الجديد

الملكة تاوسرت آخر إمرأة حكمت عرش مصر القديمة

تعد الملكة تاوسرت هى آخر امرأة حكمت عرش مصر كملكة حاكمة، وهى تعتبر آخر ملوك الأسرة التاسعة عشر. بالرغم ما قيل من قبل عن هذه الملكة الا ان الحقائق الكاملة حولها لم تظهر تاريخيا وتوثيقيا الا فى عام 1987 عن طريق الاثارى الالمانى (هارتويج مولر) والذى اخذ في هذه المقبرة وسيرتها الذاتية مدة أربعة سنوات كاملة يا مصريين!!

الملكة تاوسرت آخر إمرأة حكمت عرش مصر القديمة

السيرة الذاتية للملكة تاوسرت

الملكة تاوسرت هي في الأصل زوجة الملك سيتى الثانى والذى حكم مصر ستة سنوات، وكانت هي زوجته الرئيسية، وقد مات ابنهما خليفة العرش ولذلك آل الحكم الى الملك “سابتاح” وهو ابنه ايضا، ولكن من زوجة ثانوية غير مصرية تدعى (سوتالجيا)، ولكنه كان صاحب مرضا كبيرا وهذا ما اثبتته فحوص مومياءه، ولذلك كان لابد من شريك له في الحكم فكانت زوجة ابيه تاوسرت.

يعنى هي لم تتزوج من ابن زوجها الملك الفعلى “سابتاح” ودعوا ما قاله المخرف الهرطقى هيرودوت لانه ذكرها في تاريخه تحت اسم (ثوريس) لانه لا ذكر مطلقا لزوجات “سابتاح”، ولا حتى ذكرا لزواجه من “تاوسرت” وكان مريضا كما سبق القول.

وفي اثناء اشتراكها في الحكم اعتمدت بكل قوة على شخصية غير مصرية كمستشارا لها ويدعى (بيا) وهو سورى الأصل مصري المولد والمعيشة، وكان داعما لها وسابتاح ولم يلعب على الطرفين مطلقا، وله نقشاً داعماً لابن ملكيه “سابتاح” وكذلك نقشا في معبد عمدا داعما أيضا لتاوسرت، ولأسباب غامضة تم قتله لسبب غير معروف حتى الان.

وبعد وفاة سابتاح في عمر العشرون عاما ولم يكن له خليفة على العرش، أخذت تاوسرت بقوة حكم مصر ومعنى اسمها (تا-وسرت = قوية الأرض) والأرض هنا تعنى مصر. ولقد اتخذت لقب ملك فعلا في الصيغة الذكورية مثل (سا رع مرى امون = ابن رع محبوبة امون) و(ابن رع سيد الأرض المحبوبة) و(تاوسرت المختار من الالهه موت).

ويعد السبب القديم في عدم معرفة سيرتها الذاتية الحقة هو ان مقبرتها في وادى الملوك تم اخذها من الملك (ست نخت) والذى طمس الكثير من معالمها، بل ووسع هذه المقبرة من الداخل ولذلك هي اكبر المقابر مساحة وطولا في وادى الملوك حيث يصل طولها الى 112 مترا. بل وطمس ايضا اسم سيتى الثانى كذلك في هذه المقبرة، وهذا ما دفع الاثارى الالمانى اجهاد نفسه طوال أربعة سنوات كاملة لمعرفة نصوص المقبرة الحقيقية وتقديم السيرة الذاتية الحقة لهذه الملكة.

وأول سيرة يكتب عنها بأخطاء تاريخية لما في نصوص هيرودوت كان عن طريق الاثارى الانجليزى (إدوارد أيرتون) في عام 1908 حيث عثر على خبيئة مجوهرات الاسرة 19 في المقبرة رقم 56 بوادى الملوك، حيث يظهر اسما تاوسرت وسيتى الثانى. وتمثل هذه الخبيئة بقايا الأثاث الجنائزى بمقبرة تاوسرت التي تمكن من إنقاذها آنذاك بعد أن اغتصب مقبرتها ست نخت أول ملوك الأسرة 20.

حكم الملكة تاوسرت

وهكذا تولت تاوسرت الحكم في ظروف سياسية صعبة للغاية وان كان عهدها حقا علامة ضعف سياسى كبير ونهاية فعلية كاملة لما عرف سابقا باسم الإمبراطورية المصرية. وكذلك حدوث تضخم كبير ونقص في الموارد كاملا لضياع عوائد مصر الخارجية بجانب قيام الليبيين نتيجة حرب أهلية في طيبة آنذاك بتهديد الحود المصرية الغربية والدلتا كذلك.

ولقد حكمت لمدة عاميين كاملين كملك على مصر واخر ملوك الاسرة 19 واخر ملكة حاكمة على مصر، وتوفت في ظروف غامضة، ولقد شيدت معبدا غير مكتمل الى الجنوب من الرامسيوم، وودفنت في مقبرتها هذه والتي كانت بدات فيها لتكون مرقدا لها وزوجها سيتى الثانى. ولم نعثر لها على مومياء حتى الان، ولكن هناك شكوك على مومياء تعرف باسم (المرأة الغير معروفة) والتي تم العثور عليها في خبيئة المومياوات، والتي كانت في مقبرة امنحتب الثانى.

مقبرة الملكة تاوسرت بوادى الملوك
مقبرة الملكة تاوسرت بوادى الملوك

حقا أيها الناس انه من المحزن حقا ما يعيشه تاريخنا القديم من احزان وتدمير وتشويه لكل شيء جيد ومشرف في مصر القديمة، بل تم العبث بمقبرتها وموميائها قديماً وحديثا، وما أكثر المغالطات في حقها تاريخياً، فالموضوع ليس تاوسرت فقط بل تاريخ بأكمله يحتاج الى مراجعة لمحو مغالطات التاريخ. وهل أرى هذا اليوم قبل مماتى؟؟؟.

وبعد انتهاء الاسرة 19 بالملكة تاوسرت انتهى دور المرأة حاكمة، ولكنها ظلت اما زوجة ملك او زوجة الاله وأخيرا في لقب جديد من نوعه وهو المتعبدة الإلهية.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-