بعدما تم اكتشاف مقبرة سيتى الأول ألقيت الأنظار على وادى الملوك والذي يحتوى على الكثير من الآثار الجميلة والنقوش والرسومات الكثيرة على المقابر.
وقد حدث الكثير من النسخ لتلك المقبرة وأهم النسخ التى اخذت للمقبرة هى التى أخذها روبرت هاى بعد عام 1824 وهى الأفضل لأنها تمتاز بشدتها وأنها قريبة جداً من الأصل.
بيلزونى و مقبرة وادى الملوك
وقام بيلزونى والفنان اليساندور ريتشى بنسخ نقوش المقبرة كاملة قبله وسجل كل تلك النقوش بالرسم والألوان لعرضها فى لندن عام 1821 وتلك النقوش التى نسخها كانت أكثر دقة من كثير من النسخ التى أخذت فيما بعد.
وقد قام بيلزونى بنقل أهم قطعة اصلية من المقبرة وعرضها فى لندن تلك القطعة هى التابوت الملكى المصنوع من المرمر الشفاف وكان أول تابوت ملكى من الحجر لا يلتزم بالشكل التقليدى للصندوق وشكله قريب من شكل المومياء وكان منقوش على كل جوانبه وقد تمكن من إيجاد اجزاء عديدة منه منقوشة على جدران المقبرة وهذا التابوت إلى الآن معروض بين الكنوز الفنية العديدة فى المتحف الصغير الثرى الذى أنشأه (المهندس سير جون سوان بعد أن أصبح التابوت فى حوزته فى عام 1824) فى لنكولنز إن فيلدز فى لندن.
وأعتقد بيلزونى أنه لم يعد بوادى الملوك أى شئ يمكن العثور عليه ولكن فى نهاية القرن الماضى بدأت سلسلة جديدة من الإكتشافات تتتابع فى سرعة كبيرة وفى خلال القرن ال 19 مع زيادة الإهتمام بالمقابر زادت أعداد النسخ المرسومة للمفردات الأسرية ولكن أهم النسخ المأخوذة هى التى أخذت بين عامى 1820 و 1840 فهى نسخ ذات قيمة كبرى فى مجموعها.
شامبليون والمقبرة
وبعد أن تمكن “جان فرانسوا شامبليون” من فك رموز الكتابة الهيروغليفية فى عام 1822 استطعنا أن نقرأ هذه النصوص وأخيراً وأدرك أنه يمكن فهمها بشكل أوضح وتمكن هو وأصدقائه من معرفة دلائل ومعانى تلك النقوش وكان هذا أول إدراك سليم لهذه الدلائل.
وعندما قام بقراءة النقوش الموجودة على جدران المقبرة قال أن تلك النقوش تتعلق بحياة المصرى القديم فى العالم الآخر وإجتيازه العالم السفلى كالشمس حتى يولد مره أخرى وهذا ما جعل المصريين القدماء يهتمون الإهتمام الكبير بالمقابر.
وأيضاً أدرك شامبليون أن النصوص والصور التى فى المقابر الملكية تكشف عن “النظام الكونى الكلى والقوانين الطبيعية العامة للمصريين” وقد حدثت بعثات أخرى بوادى الملوك لما تحتويه من آثار وجمال وأسرار وحقائق.