الجديد

الدين والسياسة في مصر خلال عصر الاسكندر المقدوني

الدين والسياسة في مصر القديمة فى خلال عهد الاسكندر المقدوني. سأتناول الحديث عنه بعد ان انوه بأنه بعد تجوالي بين طيات صفحات الحياة المصرية في العهدين اليوناني والروماني وجدت ان مصر وقعت اسيرة لطموح اليونان والرومان باسم الدين. وظهر ذلك واضحا في عهد “الاسكندر الاكبر” حيث ارضاهم دينيا واستولي عليهم سياسيا.

الدين والسياسة في مصر خلال عصر الاسكندر المقدوني

ظهور الاسكندر الاكبر ونهاية الفرس في مصر

لم تكن مصر في وقت من الاوقات عضو راضيا او مريحا في جسم الامبراطورية الفارسية. فبين المصريين الذين تعددت آلهتهم، وبين الفرس الذين كرهوا الاصنام وجنحوا الي التوحيد. كان التنافر جوهريا واضحا. وكما اعتادت فرنسا ان تمد يد العون للسخاطين من الايرلنديين اثناء حروبها مع بريطانيا. كذلك فعل الاغريق فشجعوا الثوار المصريين وساندوهم.

في ذلك الوقت كان نجم “الاسكندر الاكبر” بدا يظهر ويحقق انتصارات باهرة في اسيا وهزم الملك الفارسي “اسوس” سنة 333 ق.م. ورحب به المصريون واعتبروه منقذا لهم من الاحتلال الفارسي ودخل الاسكندر مصر سنة 332 ق.م.

الدين والسياسة فى مصر مع الاسكندر الاكبر

حرص “الاسكندر الاكبر”علي معاملة المصريين معامله حسنة واظهر احترامه الكامل للديانة المصرية ولعادات المصريين. ودخل منف وتوج كفرعون في معبد بتاح الكبير، ووضع علي رأسه تاج من قرني الكبش رمز “امون”.

ومن ثم عرف في تاريخ الشرق باسم (ذو القرنين) ثم توج مرة اخري في معبد رع بهليوبوليس وسط حفاوة الشعب ومباركة الكهنة. وكتب اسمه داخل خرطوش ولقب بالالقاب المؤلهه (ابن رع، حبيب امون، ملك الوجهين) ولا تزال هذه الالقاب موجودة بجوار صورته بمعبد الكرنك.

الاسكندر الاكبر” وبركة الاله “امون

توجه “الاسكندر الاكبر” الي واحة سيوه ودخل المعبد حيث كان الكهنه في انتظاره ورحبوا به وسمحوا له كضيف خاص بالدخول الي قدس الاقداس في المعبد، حيث المذبح وفوقه القارب الصغير المقدس.

وبعد ان دار حديث بينه وبين روح الاله في وجود وسيط وهو الكاهن بخصوص مقتل ابيه فيليب. اعتبر نفسه ابن امون رع مما جعله يعيش في جنون العظمة، واثار ذلك حفيظة الاغريق لانهم لم يتعودوا علادة الاحياء او الملوك في حياتهم، ولقد تركت هذه الزيارة اثرا في نفسه. فطلب ان يدفن بعد موته في هذه الواحة بجوار ابيه امون. وبهذا اصبح “الاسكندر الاكبر” بطلا في نظر المصريين.

سياسة الاسكندر الاكبر فى مصر

كانت مصر من ضمن مخططات “الاسكندر الاكبر” في تكوين امبراطوريته. لذلك اتخذ عدة اجراءات لكي يحافظ علي بقائها في ملكه:

تأمين حدود مصر من جميع الجهات فترك حاميه مقدونيه في صحراء سقارة بالقرب من منف وحاميه اخري في النوبة قرب الشلال الاول في اسوان. وفي الشمال ترك اسطول لحماية السواحل المصرية الي جانب حامية عند البلوزيوم لحماية البوابة الشرقية. وحامية اخري لحماية حدودها الغربية.

ابقي للمصريين السلطة الادارية لكي يضمن رضاهم وايضا لكي يضمن عدم قيام ثورة وطنية.

قام ببعض الاصلاحات للمعابد المصرية، وجدد بعض مباني معبد الكرنك واقام مقصورة له بجوار مقصورة تحتمس الثالث.

اسند الي الاغريق السلطة العسكرية والمالية.

المراجع

  • د/ عبد اللطيف احمد علي: مصر من الاسكندر الاكبر الي الفتح العربي.
  • د/ فاطمه عبد الغني: تاريخ مصر القديمة علي مر العصور.



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-