه الاسرة الملكية. ومن اهم الأشياء حول هذه النقطة التحديد واؤكد دائما مقولتى الشهيرة بانه لابد من ترميم التاريخ، ذلك التمثال الشهير والمهمل في نفس الوقت لمرضعة هامة جدا في التاريخ المصرى ومن اشهر مرضعات التاريخ وهى اخت الملكة تى الغير شقيقة وكانت تدعى

موت ان نوب

ولها تمثال شهير في متحف (بروكلين) ومنقوش واخذت لقب ((منعت شددت نتر = المرضعة العظيمة التي ارضعت الملكة)) ومن اهم نصوص هذا التمثال مترجمة بالنص المدقق ((اخت غير شقيقة للملكة تى والتي ارضعت الملكة نفرتيتى ثم تزوجت الكاهن أي الكاهن الثانى لآمون والخادم الخاص بالملكة تى)) وتوفت في أواخر عهد توت عنخ آمون.

ويدل هذا النص بلا شك ظهور شخصية من هذا العهد قد لا يعرفها التاريخ المصرى مثلا، وبحسابات السنين تكون قد توفيت في عمر 50 عاما او اكثر وبالطبع أي اكبر منها سنا او في نفس عمرها، وهذا أيضا ينفى تماما زواجه من عنخ آمون بعد موت توت، وكيف تتزوج من في عمر جدها، وهى نفسها التي أرسلت الى الامير السورى للحضور والنجدة والزواج وتم قتله كما نعرف في قصتها.

فهل يمكن بان يكون أي عندما دفن توت طالبها بالزواج وبذلك طلبت النجدة من الأمير السورى؟ ولماذا أرسلت أصلا الى المنطقة هذه بالتحديد والنجدة من ماذا وخاصة انها حادثة فريدة من نوعها في التاريخ؟ وكانت تبلغ من العمر آنذاك 27 عاما. فهل فعلت نفس الشىء مع القائد اليوناني بعد مقتل الأمير السورى؟ هل هي الأميرة الهاربة؟ لابد ان نبحث في حياتها اكثر واكثر وكذلك فترة حكم الملك توت عنخ آمون لعلنا نعثر على شيئا من هنا او هناك؟

ولا ننسى أيضا بان هناك مغالطين ادعوا زواجها من ابيها إخناتون بعد اخفتاء أمها نفرتيتى وهذا خطأ أيضا، ولكن من المؤكد بانها لم تكن على وفاق مع أمها او على الأقل لم تهتم باختفائها من التاريخ فهل يمكن لابنة بان تكون على هذه الدرجة من الجحود وخاصة نحو أمها؟

وظل تاريخ كلا من سمنخ كارع وتوت عنخ اموت من الالغاز الكبيرة بين العلماء والباحثين حتى بعد اكتشاف مقبرة الأخير توت في وادى الملوك، وظن العلماء بان اكتشاف هذه المقبرة سيحل الكثير من الالغاز في تل المعارنة وحقبة كلا من هاذين الملكين ولكن الامر ازداد تعقيدا، بعد اكتشاف مقبرته وكثرة الكنوز بها وفحصها فحصا علميا دقيقا اتضح ان الكثير منها وخاصة الحلى والجواهر لا تخصه هو بل تخص كنز أخيه الغير شقيق وهو سمنخ وبعضها احل اسمه بدلا منه.

هذه المقبرة العظيمة التي دخلت التاريخ من ناحية الكنوز وكثرة ما وجد بها، وان كانت وضعت بطريقة غير منظمة الا انها من ناحية العلم والتدقيق لنا وقفة محيرة معها ومازال العلماء باسرهم يحاولون الاجتهاد والبحث للوصول الى الحقائق الكاملة. ومن اهم هذه الملاحظات التى يجب البحث فيها وخاصة في عهد الملك حور محب وثورة التصحيح الاجتماعية نلاحظ ما يلى:-

  • كنوز هذه المقبرة كجزء كبير منها كانت تخص في الأصل الملك سمنخ كا رع، ولذلك وجدت مقبرة توت مشحونة بالكنوز الكثيرة والتي وصل عددها الى اكثر من 1200 قطعة، اما مقبرة سمنخ فكانت فارغة تماما مع ان المقبرتين ليس بينهما مسافة كبيرة.
  • وجد على باب مقبرة توت عند اكتشافها ختما ملكيا باسم الملك حور محب، وهذا ما يؤكد القول السابق، بأن الملك حور محب نقل الكثير من كنوز سمنخ الى توت وقفلها بختم ملكى ولذلك لم يدخلها أحدا على الاطلاق منذ ذلك العهد حتى تم اكتشافها في عام 1922
  • وهذا يدل أيضا على انه ليس هناك حاجة اسمها لعنة الفراعنة ولا حتى قوة الملك توت في المحافظة على قبره والتغالى في هذه المقبرة وصاحبها وتم افراد كتب كثيرة حولها، وكلها كتب من محض خيال الكاتب او الاثارى بدون سند صحيح في المواثيق التاريخية
  • وفى نص يعود الى عهد الملك رمسيس السادس عندما شرع في بناء مقبرته وجد مقبرة اطلق عليها (من هذا الغريب في وادى الملوك) وأمر عماله بان تغطى هذه المقبرة بالرمال والحجارة ولذلك غطيت مقبرة توت تماما ولم يظهر لها اى اثر حتى اكتشاف كارتر لها، وهذا يؤكد أيضا شيئين بانه في حقيقة الامر ليس هناك حاجة اسمها لعنة الفراعنة، ومن ناحية أخرى بان هذا الملك توت لم يكن معروفا لاى ملك منذ عهد حورمحب حتى عهد الملك رمسيس السادس.
  • في هذه المقبرة أيضا منظرا فريدا من نوعه وهو طقسة فتح الفم. وان الذى قام بعمل هذه الطقسة كان هو نفسه الكاهن (أي) والذى لنا معه وقفتين هامتين تستحق الدراسة والتأمل منذ أيام الجامعة وما تعلمناه وحتى يومنا هذا لم يحل هذا اللغز.

الوقفة الأولى: وهى ان الكاهن أي في رداء ملكى وتاج ملكى كيف؟ وهل كان هو الملك الفعلى على البلاد وان توت عنخ مجرد ملك فقط؟ ولكن الاغرب ما يقوله الكاهن أي نفسه وهذا شيئا غريبا فيقول ((انى افعل هذه الطقسة لك مثل ابنى)) فما معنى ذلك؟ وهذا النص ظهر مرتين في التاريخ فقط لاغير. احداهما في تمثال الكتلة للكاهن سننموت مع الأميرة نفرو ابنة حتشبسوت وهو جالس القرفصاء والأميرة بين ذراعيه ويقول (اهتممت بكى كمثل ابنتى)) والمرة الثانية أيضا عن طريق الكاهن أي في مقبرة توت، ولذلك احتار العلماء في هاذين النصين وعلاقة كلا من الكاهنين سواء مع حتشبسوت او مع توت؟

الوقفة الثانية: ان هذه المقبرة تعرضت للسرقة عدة مرات وفى عهد الكاهن اى نفسه وان كانت المحاولات كلها بائت بالفشل حتى جاء الملك حور محب وشمعها بختمه الخاص وكما سبق القول؟ من كان يريد سرقتها اذا كان أي نفسه ملكا على مصر؟ وهذا يدل أيضا بلا شك الراى الذى يؤكد بفتح مقبرة سمنخ ونقل محتواها ومحاولة سرقة بعضا من هذه الكنوز، وكان ذلك في عهد حور محب او في فترة ضعف اى في أواخر أيامه وتربع حور محب على عرش مصر.

ومن الأشياء المثيرة أيضا في هذه المقبرة حيث وجدت الكنوز كاملة ولا اجتهاد مع نص هنا، حيث نجد كرسى العرش وهو معروض أيضا في المتحف المصرى حتى الان، فنجد على هذا الكرسى زوجته عنخ اس آتون ومكتوب اسمها ((زوجة الملك الكبيرة عنخ اس ان موت)) يتوسطهما فوق رؤوسهما عين الشمس التي تمثل الإله آتون تمتد أشعة منها وتنتهي بمفتاح الحياة عنخ وتعطيهما الحياة.

أما خلفية كرسي العرش فيحمل أسم (توت عنخ آتون) واسم الولادة لزوجته (عنخ أ س أن با أتون) وهذا مطابق لفترة العمارنة. وهذا يدل بان فترة العمارنة كانت موجود وفى عهد أي نفسه والا ما سمح بوضع مثل هذه الحقبة في مقبرة توت وهو الذى قام بنفسه بدفنه وعمل طقسة فتح الفم، وهذا يؤكد أيضا ما ذكرناه سابقا بانه لم تقم حاجة اسمها ثورة دينية ضد فترة العمارنة ولا حتى بعد هذه الفترة سواء كانت في عهد اى او في عهد حور محب، انما اصلاح اجتماعى في عهد حور محب.

لو دققنا أيضا في عهد توت عنخ كملك على مصر سيتأكد لنا بلا شك بان هذا الشاب الملك كان بين طيات كماشتين احدهما الكاهن أي ومعه الملكة الجدة (تى) في حالة ثبوت زواجها من الكاهن اى وكما شرحنا، وما عثرمن شواهد ومناظر في مقبرة الكاهن أي في وادى الملوك.

ولكن للأسف الشديد وعن قصد فإن هذه المقبرة تعرضت لكثير من التخريب على مدار الزمان خاصة في عهد حورمحب خليفته على عرش مصر، والذي حمل على عاتقه مهمة محو أي ذكرى لملوك حقبة العمارنة ماعدا (توت عنخ آمون) خاصة هؤلاء الذين لم ينالوا شهرة واسعة خلال فترة حكمهم حيث بدى الختم الملكي لآي وقد طالته محاولات الطمس من على جدران المقبرة إلا أنه لم توجد أي محاولة لطمس الختم الخاص به من على التابوت أو غطائه.

اما الكماشة الثانية فكان حور محب الذى في عهد توت اصبح اشهر شخصية بجانب انه اصبح وزيرا للدافع مما اثار الغيرة في نفوس الكثير من رجال القصر والدولة وعلى راسهم أي والملكة تى لانها من الأصل والتاريخ لم تكن مرتاحة أيضا له ولا حتى هذا الشاب توت، الذى لانعرف حتى يومنا هذا من امه؟ وكذلك هناك شكا أيضا بان يكون إخناتون والده؟ اما لفظ الكاهن أي في مقبرته في طقسة فتح الفم فهذا شيء ثالث أيضا محيرا في الامر.

فكان الشاب الملك توت هكذا ألعوبة بين الكماشتين وخاصة ان الخطورة هنا ليس حور محب بل الكاهن أي نفسه ذلك الداهية الذى تلاعب بالكل منذ عهد إخناتون والمخطط والمفكر لاطماع شخصية ورغبة في التتويج الملكى لانهاء مسيرة حياته.

وحتى لا نكثر في الحديث هنا عن حور محب كوزيرا للدفاع فإن الملك توت لم يكن له رأيا حربيا في المخاطر التي على مصر بل ترك امر الدفاع والقرار كله في يد القائد المحب اليه كثيرا حور محب. ويظهر هذا جليا في تلك الهجمات التي قام بها حور حب ضد خيتا والانتصار عليها، والنوبة، وكثيرا من الاحداث الحربية في هذا العهد وبقيادة حور محب نفسه وكلل مجهوده بالانتصار الدائم مما دفع الملك توت عنخ آمون بإصدار امرا غريبا وفريدا من نوعه وهذا كان في اخر اعوام من عهده عندما نصب القائد حور محب وبالنص الوثائقى (الوصى على العرش) مما أشعل الغيرة والحقد في نفس الكاهن أي، ولهذا النص هناك احتمال كبير جدا بان يكون الملك توت مات مقتولا او مسموما بيد او بتخطيط من الكاهن اى نفسه، وهذا يظهر جليا من ملبسه الملكى والتاج في مشاهد مقبرة توت.

وهكذا ظهر الحقد الدفين بين الأطراف، والرغبة أيضا من حور محب لاقالة الملك أي ورغبته في تولى عرش مصر، وعندما تولى قام بسياسة الإصلاح الاجتماعى الكامل وصب اللعنة على الكثير من رجال عصر العمارنة واسرة العمارنة ما عدا توت عنخ آمون الذى رقاه الى منصبين هاميين كوزيرا للدفاع ثم وصيا على العرش، فكيف لا يكون له ولاء واحترام كبير وخاصة ان حور محب نفسه شخصيا من عامة الشعب في الجذور والأصول ولم يكن من اسرة ملكية على الاطلاق.

وهكذا تولى الملك حور محب عرش مصر وقام بسياسة الاصلاح الاجتماعى الكبير والتغير من قوانين البلاد الاجتماعية التي ظهرت في البلاد في عصر العمارنة، ثم الإهمال الكامل لمدينة العمارنة ولم يظهر لها صوتا في التاريخ ولا معرفة بها الا منذ دخول الالمان تلك المنطقة في حقبة الثلاثينات وبداية الحفريات الحديثة في مدينة إخناتون او تل العمارنة كما يطلق عليها الان.

وبعد هذه الاستفادة المختصرة تاريخيا منذ عهد امنحتب الثالث والملكة تى حتى عهد الملك حور محب، نتوقف امام اهم شخصيتين من بنات إخناتون وكما سبق القول في بداية بحثنا هذا وهما ميريت آتون وعنخ اس آتون. ونعود اليهما كاملا بعد كل تل الاحداث لنعرف موقفهما وخاصة انه في عهد حور محب او حتى في عهد الملك اى كانتا شابتين وعاصرا الاحداث كلها وكن أيضا زوجتين لملكين على مصر، ومن هنا وجب الان البحث فيهما هن فقط واحوالهما النفسية وان كنا نحن هنا أيضا سنضع في الاعتبار قلق اخر وهو الموت المبكر لاعضاء هذه الاسرة الملكية او المرض القتال كما يشاع في بعض المراجع.

ميريت آتون

الابنة الكبرى لإخناتون ونفرتيتى وعرفنا بان مولدها كان في العام الثانى لحكم إخناتون، وهى اكثر بنات إخناتون ذكرا وتصويرا في المعابد وفى المقابر والاثار بل وذكر اسمها في بعض الخطابات الدبلوماسية من رسائل العمارنة. وعندما توفى والدها كانت تبلغ من العمر 17 عاما، وكانت شابة جميلة وشهيرة. هذه الفتاة لنا معها وقفة كبرى تحليلية وبما يتوافر لدينا من نصوص موثقة وليس تحليل خيالى بدون توثيق.

الوقفة الأولى: عندما بلغت من العمر 13 عاما او يزيد اختفت أمها من احداث التاريخ تماما، وبما انها البنت الكبرى ومن اسرة ملكية فكان لابد منها الحزن على أمها الشديد وخاصة انها كانت دلوعة العائلة والأكثر شهرة في أولاد إخناتون كما سبق القول. فهل كانت ابنة جاحدة؟ ولماذا نقول ذلك؟ فمثلا من الاحداث التي عاشتها وشاركت فيها جنازة اختها (ماكت آتون) ورأت حزن نفرتيتى الشديد عليها، ألم تتأثر هذه الفتاة أيضا مثل أمها على وفاة اختها؟ ألم تكن تحب أمها واختها؟ وعلى الجانب الاخر متعلقة بشدة ووجدان بابيها إخناتون ولا مانع ذلك. ففى صفات الانثى مثلا وكما يقول علماء النفس لا يمكن بان تكون الانثى بهذه الكراهية والجحود مثل الرجل؟ ثم ما الدافع لذلك وهى ابنة شهيرة وذكرت كثيرا في عهد العمارنة بل اكثر شهرة من أمها الملكة نفسها نفرتيتى؟.

ولكن بالرغم من كل ذلك وبكل صدق وامانة انها لم تاخذ لقب ((الزوجة الملكية العظمى في عهد ابيها وانها تزوجت من ابيها كما يدعى البعض)) لان إخناتون نفسه من الناحية العقائدية متصوف ويدعوا ليلا نهارا الاله الواحد، ولا يمكن ان يكون بهذه الرزيلة كما يدعى بعض الاثارين اليهود لمجرد تحطيم اى شيء في الحضارة المصرية وقارن ذلك بما قالوه لعنة الله عليهم على لوط عليه السلام وبناته!

الوقفة الثانية: بتدقيق شديد واسئلة لبعض المتخصصين عن هذا العصر بالتحديد فان لقب ((الزوجة الملكية العظمى)) اخذته عند زواجها من الملك سمنخ كارع وليس قبل ذلك. واية مقبرة وجد فيها هذا النص حتى ولو كانت في العمارنة او الأقصر فكان ذلك في عهد زوجها الملك، حتى ولو كان هذا المتوفى وهذه المقبرة يعيش في عصر إخناتون وخاصة ان سنوات العمارنة كلها في التاريخ لاتزيد عن 18 عاما بجميع المقاييس الحسابية. وان هذا اللقب في الأصل والفصل كان يخص أمها الملكة نفرتيتى فقط. حتى في السنوات التي عاشتها بعد اختفاء أمها وموت ابيها فاتحدى ان يكون هذا اللقب اخذته هي قبل زواجها من الملك سمنخ كا رع.

الوقفة الثالثة: عندما تزوجت من الملك سمنخ كا رع كانت تبلغ من العمر 17 عاما وعاشت معه عاميين كزوجة ملكية عظمى يبقى عمرها عند وفاة الملك سمنخ كان 19 عاما، فهل توفيت نتيجة لمرض العائلة مثل الكثيرين منهم حتى زوجها سمنخ نفسه؟
ولكن السؤال الحائر الان: كيف لابنة جميلة وبهذه الشهرة ولا نص حول وفاتها؟ حتى في حفريات عصرنا الحديث في تل العمارنة وغيرها فهناك احتمالات واقوال حول نفرتيتى وحول أي وغيرهما حتى حول اختها عنخ آتون ألا هي فقط في هذه العائلة التي اختفت تماما بعد موت سمنخ كارع وهى في عمر 19 عاما!!.

الوقفة الرابعة: هناك احتمالات وشواهد واجتهادات حول اختها زوجة توت وكما سناتى لها فيما بعد، الا هي فقط لا حس ولا خبر مع انها كانت الأكثر شهرة وكما سبق القول. وهناك رأى شخصى واجتهاد والله اعلم على كل حال بانها هي التي أرسلت للامير السورى للحضور والنجدة واستخدمت اسم اختها كلقب (ارملة توت) في الرسالة وكما سنعرف فيما بعد، او كانت اختها على علم ووافقت على ذلك وهناك مازال غموض حول ذلك وباطن ارض مصر من اثار لم يسعفنا حتى الان في ذلك؟

ولكن على اية حال الأهم من كل ذلك اين هي وكيف اختفت وكيف لا ذكر لها مطلقا؟ مع ان الفارق الزمنى بين شهرتها الواسعة كاميرة ابنة إخناتون ثم كملكة لا يتعدى سبعة أعوام فقط؟ وهناك احتمالات شديدة البحث لا تتعدى هذه الآراء حول هذه الشخصية من واقع الاحداث كلها ما يلى:

اما ان تكون هي الأميرة الهاربة (سكوتا) فيما بعد وهذا احتمال اشك فيه كثيرا لاسباب متعلقة بالبحث الاسكتلندى نفسه وكما سناتى له فيما بعد بالتفصيل أيضا، وعجبت كثيرا من بعض الاثاريين وغيرهم من الناس من صدقوا ذلك على الفور بدون تصفح ودراسة.

اما تكون قد مرضت مرضا خطيرا وهو الموت الفتاك في هذه العائلة وتم دفنها وانتهى امرها في عهد توت عنخ.

اما ان يكون حور محب قد دمر مقبرتها تماما وخاصة كما عرفنا من قبل كراهيته الشديدة لكل شيء متعلق بتل العمارنة ما عدا توت عنخ آمون فقط، ولقد تحدثنا عن ذلك من قبل في بسطة وجيزة في سياسة الإصلاح الاجتماعى الذى نهجها وقوله هو نفسه عن ذلك واحتمال موتها وتدمير قبرها تماما بعد هذه الرسالة وخاصة ان حور محب فعل الكثر في تدمير مقابر هذه العائلة!! وبذلك يكون من المقابر التي دمرها مقبرتها ولا ننسى ما فعله مع مقبرة أي نفسه وكما اوجزنا سابقا. وما فعله في مقبرة سمنخ كارع ونقل الكثير والكثير من محتوياتها الى مقبرة توت وكما عرفنا أيضا ذلك. وانها كانت زوجة سمنخ وفعل نفس الشىء معها، فهل تنبه أحدا الى ذلك؟ وتكون هي هكذا ليست الأميرة الهاربة.

ولا ننسى انها في العام الأول من زواجها من سمنخ كارع انجبت ابنة واطلقت عليها اسمها (ميريت آمون تا شيريت) ولكنها ماتت في الرضاعة، وهذا شيء عاديا في هذه الاسرة، وهل تكون ميريت الملكة حصلتها بعد الولادة مباشرة، وظل قبرها حتى عهد حور محب وتدمير مقبرتها تماما. ونحن ننتظر باطن ارض مصر بان يحن علينا باثار أو اثرا واحدا يؤكد ذلك أو ينفيه. وبين هذه الوفاة لابنتها وموت زوجها سمنخ فترة لا تتعدى العام الواحد وشهور قليلة وانتهى عهد سمنخ كارع!! ووجدت جدارية له ولها في قبره.

ان ميريت آتون من واقع شخصيتها كأميرة او ملكة ومحبة بشدة لابيها اوحتى لزوجها سمنخ يؤكد بدون شك ولائها لعرش وارض مصر، ومن الصعب جدا ان تفكر حتى في الانتحار وليس الهروب الى المجهول من واقع فلسفة الانسان. لانه في حياتها الشخصية فلم تجد اية صعاب على الاطلاق يدفعها لذلك، وانها لم تحرم في حياتها او تحزن بشدة على اى شيء.

ممكن تكون حزنت على موت ابيها ولكنها كمصرية وتعلم معنى الموت الذى لا مفر منه لايمكن بان يدفعها بان تهرب من البلاد ولا حتى بعد موت زوجها سمنخ، ولا حتى لموت ابنتها الرضيعة وخاصة انه شيء عاديا جدا بل ومتوقع كما هي في حالات كثيرة من اسرة إخناتون، كما انها أيضا لم تحزن لاختفاء أمها من قبل. فأنسانة مثل هذه لم تجد اية مصاعب على الاطلاق في الحياة سوى الموت العائلى فقط وهذا امرا عاديا ولا مفر منه على الاطلاق ولو حتى في صغر السن كما في اسرة العمارنة وبالأخص تلك العائلة الملكية.

اذا الدافع للهرب من البلاد لايوجد من الأصل، وخاصة ان مخصصاتها الملكية لن تنقص شيئا، فهاهى اختها عنخ اس الان ملكة على مصر واخيها أيضا توت لو كان اخيها حقا ملكا على مصر، كما ان العجوز أي لا يطلبها للزواج ولا يسبب لها اية متاعب. كما انه في نصوص (سكوتا) كما في البحث الاسكتلندى أشياء لا تتوافر في هذه الأميرة او الملكة على الاطلاق مثل:

لا ننسى بان سكوتا احفادها هم الذين سيطروا على اسكتلندا وليس هي شخصيا وكانت هناك محاولات أولا للسيطرة عليها ولكن تصدى لهم الايرلنديين في هذه المنطقة ثم عاشوا في ايرلندا حتى اتتهم القوة وسيطروا على اسكتلندا واطلقوا على انفسهم اسم شعب سكوتا من الأصل المصرى كما ادعوا ذلك.

معنى ذلك بان الأميرة الهاربة لابد من البحث عن مقبرتها في تل تارا ليتضح الامر جليا وننهى المسألة وقبل العثور على هذا القبر يبقى الموضوع قيد البحث والشك وليس قيد التحقيق والتصديق لماذا؟ لان الجثة التي عثر عليها في عام 1956، كانت لاميرة شابة توفيت في عمر أواخر الثلاثينات او قبلها، يبقى كيف في هذه الفترة الوجيزة استطاعت تعليم من معها كل ذلك والتقسيم الادارى لايرلندا سواء شمالا او جنوبا؟ ثم الأهم من أوحى لها بانها سوف تسيطر على ايرلندا الكارهة لها وكذلك السيطرة على اسكتلندا التي سوف تحمل اسمها بمعنى الأميرة الهاربة. ثم لم يوضح في تاريخها في اسكتلندا او غيرها من اى شيء هربت؟ وكان هذا الحدث لابد ان يسجل وكما ادعوا بان معناها (الأميرة الهاربة) يبقى كان لابد ان يقولوا أيضا من اى شيء هربت ومن اين أتت الي هذه المنطقة بالتحديد؟ وهذا يذكرنى بتحميل التاريخ والزيف الفكرى والكتابى لعلماء إسرائيل.

هناك فارق زمنى كبير جدا أيها الأصدقاء في دراسة هذا الموضوع من البحث الاسكتلندى حيث قال العلماء بالنص وكذلك الباحثة الاسكتلندية (لورين ايفزن) عندما كتبوا بالنص ((طبقا للتاريخ الأسكتلندي القديم فأن من المتعارف عليه ان أصلهم مستمد من النسب الفرعوني المصري للملكة المصرية (سكوتا) التي عاشت تقريبا سنة 1400 قبل الميلاد.

السجلات الاسكتلندية القديمة تدعم تلك الأطروحة التي تقول أن الملكة المصرية (سكوتا) جاءت لأيرلندا مرورا بأسبانيا. وحتي تلك اللحظة يخلد ويوثق اسم الملكة في منطقة (جلين سكوتا) بأيرلندا ومكثت فيها وبعد ذلك قام احفادها بالهجرة لأسكوتلندا تقريبا 300 قبل الميلاد ومن ذلك جاء النسب الملكي الأسكتلندي)) اى هناك اكثر من 1100 عاما وهل يتذكر الانسان اصله وفصله بدون وثائق مكتوبة؟

فمن مميزات الحضارة المصرية مثلا بانها حضارة مكتوبة واحيانا موثقة في أمور كثيرة جدا بالرغم من ان التاريخ المصرى القديم بالفعل هو (تاريخ حوليات) اما التوثيق في حقبات مختلفة متوفرة جدا في كل العصور وحتى وان كان منقوصا، والبحث ومازال جاريااما ما يكتب هنا فى التاريخ الاسكتلندى والايرلندى فليس موثق على الاطلاق؟.

ان الشقافات وغيرها التي اكتشفت في بريطانيا وايرلندا واسكوتلندا فالحل الأمثل بانها كانت اباريق مصرية واشياء أخرى فعلا تم صنعها في مصر في العهد الرومانى، ولاننسى بان بناة بريطانيا وخاصة العاصمة (مونا = لندن الان) هم الرومان ثم المناطق البريطانية الأخرى شمالا وجنوباـوفى تلك الفترة عندنا في مصر كان الاحتلال الرومانى الذى قبع على انفسانا ما يزيد عن ستة قرون كاملة سواء تحت راية روما او تحت راية بيزنطة.

ولكن خلينا في روما الان عندما كانت متسيدة مصر. ولاننسى ما فعله ابن أخت القيصر سيزار وهو (أغسطس) في مصر واعتبرها عزبة خاصة له، وطوال حياته وغيره من الاباطرة كانوا يأخذون أشياء من مصر ويرسلوها الى مناطق روما الخارجية واحتمال ان هذه الأشياء كان الفخار المصرى والذى اصبح شقافات مكتشفة حديثا ويدور الحوار العالمى عن الأميرة الهاربة وهكذا.

اما عن المراكب وبقية الاثار هناك وغيرها فلنا حديث أيضا بالتفصيل المختصر ولكن مع احداث أخرى بعد ما ننتهى من الحديث عن عنخ اس آتون لكى توضح الرؤية كاملا وكما في بحثى المفصل كاملا عن هذا الموضوع وقبل تقديمه الى الجهات المسئولة في مصر وغيرها واليونيسكو أيضا. . والراى القطاع بدون شك الان والراى المصرى القاطع بان الأميرة الهاربة لم تكن ميريت آمون على الاطلاق، ولايمكن الاعتماد على اقوال الباحثين الاسكتلندين وجامعتهم بالرغم من ان هذا شرف لنا كمصريين ولكن في التحقيق التاريخى فلا مجاملة او تحميل على الاطلاق. فأن ميريت آمون ليست هي الأميرة الهاربة.

عنخ اس با آتون

هى الابنة الثالثة لإخناتون ونفرتيتى، ومعنى اسمها (تعيش من خلال اوتون) وقد عاصرت عهد العمارنة كاملا وعندما توفى والدها إخناتون كانت تبلغ من العمر 14 عاما، وهى اصغر من اختها ميريت آتون بحوالي ثلاثة فقط فقط. وعندما توفى الملك سمنخ كارع كانت تبلغ من العمر 16 عاما.

وبذلك تكون عندما تزوجت توت تبلغ من العمر 16 او 17 عاما فكيف تتزوج بتوت وهو يبلغ من العمر 9 سنوات ثم بعد عام واحد فقط تنجب منه؟ اذا هناك خطأ تأريخى في هذا الامر حول عمر الملك توت وكيف لطفل 9 او 10 سنوات ان ينجب طفلا؟ هذا الامر لم يحدث من قبل لا في التاريخ القديم ولا التاريخ الحديث مطلقا. ولابد من ترميم التاريخ في هذه الجزئية يا علماء الاثار يا مصريين. . حافظوا على اثارنا وتاريخنا الله يخليكم عجبا لكم حقا عجبا لكم!!!.

المهم الان بأنها عندما تزوجت من توت وتربعت على عرش مصر كانت شابة جميلة تبلغ من العمر 17 عاما، وبعد عام واحد انجبت بنتا ولكنها ماتت على الفور بعد الولادة. وبعد عام اخر انجبت ابنة أخرى وتوفيت أيضا اثناء الولادة، فهل اثر ذلك نفسيا عليها وأصبحت تبلغ من العمر 19 عاما. فهناك مرضا وراثيا حقا في هذه الاسرة ولكن ما هو؟ وحتى في عصرنا الحديث هناك حالات كثيرة بين النساء في هذا الامر أيضا لعيب في الرحم مثلا او أشياء أخرى كثيرة يبحثها الأطباء حتى يومنا هذا.

ولكن بالرغم من كل ذلك هل اثر ذلك نفسيا على الملكة عنخ اس با آمون وهو الاسم الذى اخذته بدلا من آتون؟ ثم علاقاتها أيضا بزوجها توت عنخ وهى كامرأة تجد بانه ملك بلا شخصية ورامى امره كله اما في يد الكاهن أي او في يد القائد حورمحب، فهل اثر ذلك في الحياة الزوجية؟

ونقطة أخرى هامة هل عرفت بالمخطط الذى أدى بحياة زوجها الملك ولذلك أرسلت الرسالة المحيرة الى المنطقة السورية بامضاء حرفى باسم (ارملة توت عنخ آمون) وعلى علماء الاثار واللغة اظهار هذه الرسالة الى العالم كله الان والتدقيق الكامل في النص المحير هذا. اما مسالة زواجها من ابيها إخناتون بعد اختفاء أمها فما ذكرناه من قبل بخصوص هذا الامر مع اختها فينطبق عليها أيضا وهذا امرا فيه شكا كبيرا، والا كانت عائلة حقا منحلة بكل المقاييس واحد عصور الانحلال الكامل في عصر العمارنة حتى ولو كانت الاسرة ملكية او غير ملكية، ولعنة الله على اليهود مخرفى كل العصور ولكن هذا ليس موضوعنا الان وما فعلوه من حفريات في حضارتنا تحت جنسيات مختلفة وهذا امر اخر أيضا.

على العموم حتى ولو كانت غير راضية على كل ذلك كيف ترسل الى ملك الحيثيين تطالبه بارسال احد ابناءه كى يتزوجها وامضاء الرسالة بلفظ ارملة توت عنخ آمون؟ ثم يقوم الملك بارسال ابنه الذى يقتل على الحدود سواء كان من أي نفسه او حور محب؟ وهل يمكن انها أرسلت هذه الرسالة في أواخر عهد توت نفسه وكان على قيد الحياة فقام أي بقتله ثم قتل توت نفسه والرغبة في الزواج من هذه الملكة الشابة الجميلة؟

ولكن أيضا كيف يكون ذلك وهو طاعن في السن ومحبا أصلا لجدتها الملكة (تى) وشواهد اثرية بانه تزوجها عندما اعتلى عرش مصر؟ اتكون هذه الفتاة أصبحت اكثر غضبا ونقما على موت زوجها ومحاولة أي للزواج ومنها وفى نفس الوقت يرسم بالزواج بجدتها الملكة الجدة تى؟ كلها أشياء محيرة حقا حتى الان وخاصة لندرة المصادر!!.

ففي هذه الاحداث وبعد موت زوجها كانت تبلغ من العمر 27 عاما، فهل تكون فعلت نفس الشىء مع بلاد اليونان وارسلت الى القائد اليوناني ثم اخذت حاشيتها ومراكبها واتجهت الى اليونان ومنها الى اسبانيا ثم الى بلاد ايرلندا واسكوتلندا؟ هل هي الأميرة الهاربة حقا والتي عرفت باسم سكوتا فيما بعد؟

فمن ناحية الفخار والقيشانى وغيره فلقد تكلمنا في ذلك في البوست الماضى اما هنا فنتكلم عن المراكب والجواهر مثل العقد الذى
عثر مع الجثة وكذلك جثة الطفل الصغير كما في البحث الاسكوتلندى. ولكن هنا كما في البحث الاسكتلندى وذلك الذكاء البحثى الذى يتميز به الغرب عن الشرق والحرية البحثية المطلقة، قالوا بان كلمة (الرجل الأبيض) لم تكن معروفة في ذلك الوقت على الاطلاق طبقا لتاريخهم القديم.

وان هذا اللون الأسمر عند بداية تاريخهم جاءت من شعب سكوتا الذى اتى من بلاد مصر، وكانوا أصلا سمر اللون، اما اللون الأبيض في اسكوتلندا وايرلندا فلقد اتى فيما بعد لعنصر الجو البارد وما الى غير ذلك. وفى هذا الموضوع البحث افرد الكثير من الباحثين دراسة لها لاثبات بان اصل سكوتا وشعب سكوتا مصري.

وباختصار شديد فهناك كاتب وباحث عندهم وان كان يهودى الديانة عندما بحثت في سيرته على النت عندما اصدر كتابا باسم (الفكر المصرى والأفكار الحديثة) وخاصة ان الفكر المصرى القديم من الناحية الإدارية هو الذى قسم اقليم ايرلندا الى قسمين شمالى وجنوبى وكما فعل من قبل المصريين القدماء، وهذه الفكرة أصلا لم تكن في خلد ايرلندا في تلك العصور القديمة. ثم قال أيضا عن اللون بانه حتى في تلك الحضارة القديمة هناك لم يتم العثور على كلمة الرجل الأبيض)) ومما قاله أيضا بالنص ((أنه من المحير العثور علي جمله الرجال البيض في التاريخ القديم سواء في مصر او في اسكتلندا وايرلندا))

ثم جاء باحث اخر وهو الدكتور (ديفيريا) وقال في بحثا اخر ((أن حورس الرمز المصري الشهير موجود لقيادة وارشاد الشعب الأبيض حيث أكد علي وجود الويلزين والأيرلند في مصر يوما ما)) ومعنى ذلك من ناحيتى الخاصة ردا عليه، هم الذين أتوا الينا ونحن لم نذهب اليهم؟ وقد يكون هذا صحيحا في العصر الرومانى على مصر (قد يكون) وبذلك اخذوا أيضا معهم الاباريق والقيشانى وغيرها من الهدايا مثل الحلى وخلافه وبعد الالاف من السنين تم العثور عليها في حفرياتهم، وادعوا موضوع سكوتا المصرية.

وهنا لنا ملاحظة هامة بالصدفة البحثية من واقع كتابات الدكتور الالمانى الشهير والاثارى الكبير الدكتور (بروكش) فقد أشار الى وجود كلمة الرجل الأبيض في النصوص المصرية وتعنى (تام) في نصوص تعود الى عام 2500 ق.م. وهذا ينفى ما كتبه هؤلاء الاسكتلنديين المذكورين. وقال بروكش أيضا انه في نصوص او قاموس الاثارى شامبليون مكتشف اللغة المصرية القديمة كلمة الرجل الأبيض والتي اخذها يروكش منه وهى كلمة (تام)

ما يجعلنا نتشكك في موضوع الأميرة الهاربة وخاصة ان الباحثين في أسكتلندا وايرلندا ادعوا بالتحديد بانها احدى بنات إخناتون فلقد فندنا في بسطة وجيزة لماذا لا تكون ميريت آتون، وهنا سنثبت لهم أيضا بانها ليست عنخ آتون.

وكما سبق القول أيضا بانه في الحضارة المصرية ميزة كبرى وهى الكتابة والتوضيح، ثم ان العالم كله وخاصة في القانون والبحث العلمى مقولة شهيرة وهى ((ما بنى على الاحتمال سقط لديه الاستدلال)) وهذا ما سوف نثبته أيها الزملاء الاسكتلنديين وخاصة انه عندنا راى قاطع يثبت بان عنخ اس آمون دفنت في مصر وتم تدمير قبرها في عهد الملك حور محب، او غيره وهناك دلائل تثبت ذلك لانكم لم تدرسوا تاريخنا نحن كما نحن ندرس تاريخكم ومن هناك كان رايكم عالمى اما نحن ففي سبات عميق وكما هي العادة دائما.

حياة عنخ اس آمون

فلن نتناول هنا عنخ اس آمون كملكة ولكن نتناول حياتها كونها ارملة ملك شاب توفى في مقتبل العمر، ومن قبله فقدت بنتين أيضا وها هو رسم وجهها حتى في مقبرته (توت عنخ آمون) لا ينم عن جحود او حتى التفكير في مسالة الهجرة الى المجهول ثم لماذا الهجرة وهى لا تعرف أصلا لا اسبانيا ولا حتى اين تقع تلك الجزر البريطانية؟.

أولا: في عهدها الذى يعود الى القرن الثالث او الرابع عشر قبل الميلاد، لم تكن مناطق ويلز او حتى اسكتلندا قد ظهرت بعد على صفحات التاريخ ولا حتى ذكرا لهم في التاريخ اليوناني نفسه، لان اول من يعرف هذه المنطقة كان يوليوس قيصر عندما كان حاكما رومانيا على فرنسا وشرع في بناء باريس ثم لما اصبح قيصر على روما، ذهب الى المنطقة واطلق عليها جزر الضباب ثم جاء خلفائه وبداوا في بناء مدينة (مونا = هي لندن الان).

ثم بعد ذلك وصل الرومان الى المنطقة اسكتلندا وايرلندا ولم يجدوا اى شيئا يدل على الأصل المصرى والا كان الرومان او المؤرخين كتبوا ذلك في تاريخهم. وما اداركم ما الرومان ومؤرخى الرومان الذين ما من شى إلا كتبوه وحفظوه بل كانوا دارسى العالم واقطاره بما انهم كانوا القوى العظمى الوحيدة آنذاك. ولقد كتب مؤرخى الرومان عن مصر ما لم يكتبه المصرى نفسه ولا حتى اول مؤرخ مصري في التاريخ وهو مانيتون.

ثانيا: قالت العالمة الدكتورة من جامعة دبلن (شون أوريردون) في عام 1956، ثم اخذت منها هذا الكلام الباحثة (لورين ايفانز) ما نصه بان المؤرخ المصرى مانيتون كتب عن هروب هذه الأميرة الى خارج البلاد، فلو سمحتم نريد اظهار هذا النص للعالم كله ونترجمه نحن المصريين بدون مساعدتكم يمكن يكون هناك فهم خاطئ ترجمى ههنا؟

ثم اين هذه الوثيقة أصلا وفى اى جامعة او متحف؟ ثم من اين عرف مانيتون بريطانيا او حتى اسكتلندا أصلا مع ان هذه المناطق اكتشفت أصلا بعد عهده بعدة قرون؟ ثم ان تاريخكم من الواقع التاريخ الانجليزى كان بدائى وعشوائى وهمجى، ولا اثر لأي مدينة على الاطلاق آنذاك؟ بل الكثير منكم لم يكونوا على علم ولا ثقافة ولا حتى الهة ماعدا يمكن الاله (اتيلا) اله الاسكندنافيين، ويحتمل أيضا بانكم لم تعرفوه آنذاك أيضا؟

ثالثا: هناك فجوة تاريخية كبرى فيما تكتبوه تعدى الالف عام ويزيد ولقد نوهنا عن نقطة واحدة فيما سبق، اما هنا فنجد تركيز شديد منكم يعود الى القرن الثانى قبل الميلاد حيث تقولون بالنص الحرفى ((انه خلال القرن الثاني قبل الميلاد جاء بعض الفلاسفة المصريين لأسكتلندا لتقديم المشورة للملوك الأسكتلند في تلك الفترة والعمل كمستشارين لبعضهم)) فكيف بالله عليكم يحدث ذلك وان بريطانيا نفسها (جزر الضباب) لم يكن الرومان قد وصلوها بعد؟ فاين ومتى تأسست ممالككم هذه؟ فنحن هنا دراسين لتاريخكم أيضا بجانب تاريخ البشرية وليس تاريخ بلادنا الحبيبة مصر، فهل من مجيب عندكم في جميع جامعات اسكتلندا وايرلندا على هذا السؤال؟

بجانب أيضا بانه في مصر فى هذا القرن الثانى قبل الميلاد، كان الحكم والثقافة والكهنوت والمدرسين والمهندسين وغيرهم، في يد البطالمة وتحت امر البطالمة كانت السطوة اليهودية العلمية الكبرى؟ فالمصرى لم يكن له وجود أصلا ولم يظهر منهم أحدا قط سوى المؤرخ المصرى مانيتون فقط ولا احد غيره؟

فكيف ترسل مصر ولو حتى في عهد البطالمة مصريين كمستشارين لكم انتم؟ ثم من انتم أصلا واسف على هذا في عرف التاريخ في هذه الحقبة الزمنية؟ هل تقصدون مثلا الحكماء اليهود ساكنى الإسكندرية ممكن ولكن كمستشاريين لمن؟ ثم ان اليهود انفسهم لم يكونوا قد تدمروا بعد ولا تشتتوا بعد ولا حتى وصلوا الى روما كعبيد في عام 70 ميلاديا ثم كعبيد لروما وبناء ((مدن مونا ويورك)) في عام 170 ميلاديا؟ فلو تصدقون ذلك فهناك أيضا فجوة تاريخية كبرى بين ما تكتبونه وبين الحقائق في مدة اكثر من ثلاثة قرون، وهذا سؤال اخر لكم؟

رابعا: حتى في التاريخ الاسكندافى (الفايكنج) اول من وصل الى بريطانيا وشعوب الانجلز، دخلوا عندكم كمحاربين في اسكتلندا ووجدوكم اضعف ما يمكن، وشعوب بدائية وتقومون في مخيمات قبلية ولا وحدة بين قبائلكم على الاطلاق، حتى محاولات توحيدكم كقبيلة واحدة فشل فيه الفايكنج انفسهم، فكيف تأتى اليكم واحدة غريبة ومن قارة أخرى وخاصة مصر ولا تعلم لغتكم ولا اى شىء عنكم وتوحدكم مثلا حتى ولو كانوا احفادها؟ ثم هؤلاء الاحفاد انفسهم وكما تدعون، فهم الرقم كام من حيث الاحفاد من الناحية التاريخية؟

يا سادة اكن لكم كل أحترام وتقدير، وفى حقائق التاريخ فلا مجاملة ولا تحميل، وكان ممكن أكون موافقا لرأيكم وافتخر انا كمصرى بذلك، ولكنى لا احب التحميل الزائد سواء سلبا او إيجابا، واخبركم أيها المحترمين بان هناك اسانيد وافانيد تثبت بما لاي دع مجالا للشك بأن عنخ اس آمون دفنت في مصر وتم تدمير قبرها، وانها هي أيضا ليست الأميرة الهاربة.

الشواهد الدالة على موت الملكة عنخ اس آمون فى مصر

هناك شواهد كثيرة تدل على ان الملكة عنخ اس آمون دفنت في مصر، ولا تنسوا بانها ابنة إخناتون وعهد العمارنة والذى يمقته بشدة الملك حور محب وكما أشار هو بنفسه في حديثه عن ثورة الإصلاح الاجتماعى التي قام بها.

أولا: في مقبرة توت عنخ آمون، هناك غرفة جانبية والتي كانوا يريدون تكسير احد حوائطها لشكهم في وجود قبر نفرتيتى مثلا؟ فلما لا تكون هذه الحجرة قد اعدت أصلا لزوجته عنخ اس آمون؟ هل فكر أحدا في ذلك يا دماطى؟ ألم ابلغك هذا في البيراميدز سكان العقيم لماذا دائما الاجنبى هو الصادق ونحن مجرد أداة في يده بدون ابداء الراى المصرى، الى هذه الدرجة هانت حضارتنا على انفسنا؟

ثانيا: ما لا يعرفه الكثيرون بانه عند اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عثر كارتر على جثتين لطفلتين (نعم طفلتين) احدهما جنين غير مكتمل يبلغ من العمر خمسة اشهر فقط، والأخر لطفلة ماتت بعد الولادة مباشرة؟ وفى هذا اثر علمى طبى كبير وهو كيف ان الطبيب المصرى القديم استطاع بتحنيط جنين وتم انزاله او اجهاده!! ومن المؤكد الطبيعى انهما طفلتى توت من زوجته عنخ اس وكما في السيرة الشخصية له وانهما انجبا طفلتين وماتا اثناء الولادة؟

والا لماذا تم وضعهما مع الملك توت؟ ثم بالتأكيد هذه الغرفة الجانبية كانت مجهزة لزوجته من بعده ثم اتى حور محب وفعل ما فعل في مقبرة توت عنخ آمون وكما ذكرنا من قبل، ولذلك لم نعثر لها على قبر حتى الان. وبالمناسبة كانتا محفوظتين فى قسم التشريح بطب قصر العينى وسمعت بانهما الان محفوظتان مع اثار توت عنخ آمون في المتحف الكبير وسوف يعرضان مع اثاره عند افتتاح المتحف.

ثالثا: المقبرة الشهيرة رقم (63) فى وادى الملوك. هذه المقبرة عملت دويا كبيرا في العالم كله الا مصر بطبيعةالحال. فلقد اكتشفت في عام 2006 عن طريق الاثارى (اوتو شادين) رئيس البعثة الامريكية لجامعة (ممفيس) الامريكية. وكان ذلك بالتحديد في 8 فبراير المهم في هذه المقبرة تم العثور على كشف مذهل اثريا لمن يهتم بتاريخ واثار بلده، ومن اهم ما اكتشف بالفعل:

  • سبعة توابيت خشبية خاوية، منهم تابوت لطفل وتابوتين لسيدتين.
  • جثتين واحد رضيع والأخر لطفل لم يبلغ الخامسة بعد.
  • خمس جثث او مومياوات منهم 2 لسيدتين شابتين.

وهنا قام على الفور العالم الامريكى (اوتو شادن) واعلن بانه من المرجح ان تكون احدى هذه الجثث للملكة عنخ اس آمون ولابد من عمل كشف ال (دى ان تى) لها ومن ساعتها لا حس ولا خبر حتى الان، لماذا؟ واطلقوا على هذه المقبرة التي كان يظن بانها ملكية بانها مقبرة تم استخدامها كمخزن لاعمال التحنيط فيما بعد. اذا كان ترجيح بان تكون احداهما هي لعنخ آمون، فلماذا تسكت مصر على ذلك ولا تنشر ما يحدث، او حتى تريح الباحثين للوصول الى الحقائق الكاملة.

رابعا: لماذا لم ينشر الامريكى اوتو نفسه كل الحقائق ويثبت بانها او لا يثبت، وانى اخشى من أبحاث جامعة بوسطن لاشياء كثيرة متعلقة باليهود ولكن هذا ليس موضوعنا الان؟ واخص هنا بوسطن على وجه التحديد دون باقى البعثات الامريكية!!.

ومن ناحية أخرى اكتشفت أيضا العديد من مومياوات نسائية بداية من عهد سرقة عبد الرسول الشهيرة وحتى عام 2006، ومع ذلك لم نهتم باصحاب هذه الجثث على الاطلاق وتاركين كل شيء فى يد الاجنبى ليعمل كل شيء ونحن نتفرج ونسمع فقط!!.

والسؤال هنا: هل هذه المقبرة 63 كانت معدة في الأصل لعنخ اس آمون ثم قام حورمحب بتخريبها؟ وهل هاذين الطفلين من زوجها الملك (أي) لو كانت تزوجته حقا، وكلاهما مكروهين من الاصل من الملك حور محب؟ مع ملاحظة فنية هامة بان راس ووجه توت عنخ يتجه الى هذه الغرفة وكما هو موضح في الصورة!!.

فلو ثبت بان هاذين الطفلين من الكاهن أي نفسه بعد موت توت يبقى انه لم يتزوج من الملكة الجدة (تى) ومنظرها في مقبرته كما اشرنا من قبل اما لكون العلاقة والصداقة الحميمة منذ قديم الزمان، ويبقى هكذا الموضوع اتحل من نفسه، ولكن كيف يتزوجها اقصد عنخ اس آمون وهى التي أرسلت الى الأمير السورى للزواج والنجدة وبتوقيع اسمها ((ارملة الملك توت عنخ آمون)) لهذا السبب قتل أى او أمر بقتله على الحدود؟ واذا لم يكن اى فيكون حور محب نفسه، ولذلك عندما اعتلى عرش مصر صب جم غضبه على الكثير من مقابر العمارنة سواء للعائلة نفسها أو لاناس مشهورين من هذا العهد وهذا امرا لا شك فيه الان على الاطلاق.

خامسا: في نفس المقبرة رقم 63 تم العثور على اختام او اثار اختام فوق قطع من الطوب الطفلى تحمل مقطع من اسم عنخ اس آمون، والكثير من مواد التحنيط وأدوات التحنيط وبعض منها معروض الان في المتحف المصرى في الجزء المخصص لغرفة المومياوات كما عثر أيضا على الملح الخاص بالتحنيط وكتان والفخار واشياء جنائزية. فكلها تدل على ان هذه المقبرة استخدمت كمخزن فعلا للتحنيط بعد طمس ملامح صاحب او صاحبة هذه المقبرة، وهى تعود فعلا الى الاسرة 18.

ولكننى هنا أقول لأول مرة فعلا بانه لو ان هناك حقا غرفة جانبية في مقبرة توت عنخ آمون وتم طمسها منذ القديم من الزمان فمن المؤكد بانها كانت الحجرة المعدة لزوجته عنخ اس آمون. ولكن لا ننسى أيضا بان الملك حور محب اخر من دخل هذه المقبرة ووجد ختمه الخاص على باب المقبرة وانه لم يدخلها أحدا بعده الا عند اكتشافها عن طريق كارتر في عام 1922.

يبقى هناك احتمالين لا ثالث لهما، الاحتمال الأول بان الملك اى تزوجها او حتى قتلها بعد قتله للامير السورى ودفنها مع توت فى غرفة جانبية وخبئها مع عارها لانها استنجدت باجنبى للزواج واخذ عرش مصر. اما ان يكون تزوجها وبنى لها هذه المقبرة رقم 63 كمقبرة ملكية لها وخاصة ذلك الطفلين المحنطين سابقا الذكر وخاصة أنهما تحنيط ملكى أيضا. ثم جاء حور محب واعتلى عرش مصر ودمر مقبرتها تماما، للعار الذى جلبته لمصر باستنجادها بالامير السورى من ناحية، ولأنها ابنة تل العمارنة من ناحية أخرى المكروهين أصلا وفصلا ككل من الملك حور محب.

وكلها شواهد تدل بيقين بان عنخ اس آمون لم تكن أيضا الأميرة الهاربة ((خلاصة البحث للعالم وليس للاسكتلنديين فقط)) أيها الأصدقاء الاسكتلنديين ان موضوع الأميرة الهاربة بحثا يخصكم انتم ولا تصروا بانها احدى بنات إخناتون، ولماذا تصرون مع ان هناك اخرين قلائل عندكم يقولون باحتمالية انها احدى بنات اخر ملوك مصر نختانبو الأول او الثانى، وخاصة انه هرب الى بلاد فارس وكما في التاريخ الموثق فلماذا لم يأخذ اسرته معه؟ وهو أصلا بلا اسرة ولم نعرف عنه الا النذر القليل فقط ولم نعرف زوجته على الاطلاق بل اخته فقط والتي تزوجت من القائد (نس بادد) ولولا تابوته الذى يوجد في متحف برلين ما كنا عرفنا هذا القائد أيضا؟ ولا حتى اسم اخت هذا الملك نختانبو الأول في تلك الظروف الفارسية القاسية على مصر.

وهناك من ادعى انها ابنة نختانبو الثانى وعلاقاته مع بلاد اليونان واسبرته وهو اخر ملك على مصر وقبل دخول الاسكندر الأكبر واحتمال احدى بناته، وهذا أيضا لا يجوز بالرغم من هروب الملك نفسه الى بلاد كوش للحماية من القسوة الفارسية وما فعلوه في مدينة منف آنذاك. ولقد افرد المؤرخ (تيودور الصقلى) الكثير عن هذا الملك وما كتبه نجد شواهد لذلك، وخاصة قبر زوجته الملكة (خدب نيت ارى نبيت) وهو يوجد في سقارة، ولكن الاثارى (فيدمان) شك في ذلك أيضا لانه لم يجد اسم الملك في المقبرة.

ومن عهد هذا الملك وجدنا مقبرة العظيم (ثاى حور بتا) في سقارة من اكتشاف الاثارى كوبيل في عام 1911 بجوار هرم الملك تيتى وتابوته محفوظ في المتحف المصرى ووجد أيضا تابوت لقزم صغير واحتمال انه كان خادمة او مضحكه ولم نجد شيئا عن الملك او حتى اسرته او حتى بنته. وكان هذا القزم يدعى (زحر بن بدى خنسو) وأمه تدعى (تاونش=الذئبة) ولها اسم دلع وهو (تاجى) وكانت امراة عادية ولكن ابنها كان قزما مصريا وعيب في الخليقة عنده مع انه من اسرة عادية.

ومن هذا العهد أيضا عثر على لوحة لكاهن مشهور في هذا العهد وهو (ون نفر) وهذه اللوحة محفوظة في متحف اللوفر، وهو أيضا لم يشير الى اية احداث غير عادية ولم يكتب اى شيء على الاطلاق عن مليكه اواسرة مليكه.

ولذلك أقول لكم مرة أخرى حقا وصدقا بان التاريخ المصرى من مميزاته الحضارية دون بقية الحضارات القديمة بانه كان تاريخ مكتوب وموثق ومسجل، وفى حقبات كثيرة منه واضح وضوح الشمس. فلو كانت احدى بنات هاذين الملكين هربت مثلا لكان الفرس كتبوا عن ذلك وفضحوا ذلك وخاصة لعلاقات الفرس السيئة أصلا مع بلاد اليونان ومن ناحية أخرى الكراهية الكبرى لهم ناحية مصر فلماذا تصرون على ان الأميرة الهاربة كانت احدى بنات أخنآتون وهو الموثق عندكم.

نعم وحقا عندكم الكلام الموثق وخاصة في جامعة دبلن وفى جامعة ترينيتى، الا ان توثيقكم هذا من جانب واحد ولم تستشيروا العلماء المصريين ولا الباحثين المصريين، ومازلتم تصرون بانها احدى بنات إخناتون. وفى بحثنا هذا اثبتنا لكم الراى المصرى بانها من المستحيل ان تكون احدى بنات إخناتون، وسوف اثبت لكم أيضا هذا من واقع تاريخكم انتم وما كتبتوه انتم للعالم وهذا أيضا شيئا خاطئ وغير علمى على الاطلاق لانه راى من جانب واحد فقط، وهذا لا يصح في البحث العلمى على الاطلاق والا يكون شيئا وغرضا في نفس يعقوب ويا ليتنى اعرف ما هو في نفس يعقوب يا كل المحبين لإسرائيل تحت اى مسمى من المسميات، لان إخناتون في الدراسات الإسرائيلية من الشخيصات التي يكتبون عنها حتى يومنا هذا وكذلك الملك رمسيس الثانى وابنه مرينبتاح، وياليتهم يكتبون الصدق والعدل!!.

فالشواهد الاثرية التي عندكم فندناها بفضل الله وعليكم انتم اثبات عكس ذلك، اما عن المراكب او بقايا المركب الخشبية، فهل نسيتم بان بلاد الفياكنج وغيرها بها من الغابات الكثيرة الغنية بالاخشاب وهى نفسها من نفس نوع الخشب الذى جلبه المصريين من لبنان سواء خشب الأرز او خشب الصنوبر او غيره الذى كانوا يصنعون منه المراكب الخشبية.

ثم ان مراكب الفايكنج أصلا لم يظهر لها وجود تاريخى الا بعد القرن الثانى الميلادى، مع انكم تتحدثون هنا عن بقايا مراكب (مركبتين) تعودان للقرن 13 ق.م فلماذا تصرون بانها مصرية هذا من ناحية؟ ولماذا بنت إخناتون من ناحية أخرى؟ فالمراكب أيها السادة منذ القديم من الزمان حتى يومنا هذا فاشكالها لم تتغير على الاطلاق وخاصة المراكب الخشبية. ففى عمان مثلا والامارات فهناك مراكب خشبية اذا شاهدتموها ستجدون بانها متشابهة الى حد كبير الى مراكب الفايكنج القديمة ما عدا المقدمة والمؤخرة، حيث مراكب الفايكنج كانوا يضعون في المقدمة والمؤخرة راس الاله (اتيلا) الذى يعبدونه او غيره من الهة الفايكنج.

ثم ان الحجم أيضا لم يتغير الا قليلا، وهل نسيتم بان الفايكنج كان لهم ثلاث طرازات من المراكب. احدهما شبيها بالمركب المصرية حيث كانوا يضعون فيها قائدهم الأكبر عند وفاته ويطلقونها في الماء ثم يرمون عليها السهام النارية فتحترق وتحترق معها جثة القائد وتنثر رماده في بحر الشمال هدية الى روحه وروح الاله اتيلا. وهناك مراكب عادية للناس ونقل البضائع وهى أيضا شبيهة لاى مركب ماعدا الراس والمؤخرة كما سبق القول وهى أيضا شبيهة الى حد ما الى المراكب المصرية او غير المصرية، اما النوع الثالث وهى المراكب الحربية فهى نوع مختلف تماما من حيث الطراز والشكل والطول والعرض.

الاسكتلنديين وتاريخ أوروبا

هل اعلمكم انا أيها السادة الاسكتلنديين العلماء تاريخ أوروبا وانتم من المفروض ان تكونوا على علم اكثر منى بهذا الامر وخاصة انتم تعايشتم مع الفايكنج في التاريخ وليس انا؟ فموضوع بقايا المركب او المركبتين عندكم من اثار فهذا ايضا امرا مشكوك فيه وكيف عرفتم بانها مصرية الأصل أصلا، فهل من توضيح؟ وهل معقول الأميرة سكوتا احتفظت بهذه المركبتين حتى جاء الاحفاد واستخدموها لاخر مرة اثناء نزوحهم الى اسكتلندا من ايرلندا؟

لقد قلتم في بحثكم أيضا وبعيدا عن الاثار والاثر أشياء نحن كمصريين ليس لنا دخلا بها وهنا ردا على كلامكم من واقع التاريخ الانجليزى والذى هو اقدم منكم بكثير وخاصة عدم ذكر الرجل الأبيض لانكم من الأصل ليس لكم لونا على الاطلاق ولا تخلطوا الأوراق ابدا. واقدم من ذلك في التاريخ الرومانى مثلا عندما دخلوا مناطقكم وكتبوا عنكم فقالوا بالنص وكما في كتاب مملكة السفن للباحثة (لورين ايفانز) وغيرها وكذلك كتاب ((الفكر المصرى والأفكار الحديثة)) فنقول هذا هو تاريخكم وانتم احرار فيه وان مسالة الرجل الأبيض وعدم ذكر ذلك فأسألوا انتم الرومان لانهم كتبوا عن ذلك وفى هذا قال الرومان ((عندما غزا الرومان بريطانيا عام 42 م وجدوا اقواما يسكنون أجزاء من كاليدونيا (اسكوتلندا الان) وهى الجهات الشمالية والجنوبية لنهرى كلايد وفورث.

وقد اخضعهم الرومان لسلطانهم وسموهم (البكتز) وكانوا يلونون اجسامهم بالألوان. وفى القرن الرابع الميلادى هاجر الى اسكتلندا اقوام من ايرلندا وعرفوا في التاريخ بالاسكتلندين ونشورا لغتهم الغيلية وثقافتهم. وبانسحاب الرومان من بريطانيا غزتها اقوام الانجلو ساكسون وتمكنوا في بداية القرن السابع الميلادى من احتلال المنطقة الواقعة حول ادنبره، وكلك استقر الفايكنج في الأطراف الشمالية من اسكتلندا خلال القرنين الثامن والتاسع الميلادى))

ومن هنا ابدا فى الاستفسار من خلالكم انتم ومن خلال تاريخكم انتم حتى لا تخلطوا الأوراق والتاريخ المغلوط في عدة نواحى:-

النقطة الأولى (اللون الأبيض)

فلا داعى بالتفلسف حول اللون والأبيض وخلافه لانه من خلال تاريخكم وكما قال الرومان كنتم قوما بدائيين تلونون أنفسكم بالوان مختلفة، ولا أسالكم لماذا، ولكن أسالكم كيف تعرفون الوانكم أصلا وانتم تلونون أنفسكم من المهد الى اللحد؟ فلا تخاطبون الباحثين المصريين ولا علماء مصر في الاثار بهذه الساذجة لو سمحتم، وهل تشكون في التاريخ الرومانى مثلا؟

لو تشكون فاشرحوا للعالم الدافع من هذا التلوين، وبطبيعة الحال لا تذكرون اللون الأبيض فى تاريخكم، فما دخلنا نحن بذلك وما دخل ابنة إخناتون بذلك أيضا؟ هذه النقطة في حاجة الى شرحها لكم باستفادة في مؤتمر او وجها لوجه والى حين لقاء لو تحبون حقا لقاء بعد تكذيبكم في موضوع الأميرة الهاربة وخاصة انكم مصرين بانها احدى بنات إخناتون.

فهذه النقطة بالتحديد يجب الغائها من ابحاثكم فورا واجعلوها تاريخ محلى فقط ولا دخل لنا نحن المصريين بذلك لو سمحتم!! ومازلتم تلونون أنفسكم حتى يومنا هذا في الكثير من الاعياد والاحتفالات، فهل علمتكم سكوتا هذا مع ان المصرى القديم لم يلون نفسه مطلقا الا البيض فقط في شم النسيم!!.

النقطة الثانية (من هم البكتز)

في تاريخكم لا نعرف أصلا لكم على وجه التحديد وانتم قلتم ذلك بانفسكم أيضا واعترفتم بما كتبه الرومان عنكم، وخاصة ان منطقتكم هذه اخذت مسميات عدة وكل اسم مختلف عن الاخر، على عكس مصر فكل اسماءها عبر التاريخ فلها معنى واصل وفصل أيضا، وان كان المسمى الأشهر طوال التاريخ (كمت) اما انتم فهل كانت ارضكم باسم ((ايقوسية او اسقوسية او سقوسية)) فايهما الاصح؟ ولو كان الامر كذلك فإن المسميات الثلاثة هذه هي الأقرب في اللفظ الى كلمة (سكوتا) وهل ممكن سكوتا جاءت من سقوسية؟ وابحثوا انتم في موضع حرف التاء ههنا، فلا دخل لى بذلك.

ثم جاء الرومان واطلقوا عليكم اسم مخالف تماما وهو (كاليدونيا) وهو الاسم اللاتينى لكم، فترجموا اسمائكم أولا واشرحوا للعالم معناها ثم اتفقوا على راى واحد ثم تحاوروا مع المصريين في موضوع الأميرة الهاربة بعد ذلك. فاذا كنتم أصلا محتارين في اسمائكم القديمة وهناك شكوك لديكم فلماذا تصرون على ابنة إخناتون بهذه الدرجة ولاى عرض تاريخى او دينى او حتى سياسى، وهل لليهود دخلا في ذلك مثلا، وسوف اخبركم فيما بعد عن ذلك ولماذا أيضا اذا كنتم لا تعلمون!!.

النقطة الثالثة (اول هجرة الى اسكتلندا)

وكما تدعون وكما قال الرومان والانجليز بان اول هجرة الى ارضكم أتت من ايرلندا في القرن الرابع الميلادى، هل تلاحظون الان الفجوة التاريخية الكبرى ههنا؟ اى بعد الف سنة تماما من وصول سكوتا الأميرة الهاربة فهل عندكم تاريخ محفوظ وموثق لكل ذلك؟ الف سنة بالتمام والكمال او اقل ومعنى ذلك الجيل رقم (25) بعد سكوتا، على أساس ان الجيل هو 40 سنة.

وهنا بدون تاريخ مكتوب هل ممكن الجيل رقم 25 يكون فاكر جدته الأولى بدون سند او تاريخ مكتوب او حتى حفرية تشير الى ذلك؟ فلقد سهلت عليكم الامر ههنا ولا داعى بالإجابة عن تسلسل الاحفاد كما طلبت منكم، وبدلا من الرد على هذا السؤال ردوا لو سمحتم عما اكتبه انا ههنا الان، لو سمحتم. لعلى أكون مخطئا ويكون لى الشرف أيضا بان اتعلم منكم وهذا ليس عيبا على الاطلاق، فهل تخبرونى لو سمحتم شيئا لم اعلمه عنكم او خطا فيما اكتبه هنا!!.

النقطة الرابعة (الكهنه السلتيين)

لقد قلتم في تاريخكم بالنص ((خلال اوائل القرن الميلادي الأول رأي العديد من الكهنة السلتيين أن مصر هي البلد المقدسة عوضا عن فلسطين بسبب تقليد التقشف في الصحراء حيث سعوا الي متابعته ومحاكاته ومن هنا نجد العديد من المستوطنات الرهبانية في اسكتلندا وايرلندا تأسست علي النموذج المصري)) ألا تلاحظون شيئا ههنا في بحثكم؟

القرن الأول الميلادى كانت روما سيدة العالم وتم تدمير مملكتى إسرائيل في عام 70 ميلاديا، فاى صحراء تتحدثون عنها؟ وهل في روما صحراء؟ هل في مقاطعة رومية صحراء؟ على ما اعمله ليس في أوروبا كلها صحراء على الاطلاق؟ وان هذا النص يهودى بحت ودخل في تاريخكم مغلوط لان هناك من اليهود (عبيد روما) من عمل في بناء العاصمة (مونا = لندن) وهناك من هرب الى الشمال واختفوا حتى لا يقعوا فريسة في يد الجند الرومان.

واحتمال هذا سبب تمسككم بالألوان والتلوين وهكذا. ثم في مصر آنذاك لم يكن هناك كهنة بل مصر كلها في يد روما ومصر مقاطعة رومية، فكيف في الاحتلال والتخلف يذهب اليكم طبقة من الكهنة ويكونوا مستشاريين لكم او لمليككم وانتم أصلا آنذاك لم يكن لديكم لا مملكة ولا حتى قبيلة يرأسها امير موحد للقبائل؟ فاذا كنتم تخاطبون شعبكم بهذه السذاجة التاريخية المغلوطة فلا تخاطبوا المصريين وخاصة الباحثين المصرين بهذه السذاجة على الاطلاق!!.

قلتم بالنص أيضا ((متابعة ومحاكاة مصر البلد المقدسة..)) وهذا الكلام منكم واضح وضوح الشمس يعنى التشبه بمصر منذ القرن الأول الميلادى يعنى منذ القرن 13 ق.م لم تكن مصر في خلدكم ولا حتى محاكاتها وهذا ينفى تماما مقولة الأميرة الهاربة، وتصرون ايضا بانها احدى بنات إخناتون. راجعوا انفسكم انتم أولا في محاكاة التاريخ وبعدين اصدقكم في موضوع الأميرة الهاربة.

ان كلمة السلتيين في تاريخكم الاوروبى فهو لغز محيرا لكم ولكل أوروبا حيث شعب (الكلت) وهو يعتبر اقدم شعب اوروبى وأتين من الشرق وقبل التجوال في ربوع أوروبا ولهم اثار في لندن وعندكم وفى إيطاليا وألمانيا ومازلتم محتارين في هذا الشعب او هذه السلالة وفى ذلك قلتم بالنص الحرفى في تاريخكم عن هذا وبالنص ان الكلتية هي اصل السلتية ونصا مكتوبا لديكم ((استخدم مصطلح كلت كعلامة على الهوية الفردية للعديد من الشعوب في أوقات مختلفة. تشير الكلتية إلى المفهوم الذي يربط هذه الشعوب تاريخياً، تطورت نظريات تفترض أن لغة مشابهة، مصنوعات مادية، وعوامل ميثولوجية كانت دلائل على أصل عرقي مشترك، غير أن النظريات اللاحقة عن الانتشار الثقافي لشعوب مقيمة مختلفة قلل من قيمة النظريات السابقة. ومؤخراً، دعمت بعض الدراسات الجينية التي كشفت الأصول المتحددة للشعوب المفهوم الحالي المتعلق بالميراث الثقافي العام)).

وهذا يدل أيضا على حيرتكم الكبرى في الأصل والفصل والمنشأ، وفى هذا الامر لابد من الاعتراف وكما تعترفون بان اصل البشرية واحد وقبل الانتشار والتجوال، ثم ما دخل كل هذا بالتطور السلتى عندكم، ثم لماذا لقب (الكهنة السلتين) في تاريخكم في القرن الأول الميلادى ولماذا كتبوا بان مصر هي ((الأرض المقدسة عوضا عن فلسطين)) فهل تشرحوا للعالم ومن قبل العالم شعبكم ما دخل هذا بذاك؟ ثم موضوع الصحراء وخلافه وكما في بحثكم؟

فهل تصدقون مثلا بان إخناتون كان سيدنا يوسف؟ او انه احد انبياء بنى إسرائيل؟ وان احدى بناته هربت الى ارضكم واسست شعبكم وهكذا كما ترون للناس عندكم؟ ولماذا اثير هذا الموضوع في وقتنا الحالي وبدأتم دراسات جديدة وحفريات في أكتوبر القادم للبحث عن قبر الأميرة الهاربة ابنة إخناتون؟ وابشركم من الان لن تجدوا هذا القبر ولا حتى في منطقة التل المسمى يارا، لانه أصلا لايوجد قبر ولا حتى ابنة إخناتون الهاربة.

ثم في عصور الكلت أصلا او السلتين فيما بعد لم يكن هناك كهنة بل رجال دين وكما قلتم أيضا احتمال بانهم كانوا على عقيدة واحدة فما هي تلك العقيدة الواحدة، واى اله كانوا يعبدون؟ وفى هذا الموضوع قال احد الباحثين الالمان بالنص ((ان شعب الكلت الذى زحف الى مناطق أوروبية عديدة كان اتيا من الشرق ويتمسكون بعقيدة واحدة واله واحد))

لا تعتقدوا أيضا وكما يقول الكثيرين من الباحثين الاوروبين بان إخناتون اول الموحدين في التاريخ المصرى، لانكم اخذتم من اليهود الكثير عنه وهو أصلا ليس اول الموحدين في مصر ولا اخرهم لان مصر في عرف التاريخ هي ارض التوحيد وأول ارض في التاريخ عبدت الاله الواحد.

فهموا شعوبكم صحيح التاريخ وبلاش المراوغة ابدا في هذا الامر. وليس انا كمصرى من يقر ذلك بل علمائكم وباحثين من صنفكم، وهناك المان كثر قالوا ذلك عن شعب الكلت، وكذلك باحثين في إيطاليا والنمسا وغيرهم من الكثير من المناطق الأوروبية التي وجدت بها حفائر واثار شعب الكلت والذى سمى بعد ذلك في التاريخ الانجليزى باسم (شعب السلت) واحتمال حرف (الكيه) تحول في اللفظ الى (السيه) وهذا عادى جدا فيبقى السلت او الكلت وانتهى الامر، ولا دخل لنا نحن أيضا بذلك، ولكن ما دخل كل ذلك بموضوع الأميرة الهاربة والتي ترجعون تاريخها الى مصر والى ابنة إخناتون والى القرن 14 او 13 ق.م. فهل اقتنعتم بذلك ما تريدون توضح اكثر واكثر!!.

فحكاية هذا السؤال الرابع توضح جليا خطائكم التاريخى في موضوع الأميرة الهاربة ونسبها الى انها ابنة إخناتون؟ فانتم تذكرونى بتواريخ قراتها في التوارة وفى بعض الاسفار مع ان الحقيقة العلمية تكذب ذلك تماما، ومنها مثلا ان سيدنا إبراهيم عليه السلام دخل مصر على جمل مع ان الجمل أصلا تم ترويضه بعد تاريخ إبراهيم بأكثر من الالف عام، وانه في حقبة سيدنا ابراهيم لم يكن هناك شعبا على الأرض بيستخدم الجمل؟ وهنا شيئين ما كاتب التوارة كاذب واما علماء الحيوان كاذبون؟ فاختاروا أنتم الاصح لانى اكذبكم تماما في موضوع الأميرة الهاربة ابنة إخناتون.

النقطة الخامسة (الجيب او الإزار الاسكتلندى)

لقد قلتم أيضا في بحثكم بان الازار او الجيب الاسكتلندى اخذتموه من المصريين القدماء ومازال الرجال عندكم يرتدونه وهذا أيضا راى خاطئ وغير قاطع الدليل لماذا؟

  • فانتم ليس الشعب الوحيد الذى مازال يلبس هذا الجيب او هذا الازار وان كان الموديل يختلف من مكان الى اخر حتى يومنا هذا. وقلتم بان هذا الزى اخذتموه من شعب الكلت وهنا ما دخل شعب الكلت أصلا بالمصرى القديم؟ ثم قلتم ان هذا الزى عرفتموه أيضا فيما بعد من رجال كانوا مع الأميرة الهاربة ابنة إخناتون وهذا كان زى او جيب إخناتون نفسه؟ حسناً فلنتابع.
  • هذا الجيب او الازار لم يلبسه قديما المصريين فقط وان كانوا أول زى مصري خالص، والى اليوم مثلا عندنا في المنطقة العربية مثل اليمن هناك فصائل مازال الرجال عندهم يلبسون هذا الجيب او الازار، ثم ان اليمنى نفسه لم يقل بانه اخذه من المصريين القدماء ولا حتى علمهم المصريين القدماء هذا الزى او الملبس.
  • وعندكم مثلا في ايرلندا وفى ويلز رجال يلبسون هذا الازار وان كان الموديل يختلف فلماذا لم يقل اهل ويلز مثلا بانهم اخذوه من المصريين او اخذوه حتى من الاسكتلنديين وهم اخواتكم وأبناء عمومتكم؟ ثم ان هذا الزى مازال هناك رجال يرتدونه أيضا في أوروبا مثل منطقة تيرول في النمسا هل نسيتم ذلك؟ وبخلاف أوروبا هناك أيضا اتراك في هضبة الاناضول يرتدونه ولم نجد أحدا منهم قال بانه اخذ هذا الزى من المصرى القديم او حتى اخذه من الاسكتلنديين؟
  • وهذا الزى في تاريخكم أيضا غير مفهوم وفيه الحيرة أيضا لانه في تاريخكم قلتم رأين وغير متأكدين انتم لا من هذا ولا ذاك كيف؟ لانه في تاريخكم القديم كان يصنع من الصوف من عند البطن حتى الركبة ثم كان هذا الزى يمكن نتيجة الفقر مثلا او غيره المهم هنا كيف اشتهر هذا الزى وكما في تاريخكم؟ قلتم مرة صنعه احد الفرسسان القدماء وكان يدعى (وليام والاس) ولسهولة الحركة على الحصان عمل او صنع هذا الازار وقاد الاسكتلنديين في حروب كثيرة من الانجليز حتى تم قتله ولتخليد ذكراه اتخذ الرجال عندكم هذا الازار كزى رسمي للرجال، وعنوان للرجولة والبطولة.
  • ومن ناحية أخرى قلتم بان اول من صنعه كان احد المسجونين وكان يريد الهروب بسهولة وكان هروبه يعتبر بطولة وإنجاز في نفس الوقت، وكان نوعا من الشجاعة آنذاك، لانه كان مظلوما وسجنه الانجليز في احد السجون العتيقة. وبعد هربه اعتبرتوه بطلا ولتسهيل مهمته وخفة الحركة عمل هذا الجيب او الازار. ففى اى القصتين اصدقكم، ولو صدقتكم في هذا او ذاك ما دخل كل هذا بالجيب المصرى القديم؟
  • يا سادة يا كرام ان هذا الزى معروف منذ القديم من الزمان بل عرفه الفرس منذ التاريخ القديم أيضا وقبل ظهور الحضارة المصرية القديمة كاول حضارة بشرية في تاريخ الشعوب، وهناك حفريات قديمة في بلاد فارس تظهر الرجال بهذا الازار ثم اتخذه الترك من الفرس وكل هذا في العصور القديمة ما قبل التاريخ. وكذلك عند ظهور حفريات موثقة لأول ملك مصري في التاريخ مثل الملك العقرب الثانى او حتى الملك مينا في لوحة او صلايته الموجودة بالمتحف المصرى نجده يلبس هذا الازار أيضا. فموضوع هذا الازار ليس دليلا قاطعا دامغا في موضوع الأميرة الهاربة وخلافه. فهل شرحتم لشعبكم كل هذا في برامج عندكم وكتب وابحاث وقلت بان المصريين عن هذا غافلين وسوف يصدقون موضوع الأميرة الهاربة ابنة إخناتون.
  • ها هو الأمير تشارلز مثلا وزوجته الدوقة يرتدون هذا الازار مجاملة لكم ولم اسمع كلمة من انجليزى او باحث انجليزى يقول بانه اخذه من الازار المصرى؟ وهل نسيتم كم الباحثين الانجليز فى مصر قديما وحديثا؟ منذ عهد فلندرز بيترى حتى يومنا هذا فلم نسمع ولا واحد قال في يوما ما او في بحثا بان الازار الانجليزى او الاسكتلندى الأصل تم اخذه من المصريين القدماء؟ ولو حتى قلنا في القرن الأول الميلادى فلم يكن هذا الزى أصلا رسميا انذاك في مصر القديمة. واذا كنتم او رجالكم اخذوا هذا الزى من المصريين فماذا اخذت نسائكم من المصريين؟ اشكركم ايها الأصدقاء الاسكتلنديين على حسن القراءة والتدبر لانه في البحث العلمى فلا مجاملة او نفاق او حتى تحميل حضارى والذى امقته بشدة.

النقطة السادسة (اللغة السلتية والاصل المصرى)

قلتم أيضا في بحثكم بالنص وكما كتبت الباحثة الاسكتلدنية لورين ايفنز بالنص ((ان في اللغة الايرلندية ولغة الاسكوتش الفاظ كثيرة في مقطعها تعود الى اللغة المصرية القديمة والتي كانت تعرف باسم اللغة (السلتية) والتي بدات في اسكوتلندا وايرلندا في تلك الحقبة ثم سادت في إنجلترا وايرلندا واسكوتلندا وهى مخالفة تماما للغة الانجلز القديمة)) وهكذا اكدت أيضا الباحثة بان جذور اسكتلندا مصري تماما ثم مناطق كثيرة ايرلندية ولا شك في ذلك.

ولكن من الغريب الحقيقى هناك من يقف معها ويؤكد ذلك بل كثرت البحوث والدراسات في الأعوام الأخيرة بصورة ملفتة للنظر وقالت بالنص أيضا ((أظهرت للعالم مفاجأة مدوية ربما تقلب التاريخ راسا على عقب)) وهنا أقول لها ولهم، ممكن اصدقكم في كل ذلك بشرط نشر بحثى انا أيضا الى العالمية وما به من افانيد وكما طلبت منى هيئة اليونيسكو ذلك، ثم لا تنسون أيضا باننى منذ عاميين عملت بحثا فريدا من نوعه عن نبات عش الغراب في الحضارة المصرية وتم تكريمى في مكتبة الإسكندرية أيضا. وهنا افند لكم أيضا هذا الخطأ المضاف الى بحثكم الكامل في صورة النقطة السادسة وسؤالى الان ما هي أصلا اللغة السلتية او الكلتية؟

  • بصفة عامة أولا وأخيرا فان اصل كل اللغات واحد بما ان اصل الانسان واحد، واكيد في اية لغة او لهجة سنجد كلمات متشابهة وان اختلف المعنى. يعنى في لغتنا المصرية العربية سنجد كلمات مصري قديم وكذلك فارسية وتركية وانجليزية، بل ويابانى وصينى وهكذا
    وفى اللغة اللاتنية التي هي اصل اللغات الأوروبية ماخوذة من لغة الكولت أيضا وهذه اللغة الكلتية أساسا اتية من الشرق وكما قلتم انتم وذويكم بان شعب الكلت اتيا من الشرق. يبقى اكيد في لغتكم كلمات من الأصل والجذور اتية من الشرق، يبقى ليه آنذاك في تلك العصور السحيقة اختذلتم الشرق في اللغة المصرية فقط؟
  • ان اللغة السلتية وكما كتب عن ذلك علماء كثر عندكم وفى إنجلترا بالنص ((نشأت في جنوب شرقي أوربا نحو القرن الخامس قبل الميلاد، وانتشرت بعدة اتجاهات مع موجات هجرة الشعوب السلتية حتى بلغت منطقة البحر الأسود وآسيا الصغرى وجنوب غربي إسبانيا ووسط إيطاليا والجزر البريطانية، الا انها انحصرت تماما مع الفتوحات الرومانية وبدأت اللاتينية تحل محلها))
    وهذا الشرح من عندكم كافيا بالرد عليكم، لانكم لم تلاحظوا أيضا الفجوة الكبرى التاريخية للمرة الخامسة بين القرن 13 ق.م وبين القرن 5 ق.م، وكما هي العادة في بحثكم دائما!!.
  • معنى ذلك بان اللغة السلتية لم تستخدموها سوى عدة قرون فقط من القرن 5 ق.م حتى القرن الأول الميلادى حيث حلت اللاتينية محل السلتية، وبطبيعة الحال اللغة الإنجليزية اول من اخذ من اللغة اللاتينية ولا ايه؟ يبقى هنا اين التدخل المصرى اللغوى في لغتكم السلتية والتي تنسبوها الى المصرية القديمة؟.
  • أليس في لغتكم الان مثلا وهى الإنجليزية كلمات تعود الى الأصل الاسبانى والهندى والجرمانى عن طريق الفايكنج او الجرمان وغيرهم، فلماذا لا تقولوا أيضا بانكم اخذتم من الفايكنج والجرمان، لماذا تصرون بانكم اخذتموها من المصرية القديمة؟ ثم اين أصلا (الفوناتكس) اذا كنا نحن في مصر وحتى الان وبعد هذا العمر كله لا نعرف الفوناتيكس الحقيقى للغة المصرية القديمة؟ كيف عرفتم انتم هذا الفوناتكس أصلا؟ ولاتنسوا بان كثيرين منكم ومن الانجليز لهم باع طويل في حفريات ودقائق الحضارة المصرية القديمة.
  • ان اللغة السلتية وكما افرد علماء كثر عندكم وفى بريطانيا بان هذه اللغة كانت لها لهجتين وخاصة في منطقة الجزر البريطانية وانتم احدى هذه المناطق وحتى الان بطبيعة الحال. فقالوا ((ان اللغة السلتية لها لهجتين احدهما وهى اللهجة القارية التي شاعت في اليابس الاوروبى قديما، والأخرى لهجة جزرية اى التي يستخدمها اهل الجزر البريطانية وانتم احدى هذه الجزر مع ايرلندا كذلك)).
    ففي اى لهجة أنتم لانكم من حيث القارية موجودين ومن حيث الجزر موجودين، ولماذا لم يشير أحدا من قبل طوال تلك الالاف والالاف من السنين وفى اية دولة على الأرض بان اللغة الكلتية او السلتية هي أساس لغات العالم، هل فكرتم في ذلك؟

يا سادة يا كرام في لغتكم اليوم سنجد كلمات اكيد مصرية قديمة واكيد كذلك كلمات عربية واكيد أيضا كلمات اندوجرمانية وغيرها وغيرها، فلماذا تتركون كل ذلك وتتشبثون بالمصرية القديمة. واخيرا لى رجاء عندكم وقبل اللغة السلتية هذه ما كانت أصلا لغتكم او لهجتكم بما انكم ليسوا انجليز وليسوا من الجرمان وليسوا من الفايكنج، وبالاكيد الأكيد ليس اصلكم مصري فمن تكونوا؟

النقطة السابعة (وادى تارا تشبها بوادى الملوك)

هناك اودية كثيرة في العالم أسست أصلا لتكون مدفنا خاصا بالملوك وهذا امرا لم تختص به الحضارة المصرية فقط. فنجد في الصين، وبلاد فارس، وبلاد اشور، حتى عندكم والى اليوم منطقة مقابر خاصة بالملوك والعائلة المالكة، يبقى الموضوع لم تختص به الحضارة المصرية فقط. ثم لماذا تل تارا على وجه التحديد مع انه من المفروض بان يكون فيه ملكة واحدة فقط وهى ابنة أخنآتون وكما تعتقدون؟ طب اين باقى الامراء من نسلها مثلا؟ بل وأين القواد الذين صاحبوها إلى ان وصلوا جميعا الى مناطق ايرلندا؟

بل هنا سؤال هام جدا حول القائد اليوناني الذين كان يصاحبها وهو جاسيلوس، لماذا لا نسمع أى خبر عنه مطلقا؟ فكل تركيزكم فقط في الأميرة الهاربة ومصرين انها ابنة إخناتون وفى خضم كل ذلك نيستوا تماما اهم شخصية كانت مصاحبة لتلك الاحداث وهو اليوناني جاسيلوس؟ ثم الخصيات المصرية التي كانت معهم حتى وصلوا الى عندكم؟ فقلتم مثلا هناك بقايا اثار مركبتين ومعنى ذلك هي مراكب كبيرة وتستحمل الإبحار 5 فى البحر المتوسط ثم الى عندكم في الشمال الاوروبى ومعنى ذلك في هذا التاريخ القديم لابد ان تكون مركبة على اعلى درجة من الإبحار والأمان كذلك. وهذا يحتاج الى بحارة مهرة والى قائد بحرى ماهر جدا ومع ذلك لا نسمع عنه اى شيء ولا حتى مقبرة او مجرد مقبرة له، سواء كان هذا القائد البحرى يونانى او مصري؟

ثم هناك نقطة هامة أخرى تغافلتم عنها وهى تاريخ هذا اليوناني جاسيلوس، ومن اين جئتم باسمه؟ ففي هذه الحقبة الزمنية لم تكن بلاد اليونان قد ظهرت حضاريا بعد، بل في هذه الحقبة وكما يقول معظم المؤرخين في التاريخ اليونانى بالنص ((حتى عام 1100 قبل الميلاد كانت بلاد اليونان مظلمة وعرفت في التاريخ باسم (الحضارة المسينية) حتى لم يكن هناك تميز في صناعات الفخار او اى تصميم هندسى معمارى على الاطلاق))

ومعنى ذلك لم يكن في كل مناطق بلاد اليونان فواد على درجة عالية من الشهرة ولا حتى مواطن واحد مشهور على الاطلاق، كيف ياتى واحد اسمه جاسيلوس ويعرف منطقة ايرلندا ثم يصطحب ملكة مصرية ومن معها ويذعب بهم الى بلاد المجهول وهى ايرلندا آنذاك؟ وكيف عرف طريقها البحرى وهو أصلا لم يكن يعيش في حضارة في منطقة منطقة من مناطق بلاد اليونان القديمة؟ فيمكن هو ذلك الشخص المدعو جاسيلوس وما موقعه من التاريخ اليوناني أصلا؟ واذا كان أصلا ليس هناك آنذاك تاريخ يونانى؟ هذه نقطة هامة بحثية بل اتركها لكم لزميدات من البحث والتدقيق.

وكملحوظة هامة أيضا لحضراتكم وكما في تاريخكم الاوروبى فان حضارة اليونان الفعلية والموثقة بدات في القرن الثامن قبل الميلاد وبلاد ما عرف فيما بعد باسم (البوليز) ولم تكن حتى حضارة أثينا قد ظهرت بعد او حتى مناطق اسبرطة، فكيف من المجهول يظهر شخص مجهول ويتعرف على مجهولة هاربة وياخذها الى بلاد مجهولة المكان أصلا آنذاك وهى ايرلندا؟ فهل عندكم من مجيب على هذا السؤال؟

ونقطة أخرى بالنسبة الى حفائركم في وادى تارا وغيره، فمنذ عام 1937 في هذا الوادى وانتم تحفرون وتنقبون حتى يومنا هذا ومع كثرة كل تلك الحفريات لم تجدوا حتى قبرا واحدا ملكيا او اميريا سواء لذكر او انثى؟ ولننحى الأميرة او غيرها على جنب الان ونسالكم انتم اين هي حتى قبور ملوككم انتم او امراء القبيلة او حتى كاهن واحد فقط، اليس عندكم تاريخ موثق؟

ونصيحة لكم بجد وليس هزارا عليكم الذهاب الى اليونان ومناقشتهم في هذا الامر لعلهم يدلوكم على شخص جاسيلوس هذا، فمثلا شامبليون مكتشف اللغة المصرية القديمة، بدا أولا في دراسة اللغة اليونانية القديمة على مدار سنوات طويلة وعندما اجادها وحروفها استطاع ان يكتشف حروف ورموز اللغة المصرية القديمة بعد اندثار لاكثر من الالفين عاما، فهل تفعلون انتم أيضا ذلك في موضوع هذا القائد او غيره لعلنا نصل جميعا الى حلا يرضى جميع الأطراف.. فهل تفعلون؟.

النقطة الثامنة (وثيقة المؤرخ مانيتون وسرده لقصة الأميرة الهاربة)

في هذه النقطة بالتحديد وانا اسف جدا لقولى هذا بالنص لتكون نقطة واضحة امامكم جميعا ((اتحداكم ان تظهروا للعالم تلك الوثيقة الى تتدعون بانها من وثائق مانيتون)) وعلينا ان نسال مكتبة الفاتيكان الكبرى او دار الوثائق اليونانية اين وثائق ما تبقى من تاريخ مانيتون السمنودى المصرى؟

حتى يوسفيوس نفسه الذى هاجم مانيتون في تاريخه والذى كتبه بعد موت مانيتون بأكثر من قرنين من الزمان، ونفد فيه اراء كثيرة من مانيتون ولم يذكر قط موضوع تلك الأميرة الهاربة؟ مع ان يوسيفوس من يهود مصر وتم القبض عليه من الرومان 5ى عام 70 ميلاديا وفى سجنه في روما كتب تاريخه ورده على كلا من مانيتون وايبون، وانه لولا يوسيفوس نفسه ما كنا نحن ولا العالم عرفنا أصلا المؤرخ المصرى مانيتون!!.

فلقد قلت لكم أيها الأصدقاء الاسكتلنديين الا تخاطبوا الباحثين المصريين بهذه السذاجة التي تخاطبون بها شعوبكم وخاصة من الناحية العلمية والاثرية، ثم لماذا عندكم في اسكوتلندا تثيرون هذا الموضوع مع ان أبناء عمومتكم الايرلنديين لا يهتمون بالامر مثلكم تماما، مع ان معظم الحفريات اصلا في منطقة ايرلندا؟

ثم ناتى لنقطة هامة جدا وهو الملك المصر (اشينكرس) والذى كتب عنه مانيتون لأول مرة، ففي تاريخ ملوكنا المصريين لم نجد ملكا بهذا الاسم سواء كان لفظا مصريا او يونانيا او حتى لفظا رومانيا، مفن اين اتيتم بهذا اللفظ أصلا؟ وفى اى موضع كتبه مانيتون في قائمة ملوك مصر؟

فانا لا اصدق مؤرخكم الشهير (والتر باور) الذى كتب في القرن 15 الميلادى وهو اول واكبر مؤرخين لكم في تاريخكم والذى قال بالنص حرفيا وكما في بحثكم ((لقد عملت مخطوطا شاملا عن اصل الشعب الاسكتلندى منذ اقدم العصور السحيقة وان اصل شعبنا ينحدر من نسل المصريين القدماء، والى ابنة فرعون مصر وتدعى سكوتا وان والد سكوتا يدعى اشينكرس)) فمن اين اتى هو أصلا بهذا الامر وخاصة انه كان يعيش في القرن الخامس عشر الميلادى.

ثم جائت الباحثة لورين ايفنز وعملت الفماجاة المدوية وقالت بعد بحوث كثيرة بان ((الملك اشينطرس هو نفسه الملك إخناتون)) فلماذا لم تشرح للعالم او لنا كيف توصلت الى هذا الكشف الخطير؟ فثملا في علم اللغة المصرية القديمة حدثت بها تطورات كبيرة منذ اكشتافها في عهد شامبليون وكان اخر تطور لغوى لها في حقبة التسعينات عن طريق الامريكى (بيل مانيلى) ووجدنا في بعضا من ترجمات شامبليون أخطاء وكذلك في الكثير من الرموز وهذا ليس عيبا في شامبليون، ولكن التطور بيفتح مجالات كثيرة وجديدة في الأفكار لتصحيح التاريخ مثلا او لتصحيح اى شى اخر، فهل يمكن ان تكون لورين ايفانز ليست على صواب في اللغة مثلا؟ او حت فهمت هذه الغة خطا، وان كنت اشك أصلا بانها على دراية واسعة وكاملة باللغة المصرية القديمة!!.

ولكن في القرن الخامس عشر الميلادى حدث شيء عجيب في التاريخ وخاصة التاريخ الاوروبى وهى نهاية حضارة الاندلس تماما، وهروب الكثير من اليهود من المنطقة الاسبانية عبر البحر الى مناطق لا نعلمها آنذاك، واحتمال بان يكون بعضا منهم هرب الى منطقة ايرلندا مثلا؟ ومنهم مثلا من هرب عبر البحر الكبير في مراكب الى ما خلف الاطلنطى، وهذا هو ما نوه عنه الرحالة المكتشف الكبير كرتستوفر كولومبوس في رحتله الثانية عبر الاطلنطى وقال بانه راى وتكلم من الرجل الأبيض، فمن هم الرجال البيض الذين كتب عنهم؟ وكيغ وصلوا الى هناك، راجعوا تاريخ نهاية الاندلس لو سمحتم؟

يمكن يكون (والتر باور) هذا احد الهاربين من الاندلس او جده مثلا وخاصة ما بين سقوط الاندلس وظهور المؤرخ هذا فترة زمنية تتعدى الخمسون عاما او اقل، فبدلا من البحث عن اشينكرس فلابد لكم في البحث عن أصول والتر باور كناحية احتمالية لمعرفة من اين اتى هو أصلا بهذا الكلام؟.

النقطة التاسعة (كتابة وتوثيق علم الاثار)

علم الاثار وعلم الاثر اذا لم يكن مكتوبا كتوثيق يبقى هناك جدل وليس حقيقة يقينة، وهذا منهج علمى وباعتراف هيئة اليونيسكو وغيره عند الحديث عن التاريخ والاثار وما يحيط بالموضوع حول هذا التوثيق. لانكم في بحثكم قلتم بقايا اثر والتي حصرتموها في عدة أشياء حولها جميعا شكوك كثيرة من جانبنا نحن المصريين مثل:

  • بقايا جثث قديمة في تل تارا في مقابر وان النصوص السلتية تدل على انهم مصريين الأصل:-وهل هذه الجثث محنطة ام مصبوغ بنوع من الشمع وان الجليد حافظ عليها طوال تلك السنين، لابد من علماء الطب التدخل في هذا الامر وياليتهم يكون من العلماء المصريين المتخصصين في الجثث والمومياوات، ورحمة الله على الدكتور العظيم إسكندر إسكندر كان اكتشف الامر في ثوانى وليس في ساعات؟.
  • البصمة الوراثية الحديثة اثبتوا بانهم مصريين فعلا:-نريد معرفة اى نوع من التجارب عملت أيضا على تلك البمصة الوراثية، وهنا نحن في حاجة أيضا الى علماء أطباء مصريين ليتدخاوا في الامر، لانه لا يصح علماي بان يكون الامر والقرار البحثى من جانبكم فقط وتتجاهلون الآراء الأخرى، سواء بالموافقة او الرفض، واليس هذا ياض نوعا من الديموقراطية والشفافية؟.
  • مومياء صبى صغير وحول رقبته عقد من الخرز الأزرق المصرى المعروف وتعود الى القرن 13 ق. :-اوكى صبى صغير لامانع اما موضوع العقد فلقد نفدنا الامر من قبل واحتمالية وكيغفية وصول مثل هذه الأشياء عندكم عن طريق الرومان مثلا. وما ينطبق على هذا العقد في رقبة الصبى ينطبق أيضا على العقد الذى حول جثة الأميرة الشابة تلك لو كانت اميرة آنذاك فعلا؟.
  • بقايا مراكب ظن في السابق بانها من مراكب الفايكنج ولكن تاكد لهم بانها مصرية الأصل والصنع:-ولقد تحدثنا من قبل عن موضوع بقايا هذه المركب او المركبتين، ولابد أيضا من علماء مصريين متخصصين في الاخشاب يقروا ذلك؟.

اما المواضيع الأخرى النظرية فلقد فندناها لكم في بحثنا هذا ثم حصرنا الامر في عشرة تساؤلات فقط، ونتمنى في يوما من الأيام بان ياتينا الرد وأيضا عن طريق اليونيسكو، لنعرفه ويعرفه العالم اجمع. وما اجمل بان نقوم بعمل مناظرة عالمية في حضوركم وحضورنا وان يكون هناك مترجما مصريا على اعلى درجة من الترجمة الفورية ويكون له أيضا باعا في معرفة التاريخ الصمرى القديم لاننى للأسف الشديد لا استطيع ان اجاريكم في اللغة الإنجليزية، وخاصة ان كل كلمة لابد ان تحسب بدقة لانه امر اثرى علمى قد يقلب التاريخ رأسا على عقب وكما قالت الباحثة الكبيرة لورين ايفانز.

ولكننى أقول لكم بان الموضوع لن ينقلب راسا على عقب لانه في الأصل والاساس مافيش موضوع أصلا ومافيش حاجة اسمها الأميرة الهاربة المصرية ابنة إخناتون ولا غير إخناتون وكما فندنا الامر كاملا. ولابد من بحثى هذا ان يوثق أيضا في اليونيكسو مثل بحثكم تماما حتى ولو كنت مخطأ وانتم الصح، لانكم تكلمتم عن جزء في تاريخ بلادى ومن حقى أيضا ان اوثق هذا سواء كان صحيح او خاطئ ولابد هنا بان الشكر السيد المحترم عضو اليونيسكو في مصر فيليب والذى طلب منى عمل بحثا كاملا في هذا الموضوع ووافقته وعملته بفضل الله وبفضل كل من ساعدنى ولو حتى بحرف او توجيه او معلومة.

مهما كان الانسان على علم وثقة لا انه في حاجة دائما الى المزيد والمزيد، بل وفى حاجة الى التصحيح لكثرة المواضيع في العقل البشرى وعندنا في الإسلام نقول ((بان اعلم بحره واسع ولا نهاية له مع ذلك لم نؤتى الا القليل والقليل في العلم، وهذا يخص البشرية كلها وليس المسلمين فقط))

وقبل ان انهى بحثى هذا رغبت في وضع نقطة عاشرة أيضا كنهاية للامر برمته وخاصة هناك من بدا يتحدث عن ذلك من سنين عديدة، وهذا الامر يخص التاج البريطاني وما فيه من رموز مصرية قدمية، وان لم يكن هذا أصلا في بحثكم فرغبت التنويه اليه لكم وللناس حتى لا تقولوا أيضا بان المصريين يصدقون كل شيء، او ان المصريين عن هذا غافلين.

النقطة العاشرة والأخيرة (التاج البريطاني)

ظهرت في الآونة الأخيرة موضوع جديد تماما للعالم ولا يعمله الاقليل من الناس على الكرة الأرضية كلها وهو موضوع التاج البريطاني، وعلاقته ببعض الرموز المصرية القديمة!!. وبالرغم من السكوت الانجليزى التام الا انكم فوى ايرلندا تتحدثون عن ذلك كثيرا وبالرغم من وجوده في بحثكم الاصلى بصورة ملفتة الا من بعض النبذات فقط والتي لا تصدق أيضا.

وانا هنا أقول لكم أيضا وبكل صراحة بان التاج البريطاني ليس له اية علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالرموز المصرية القديمة، ونفند ذلك سويا موضوع هذا التاج العالمى والتاريخى وان كان هناك شماكل حول جوهرة التاج فحلوا هذه المشكلة مع الهند اولا ونحن ليس لدينا دخل بذلك، بل اشرحوا للعالم كيف اخذتم بدلا من سرقتم هذه الجوهرة من الهند قديما.

  • في تاريخكم الموثق قلتم انتم وليس نحن بان اقدم تاج في العصر الوسيط في عهد الملك ادوارد في عام 1042 م، وظل لمدة ستة قرون كاملة هو رمز الملكية البريطانية حتى عام 1649م. حيث اخر ملك لبسه كان الملك تشارلز الأول الذى تم إعدامه واتلاف التاج وقيام الجمهورية (جمهورية كرومويل) والتي لم تستمر طويلا وفيها تم اعدام الملك واتلاف التاج.
  • في عام 1660 عندما استرد الملك (تشارلز الثانى) عرش ممكلة ابيه مرة أخرى تم عمل التاج البريطاني مرة أخرى وهو التاج الذى يوجد في العرش البريطاني حتى يومنا هذا، وشمل على عدة رموز نفندها ولكها ليس لها دخلا بالمصرية القديمة ولا رموزها وهذا خطا أيضا يعود في التاريخ الانجليزى عندما يقولون بان التاج اللبريطانى يعود تاريخه الى اكثر من 800 عاما، وهذا واضح جليا في سطورنا هذه، وهناك فارق كبير بين تاريخ الملكية وبين تاريخ التاج هذا الذى تتحدثون عنه، ثم ما نحن دخلنا أصلا بهذا او ذاك او حتى بتلك الرموز التي تتدعون بانها مصرية الأصل، ومن اهم هذه الرموز مثلا:-
  • السيوف والمهمازان: يرمز سيف الدولة إلى سلطة الملك، كما أن السيوف والمهمازيْن من سمات الفروسية، ويتسلّمها الملك الجديد مع تذكرة بواجبات الملك، ألا وهي نشر العدل بين الناس وحماية الكنيسة والدفاع عن الضعفاء وإصلاح كل ما هو فاسد. وله مقبض على هيئة أسد وأحادي القرن (حيوان خرافي) يحملان الدرع الملكي.
    وهناك مجموعة من ثلاثة سيوف تحمل أثناء حفل التتويج، ويرمز اثنان منها إلى إقامة العدل بين الناس والكنيسة، ويرمز الثالث ويدعى الكرتانا إلى الرحمة، حيث كُسِر طرفه المدبب كناية عن الرحمة في قلب الملك.
  • الصولجانات: تمثل سلطة الملك، شأنها شأن السيوف. وهي حلي مأخوذة من عصي الحرب التي كانت تستعمل في القرون الوسطى. ويرمز الصولجان الذي يحمل إشارة الصليب إلى سلطة الملك بصفته حاكماً للشعب. كما يرمز الصولجان الذي هو على هيئة حمامة إلى القانون والعدالة التي يرأسها الملك.
    أما الماسة الضخمة التي تحتل رأس الصولجان المصلب فهي إحدى نجوم إفريقيا. وربما كانت أضخم الماسات وأشدها نقاء في العالم. أما الكرة السلطانية فمن الذهب ويعلوها صليب مرصَّع بالجواهر يرمز إلى الدين المسيحي. وتوضع الكرة السلطانية في يد الملك أثناء الحفل
  • القارورة والملعقة: وهما من أقدم المجوهرات في مجموعة التاج، مع أنهما ليستا جوهرتيْن بالمعنى المعروف. وهما إناءان دينيان يُستعملان في طقوس ترسيم الملك. والقارورة وعاء على شكل عقاب استعمل لمدة تزيد على 500 سنة لحفظ الزيت المقدس. أما الملعقة فأقدم من القارورة، ويعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر.

هذا هو تاريخ مختصر للتاج البريطاني بعيدا عن المجوهرات والاشياء الأخرى، واية رمزية ههنا تعود الى المصرية القديمة وعندما قديماً بالنسبة للملوك لم يكن هناك ابدا صولجان بل دبوس للحرب، وهناك فارق كبير بين الصولجان والدبوس. وهذه النقطة العاشرة في بحثى وردى المصرى الكامل وبتفنيد كامل في موضوع الأميرة الهاربة، وانها مجرد اكذوبة او خدعة لحاجة في نفس يعقوب وآه وآه من نفس يعقوب هذه.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-