الجديد

الجيش فى مصر القديمة ودوره فى الحفاظ على الأمن القومى

الجيش فى مصر القديمة كان له دوراً هاماً فى الحفاظ على الأمن القومى، وقبل تناول البحث نمهد بالآتى:

الجيش فى مصر القديمة ودوره فى الحفاظ على الأمن القومى

تمهيد بحث الجيش فى مصر القديمة

يٌعتبر الإنسان الكائن الوحيد الحى الذى يملك امكانات التأثير والتأثر فى بيئته الطبيعية، وفقاً لاحتياجاته الاقتصادية وظروفه الاجتماعية، وبما يوفره له الإحساس بالأمن والأمان.

ونظراً لموقع مصر الجغرافى فى قلب العالم، وما يمثله ذلك من أهمية استراتيجية ذات أبعاد أربعة تتمثل فى: البعد الآسيوى شرقاً، الإفريقى غرباً، النيلى جنوباً والمتوسطى شمالاً، فقد شهدت هذه الأرض المباركة قيام أقدم حكومة مركزية فى تاريخ الإنسانية، علاوة على الدور الهام الذى لعبته فى مجريات الأحداث الخارجية طوال تاريخها القديم ومازالت تلعبه حتى الآن.

وطبقاً لرأى “جمال حمدان” فقد لعب هذا الموقع الهام مكاناً وسطاً بين خطوط الطول والعرض، ووسطاً بين المناطق الطبيعية وأقاليم الانتاج، ووسطاً بين القارات والمحيطات وحتى بين الأجناس والسلالات والحضارات والثقافات المختلفة، مما جعل من هذا الشعب أمة متعددة الجوانب والأبعاد والآفاق نظراً لعبقرية المكان.

مفهوم الأمن القومى

ويرى عالم الاجتماع “هارولد لاسكى” أن “عصر الدولة” يعنى “السلطة”، ولهذا يجب على الدولة توفير وتنظيم الصالح المشترك لشعبها، كما عًرفً خبراء الأمن المفهوم العام للأمن القومى على أنه: “الجهد الذى تبذله الدولة لتنمية ودعم الأنشطة الإنسانية فى المجالات السياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية، ودفع أى تهديد أو تعويق أو أضرار لهذه الأنشطة”، فالأمن سلوك فطرى كامن فى ضمير الإنسان منذ أن حمل أمانة خالقه عز وجل، وتتغير مظاهره المادية طبقاً لمتغيرات كل عصر من العصور.

عصر بداية الانتاج فى مصر القديمة

دخلت مصر حوالى منتصف الألف السادسة قبل الميلاد فيما عٌرف اصطلاحاً “الدهر الحجرى الحديث”، ذلك الدهر الذى جرى تعريفه بتعريفات ثلاثة، هى: تعريف زمنى بإسم “العصر الحجرى الحديث”، حضارى بإسم “عصر بداية الإنتاج” وتاريخى بإسم “عصر فجر التاريخ”، كما مر هذا الدهر بمرحلتين أعقبت احداهما الأخرى، هما: “المرحلة النيوليثية” (Neolithic)، وهى مرحلة حجرية خالصة، ثم “المرحلة الكالكوليثية” (Chalcolithic)، وهى مرحلة حجرية نحاسية، بدأت حوالى منتصف الألف الخامسة قبل الميلاد حتى بداية عصر الأسرات فى نهاية الألف الرابعة قبل الميلاد.

وترتب على اهتداء المصريين لمعرفة أسس الزراعة واستصلاح الأراضى فى هذا الدهر إلى التمتع بالاستقرار والتعاون فيما بينهم، لحماية أراضيهم من خطر الفيضان والحيوانات البرية علاوة على غيرها من الأخطار الداخلية والخارجبة، كما اتجهوا إلى التماس الأمن والأمان وسط الجماعة وفى حماية المجموع، وترتب على هذا ظهور القرى ومنها ظهرت المدن والأقاليم كثمرة من ثمرات ذلك الجهد العظيم الذى بذله الإنسان، وكهبة من هبات ذلك النيل الخالد، فمصر هبة الإنسان والنيل.

الجيش فى مصر القديمة وحروب وادى النيل

بنظرة متعمقة للحروب التى قامت بين أقاليم وادى النيل ودلتاه خلال هذا الدهر، والتى انتهت إلى قيام مملكتين:

مملكة جنوبية وأخرى شمالية، يتضح أن تلك الحروب لم تكن دينية فى جوهرها، بل يغلٌب على الظن أنها كانت لأسباب سياسية واقتصادية حينما تعجز الوسائل الدبلوماسية عن بلوغ الهدف المنشود، وقد عرف علماء الاجتماع أن الحروب تٌعتبر من أقوى العوامل والمسببات التى تنشأ فى رحمها الدول فى شتى المجتمعات على اختلاف بيئاتها وثقافاتها، كما شبه “آرثر كيت” الحرب بأنها أشبه بالقابلة التى تولد على يديها الأمم.

هذا وقد لعب فن التصوير والنقش دورهما ليكونا فى خدمة مراحل الوحدة السياسية للبلاد كمصدر من مصادر هذه الفترة، ومن أمثلة ذلك تصوير مناظر قتال وصيد ومناظر أسطورية وملاحية على الجدران الداخلية للبناء الصغير الذى تم العثور عليه تحت مستوى سطح الأرض فى مدينة “نخن” (هيراكونبوليس – الكوم الأحمر شمالى مدينة أدفو) والذى يرجع لعصر نقادة الثانية، ونقوش “مقبض سكين جبل العركى”، حيث عٌثر عليه فى جبل العركى تجاه مدينة “نجع حمادى”، ومحفوظ حالياً بمتحف اللوفر، “صلاية الأسود”، وهى محطمة إلى ثلاث قطع، محفوظ احداها بمتحف اللوفر والأخرتين بالمتحف البريطانى و”صلاية الأسد والعقبان”، وهى فاقدة جانباً من جزئها العلوى ومحطمة إلى قطعتين، تم حفظ احداهما بالمتحف البريطانى والأخرى بمتحف الأشموليان بأكسفورد.

ونظراً لطول الفترة الزمنية التى مرت بها مصر خلال فترة عصر ما قبل الأسرات والتى ربما تقرب من ألف عام، فقد شهدت البلاد مراحل عدة من التطور السياسى والإدارى وكذلك تأسيس بعض المدن ذات الأهمية السياسية والإدارية والعسكرية والدينية، ومثال ذلك تأسيس مدينة “منف”.

وتشير “متون الأهرام”، تلك المتون التى نٌقشت على الجدران الداخلية لأهرام ملوك الأسرتين الخامسة والسادسة فى سقارة، إلى أحداث عدة جرت قبل توحيد مصر فى مملكة واحدة، وللأسف الشديد ينقصنا الكثير من الأدلة الأثرية حتى نتيقن من القراءة الصحيحة لمجريات الأحداث خلال تلك الفترة.

الجيش فى مصر القديمة والفلسفة الدينية

وطبقاً للفكر الفلسفى الدينى فى مصر القديمة، كان الملك يٌعتبر ممثلاً شخصياً للمعبود “حور” (حورس) فى جلوسه على عرش البلاد، ذلك المعبود الذى آل إليه عرش أبيه من قبل المعبودات بعد صراعه المرير مع عمه ومعبود الشر “ست” ثأراً لقتله لأبيه “أوزير” (أوزيريس)، ولهذا وبقدر خشية المصريين لملوكهم، بقدر ما كانوا يطيعونهم عن احترام وتقديس.

وأعتقد أن حرص العديد من ملوك مصر فى الخروج على رأس الحملات الحربية للدفاع وحماية حدود البلاد، إنما كان تشبهاً بالمعبود “حور” بإعتبارهم أصحاب الميراث الشرعى المقدس لهذا المعبود للجلوس على العرش، ولهذا حرصوا على حمل العديد من الألقاب والصفات، منها على سبيل المثال لا الحصر: “الملك القوى الذى يحمى مصر”، “درع البلاد”، “الصقر حورس الذى يحمى مصر بجناحيه”، “ثور على حدوده”، “الثور الفتى لحماية مصر”، “ذو القوة العظيمة ضد كل البلاد الأجنبية” و”الحاكم ذو الانتصارات العظيمة ضد كل البلاد الأجنبية”.

أول حكومة مركزية فى تاريخ البشرية

طبقاً للأدلة الأثرية يتضح وجود الكثير من أبناء هذا الشعب الكريم ممن كان هدفهم تحقيق وحدة البلاد السياسية، وكانوا فى الغالب ممن تحملوا أعباء الدفاع عن مملكتهم لما يملكونه من مقومات أهلتهم لأن يكونوا فى سدة الحكم، وكان آخرهم على الأرجح الملك “العقرب” – ملك المملكة الجنوبية – الذى كان محارباً قوياً، وهو الذى مهد الطريق للملك “نعرمر – منا” من اتمام الوحدة السياسية للبلاد، وتأسيس أول حكومة مركزية فى تاريخ البشرية حوالى عام 3200 ق.م.

وذلك طبقاً “لصلاية نعرمر” التى عٌثر عليها فى مدينة “نخن” بمعبد المعبود “حورس” فى عام 1894م ومحفوظة حالياً فى المتحف المصرى بالقاهرة تحت رقم (32169)، وهى من حجر الشست، وفيها يظهر الملك للمرة الأولى مرتدياً “التاج الأحمر” – تاج المملكة الشمالية – على الوجه الأمامى للصلاية و”التاج الأبيض” – تاج المملكة الجنوبية – على الوجه الخلفى لها، كما تم العثور كذلك على رأس مقمعة قتال نٌقش عليها منظر ربما يٌمثل تتويج الملك وجلوسه على عرش البلاد ويقف خلفه كبار موظفى دولته الناشئة، وهكذا كان للطبقة العسكرية الفضل فى تأسيس هذه المملكة المتحدة للمرة الأولى فى التاريخ الانسانى.

الجيش فى مصر وعصر الاسرتين الأولى والثانية

وهكذا دخلت مصر فيما عٌرف اصطلاحاً ب “عصر الأسرتين الأولى والثانية، أو عصر بداية الأسرات، أو العصر الثينى نسبة للعاصمة السياسية الأولى للبلاد – موطن الأسرة – أو العصر العتيق”، واتبع ملوك هذا العصر سياسة داخلية ساعدت كثيراً فى تدعيم الوحدة الوطنية بما يٌحافظ على أركان الدولة ولكسب ود أمراء بيت الشمال، ومنها زواج العديد من الملوك بأميرات من الشمال وكذلك الحفاظ على الإدارات المالية والإدارية لكل مملكة كل على حده دون دمجهما فى إدارة واحدة، واظهار الاحترام لمعبودات الشمال والاهتمام بمعابدها علاوة على اقامة العديد من ملوكها لمقبرتين: واحدة بجبانة أبيدوس الجنوبية والثانية بجبانة منف الشمالية.

وقد تركزت مظاهر السلطة فى الوقت ذاته حول شخصية الملك، فهو الممثل للمعبود “حور” و”ملك مصر العليا والسفلى” وهو الذى تحميه الربتين: “نخبت” والتى كان يٌرمز لها بأنثى العقاب – حامية المملكة الجنوبية – و”واجيت” والتى كان يٌرمز لها بثعبان الكوبرا – حامية المملكة الشمالية، وظلت رموز هاتين الربتين تٌزين جباه ملوك مصر حتى عصر الملكة كليوباترا السابعة – آخر السلالة البطلمية وبعدها دخلت مصر فى عصر الاحتلال الرومانى فى عام 30 ق.م.

وكما قام مؤسس المملكة بمجهودات من أجل حماية الحدود المصرية من خلال المصادر الأثرية التى لدينا، سار خلفائه على نفس السياسة من أجل الحفاظ على الأمن القومى المصرى الداخلى والخارجى، فهناك قرائن أثرية تٌشير إلى قيام الملك “حور عحا” – ثانى ملوك الأسرة – بحروب ضد الليبيين على الحدود الغربية لمصر، كما يٌبرهن نقش محفور على قمة “جبل سليمان” عند مدخل الشلال الثانى بقيام الملك “جر” – ثالث ملوك الأسرة الأولى – بحملة عسكرية لبلاد النوبة ووصوله لهذا الشلال، كما جاء على “حجر بالرمو” – أحد مصادر التاريخ المصرى القديم – محاربته لجماعة من الآسيويين، وتم الكشف عن لوحة من حجر الألباستر بمقبرته الشمالية وعليها منظر تمثله وهو يؤدب أحد الأسرى الليبيين، وهكذا نجح الملك فيما يبدو فى الحفاظ على الأمن القومى للبلاد.

وكسياسة عامة لملوك هذا العصر، قام الملك “دن” (أوديمو) – خامس ملوك الأسرة الأولى – بحملة لتأمين الحدود الشرقية ضد غارات بدو الصحراء، كما سجلت بطاقة لكاتب من عهده انتصاره على أهل الشرق للمرة الأولى، كما كان يقوم بعمل احصاء شامل للبلاد لتقدير الضرائب المستحقة على أساس عادل، كذلك الأمر بالنسبة لملوك الأسرة الثانية حيث تم العثور على اسم الملك “نب رع” – ثانى ملوك الأسرة – منقوشاً على صخرة فى الواحات الليبية.

ويتضح من خلال الأدلة الأثرية حدوث ثورة وتمرد فى الشمال ضد حكم الجنوب فى عهد الملك “بر إيب سن” – سادس ملوك الأسرة – ونجح كل من الملكين “خع سخم” و”خع سخموى” – آخر ملكين من ملوك الأسرة على التوالى – فى تحقيق الاستقرار واعادة التوازن الداخلى للبلاد، ويبدو أن الملك “خع سخموى” قد تزوج بأميرة من سليلات بيت الشمال لتهدئة الأوضاع الداخلية، وحمل لقب “سما تاوى” بمعنى (موحد القطرين) بما يٌثبت نجاح الملك فى اعادة سيطرته التامة على البلاد.

الجيش فى مصر وعصر الدولة القديمة والأنتقال الأول

سار ملوك عصر الدولة القديمة على نفس سياسة من سبقوهم من الملوك، حيث قام مؤسس الأسرة الثالثة – الملك “جسر أو نثر خت” – بارسال عدة حملات إلى بلاد النوبة، كما قام بتشييد سوراً من إلفنتين حتى جزيرة فيلة بطول حوالى 12 كم كذلك عمل على تنظيم وسائل الدفاع عن طريق تقسيم الحدود إلى عدة مناطق أٌطلق عليها اسم “أبواب المملكة”، ووضع بكل منها حامية عسكرية مع تعيين حاكماً خاصاً حمل كل منهم لقب “مرشد الأرض”، جمع بين يديه إلى جانب الإشراف على الحامية العسكرية، إدارة الشرطة الداخلية، وتطلب وجود هذه الحاميات بالمناطق الحدودية للبلاد أقامة حصون عسكرية منذ عصر الأسرة الثانية طبقاً للمصادر الأثرية.

كذلك قام الملك “سنفرو” – مؤسس الأسرة الرابعة – بتشييد بعض الحصون فى شمال وجنوب البلاد، تم تسمية كل منها “حصن سنفرو”، كما شيد عدة حصون فى شرق الدلتا بين البحيرات المرة ووادى الطميلات، واستمرت سياسة الملوك فى حماية الحدود المصرية عن طريق اقامة الحصون والتحصينات فى الأماكن الحساسة التى يمكن أن تتعرض للإعتداء الخارجى وبخاصة عند مداخل الوديان المشرفة على الصحراء.

هذا وقد توافدت خلال عصر الأسرة السادسة هجرات شعوبية ربما كانت بداية للهجرات الآمورية، قامت بتهديد طرق التجارة بين مصر وبلاد الشام بل حاولت عبور الحدود الشمالية الشرقية، ولهذا قام الملك “بيبى الأول” بتكليف القائد “ونى” بحماية الطرق التجارية وتأمين الحدود المصرية، فخرج فى خمس حملات، أربع عن طريق البر والخامسة عن طريق البر والبحر معاً، وربما نجح “ونى” فى مهمته نظراً للعثور على صناديق حجرية صغيرة على هيئة قرود جالسة تٌرضع صغارها بمنطقة بيبلوس ترجع لعهد الملكين “بيبى الأول” و”بيبى الثانى”.

كذلك تم ارسال عدة حملات لبلاد النوبة السفلى والعليا فى عهد الملك “مرى رع” ابن الملك “بيبى الأول”، حيث قام الرحالة “حرخوف” بأربع رحلات إلى ما بعد الشلال الثانى وكانت تٌعرف “ببلاد الأرواح” والرحلة الأخيرة كانت خلال عهد الملك “بيبى الثانى”، وأسهمت هذه الحملات فى تهدئة الجنوب واخضاع القيائل الزنجية، كما تم ارسال عدة رحلات أخرى من قبل حكام أقليم الفنتين، وتحتفظ مقابرهم بما قاموا به من رحلات وأعمال فى بلاد النوبة السفلى، وهم: “بيبى نخت” و “ميخو وأبنه سابنى”.

ولم يٌشر أى ملك مصرى فى نقوشه منطقة الشام فى مجموعها فيما بين الملكين “بيبى الثانى” و”سنوسرت الأول”، بل وتجددت أخطار الهجرات الآمورية مرة أخرى، نتيجة لقيام أول ثورة شعبية فى تاريخ البشرية لما تعرض له شعب مصر من نهب وسلب وظلم للعديد من الأسباب، تمزقت خلالها البلاد إلى بيوتات حاكمة ينافس كل منهم الأخرى، حيث أدت طول فترة حكم الملك “بيبى الثانى” أواخر عصر الأسرة السادسة والتى أستمرت أكثر من 90 عاماً، إلى إزدياد سلطة ونفوذ حكام الأقاليم على حساب السلطة المركزية، وقيام الجنود المرتزقة الذين كان يستعين بهم الملك فى النهب والسلب.

ومع ازدياد خطر الهجرات الآمورية التى لم تهدد طرق التجارة بين مصر والشام فحسب بل نجحت البعض منها فى الاستقرار على حدود مصر الشرقية وبالقرب منها، مما أدى إلى اضطراب أحوال مصر الداخلية والخارجية، وانهارت وحدة البلاد كنتيجة من نتائج أول ثورة شعبية فى تاريخ البشرية، ودخلت البلاد فى فترة مظلمة استمرت ما يقرب من قرن ونصف القرن، فيما عٌرف اصطلاحاً “عصر الثورة الطبقية أو الإنتقال الأول أو الإضمحلال أو الإضطراب الأول”، نجح فى نهايتها الملك “اختوى الرابع” – أحد ملوك الأسرة العاشرة بأهناسيا (2130 – 2040 ق.م) – بمساعدة حكام الدلتا فى تحرير دلتا وادى النيل من تلك الجماعات الآسيوية التى استقرت بها.

وظل الأمر كذلك حتى نجح الملك “نب حبت رع” (منتوحتب الثانى) – خامس أمراء البيت الطيبى – فى التغلب عسكرياً على ملوك البيت الأهناسى فى مصر الوسطى الذين كان لهم السلطة على أجزاء عديدة من البلاد نهاية عصر الثورة الطبقية، وأعاد توحيد البلاد وأتخذ لقب “سما تاوى” (موحد القطرين) فيما عٌرف اصطلاحاً بعصر الدولة الوسطى (حوالى 2052 – 1785 ق.م).

ملوك عصر الدولة الوسطى وعصر الإنتقال الثانى

نجح الملك “منتوحتب الثانى” فى إعادة توحيد البلاد، وأرسل حملة ضد “جماعات العامو” بأرض “جاتى” ببلاد الشام وهى منطقة غير معروفة حتى الآن، كما عٌثر على خنجر من مقصورة “الجبلين” منقوشاً عليه انتصار الملك على أربعة أجناس علاوة على بعض النقوش بمعبده الجنائزى بالبر الغربى لمدينة طيبة، كما قام الملك “أمنمحات الأول” – مؤسس الأسرة الثانية عشرة – بإنشاء سور عظيم (حائط الأمير) أقامه على حدود مصر الشرقية بشرق الدلتا، وربما كان ذلك تجديداً لسور تم إقامته من قبل خلال عصر الدولة القديمة.

كما أن هناك أدلة أثرية تٌبرهن على قيام الملك بغزو بلاد النوبة ووصوله بالحدود المصرية حتى منطقة “بوهن” (وادى حلفا) بالشلال الثانى، وكذلك شيد الملك “سنوسرت الثالث” حصنين متقابلين فى آخر حدود دولته على ضفاف النيل جنوباً فى “سمنة وقمنة”، علاوة على ارساله العديد من الحملات العسكرية فيما وراء الحدود الشمالية الشرقية، كما أقام ملوك الدولة الوسطى العديد من الحصون بين الشلال الأول والرابع لتأمين بلاد النوبة السفلى، ومنها “قلعة كوبان” (غمرتها مياة بحيرة السد العالى) والتى ربما ترجع لعصر الأسرة الثانية عشرة، وقد كانت كحلقة اتصال بين الوادى ومنطقة مناجم الذهب بوادى العلاقى، وكذلك “حصن بوهن” (غٌمر بمياه السد العالى)، وذلك للسيطرة على المنطقة الاستراتيجية للشلال الثانى التى تفصل بين النوبة السفلى والعليا، واتبع ملوك الأسرة الثالثة عشر نفس سياسة سابقيهم فى تشييد الحصون، ومنها على سبيل المثال لا الحصر تحصينات مدينة “أمبوس” بالقرب من مدينة “الفنتين”.

ونتيجة لتدهور الأحوال السياسية والداخلية للبلاد، ظهر أعداء لمصر فى بلاد الشام وفى الجنوب طبقاً لنصوص اللعنة التى عٌثر على العديد منها، والتى جاء فيها اسم مدينة “القدس الشريف” تحت مٌسمى “أوشاميم” للمرة الأولى فى النصوص المصرية، كما تعرضت منطقة الشرق الأدنى القديم لهجرات شعوبية “هندو آرية”، نجحت فى تأسيس العديد من الممالك بالمنطقة بمسميات مختلفة.

كما نجح فرع من هذه الهجرات فى احتلال مصر عسكرياً عن طريق حدودها الشمالية الشرقية، وعرفهم “مانيتون” بإسم “الهكسوس” كما أطلقت النصوص المصرية عليهم اسم “حقاو خاسوت” بمعنى “حكام البلاد الأجنبية”، وعليه دخلت مصر فيما عٌرف اصطلاحاً “عصر الإنتقال أو الإضطراب أو الإضمحلال الثانى”، الذى استمر مدة طويلة قيل أن ينجح أمراء البيت الحاكم فى طيبة بحروب عدة لتحرير البلاد من هذا الإحتلال، والتى بدأها “سقنن رع” ومن بعده أبنه “كامس” بعد مصرع والده فى احدى معاركه وبعده تولى القيادة الأبن الأصغر “أحمس” الذى نجح فى تحرير البلاد بل وقام بمطاردة وتعقب بقايا الهكسوس وحاصرهم لمدة ثلاث سنوات فى مدينة “شاروهين” – جنوب فلسطين.

الجيش فى مصر وعصر الدولة الحديثة

ودخلت مصر عصرها الذهبى حيث نجحت فى تكوين امبراطورية مترامية الأطراف فيما عٌرف اصطلاحاً “عصر الدولة الحديثة”، بعد أن تم تغيير الإستراتيجية العسكرية، وقام الملوك بتأسيس أول جيش نظامى لمصر بخلاف ما كان سائداً منذ فجر تاريخها، حيث كان يتم عودة الجيش لحماية نطاق الحدود المصرية بعد عودتها من حملاتها لدرء الأخطار التى كانت تتعرض لها البلاد قبل ذلك، دون أن يكون هناك تواجداً عسكرياً دائماً خارج هذه الحدود، وذلك لتأمين طرق التجارة والسيطرة على مداخل الهجرات فى شمال سوريا وأطراف بلاد النهرين.

وقد بدأ الملك “أحمس الأول” – مؤسس الإمبراطورية – وأول من وضع اللبنة الأولى فى صرحها، واستعاد تجارة مصر الخارجية مع الشمال الشرقى ومع الجنوب، كما قام الملك “تحوتمس الأول” بإقامة علاقات غلب عليها الطابع العسكرى فى المرحلة الأولى من عصر الإمبراطورية مع “مملكة ميتان”، وهم فرع من الهجرات الهندو آرية وقد نجحت فى السيطرة على شمال سوريا وبلاد النهرين بعد عام 1600 ق.م.، ووصل بحدود الدولة المصرية من جبل برقل جنوباً عند الشلال الرابع حتى أطراف مياه الفرات طبقاً لنصوص عهده.

واستغل أمير مدينة “قادش” تحول اهتمام الملك “تحتمس الثانى” والملكة “حتشبسوت” وجهة جنوبية، وقام بقيادة تحالف ضد الوجود والنفوذ المصرى ببلاد الشام مع ملك ميتان وما تبقى من فلول الهكسوس، وترجع أهمية هذه المدينة إلى كونها تٌشرف على المدخل الشمالى لوادى البقاع المؤدى لقلب سوريا، وعلى وادى نهر الكبير المؤدى لساحل البحر المتوسط والمؤدى للطريق التجارى الذى يصل بين بلاد النهرين وسوريا.

قام الملك “تحوتمس الثالث” بعد انفراده بالحكم بمواجهة هذا الخطر للحفاظ على سمعة مصر وأمنها القومى ضد هذا التحالف الموجه لها، بالعديد من الحملات العسكرية والمعارك قاد أكثرها بنفسه وكانت من أشهرها “معركة مجدو”، بل وقام بالعديد من الإصلاحات الإدارية لتنظيم الإقليم السورى، وأهمها تركه أمراء بلاد الشام على حكم ولاياتهم واعتبارهم نواباً له مع تعيين مفتشين مصريين فى المدن الرئيسية وحاكماً عاماً للإقليم، وجعل من مدينتى “غزة وسيميرا” مراكز إدارية رئيسية، ونظم تقدير الضرائب على أساس سليم.

واهتم بتنظيم الموانىء السورية علاوة على اصطحابه أمراء الإمارات السورية للتربية فى مصر مع الأمراء المصريين حتى يشبوا أوفياء لها حين تسلمهم مقاليد الأمور بعد آبائهم، كما قام بتنظيم منطقة الجنوب بما يٌحافظ على الأمن القومى، وامتدت الحدود المصرية فى عهده من الشلال الرابع جنوباً إلى أعالى الفرات شمالاً، وهو أقصى اتساع وصلت إليه الحدود المصرية بطول ما يقرب من 3200 كم، وقد واجه بقوة أبنه وخليفته الملك “أمنحتب الثانى” التمرد الذى ظهر إلى السطح ببلاد الشام بعد وفاة أبيه الملك “تحوتمس الثالث”.

وبظهور الحيثيين على مسرح الأحداث فى مجريات أحداث الشرق الأدنى القديم بآسيا الصغرى، بدأت تتغير الخريطة السياسية للمنطقة خاصة خلال الصراع الذى نشب بين الملك “اخناتون” وكهنة المعبود “آمون رع”، واستطاعوا فرض السيطرة على المملكة الميتانية، ووصلت الإمبراطورية الحيثية أوج عصرها خلال عهد الملك “شوبيلوليوما” فى حدود عام 1350 ق.م.، وقد طلبت منه أرملة الملك المصرى “توت عنخ آمون” بعد وفاته فى خطاب سرى ارسال أحد أبنائه كى تتزوجه وبذلك يكون له الحق فى الجلوس على عرش مصر طبقاً لنظام وراثة العرش فى مصر القديمة، ويرجع الفضل كل الفضل لقائد الجيش المصرى “حور محب” فى القضاء على هذه المؤامرة فى مصر، حيث خرج على رأس فرقة عسكرية وقتل الأمير الحيثى “زنانزا” ومن معه، وأنقذ بذلك سمعة مصر الدولية، ولنا أن نتخيل الخريطة السياسية للشرق الأدنى فى حالة نجاح هذه المؤامرة.

قام “حور محب” بإعتلاء العرش بعد وفاة الملك “آى”، وأصدر عدة قوانين ومراسيم اتسمت بتشديد العقوبات الجنائية نظراً للأحوال الداخلية المتردية نتيجة للصراع الذى كان بين “أخناتون” وكهنة “آمون رع”، وانتشار المظالم والفساد والرشوة حفاظاً للأمن القومى الداخلى للبلاد.

وأخذ الملك على عاتقه مشروع تحقيق السلام فى المناطق والأقاليم السورية عن طريق تحييد الحيثيين، وربما عقد هدنة معهم حتى يتفرغ لتحقيق استقرار الجبهة الداخلية، وبذلك مهد الطريق لإعتلاء الملك “رعمسيس الأول” عرش البلاد وأن يضمن انتقاله لأبنه الملك “سيتى الأول”، الذى رفع شعار “إعادة الميلاد”، وقام بحملته الأولى فى العام الأول من حكمه لدرء أى خطر محتمل يمكن أن تتعرض له مصر فى فلسطين، كما فرض السيطرة على الطرق الإستراتيجية والتجارية مع لبنان وما وراء لبنان، ونجح فى حملته الثانية فى مهاجمة مدينة “قادش” وفتح الطرق المؤدية إلى وادى العاصى الأعلى، كما نجح فى حملته الثالثة ضد الحيثيين فى أن يتم الإعتراف بمناطق النفوذ المصرى جنوبى قادش.

ولإعادة إحياء الإمبراطورية المصرية فى غرب آسيا، قام الملك “رعمسيس الثانى بن سيتى الأول” ببناء عاصمة جديدة فى مسقط رأس أسرته بشرق الدلتا، وهى مدينة “بر رعمسيس”، وخاض حوالى عام 1280 ق.م. “معركة قادش” مع الحيثيين، والأرجح عدم تحقيق أى طرف النصر الكامل على الطرف الآخر، ونظراً لظهور دولة “آشور” بشمال بلاد النهرين على مسرح الأحداث كقوة مؤثرة وآلة عسكرية لا يٌستهان بها، تم عقد معاهدة بين مصر وخيتا عٌرفت فى التاريخ بإسم “معاهدة قادش”، وتزوج الملك المصرى من كبرى بنات الملك الحيثى “خاتوسيلى”.

وقد اجتاحت جماعات شعوب البحر منطقة الشرق الأدنى القديم أواخر عصر الأسرة التاسعة عشر، واسقطت الإمبراطورية الحيثية بآسيا الصغرى واجتاحت شمال سوريا وشواطىء الفرات حتى جزيرة قبرص، وحاولت دخول مصر عن طريق حدودها الغربية والحدود الشمالية الشرقية، وواجه الملك “رعمسيس الثالث” – مؤسس الأسرة العشرين – هذا الخطر، وكان لإنتصاره العظيم عليهم براً وبحراً الفضل الأكبر فى انقاذ غرب آسيا ومصر من خطر هذه الشعوب والتى تفرقت بعد هزيمتها فى العديد من جزر البحر المتوسط وشواطئه، كما قام الملك بحملة أخرى فى آسيا تم فيها محاصرة خمس مدن محصنة واستولى عليها.

وبالرغم من انتعاش سمعة مصر الدولية بعد هزيمتها لجماعات شعوب البحر، إلا أن ذلك لم يمنع ذلك الإنهيار السريع الذى تم للإمبراطورية المصرية خاصة بعد اغتيال الملك “رعمسيس الثالث” نفسه على الأرجح نتيجة لمؤامرة داخلية من أجل الصراع على السلطة بين الحريم الملكى، كذلك عاش ملوك مصر الذين تولوا العرش بعد مؤسس الأسرة العشرين حياة بذخ واسراف، مع تزايد أعداد الأجانب فى الجيش فى مصر والقصور والمعابد، واعطاء امتيازات ضخمة للكهنة والقادة العسكريين، ووصول العديد من الأجانب المتمصرين لمناصب قيادية، فى الوقت الذى تم فيه حرمان طبقات الشعب من خيرات بلادهم وبالتالى غياب العدالة الإجتماعية، ولكل هذه الأسباب دخلت مصر فى عصر تخبط وتداخل بداية من عصر الأسرة الحادية والعشرين حتى دخول الإسكندر المقدونى البلاد فى عام 332 ق.م.

الخاتمة

بناءً علي ما سبق يتضح لنا الدور الهام الذى لعبه الجيش فى مصر للحفاظ على الأمن القومى فى مصر القديمة، فيرجع الفضل كل الفضل لطبقة المحاربين الذين أخذوا على عاتقهم حماية الجماعة وفى محيط المجموع قبل إتمام الوحدة السياسية للبلاد على يد الملك “نعرمر – منا” كأول حكومة مركزية فى تاريخ البشرية، حيث كانوا يملكون مقومات الزعامة والقوة والإقدام للتصدى للأخطار التى يمكن أن تتعرض لها قراهم أو مدنهم أو أقاليمهم أو مملكتهم، وقد خرج من بينهم من كان على رأس السلطة.

كما لا يجب أن ننسى ما قام به ملوك مصر خلال العصور التاريخية من ارسال الحملات العسكرية والتجارية والبعثات التعدينية وحماية الحدود الجنوبية والغربية والشمالية الشرقية للبلاد وما يتطلبه ذلك من اقامة للحصون والتحصينات، وكذلك الدور الذى قام به أمراء البيت الحاكم فى طيبة من “الأناتفة” الذين أخذوا على عاتقهم إعادة توحيد البلاد بعد الأوضاع المتردية التى سادت مصر خلال الثورة الطبقية، وانقسام البلاد خلالها إلى بيوتات حاكمة، ونجاح الملك “نب حبت رع” (منتوحتب الثانى) – سليل أسرة الأناتفة – فى إعادة الوحدة السياسبة وتأسيس ما عٌرف اصطلاحاً “عصر الدولة الوسطى”، وقيام ملوك الأسرة الثانية عشرة بأعمال تنموية فى اقليم الفيوم، وحفر “قناة سيزوستريس” لربط البحر الأحمر بنهر النيل فى عهد الملك “سنوسرت الثالث” دعماً للإقتصاد المصرى علاوة على تأمين حدود البلاد.

وحينما تعرضت مصر للإحتلال من قبل فرع من الجماعات الهندو آرية (الهكسوس) للمرة الأولى فى تاريخها، رفع “سقنن رع” – أمير طيبة – المحارب لواء الجهاد ضد هذه الجماعات، ودفع حياته ثمناً لتحرير بلده خلال إحدى المعارك، وتولى الأمر من بعده أبنه الأكبر “كامس” ثم الأصغر “أحمس” الذى لم ينجح فقط فى طرد جماعات الهكسوس من البلاد، بل طاردهم وحاصرهم لمدة ثلاث سنوات فى “شاروهين” بفلسطين حتى أجلاهم منها تأميناً للأمن القومى المصرى، وأسس ما عٌرف اصطلاحاً “عصر الدولة الحديثة”، وقام بتغيير الإستراتيجية العسكرية المصرية.

وأصبح لمصر تواجداً عسكرياً خارج حدودها للمرة الأولى لمراقبة التحركات الشعوبية التى بدأت تدق أبواب الشرق الأدنى القديم، وتأسس الجيش فى مصر النظامى حماية للأمن القومى فى مصر بمجلس شورى كان يتكون على الأرجح من كبار القادة، حتى لا تتكرر المأساة التى تعرضت لها البلاد خلال احتلال الهكسوس لها، كما نجح ملوك عصر الدولة الحديثة فى إقامة إمبراطورية مترامية الأطراف، وصلت أقصى اتساع لها خلال عهد الملك “تحوتمس الثالث”.

كما يجب أن لا ننسى إنقاذ قائد الجيش المصرى “حور محب” لسمعة مصر الدولية، بما يمليه عليه واجبه الوطنى والعسكرى، حينما علم بمؤامرة أرملة الملك “توت عنخ آمون” وإرسالها خطاباً سرياً لملك الحيثيين كى يختار لها أحد أبنائه كى تتزوجه، وبذلك يكون له الحق فى الجلوس على العرش طبقاً لنظام وراثة العرش فى مصر القديمة، وقيامه بإصدار العديد من القوانين والمراسيم بعد توليه العرش، لمعالجة الآثار الإجتماعية التى طرأت على المجتمع المصرى نتيجة للصراع الذى نشب بين الملك “اخناتون” وكهنة المعبود “آمون رع”.

وكذلك لا يجب أن نغفل دور ملوك الرعامسة من خلال الجيش فى مصر فى الحفاظ على الأمن القومى المصرى فى ضوء المتغيرات التى بدأت فى قلب موازين الشرق الأدنى القديم، خاصة بعد تأسيس الإمبراطورية الحيثية بآسيا الصغرى، وبداية ظهور الآلة العسكرية الآشورية بشمال العراق وهجرات شعوب البحر وما أحدثته من تغيرات.

وطبقاً للفكر الفلسفى الدينى فى مصر القديمة، كان الملك ممثلاً للمعبود حورس – المحارب القوى – الذى ثأر من عمه “ست” لقتله لوالده المعبود “أوزير” وجلس على عرشه، ولهذا حرص العديد من ملوك مصر فى الخروج على رأس الحملات العسكرية كمحاربين تشبهاً بالمعبود “حورس”.

وفى النهاية أود أن أطرح سؤالاً وهو: هل آن الآوان لهذ الشعب العظيم أن يٌعيد قراءة تاريخه حتى يستلهم منه العبرة والعظة من أجل حاضره وبناء مستقبله، فالحاضر والمستقبل ما هو إلا إمتداد لهذ الماضى بكل ما فيه؟

أعتقد أن الشعب الذى نجح فى فرض إرادته فى هذه المرحلة الدقيقة التى نمر بها، لقادر على صنع المعجزات التى تؤهله لأن يتبوأ مكانه الحقيقى على مسرح الأحداث الدولية المعقدة فى هذا العصر..




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-