الجديد

معركة مجدو وانجازات الملك تحتمس الثالث فيها

معركة مجدو تعتبر أعظم إنجازات الملك تحتمس الثالث، فهى أول صورة تاريخية توضح لنا التطور العسكرى والحروب فى مصر القديمة وقعت المعركة فى القرن الخامس عشر قبل الميلاد.

معركة مجدو وانجازات الملك تحتمس الثالث فيها

عندما جلس الملك تحتمس الثالث على العرش وتولى الحكم، سيطرت مصر فى ذلك الوقت على مساحات شاسعة من بلاد الشام، أراضى شرق البحر المتوسط وشمال الشرق الأوسط، فى ذلك الوقت بدأ يواجه تمرداً فى هذه المنطقة التى تتمحور حول سوريا الحديثة. قاد هذا التمرد ملك قادش، فكانت المدينة التى إتخذ منها منبع لتمرده وحصنه الآمن.

بدايات معركة مجدو

إنضم الكنعانيون وميتانى وأمورو إلى تحالف المتمردين كما فعل مجدو، وهو حاكم آخر ذو قاعدة وحصن متين فكانت منطقة مجدو مكاناً حيوياً من الناحية الإستراتيجية حيث كانت تتحكم فى الطريق التجارى الرئيسى بين مصر وبلاد ما بين النهرين المعروفة الآن فى باريس، وبذلك سيطرت قوات المتمردين على الطريق التجارى.

التخطيط واستراتيجية المعركة

قسم الملك تحتمس الثالث جيشه إلى قلب وجناحين وأستخدم تكتيكات عسكرية ومناورات لم تكن معروفة من قبل، ثم قام على رأس جيشه من القنطرة وقطع مسافة 150 ميلاً فى عشرة أيام، وصل بعدها إلى غزة ثم قطع ثمانين ميلا أخرى فى أحد عشر يوماً بين غزة وأحد المدن عند سفح جبل الكرمل، هناك عقد تحتمس الثالث مجلس حرب مع ضباطه، فى ذلك علم أن أمير قادش قد جاء إلى مدينة مجدو وجمع حوله 230 أميراً بجيوشهم وعسكروا فى مجدو المحصنة.

وكان هناك ثلاثة طرق للوصول إلى مجدو، إثنان منهما يدوران حول سفح جبل الكرمل، والثالث ممر ضيق، وكان هذا الممر يوصل مباشرة إلى مجدو، وقد إستقر رأى تحتمس على أن يمر الجيش من الممر الثالث فى مغامرة قلبت موازيين المعركة فيما بعد وتعتبر من أخطر مغامرات الجيوش فى العالم القديم.

كانت قوات العدو قد تمركزت عند نهاية طريقين فسيحين معتقدة أن الجيش المصرى سيأتى من أحدهما أو من كليهما وفى فجر اليوم التالى أمر الملك تحتمس الثالث الجيش الإستعداد للهجوم المفاجئ، وهجمت قواته وكان على رأسهم فى المقدمة على شكل نصف دائرة على مجدو.

فكانت المفاجأة أن بادرهم المصريين بهذا الهجوم الكاسح، فإضطربوا وفقدوا توازنهم حتى أصبحت جيوشهم فى حالة من الفوضى وعدم النظام وبدأ قادة الجيوش والسرايا فى الهروب تاركين وراءهم عرباتهم الكبيرة ومعسكراتهم المملوءة بالغنائم ليدخلوا المدينة المحصنة، وبسبب إنشغال أفراد الجيش المصرى بجمع الغنائم تمكن الآسيويون من الهروب إلى المدينة وتحصنوا فيها.

نهاية معركة مجدو

وإنتهت هذه المعركة، بإستيلاء الجيش المصرى على العديد من الدروع والعربات من الجيش المهزوم، وعلى أكثر من 2000 حصان و340 سجيناً و25000 رأس من الماشية والأغنام، ومعدات الحرب الملكية لملك مجدو والأهم من كل ذلك، أن هذا الإنتصار فى مجدو مكنهم من إحتلال مدن أخرى فى المنطقة وتأمين البلاد والحدود مرة أخرى للإمبراطورية المصرية.

قال المؤرخين القدامى فى مصر القديمة عن قوة مصر فى عصر الملك تحتمس الثالث: “لا توجد قوة فى الأرض تستطيع أن تواجه الجيش المصرى الذى نال تدريبا عسكرياً فائقًا وفاز بقيادة ملك عبقرى هو ملك مصر العظيم تحتمس الثالث”.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-