الجديد

أحمس الأول بطل الإستقلال

أحمس الأول بطل الإستقلال هو عنوان هذه الدراسة والذي ظهر عندما كان الوضع مربكاً فى البلاد منذ أن أغار عليها قوم شرقيون عرفوا بالهكسوس، ونعتهم المصريين بالقذرين والرعاة تحقيراً لهم، وقد أتوا بخيولهم والتى لم يكن للمصريين بها عهد من قبل واستولوا على الوجه البحرى.

أحمس الأول بطل الإستقلال

بداية حرب الهكسوس

لقد خرج الملك “سقنن رع” لملاقاة الملك الهكسوسى “أبوبى” إلا أنه قد سقط صريعاً، وتولى بعده الأمير “كامس” والذى كان له الفضل فى تطهير مصر الوسطى من الهكسوس حتى منف تقريباً، وخلفه “أحمس الأول” وقد كان له الفضل فى القضاء على الهكسوس.

من هو الملك أحمس الأول

لقد كان “أحمس” ابناً للملك تاو الثانى “سقنن رع” واخو الملك “كامس”، وتولى الحكم فى سن العاشرة بعد وفاة والده واستشهاد أخيه فى الحرب ضد الهكسوس، ونرى “مانيتون” يضعه على رأس أسرة جديدة وهى الأسرة الثامنة عشرة، حيث رأى أن فترة حكمه تعتبر بداية لتاريخ جديد أصبحت فيه مصر بلداً حراً قوياً، كما أن عهده لم يكن إلا فاتحة لعهود من الإستقلال.

حرب الاستقلال من الهكسوس

اتخذ أحمس من مدينة “طيبة” عاصمة لملكه مثلما كانت فى عهد الملوك السابقين، ولم يرد ذكر الكثير عن أعماله الداخلية سوى أنه قد اهتم بترميم العديد من المعابد وقام بتشييد المقاصير للمعبودات الأخرى، والواقع هو أن الحدث العظيم الذى يعلم به حكم “احمس” هو متابعة الحروب العظيمة التى نشبت بين المصريين والهكسوس وهى المعروفة بحروب الإستقلال التى يمكن القول أنها كانت أمجد صحيفة فى التاريخ المصرى.

فيذكر أن أحمس قد حاصرهم فى “أفاريس” واستمر الحصار عدة سنوات حتى قطع هذا الحصار من خلال بعض المتمردين من مصر العليا، وقد اضطر الهكسوس بعدها إلى الفرار لآسيا، ومنها قاموا بالتوجه نحو “شاروهين” فلحق بهم “أحمس” وحاصرهم مدة ست سنوات وأستطاع القضاء على شوكتهم فى النهاية.

ولم يلبث أن عاد إلى مصر ومنها اتجه إلى بلاد النوبة حيث قام هناك بحملة تأديبية هدفها القضاء على القلاقل التى كانت تهدف إلى التخلص من الحكم المصرى، فتوجه نحو “خنت_إن_نفر”، وهى منطقة تقع جنوب الجندل الثانى، وقد عثر فى جزيرة “صاى” على كتل حجرية عليها خراطيش باسم الملكة “أحمس نفرتارى” وعلى تمثال لأحمس مما يوحى أنها آثار قد ترجع إلى هذه الفترة.

وإن كنا لا ندرى أين حدثت عمليات “أحمس” الحربية أو لأى مدى قد تقدمت جيوشه جنوباً إلا أنه من المؤكد أنه قد بلغ منطقة “توشكا” كما يوضح لنا نقش صخرى احتفظ بذكرى مروره فى هذا المكان ، كذلك فإننا إذا تتبعنا تاريخ الملك أحمس فإننا سوف نجد أنه بعد أن تم طرد الهكسوس من فلسطين وهزيمتهم فإنه قد التفت نحو الجنوب فقام بحملة إلى تلك البلاد لإعادة الأمن اليه.

وفاة أحمس الأول

وتوفى أحمس فى السنة السادسة والعشرين من حكمه حوالى 1525 ق.م ولم يتعرف على مقبرته بعد، ولكن من المرجح أنها كانت فى الجبانة الموجودة فى منطقة “دراع أبو النجا” فى غرب طيبة، وقد تم التعرف على جثته ضمن غيرها من الجثث التى تم العثور عليها بالدير البحرى.

ولا يتوفر لدينا سجل عن دفنه، على الرغم من أنه لا شك فى أنه قد تم وضعه فى تابوت وأنه كان بجواره القرابين والأشياء النفيسة شأنه فى ذلك شأن غيره من ملوك مصر، وقد ظلت ذكراه طيبة حتى بعد موته بل أنه قد آلهة المصريون وكان لعبادته شأن كبير فى أبيدوس.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-