الجديد

الدعاية السياسية في مصر القديمة

الدعاية السياسية في مصر القديمة تعتبر هي هدف ووسيلة كل من يرغب في الوصول الي منصب سياسي او ديني هام، اي انه يسعي الي ضم اكبر عدد من التأييد الشعبي له، من خلال الإعلان عن اعماله او من خلال اثبات احقيته في المنصب سواء عن طريق الترتيب الوظيفي او كإبن لسلالة احتكرت المنصب.

الدعاية السياسية في مصر القديمة

متى ظهرت الدعاية السياسية فى مصر القديمة

وقد ظهرت الدعاية السياسية منذ عصور مصر القديمة ، وكانت الدعاية اما لكي يصل الملك الي المنصب او اثبات قدرته وسيطرته علي الحكم وقضاءه علي الثائرين، ومثال علي ذلك صلاية نعرمر والتي كانت تعتبر دعاية سياسية لاخبار الشعب ان الملك قام بتوحيد البلاد والسيطرة علي الثائرين.

حيث نجد الملك قد ارتدي في احدي اوجه الصلاية التاج الابيض رمز الجنوب، وفي الوجه الاخر التاج الاحمر رمز الشمال واسمه في خرطوش ملكي يقع بين المعبودة بات بوجه انثي وقرني بقرة، ونجده يصور علي هيئة ثور يدوس بقدميه علي احد العصاة ويدك أسوار المدينة الثائرة.

ونجد ايضاَ دعاية الملك امنمحات الاول لنفسه من خلال نبوءة نفرتي، والتي كانت عباره عن الحديث عن احداث عدم استقرار واضطراب لن تنتهي إلا بقدوم اميني الذي سيحكم البلاد، وبالتالي فان امنمحات كان وجوده قدري محدد من قبل ولادته، ونجد الاسكندر الاكبر يزور معبد آمون في سيوة حتي يمنحه شرعية حكمه الدينية.

علاقة السياسة بالدم الملكى عند القدماء المصريين

لقد اعتبر المصريين القدماء الزوجة الملكية الرئيسية هي التي ينتقل من خلالها الدم الملكي الي الابن الابن او الابنة لانها جاءت من صلب الهي مقدس، فنجد مثلا انه اذا لم ينجب الملك من الزوجة الرئيسية الولد، وانجبها من الزوجات الاخريات فإنه يلجأ الي تزويج هذا الابن الي ابنة الزوجة الرئيسية.

وهو مثلما حدث مع حتشبسوت وتحتمس الثاني، حيث كانت حتشبسوت ابنة تحتمس الاول من الزوجة الرئيسية، وتحتمس الثاني ابنه من زوجة اخري فلكي ينتقل الدم الملكي وشرعية الحكم فقد تزوجت حتشبسوت من تحتمس الثاني.

الدين كوسيلة إلي الدعاية السياسية فى مصر القديمة

وللتأكيد علي الصلب الالهي المقدس لجأ بعض الملوك الي تبرير شرعيتهم للحكم من خلال الاختيار الالهي، اي استخدام الدين وسيلة للدعاية السياسية مثلما فعل: تحتمس الثالث حيث روي قصة دبرها مع الكهنة وهي انه اثناء الاحتفال بأحد الاعياد الدينية.

وكان تحتمس الثالث يشاهد موكب آمون من بعيد، وعندما مر الموكب والذي يقوده تحتمس الثاني تعمد تمثال المعبود ان يتوقف عند تحتمس الثالث، وهنا خر تحتمس الثالث راكعاً، وأعتبرها الكهنة آية وعلامة برغبة الاله في ان يتولي تحتمس الثالث الحكم.

ولجأت حتشبسوت لهذه الحيلة حتي تستطيع ان تحكم البلاد بعد وفاة زوجها تحتمس الثاني فتروي الاسطورة والتي نقشت علي جدران معبد الدير البحري الخاص بهاان الاله آمون – رع اراد ان يتزوج من بشر فرشح له تحوت الملكة أحمس، وحدثه عن جمالها ومفاتنها، فطلب منه آمون -رع ان يأخذه إليها وتجسد رع في جسد تحتمس الاول واختلط باحمس وحملت منه وولدت الطفلة ونشأت كمحبوبة آمون، واخبرها آمون بانها ستكون ملكة علي عرش البلاد اي ان حكمها للبلاد بأرادة الهية.

بردية وستكار وملوك الاسرة الخامسة

وهي ترجع الي هنري وستكار مالكها الانجليزي وقد نقلت البردية بعد وفاته الي متحف برلين وهي مؤرخة بعصر الاسرات الخامسة عشر الي السابعة عشر، ولكن ترجع احداثها الي عصر الدولة القديمة.

حيث يتقدم الابن الثالث للملك خوفو من اجل ان يقص عليه قصة تسري علي نفسه فيخبره بان هناك رجل يدي جدي يعرف في أمور السحر، ويعرف اسرار الحياة في معبد جحوتي وحينها يطلب خوفو من ابنه ان يحضره ومن ثم يحضر هذه الرجل ليسأله الملك عن الاسرار.

فيخبره انه لا يعلمها ولكن يعلم انها موجوده في صندوق في معبد الاله رع في هليوبوليس وان هذا الصندوق لن يصل اليه الا ثلاثة اطفال يولدون من امراة تدعي “رود-جدت” وهي زوجة لاحد كهنة رع، وان هؤلاء الاطفال سيكونون ملوكاً علي البلاد، ولكن بعد حكم ابنه وابن ابنه.

ثم تتحدث الاسطوره عن ولادة الام “رود” للاطفال وان ايزيس ونفتيس ومسخنت وحقات وخنوم قد قمن بولادتها، وذلك بأمر من رع حيث اخبرهن بان هؤلاء الاطفال الثلاثة هم من يشيدوا معابدكم فذهبن الي المنزل ومعهن خنوم، وجلست نفتيس خلفها وأيزيس امامها وحقات خلفها ايضاً، وكان الطفل الاول وسركاف ثم ساحورع ثم كاكاي وهم من ملوك الاسرة الخامسة.

إمنمحات الاول ونبوءة نفرتي

وتروي ان الملك سنفرو كان يبحث عن تسلية، فأقترح عليه رجال حاشيته ان يحضروا له الكاهن باستت نفرهو، وعندما حضر نفرهو اخبر الملك بان سيحدث في المستقبل ان تضطرب احوال البلاد وستندلع ثورة تعم ارجاء البلاد، ولكنها ستنتهي علي يد شخص يدعي أميني ابن امراة من النوبة وانه سوف يعيد القانون لمكانه.

ولم يكن المقصود من هذه البردية سوي الترويح للملك واقناع الناس ان اختياره كان قدري وامراً حتمياً وانتسب امنمحات الي آمون ويعني اسمه آمون في المقدمة.

الخاتمة

دائماً وابدا لن تقتصر الدعاية السياسية علي تاريخ بعينه او زمن بعينه، فلقد استمرت الدعاية السياسية بإستخدام الدين عبر العصور، ونجد مثل ذلك الحروب الصليبية التي كانت تحت شعار الدين وغيرها من الاحداث السياسية التي تخفت تحت رداء الدين.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-