لكل علم قصة تحكي نشأته وتطورة وانجازاتة واعلامه، وكل علم بدأ بسيطا ثم ارتقي وتطور، و علم الآثار بدأ وصفا مجردا يذكر الماضي وكان الدافع وراءه شبر اغوار الماضي ومعرفة الحضارات السابقة فكان بلا منهج او اطار يحكمة يحركة الفضول.
مؤسس علم الآثار
يعتبر الشاعر اليوناني الملحمي هوميروس المؤسس الحقيقي لعلم الآثار حيث قدم فى ملحمتي “الالياذة والاوديسة” فقدم وصفا لبعض الاماكن والاحداث التي سبقت عصره وهى كانت تنقل القاري او المستمع الي خارج الزمن حيث الماضي السحيق بعبقة وسحره الذي ياخد الالباب.
ويأتي بعده المؤرخ الإغريقي ثيكوديدس الذي أعطانا وصفاً لتاريخ الاغريق منذ البدء فى كتابه عن الحروب البلوبونيزية، وفى الفصول الاولي لهذا الكتاب اشار بايجاز الي البحرية اليونانية وهندسة البناء وطرز الملابس وانواعها والآثاث الجنائزي.
ثم جاء بعدهم بوتارك الذي كتب عديد من المولفات التى تقدم موضوعات عن الطبية الفنية والاثرية.
فى بداية القرن الرابع عشر بدأ علم الآثار يزداد ولكن كان هناك اثريون ولا يوجد منهج علمي ينظم عملهم وفى مقدمة هولاء جاء الايطالي الرائع ” كولا دي ريانزو : 1310 – 1354 الذي كان يبتغي توحيد ايطاليا اعتمادا علي الثقافة الاتينية القديمة ومخلفات الحضارة القديمة من عمارة وفنون.
جاء بعدة سيرياك دانكون 1397 – 1451 وكان يجوب المراكز الحضارية القديمة فى اليونان وايطاليا وكان شغوفا بالكتابات والنصوص القديمة.
الإهتمام بعلم الآثار
القرن السادس عشر شهد اهتماماً هائلاً بالأوساط الراقية فى المجتمع الإيطالي وذلك باقتناء مجموعات من العاديات والتحف الفنية والتى صارت فيما بعد نواة للمتاحف المختلفة، كما شهد اهتماماً بالغاً بطبوغرافية روما القديمة.
وتبقي الريادة الفعيلة فى هذا القرن للعلماء الفرنسين حيث كانت أولي الاسهامات الفعلية علي يد “نيكولا كلود” 1580 – 1637 فقد كان مهتماً بشتي فروع العلم والمعرفة فهو قانوني بارع ومهتم بالعلوم الطبيعية وعلم الآثار وكان من أرقي افراد المجتمع الفرنسي وقد انفق الكثير علي البعثات العلمية التى سافرت الي اليونان وقبرص واسيا الصغري.
ولعل ابرز الاسهامات الفرنسية فى مجال علم الاثار تلك الرسومات التسجيلية للنحت الجداري علي معبد البارثنون.
القرن السابع عشر حيث ظهر جاك سبون 1647- 1658 الذي كان مولعاً بالعاديات والمتاجرة فيها وينسب إلي جاك سبون انه صاحب الاصطلاح archeology فى كتابة مزيح من علوم الاثار.
وقد جاء بعده الراهب “مونتكون” صاحب كتاب العصور القديمة” حيث قدم فيه شرحاً وصورا وهو اول مؤلف يجمع بين الحضارتين اليونانية والرومانية معاً ويعتبر اللبنة الاولي فى مجال علم الآثار الكلاسيكية.
وبدأ علم الاثار فى تطور تدريجي حتي وصل للقمة فى التطور والبحث العلمي فى العالم كله.