الجديد

النيازك في مصر القديمة

النيازك في مصر القديمة لا تظهر فى النصوص المصرية القديمة إلا بصورة ضيقة للغاية، وتصف غالبية النصوص التى تتتناول هذا الموضوع “سقوط الصاعقة” ومن الروايات التى تحوى تلميحات لنجم سقط من السماء ومزق أعضاء الثعابين فى قصة الملاح الغريق.

النيازك في مصر القديمة

وثائق عن سقوط النيازك في مصر القديمة

من الوثائق المؤكدة والهامة التى تشير إلى سقوط النيازك فى مصر القديمة تلك التى تسجل إحدى حملات الملك تحتمس الثالث عندما غزا النوبة، ففى إحدى الليالى وقت تبديل الحرس سقط نجم من الجنوب إلى الشمال وتسبب فى احداث ذعر. وتظهر هذه النصوص النادرة أن المصريين قد خلطوا بين شدة ضوء النيازك ولمعانها من ناحية وبين الاثر الذى يحدثه سقوط الصاعقه على الأرض وما يتولد عنه من طاقة كهربائية عاليه من ناحية أخرى.

النيازك فى الهيروغليفية

ولعل التشابه الظاهرى بين الحدثين قد تم التعبير عنه بكلمه “sšd” فى الهيروغليفية، والتى استخدمت منذ عصر الدولة الوسطى. لتطلق على هذه الظواهر الضوئية كلمة “sšd” وتعنى “يفزع أو يخيف”، وتعنى ايضاً “نجم لامع يعبر السماء بسرعة كبيرة”، وقد تسببت طبيعته المجهولة وقواه التدميرية فى أن يشبه الفرعون به كثيراً، وهو يقود مركبته الحربية أثناء القتال ليحدث فى قلوب العداء نفس التأثير من الخوف والفزع.

طقوس تحدث عن النيازك في مصر القديمة

وكانت إحدى الطقوس الجنازية الهامة وهى طقسة فتح الفم، فى معظم النصوص التى تناولت الحديث عنها وبالأداة المستخدمه فى هذة الطقسة ذكر أنها مصنوعة من الـ “bỉȝ” وهى مادة اعتقد المصريون انها نيزكية الأصل.

الحديد النيزكى فى مصر القديمة

وقد عثر على الحديد النيزكى فى الدفنات منذ عصور ما قبل الأسرات، واعتقد ان لهذه المادة قدرات سحرية، وربما السبب الأساسى الذى أدى إلى استخدام كلمتى “bỉȝw” للتعبير عن الشىء “العجيب، أو المدهش” و “bỉȝỉ.t” للتعبير عن “العجبية أو المعجزة”.

وقد أدرك المصريون جيداً أن هذه المادة متخلفة عن “النجوم الساقطة” (النيازك)، وهو ما أدى إلى استخدام مخصص النجمة لكلمة “bỉȝ” فى بعض النصوص، ولهذا أيضا أطلق على الأداة نفسها، لأنها مصنوعة من الحديد النيزكى، اسم “sbȝwỉ” “النجمية”.

وبالإضافة إلى ذلك فقد كانت كل الأدوات المستخدمة فى طقسة فتح الفم مرتبطة بالحديد والمادة النيزكية وبالنجوم، حيث كان القدوم (الفأس) نفسه له شفرة من الحديد النيزكى، ولذا اطلق عليه فى الأصل “dwȝ-wr”، ويأخذ ايضا هذا الاسم مخصص نجمة، وترتبط هذة التسمية بالدوات “dwȝt” وهو المكان الذى تختفى فية النجوم لتولد من الجديد.

وقد تكررت كلمة “biȝ” فى متون الأهرام فى عدة مواضع مرتبطة بعظام الملك النجم، على هذا الأساس اعتقد المصريون أن الملك عندما يصبح نجماً بعد الوفاة، فإن عظامه سوف تتحول إلى مادة الحديد النيزكى “biȝ” وهى المادة السماوية التى تتكون منها أجساد أرباب النجوم.

المراجع

  1. منى زهير الشايب، المناظر الفلكيه فى مقابر الملكيه حتى نهاية عصر الدولة الحديثه، رساله دكتوراة غير منشورة، القاهرة 2008.
  2. A.M.Roth, fingers, stars and the opeing of the mouth, JEA.Vol 79, 1993, p.69.
  3. Urk. IV, 1238, p10-13.
  4. Urk. IV, 1229, p20.



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-