الجديد

شهاب الدين أبو السعادات أصغر سلاطين مصر

الملك المظفر شهاب الدين أبو السعادات أحمد ولد فى القاهرة فى سنة 1420، وتربع على عرش مصر وعمره سنة واحدة، وبذلك فهو أصغر سلطان فى تاريخ مصر.

شهاب الدين أبو السعادات أصغر سلاطين مصر

شهاب الدين أبو السعادات

كان سابع سلاطين الدولة المملوكية البرجية (الجركسية). فبعد وفاة أبيه السلطان المؤيد شيخ سنة 1421 اجتمع أمراء مصر واتفقوا على تنصيب ابنه الرضيع سلطاناً على مصر. ابن إياس وصف ذاك الحدث بقوله: “لم يقع لأحد من أبناء الملوك بمصر أن تسلطن وهو فى هذه السن”.

الأمراء أحضروا ابو السعادات من عند أمه “سعادات” وأجلسوه على ظهر حصان وهو يبكى، ثم أنزلوه ووضعوه على حجر مرضعة أجلسوها على عرش مصر. لكن عندما دقت الكوسات فجاء فى حفل تنصيبه، أصيب أبو السعادات بالفزع وغشى عليه ولما أفاقوه وجدوا أن عيناه قد أصابهما الحول.

عين الأمراء الامير “الطنبغا القرمشى” وصياً على السلطان الرضيع، لكن نظراً لأن الأمير حينها كان يقود تجريدة عسكرية فى الشام فقد كلفوا الأمير “ططر” بالوصاية إلى أن يعود الطنبغا إلى مصر. لكن الامير “ططر” الذى كان من أكبر وأقوى الأمراء، عزل الطنبغا وتزوج سعادات أم السلطان الرضيع وأصبح هو الحاكم الفعلى لمصر.

ولما غضب وثار عليه نواب الدولة فى الشام، أخذ السلطان وذهب به إلى الشام لمحاربتهم، وبعد أن انتصر عليهم خلع السلطان الرضيع وتسلطن مكانه باسم ” الظاهر ططر”، وفى اليوم التالى طلق سعادات خوفاً منها.

جلس شهاب الدين أبو السعادات على عرش مصر ثمان شهور. يقول المقريزى عن خلعه: “فما كان أغناه عن هذه السلطنة، ما استفاد منها إلا الحول فى عينيه”. ورغم صغر أبو السعادات وقصر مدة جلوسه على عرش مصر، إلا أنه قد سكت له عملات نقش عليها “السلطان أبو الفتح، الملك المظفر”. كنية “أبو الفتح” التى نقشت على دراهمه كانت فى الواقع كنية الظاهر “ططر” الذى خلعه، وهى حالة فريدة من نوعها لم تحدث قط فى تاريخ مصر.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-