مواد البناء فى مصر القديمة قدمت البيئة المصرية منها الكثير. وأستخدم المصرى كلا منها طبقا لتقدمه فى مضمار الحضارة.
بداية استخدام مواد البناء فى مصر القديمة
فى عصور ما قبل التاريخ أتخذ المصريون ما كان ينمو فى وادى النيل من أعواد النبات من البردى والغاب والثمار، ومن فروع الشجر مواد سهلة يقيمون بها أكواخهم البدائية، وكان من ملامح هذه الأكواخ، تقوس أعلى مداخلها وإنحدار سقوفها وكانت هذه الأسقف ترفع على سيقان الشجر.
استخدام الطمي فى البناء
ويعتبر “الطمى” من المواد الرئيسية للبناء فى مصر لوفرته وتجدده مع فيضان النيل. ومنذ أواخر عصر ما قبل الأسرات صنع المصريون من الطمى “الطوب اللبن”. ولقد كان الطوب اللبن يناسب طقس مصر لقلة المطر فيها، وقدرته على البقاء زمنا طويلاً ومن الطوب اللبن كانت تبنى البيوت والقصور وأسوار المدن.
وقد كان لإفتقار مصر إلى الخشب المتين تأثير واضح فى أشكال مبانيهم فى العصور المبكرة. إذ إضطروا لتسقيف القاعات بالأقبية من اللبن. ولم يستمر القبو طويلاً فى العمارة المصرية، إذ سرعان ما إختفى بعد إنتشار البناء بالحجر.
الأحجار أحد اهم مواد البناء فى مصر القديمة
وكان الملوك يوفدون البعثات إلى أسوان والصحراء الشرقية لجلب الأحجار المختلفة للأهرامات والمعابد والمسلات. وميز إستخدام الحجر العمارة المصرية على عمارة البلاد الأخرى. وكان “الحجر الجيرى” هو حجر البناء الرئيسى فى عصر الدولة القديمة ويمتاز بصلابته. وكانت تكسى به الأهرامات والمصاطب وتبنى به الدهاليز. وقد إستمر المصريون يستخدمون الحجر الجيرى فى البناء حتى أواسط الأسرة الثامنة عشر.
استخدام الملاط
ثم بعد ذلك إستخدموا “الملاط” فى تثبيت المبانى ولملئ الفجوات الدقيقة فى أسطح الأحجار. وكانت الجدران والسقوف تطلى بملاط الجبس. كما أستخدم “حجر الجيرانيت” فى تسقيف حجرات الدفن مثل حجرة الملك خوفو كما كان يستخدم فى كسوة جدران المعابد، وكان منه الأحمر الوردى والأشهب والأسود.
كما إنتشر إستخدام “الحجر الرملى” فى عصر الدولة الحديثة، وكان يستخدم فى صناعة التوابيت والتماثيل واللوحات.
وإلى جانب كل هذه الأحجار الرئيسية كانت توجد أحجار أخرى ثانوية ومنها “المرمر المصرى” الذى إستخدمه المصريون فى رصف أرض بعض المعابد مثل “معبد الوادى للملك خفرع”، وفى تكسية بعض الجدران وفى بناء المقاصير وصناعة التوابيت.
وبذلك يتميز المصريون بأنهم أقاموا أضخم أعمال بأبسط الوسائل، مما يجعل العالم الحديث يحنى رأسه إجلالاً وتقديراً أمام تلك المنشآت الماردة التى أقامها المصريون.