هرم هوارة تم تسميته بهذا الاسم لانه بُنى بقرية “هوارة” على بعد 9 كم جنوب شرق “الفيوم” والذى بناه هو الملك “إمنمحات الثالث” أحد ملوك الأسرة ال 12 وكان للملك إمنمحات الثالث هرم آخر وكان فى “دهشور” بناه قبل هذا الهرم ولكنه لجأ إلى بناء هذا الهرم؛ لأن الهرم الأول لم يفى بمتطلباته.
بناء هرم هوارة
بدأ ببناء الهرم فى العام ال 15 من حكمه وبنى هذا الهرم كما كانت بنية هرمه الأول أى أنه بناه من الطوب النى ماعدا زاوية واحدة وهى زاوية إنحدار الهرم وأصبح إنحدارها 5 و 48 درجة، وكالعادة قام بتغطية الهرم من الخارج ببناء من الحجر الجيرى ولكن بعد فتره فقد هذه التغطية (فى العصور القديمة) ومن ثم جاء دور المناخ فأتى التآكل المناخى ولكن هذه المرة كان التآكل فى الجسم الأساسى من الهرم.
فى البداية كان إرتفاع الهرم 58 متر ويُعتر هذا الهرم آخر هرم بُنى فى عهد الملوك المصريين القدماء بهذا الحجم الضخم ولكن هذا الهرم لم يبقى كما هو بهذا الإرتفاع العظيم فلم يتبقى منه سوى 20 متر ويبلغ طول قاعدة الهرم حوالى 105 متر، ويحتوى الهرم على دهاليز وحجرات عديدة تنتهى بحجرة الدفن وتم العثور على تابوت حجرى ضخم بحجرة الدفن وهذا التابوت كان عبارة عن قطعة واحدة ضخمة من حجر “الكوارتزيت” حيث وصل وزن هذه القطعة إلى 110 أطنان.
نهب الهرم
وعلى الرغم من أن باب هذه الغرفة كان مغلق إغلاق مُحكم من خلال وضع حجر ضخم عن طريق تسريب رمل تحته إلى غرفتين صغيرتين جانبيتين؛ إستطاعت اللصوص الوصول إلى حجرة التابوت ولكن ليس من خلال الباب لصعوبة فتحه ولكنهم قاموا بفتح فتحة فى السقف، وتمكنوا حين إذ من نهب الحجرة ولم يكتفوا بالنهب فقط فقاموا بحرق ما كان بها من أثاث جنائزى.
منطقة هرم هواره
يوجد فى منطقة الهرم عزب أولاد سدرة، يقع ضمن عزبة رأفت سدرة، وتوجد مجموعة من الآثار مثل مقبرة إبنته الأميرة “نفرو بتاح” وتقع تلك المقبرة قبل الهرم بحوالى 1.5 كم، وُجد بتلك المقبرة مائدة عليها قرابين، و3 أوانى من الفضة، وقلادة للأميرة “نفرو بتاح”، ويوجد بتلك المقبرة تابوت من الجرانيت وقد نُقل إلى هيئة الآثار.
المياه الجوفية تغمر قاع ومدخل الهرم منذ 20 عام ولم يستطيع أحد أن يزيل هذه الماء عن مدخل الهرم لصعوبة الأمر ولهذا مازال الهرم مغمور بالمياه.
دخل العالم الإنجليزى “وليم فلندرز بترى” إلى حجرة الدفن وذلك فى عام 1889، وقد وصف هذه الحجرة بأنها من أجمل حجرات الدفن، وهو من قال أنها من الكوارتزيت الشفاف.
ويمكننا القول أن هذا الهرم هو من أحد أشهر أماكن السياحة خاصةً فى منطقة الفيوم، وأنه من أهم الأماكن السياحية التى تستحق الزيارة فى مصر لما يحتويه هذا الهرم من آثار ونقوش جميلة.