الجديد

التقوي الشخصية في مصر القديمة عند المصريين القدماء

قبل تناول البحث عن التقوي الشخصية في مصر القديمة يجب ان ننوه بأنه قد كان هناك اتصال بين عالم البشر وعالم الآلهة والذي كان اتصالاً راسخاً حيث اعتبر الملك هو الكاهن الحقيقي الوحيد، والمحاور الأوحد مع الآلهة، اما بدلاؤه من الكهنة القائمون علي الطقوس فيؤدونها باسمه في المعابد التي لا سبيل للعامة أن يدخلوها.

التقوي الشخصية في مصر القديمة عند المصريين القدماء

كيف عرفنا بـ التقوي الشخصية في مصر القديمة

اذا ما تسألنا عن كيف كان ينظم الفرد علاقاته بألهته، فيمكن القول بأنه كان يُسمح لسواد الشعوب بالوصول إلي الديانة والتعرف عليها، اثناء اكبر الأعياد الطقسية عندما يخرج المعبود من معبده في مواكب احتفالية مهيبة، ومن ثم يتاح للمؤمن الاقتراب مباشرة من الجسد الإلهي أي من التمثال الذي تظله مقصورته.

وفي هذه المناسبات كان في وسع المؤمن أن يتضرع للمعبود ويبتهل إليه بل أنه كانت تُؤول حركاته أو تباطؤه أو توقفه للقارب المحمول علي أكتاف الكهنة باعتبارها إشارة إلهية، ولكن هذه الممارسات التي تدور في إطار مؤسساتي، مهما بلغت أهميتها في حياة الشعب واعتبرت مناسبة للقيام برحلات حج وبانعقاد حفلات كلها بهجة وأفراح لم تكن ممارسات كافية.

ويبدو أنه مع الأزمات التي أصابت السلطة نشأت المطالبة بضرورة إيجاد رابطة اكثر ذاتية بالكيان الإلهي، فمنذ عصر الانتقال الأول والدولة الوسطي سعي الفرد إلي أن يضع نفسه في حماية “أوزيريس”، حيث أن اعداد ألواح ابيدوس الحجرية تعبر عن هذه الرغبة الملحة في الوجود مع الإله والتمتع بحمايته.

وفي ظل الدولة الحديثة نشأت رابطة اكثر ذاتية بين المؤمن وإلهه، وبالتحديد معبود مدينته، فتكشف لنا الواح حجرية في مدينة طيبة عن وجود ورع شخصي حقيقي، فالكاتب الرسام “نب رع” في زمن الأسرة التاسعة عشرة، قد أمر بإقامة لوح حجري نذري لتقديم الشكر والحمد للمعبود “آمون” لأنه ابرأ ابنه من مرض اعتبر نتيجة ذنب ارتكب.

فذكر “انت آمون، سيد الانسان الحكيم ، أنت الذي يسارع إلي الحضور تلبية لاستغاثة إنسان متواضع ، إني استغيث بك لأني في شدة وقد حضرت الآن وتخلصني”.

هكذا يرد هذا الموضوع مراراً وتكراراً في مجرد خربشات بسيطة تُركت علي صخور جبل طيبة أو علي جدران المعابد، وإلي جانب هذا ظهرت طلبات متواضعة اشبه بنداءات قلقة أو تعبيرات تنم عن الإيمان والثقة، وتعكس هذه التعبيرات واقع تضرع هذا العصر.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-