عمارة المنازل فى مصر القديمة يقف أمامها العالم اجمع حائراً، فماذا يريد هذا الشعب؟ وما هدفه؟ وكيف كان يفكر؟ هل عاش لاجل ان يموت؟ هل كانت حياته اليوميه صوره مصغره لحياة أكمل وأهم هي الحياة في الاخره؟ هل كان خلوده امر حتمي؟ انها عماره المصريون القدماء.
كيف ظهرت عمارة المنازل فى مصر القديمة
من ينظر الي ما يعثر عليه المكتشفون من آثار مصريه قديمه يجد ان اغلبهم هي عمارة دينيه وليس حياه يوميه، بل ان ما تحتويه هذه العمارة الدينيه من مناظر يوميه هي تخيلات لما سيكون عليه حال هذا المصري بعدما يتحول الي عالم الخلود، فقد ضاعت أغلب ما تحتويه البيوت من امتعه في مصر القديمه، وما تبقي منها فهو بداخل العماره الدينيه والجنزيه، لذا كيف كان تفكير المصري القديم، وكيف كان يتم بناء هذه المعابد والمقابر؟
لم يكن استمرار هذه العمارة ليتم بدون مناخ يساعد علي اتمام هذه العماره فقد كانت مصر بما تتميز به من مناخ المعتدل الجاف معظم ايام السنه والشمس الساطعه والنهر الجاري علي ارضها كل هذه العوامل الطبيعيه اسهمت بشكل كبير في اكتمال عناصر هذه العمارة.
فدعنا نتخيل كيف كان الحال اذا لم تكن هذه العوامل الطبيعيه متوفره فاذا كانت البلاد ممطره طوال العام لما ساعد ذلك علي بقاء هذه العمارة لالاف السنين، فكثره المياه وعدم وجود شمس ساطعه كانت لتؤدي الي تلف هذه العماره وذوبانها.
المواد المستخدمة فى بناء المنازل وشكلها
اما النهر العظيم فكان ما يجلبه من طين السبب الرئيسي في صناعه الطوب اللبن والذي استخدم في بناء المقابر والمنازل والقصور وبعض المعابد واسوار المعابد ففي الدوله الوسطي كان يراعي ان يكون طول اللبنه ضعف عرضها للانتفاع بها في البناء طولاً وعرضا ولازالت بعض القري في صعيد مصر وريفها تستخدم الطوب اللبن في البيوت وكان الطلاء الخارجي من اللبن نوعين: نوع خشن وهو من طمي النيل العادي، ونوع ناعم وهو عباره عن خليط من طين دقيق الحبيبات وحجر جيري.
صناعة الطوب اللبن |
اما السقف فلم يكن يستخدم اخشاب النخيل في بناءها وانما استخدم القباب وهي بناء جدارين جانبيين بارتفاع واحد وربطهما معا في طرفيهما بجدار مرتفع يبني عليه القبو في شكل انصاف دوائر مائلة.
وتقترب الجدران مكونه القبه، وكان يستخدم في بناءها نوع رفيع من اللبن ومنها ما كان بسيطا ومنها ما كان مزدوجاً اي قبو فوق قبو، ثم اضطر المصريون القدماء منذ بدايه الاسرات الي استيراد اخشاب الارز والصنوبر من سوريا ولبنان، اما في الدوله القديمه فقد كان الحجر الجيري هو البناء الاساسي وكانت تكسي بها المصاطب والاهرامات الضخمه.
وكانت المنازل تختلف في طبقاتها والمواد المستخدمه فيها من حيث الحياه الاجتماعيه فمنازل الافراد تختلف عن قصور الامراء والحكام، ولكن في بدايه الآمر حينما استقر الانسان كانت تعتبر ماوي بدائياً يحمي فقط من الشمس والرياح ويتخذ من المواد الطبيعيه المتاحه امامه من البردي وفروع الاشجار والغاب موارد اساسيه له.
منازل بدائية من المواد الطبيعية |
وكان يثبت في أرض الكوخ منذ بدايه العصر الحجري الحديث اناء يتسرب فيه ما يتجمع في المنزل من مياه، كما استخدم ايضا الصلصال والطوب اللبن في بناء المنازل وهناك بيت من اواخر عصر ما قبل الاسرات تميل جوانبه نحو الداخل، وفي بدايه عصر الاسرات كان القصر الملكي يحتوي علي بابان اصبحوا فيما بعد رمزاً لكون الملك هو ملك مصر العليا والسفلي، وربما ما يؤيد ذلك هو ما ذكره الملك سنفرو في حولياته من ذكر بابي الجنوب والشمال(؟).
كما انه كان يشار الي القصر الملكي بالباب المزدوج، وكان القصر الملكي يسمي البيت العظيم بر-عا، ويعتقد ان القصر الملكي في بدايه عصر الاسرات كان يقسم الي قسمين (قسم عام) يستقبل فيه الاشراف وكبار رجال الدوله، وقسم خاص يشتمل علي الحريم وقاعات المنزل الخاصه مثل الطعام والمعيشه، وكانت سقوفها تعتمد علي اسقف عمدانها علي اشكال نباتيه مثل زهره اللواتس او البردي، وكانت تطلي الجدران باللون الابيض، وكانت غرفه النوم تقع في اقصي مكان في البيت.
ولازال في ابيدوس بناءان من عصر الاسره الثانيه احدهما محفوظاً جيداً، ويطلق عليه شونه الزبيب، وربما كانا قصرا مؤقتا للحاكم عند مشاركته في الاعياد.
ويحيط بالشونه سوران احدهما في الداخل والاخر في الخارج والسور الداخلي محلي بمشكاوات وفي كل جانب من السور الخارجي مدخل يقابله مدخل أخر في السور الداخلي وكان يظن انه من السور الخارجي اعلي حتي يستطيع حراسة المنزل.