المسلات في مصر القديمة عرفت باسم (تخن) والمسله في اللغه العربيه هي الابره الكبيره التي يحاك بها القماش السميك، والمسله هي قطعه من الجرانيت تحفر في الارض وهي عنصر معماري ذات اربع اضلاع تنتهي بقمه هرميه، وتزين بتماثيل القردة التي تهلل لاشعه الشمس، وتتناول نقوش المسله نصوص ومناظر تتعلق بالملك والاله التي تكرس لاجله المسله.
فالمسله عنصر معماري يقع علي يمين او يسار المعبد ناظراً الي السماء يصل بينها وبين الارض والي جانب الدلاله المعماريه والفنيه للمسله، فان لها دلاله دينيه فهي احد الرموز البدائيه المقدسه التي عرفها المصريين القدماء للاله رع فكانوا يقيمون في هليوبوليس عمود بسيط يربط بينهم وبين هذا الاله، ثم تطور هذا الجسم ليصل الي الشكل ذو الاضلاع الاربعه وفي الاعلي القمه الهرميه (بن بن).
اهمية المسلات في مصر الدينية
ويري البعض ان المسله هي رمز لاشعه الشمس الهابطه علي الارض من خلال قمتها الهرميه حيث ورد في نصوص الاهرام (انه بيبي الذي ينتمي لمسلتي رع علي الارض)، بينما يري البعض انها تمثل نفس دور الهرم كمقبره رمزيه حيث انه التل الآزلي الذي بدات عليه الخليقه.
واعتبر البعض ان رمز (بن بن) يرمز الي العضو الذكري للاله آتوم في هليوبوليس والتي ترمز الي المني الحجري لاتوم والذي نزل من آتوم الي المحيط الازلي، وافترض اخرون ان المسله ترمز الي الصخره المخروطيه التي كانت تعلو التل الازلي والتي ظهر عليها آتوم لاول مره عندما خرج من نون في هيئه طائر البنو (العنقاء)، وهناك من يربط بين القمر والمسله فقد ورد في اسطوره اوزير انه يكتمل القمر بعد 14 يوماً ويرمز 14 لاجزاء جسد اوزير الاربعه عشره، ويرمز الهلال الي ساق اوزير وان خونسو اله القمر هو الذي يقوم علي حمايه المسله.
تاريخ المسلات في مصر
يبدو ان بدايه ظهور المسلات قد تبلورت مع ظهور عقيده الشمس في هليوبوليس ولكننا لم نعثر حتي الان علي مسلات قبل عصر الاسره الخامسه وبالاخص معابد الشمس وقد كانت المسله عنصرا اساسياً من عناصر هذه المعابد والتي شهدت منطقه ابو صير العديد منها.
اما في عصر الدوله الحديثه فظهر ما يسمي بطقس اقامه مسلتين للاله واستمر طوال العصرين اليوناني والروماني ومن اهم مناظره المنظر الموجود في المقصوره الحمراء للملكه حتشبسوت في الكرنك ولا تزال احدي هاتين المسلتين قائمه وارتفاعها 33.20 م في حين سقطت الثانيه ولا يزال يقوم جزء منها علي القاعده.
هجره المسلات الي الخارج
بدأت هجره المسلات الي الخارج من قبل الميلاد حيث تشير المصادر الي ان الملك الاشوري بانيب قد استولي بعد فتحه لمصر عام 665 ق.م علي مسلتين مكسوتين بالبرونز نقلها من طيبه الي نينوي عاصمه الممكله الآشوريه، وكذلك الرومان حيث يوجد في الرومان وحدها حوالي 8 مسلات مصريه.
وفي لندن ونيويورك مسلتين ترجعان لعهد تحتمس الثالث وعرفت المسلتان خطأ باسم مسلتا كليوباترا ربما يرجع ذلك الي انه تم نقلهما في عهد الملك اغسطس في السنه العاشره ق.م ويقال ان كليوباترا كانت البادئه في بناء معبد قيصر ثم اكمل بناءه اغسطس ونقلت احدي المسلتين فيما بعد الي لندن والآخري الي نيويورك وارتفاع مسله لندن 20.78م ووزنها 187طن واهداها محمد علي باشا الي بريطانيا عام 1831.
مسلات باريس ويبلغ عددها 4 مسلات اهمها مسله رمسيس الثاني شيدها امام مبعد الآقصر ونقلها الفرنسيون الي فرنسا عام 1833، مسلات ايطاليا ومنها مسله تحتمس الرابع وارتفاعها 30.70م ونقلت الي الاسكندريه عام 33.م ومنها الي بيزنطه ثم الي روما حيث استقرت في مكانها الحالي امام كنيسه القديس جيوفاني في روما، مسله الفاتيكان (امنحتب الثاني) ارتفاعها 25.5م وتقع في ساحه القديس بطرس وكانت تقام في هليوبوليس عاصمه مصر ثم نقلت الي روما.
مسله فلامينيو (سيتي الاول – رمسيس الثاني) ارتفاعها 36.5م بالقاعده وتقع في ساحه بوبولو، مسله سولاري (بسماتيك الاول) ارتفاعها 33.97م واحضرت بواسطه اغسطس 10ق.م، مسله دوجالي (رمسيس الثاني) ارتفاعها 6.34 وقائمه في حمامات ديكولتيان وهي واحده من مسلتين الاخري توجد في حديقه بوبولي الشهيره في فلورنسا بايطاليا، مسله القسطنطينيه (تحتمس الثالث) نقلها الملك تيودوروس من طيبه.