قبل ان نبدأ في شرح الكيفية التي عرف بها القدماء المصريين كروية الأرض يجب ان نشرح كيف بدأ الإنسان حياته على الأرض كلي المعرفة (إلا ما تم حجبه) كمنحة من الله لتساعده في أن يحيا حياة مثالية تتفق مع مشيئة الخالق، فقد أودع الله فيه معرفة كل شئ عن كل شئ.. علمه أسماء الحيوانات (أي صفاتها العميقة المميزة) وكيف يستفيد منها ويتكامل معها.. علمه فوائد الزواحف والنبات والحشرات، وعلمه أسرار الصخور والأحجار والأرض والحكمة الكامنة في كل منها.
كل ما حدث أن الانسان فقد معرفته بالتدريج وتقهقر للوراء ونسي فوائد كل شئ وبدأ من الصفر وابتكر ادوية صناعية بديلة لما خلقه الله من الطبيعة، وكما نسي فوائد المخلوقات، نسي أيضا الأخلاق الأصليه.
ولحسن الحظ أن ظل الحيوان على فطرته سواء في العلوم أو في الأخلاق كشاهد للأصل. ففي العلوم مازال العنكبوت يحمل چينات المهندس في نسج بيته، ومازال النمس يداوي نفسه من لدغة الكوبرا بحك جسمه بشجرة معينه، ومازالت الطيور تبني عشوشها مكيفة مقاومة للأمطار لتحافظ على صغارها، ومازالت مملكة النحل على نفس نظامها المتقن.. أما في الأخلاق فمازال الكلب يحتفظ بوفائه منذ الاف السنين، ويستحي النمر أن يأكل رضيع الغزال، ومازال السنجاب على رومانسيته يقدم الورود والهدايا لمحبوبته بما يتفوق على البشر في فنون العشق.
كروية الأرض
فلا تتعجب إذن من الحكمة والعلوم التي امتلكها جدودك المصريين القدماء، فقد كانوا قريبين لآدم ومن المعرفة الكاملة التي سمح بها الله. فقد عرفوا علوم الهندسة أعمق مما نتصور، ثم نسينا ونسبنا تلك العلوم لآخرين.
وحين نسي الانسان كروية الأرض ثم أعاد جاليليو اكتشافها، حاكمه البشر لأنه صدم العقيدة بالحقيقة، رغم أن الحقيقة كان يعلمها القدماء من البشر بكل بساطة.. فنجد في سفر أشعياء بالعهد القديم “الْجَالِسُ عَلَى كُرَةِ الأَرْضِ وَسُكَّانُهَا كَالْجُنْدُبِ” (إش 40: 22). وهناك مفاجآت عن معرفة جدودنا لكروية الأرض وذكر ذلك صراحة (سأنشرها في حينها)، ولكني سأستخدم هنا الأسلوب غير المباشر للمعلومة. فمن يحسب محيط جسم منتظم يعترف بالضرورة بكرويته.
كيف حسب جدودنا محيط الكرة الأرضية؟
في الواقع لي تأملات عميقة في هذا الشأن كلها مستنتجة من (أبعاد الهرم الأكبر بالذات) مع حيثيات أخرى، وعندي عدة طرق لحساب المحيط وبالطبع (مساحة سطح الكرة، ونصف قطرها، وحجمها، ووزنها).
ولكني سأعرض هذه الطريقة بالذات لأن الكثير من الباحثين سبقوني فيها وتم نشرها، وأذكر هنا الباحث الأثارى محمد جمال مصطفى، الذي اجتهد ووصل لتلك النتيجة مع فرضية أن الذراع يساوي 48 سم. وسأعرضها هنا بطريقة مبسطة حتى تكون مفهومة لغير المتخصصين في الرياضيات قدر المستطاع.
وفي هذه الطريقة نجد:
- محيط الكرة الارضية = 39.813 كم.
- المحيط المحسوب حاليا = 40,000 كم.
- نصف قطر الكرة الأرضية = 6.334 كم.
- نصف القطر المحسوب حاليا = 6378 كم.
الفرضيات التي اتبعها الباحث:
- طول الذراع = 0.48 متر = 48 سم.
- مربع طول ضلع القاعدة بالذراع يكافئ قوس يقابل درجة واحدة من مركز الأرض.
الحسابات:
- طول ضلع القاعدة بالمتر = 230.4 متر.
- طول ضلع القاعدة بالذراع = 480 ذراع.
- مربع طول ضلع القاعدة = 480 × 480 = 230,400 ذراع.
- اذن طول القوس المقابل لدرجة = 230,400 ذراع.
- اذن محيط الكرة الارضية = 230,400 × 360 = 82,944,000 ذراع.
- التحويل لمتر = 82,944,000 × 0.48 = 39,813,120 متر (39,813 كم).
طريقة مبسطة لحساب كروية الأرض من الهرم
تعال معي لنتعرف على هذه الطريقة البسيطة للغاية، التي تدل على أحد أسرار الهرم الأكبر أيضا:
![]() |
طريقة الهرم في حساب كروية الأرض |
- قاعدة الهرم الأكبر هي مربع أطوال أضلاعه هي 230.4 متراً.
- بني الهرم بهذا الطول ليقابل زاوية مقدارها 1 درجة من مركز الأرض.
- إذن محيط الكرة الأرضية = 230.4 × 360 = 82,944 متر.
- ولأن الفرق في الوحدات يجب توحيده بوضع الذراع = 0.48 متر.
- إذن محيط الكرة = 82,944 × 0.48 = 39,813 كم.
- ولأن محيط الكرة = 2πr حيث ان r هي نصف قطر الكرة.
- اذن نصف قطر الكرة = 39,813 ÷ (2 × 3.14) = 6,334 كيلو متر.