الجديد

الماسونية فى الغرب والبهائية فى الشرق

مما لاشك فيه فان اسرائيل الحديثة ما هى الا اسرائيل القديمة وكلاهما قاما على الهدم للاخرين لكى يظلوا هم شعب الله المختار، الشعب الذى لا ينافسه احدا فى الذكاء او الخباثة او التدمير. والدليل على ذلك ما سنفرده هنا وعلى ما اعتقد لن يخالفنى فيه احدا وخاصة لو كان دارسا جديا لتاريخ العالم او التاريخ المصرى او حتى التاريخ اليهودى منذ القديم من الزمان والى يومنا هذا.

الماسونية فى الغرب والبهائية فى الشرق

فاسرائيل لم تتوقف قط عن حركاتها الهدامة منذ القديم من الزمان وفى ذلك مراجع عدة وبلا حصر، بل كتبت هذه المراجع بأيدى الاوروبيون انفسهم والذين هم يناصرون اسرائيل اليوم بصورة مطلقة ومستفزة مع انهم يكرهون ويضمرون فى نفوسهم الكراهية الكاملة لاسرائيل. فهذا شأنهم ولا دخل لنا بذلك اما نحن فلا يمكن السكوت مطلقا على هذه الحركات الهدامة وخاصة لو كانت تخص مصر وخاصة الهرم الاكبر، ألا يكفينا نحن المصريين تصديقهم فى موضوع ابو حصيرة على سبيل المثال. وكيف تسمح هيئة الاثار بمثل هذه الاحتفاليات عند صفح الهرم الاكبر تحت اى مسمى من المسميات.

فاليهود كما يعرفهم العالم كله لهم رؤية هدامة وحركات اكثر هدما ومن امثلة هذه الحركات الماسونية فى الغرب والبهائية فى الشرق، وتلك الحركات البهائية الظاهرة بشدة فى مصر والمطالبة بحقوقهم وكانهم بلا حقوق فى مصر بل مصر تطالبهم بواجباتهم نحو هذا البلد الذى يأويهم من الاصل. بل الادهش فى هذا كله ظهور شباب مصرى فى عمرالزهور ويدعون بأنهم عبدة الشيطان وهم من انصار العبادات الجديدة وما الى اخره من تخاريف، واعلامنا بعيد عن كل ذلك تماما بل ويهلل للاحتفاليات عند صفح الاهرام تحت مسمى السياحة وما الى اخره من شعارات جوفاء ولا صحة لها على الاطلاق.

وعلينا تحليل كل ذلك من الجذور وخاصة مسالة العبادات الجديدة ثم مادخلنا نحن المصريين اصلا بهذه الافكار الهدامة، وعلينا نحن المثقفين تنبيه الشباب لكل ذلك مادام الاعلام المصرى مشغول فى امور اخرى ولايهمه مصالح الشعب او ثقافة الشعب ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم. ولنبدأ فى تفهم اولا معنى العبادات الجديدة ثم ما دخل هذه العبادات بالماسونية والبهائية ايضا.

العبادات الجديدة

انتشرت فى الاونة والعقدين الاخيرين على المستوى الاوروبى والامريكى ما يعرف باسم العبادات الجديدة. وهى فى الواقع حركات شبه دينية فى لبها ولها شعائر وطقوس غريبة ومعقدة وسرية فى مجملها. ولها تنظيم مغلق ومركب وتمادى الامر فى الزى والملبس كذلك.

واقسم بالله اثناء وجودى فى اوروبا عاشرت مجموعة الهاراكريشنا وزرتهم اكثر من مرة فى فيينا حيث مركزهم هناك فى منطقة (شفيدين بلاتس - فيينا) ورفضوا المناقشة او التحليل وخاصة بعد معرفتهم باننى دارس للماجستير للتاريخ المصرى فى جامعة فرانكفورت. واقسم بالله العظيم مرة اخرى بأنهم رفضوا مناقشتى وخاصة انهم متحيزين لاسرائيل تماما ورفضوا بدبلوماسية عدم توضيح الممول لهم وما الى اخره، ولقد اقسمت بالله على ذلك وهو قسم لو تعلمون عظيم.

ومن هنا رغبت دراسة هذه الظاهرة أولا والتى تسمى هارا كريشنا وملبسهم البرتقالى تم تطور الامر مع احد الاصدقاء الالمان الكاره لهذه الحركات فى اخبارى بكل الحركات الاوروبية العاملة بمدأ العبادات الجديدة. ومن الاشياء التى كانت تحيرنى فعلا ولا اجد لها اجابة هى الكراهية الشديدة لهذه الجماعات للاسلام مع انهم لم يدرسوا الاسلام قط ولا يرغبون فى دراسته قط، وهناك مجموعات مخصصة لكسب شباب العرب من المسلمين لينضموا اليهم وتقديم الخدمات لهم من العمل الزوجة والاموال وما الى اخره من امور اخرى.

وفى حقيقة الامر فان نسبة عالية جدا من اعضاء تلك الجماعات من معتنقى اليهودية، وان القيادة نفسها فى اسرائيل ولا يختلف الوضع الاوروبى عن الوضع فى امريكا. وهذه الجماعات بكثرة وتنبع منها جماعات عدة حسب المكان ووضع الدولة واهميتها الجغرافية والعالمية. ولكننا نركز على اهم هذه الجماعات على الاطلاق:

الجماعة البوذية

وهى من أقوى الجماعات على الاطلاق ولها ادارة كاملة فى سان فرانسيسكو، وعن طريقهم تم نشر:

1- البوذية بكثرة فى اوروبا وامريكا ولكن بالاسلوب اليهودى بطبيعة الحال فالظاهر بوذية وفى الخفاء يهودية.

2- جماعة هاراكريشنا الهندوكية (وفى المنطقة الامريكية كلهم من اليهود فقط) وهى منتشرة بكثرة فى امريكا اللاتنية واوروبا ولها مركز رئيسى كبير فى فيينا العاصمة النمساوية.

3- كنيسة التوحيد وتنشق منها جماعة التوحيد ولها مركز اصيل فى امستردام بهولندا وهى الكنيسة والجماعة التى لا تعترف بألوهية المسيح وتدعى بأن الاله واحد ولكنه ليس إله العرب. وهذه الجماعة تعتبر الجماعة الثانية الاشد عداوة للاسلام عند جماعة الهاراكريشنا مع انهم يدعون الى التوحيد؟؟. فما معنى ذلك؟؟.

4- جماعة الامكانية الانسانية وهى جماعة يهودية ومنتشرة فى الولايات المتحدة فقط وعددها لا يزيد عن 3% فقط من سكان الولايات المتحدة الامريكية وهى جماعة (اى اس تى) ولها مبادىء خاصة ولا تتجاوز حدودها عدة ولايات فقط بالولايات المتحدة الامريكية.

5- جماعة ينبوع الحياة وهذه الجماعة بالرغم من اهدافها العلنية السامية فى خدمة الانسانية والحياة على الارض الا انها الجماعة الرئيسية فى الخفاء الى من وراء الماسونية والبهائية على السواء. وهذه الجماعة بصفة عامة زرعت جذورها فى مصر منذ عقود طويلة جدا جدا وكما سنعرف بعد قليل.

6- جماعة عبدة الشيطان ومعظم اعضاء هذه الجماعة اصلا من اليهود ومركزها الرسمى فى اسرائيل، وهذه الجماعة فى العقود الاخيرة استطاعت اجتذاب العدد الوفير من شباب المسلمين فى مصر والمغرب وغيرهما من الدول العربية الاخرى.

7- جماعة يهود من اجل المسيح (يهود يهوا ومريام) وهذه الجماعة تتهم من العالم بانها جماعة يهودية وهو امر ينكره اعضاء هذه الجماعة بانفسهم. وهذه الجماعة توجد فى كل دول العالم تقريبا حتى فى الدول الشيوعية والملحدة. واعضاء هذه الجماعة بصفة عامة معروفون بسلوكهم المسيحى وقد تاسست فى الاصل بالولايات المتحدة فى القرن 17 عن طريق الامريكى اليهودى (تشارلز تازراسل) فى ولاية بنسلفانيا.

8- جماعة المسيحيون العبرانيون وهى جماعة خاصة جدا ذو نشاط سياسى وهم يعتبرون ابناء عمومة جماعة يهود من اجل المسيح الا ان نشاطهم سياسى بحت فى العديد من الدول الاوروبية والامريكية.

9- جماعة انجيل مارونى الذهبى وهى توجد فى الولايات المتحدة الامريكية وتعود جذورها الى عام 1823 حيث جوزيف سميث. والى اليوم يوجد فى الولايات المتحدة مركز لهذه العقيدة فى مدينة سولت ليك بولاية اوتاه، وعدد معتقديها حوالى 1.5 مليون امريكى وهم الذين يتنبأون بتدمير امريكا والجوع والالام وما الى اخره من مبشرات بتدمير هذه الارض واغراق اجزاء كثيرة منها فى البحر.

وهذه كانت بالتفصيل المختصر اهم الجماعات الناهجة لفكرة العابدة الجديدة، ومع ان الكثير منها ليس لها علاقة بمصر او منطقة الشرق الاوسط، الا ان اخطرها جميعا هى التى توجد فى مصر والشرق الاوسط مثل البهائية والماسونية. ومهما ادعت الحكومات العربية بالسيطرة على لموقف الا ان لهؤلاء وجود بالفعل ويروجون لافكارهم بين الحين والاخر، بل وتساندهم الدول الكبرى وجماعات حقوق الانسان والى اخره من شعارات. والا كيف سمحت مصر على سبيل المثال بإحتفالات ابو حصيرة او احتفالات صفح الاهرامات بالرغم من النداء المتكرر من المرشدين والاثريين والمواطنين بإلغاء كل ذلك؟؟.

ومن الملفت للنظر فى كل هذه الجماعات عندها عقيدة واحدة مشتركة الا وهى الكراهية للاسلام والمسلمين اما بخلاف ذلك فهم مشتتين الفكر بين بعضهم البعض ولا وحدة بينهما على الاطلاق، ونحن نؤكد ذلك ونصدق ذلك ونرتاح لذلك لقوله تعالى ((ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ)). ومهما فعلوا وخططوا فلن ينجحوا ابدا فى كسر الاسلام ومهما ضعف المسلمين لانه دين الله وهو الحافظ على دينه ولو كره الكافرون.

ومن هنا وجب علينا تنبيه الشباب الى اشد هذه الجماعات خطورة علينا وفى داخل اوطاننا والا وهم الماسونيون والبهائيون، لانهم من الجماعات التى تدخل منطقة الشرق الاوسط وبالاخص مصر فى مخططاتهم دون الجماعات الاخرى وعلى ذلك يجب دراسة كلا منهم فى اختصار وجيز.

أولاً: الماسونية

وهى فى الاصل كلمة انجليزية ومن الجذور اللاتينية وهى ميسون (ميسون = البناء) وهناك من انصار تلك الحركة يطلقون على التسمية (حجرة البناء) فما معنى الحجر وما معنى البناء؟؟ وهل فى ذلك علاقة بالحجر الذى رفضه البناؤون منذ القديم من الزمان وكما ذكر فى التوراة والانجيل؟؟.

ان الماسونية التى يتشدق بها اعضائها بها الكثير من الاختلافات واراء حتى بين اعضائها بعضهم البعض. واتحدى كل معتنقيها ان يحددون لها مواصفات معينة او حتى هم انفسهم يفهمون فيما يعتقدون. ويرجع السبب فى حقيقة الامر الى ان التعاليم الاخلاقية فى ظاهرها الحق وفى باطنها الباطل كله.

ولا ثبات ذلك بكل يقين يجب على كل من يتحدث عنها ولو حتى بالنقض ان يدرسها وان يكتشف بنفسه بان تلك التعاليم مغلفة بسرية تامة، ولماذا لا يريدون ان يعرف العالم اسرارهم وخاصة المصريين. بل ان رموز الماسونية المحيرة للكثير من الناس ومنها : المثلث – المسطرة – المقص –البرجل – النجمة الخماسية. ولديهم كذلك الارقام السرية مثل 3-7-9- 11، وان رقم 11 يعتبر رقما مقدسا عندهم.

ثم ما دخل مثلثهم هذا مثلا بالهرم الاكبر او تلك البلورة السرية السحرية والتى توجد فى اسفل الهرم الاكبر والتى بها القوة الجبارة لحماية الارض من التدمير والكوارث والهلاك وما الى اخره!!. ولذلك علينا نحن المصريون الاحتراس التام من الفكر الماسونى سواء من ناحية تاريخنا القديم وخاصة الهرم الاكبر او من ناحية صحيح ديننا الاسلامى الحنيف والذى تتلاعب به الماسونية فى الكثير من الاحاديث المغلوطة والتى ليس لها اى اساس من الصحة فى صحيح الاسلام.

ونحن هنا لن نشير الى كل الافكار الماسونية لاننا نحتاج فى ذلك الى مرجع كامل بل اكبر من مرجع احكام ابناء صهيون نفسه للرد على كل كبيرة وصغيرة فيه، وخاصة لتلك الكراهية الشديدة للماسونية لمصر خاصة سواء من الناحية التاريخية او الناحية الاسلامية.

اما امام الغرب فإن الماسونية فى لبها تؤمن بالايمان الكامل بالحرية والمساواة والانسانية، ذلك الشعار الزائف الماسونى، وانهم فى حقيقة الامر يعملون داخل المناطق على العكس من ذلك تماما. لان الماسونية نفسها دليل جازم على التفرقة العنصرية بل ترسخها، فتلك الحركة اصلا والذى لا يعلمه الكثيرون من الناس نشات فى ألمانيا ونحن نعرف العنصرية القديمة منذ القديم من الزمان، واستفحلت هذه الحركة فى القرن 18 وانتشرت بصورة مطلقة فى المانيا والدول الاسكندنافية، ورفضوا انذاك السماح لليهود بالاشتراك بها وانتهى الامر بحرقهم وابادتهم على يد النازية فى الحرب العالمية الثانية.

ثم ظهرت الماسونية الفرنسية واصبحت لها محافل خمسة كبرى وكذلك فى انجلترا. وفى كلاهما تزعم اليهود تلك الحركة للرد على الالمان والاسكندنافيين ومن هنا ازدادت العنصرية على المحافل الاوروبية مما ادى الى حروب بلا حصر، والدليل على ذلك ان الماسونية الانجيليزية رفضت اشتراك الالمان والنمساويين والمجريين بها ثم ظهرت الماسونية الامريكية ورفضت انضمام الزنوج، فأى عقيدة تلك التى تنبذ هذا وتقتل هذا وتؤيد هذا على حساب ذاك.

ثم ظهرت الماسونية العالمية بالقيادة اليهودية الكاملة بعد الحرب العالمية الثانية بمراكزها الكبرى فى فرنسا - بريطانيا - امريكا، واصبحت مؤسسة عالمية كبرى مبنية على الفكر العلمانى الهيمايونى بلا رقيب او حسيب. واصبح لها محفل كبير ومن العجب فى هذا المحفل هو اطلاقهم عليه اسم (محفل الشرق الكبير) مع ان مركزه فى باريس.

وللنظر الان فى لب وهدف الماسونية فى سطور وما دخل كل ذلك بالهجوم الضارى على الاسلام من ناحية والاهتمام بالهرم الاكبر من ناحية اخرى:

1- تنادى بتوحيد البشر من خلال العقل والسبيل الى ذلك هو اسقاط الدين مع الاحتفاظ بالخالق خشية الفوضى الفلسفية الشاملة. فإذا كان الامر كذلك فلنسال اهل الماسونية ما سركم فى تلك التفرقة العنصرية وعدم اقامة العدل بين الناس؟

2- الدستور الماسونى ينظر الى الخالق بأنه مهندس الكون الاعظم وللوصول الى فكره فعلى الانسان ان ينظر اليه منظور عقلى للوصول الى جوهر الايمان الكامل به، وان الانسان بهذا المنطق من منظورهم لايمكن ان يكون كافرا غبيا او يكون فاسقا غير متدين. فإذا كان الامر كذلك فلنسألهم هل بالانسان العقل فقط ام هناك ايضا القلب ويمكن النظر للاله بالقلب ايضا؟؟.

فتلك المقولة الماسونية لا تبدو بريئة المنطق على الاطلاق مهما تفلسفوا فى الامر، لان القيم الحقة لا يمكن ايجادها سوى فى الدين فقط ولاشىء سوى الدين، حتى وان وجدث قيم حضارية كبرى فانه بالتمعن الدراسى الحق نجدها فى لبها الدين ولا شىء سوى الدين.

3- ان الماسونية فى فكرها لا تحب السياسة ولاترغب فى الحديث السياسى ومع ذلك تتفلسف فى السياسة وتتمسك بالمركزية وانها السبيل الوحيد للتحرك خلال المجتمع الكبير وخاصة الطبقة الغنية او الفاحشة الثراء.

ومع ذلك يستخدم الماسونيون اموالهم بالسيطرة على المجتمع بشتى الطرق وتدعى بانها لديها افكار عالمية ومحلية لتنشأة المجتمع ونهضته وتطوره. وهذا يعنى بصريح العبارة التدخل السياسى برأس المال بطرق ملتوية للوصول الى الهدف النهائى. فإذا كان الامر كذلك فنقول لهم اذا كان هدفكم سامى فلماذا تتمسكون بالالحادية ولا القيم فهل تجيبون؟؟.

4- ان الماسونية تقف بصلابة ضد الفكر الكنسى وبشدة وكثيرا ما تهاجم الكنائس بانواعها كما تهاجم الفقر والبشر اصحاب العاهات والمعوقين. وكذلك تقف بصلابة ضد اى فكر يهاجم وينقض الفلسفات العقلانية ولماذا هذه القسوة والثورة ضد الكنيسة والكهنوت. فإذا كان الامر كذلك فلماذا لا تهاجم اليهودية كذلك وتلك الاقوال المغلوطة التاريخية فى التوراة؟؟.

5- ان الماسونية توغلت فى الفكر العربى تماما وبدون دراية بعض الزعماء بذلك مثل (جمال الدين الافغانى) والشيخ (محمد عبده) والثورى (عبد القادر الجزائرى). فإذا كان الامر كذلك فلماذا لا تنشر الماسونية سر ذلك الهجوم الضارى ضدها من الشيخ جمال الدين الافغانى نفسه؟؟ ولعل هذا الامر لا يعلمه الكثير من الناس بل يقراه لاول مرة. بل هو نفسه اول من يفضحهم فى مصر وهذا موضوع دراسى اخر.

6- ان الماسونية توغلت فى اسرة محمد على باشا واعتنقها احد ابناءه اثناء وجوده فى فرنسا وهو الذى اسس محفل (الشرق الاعظم المصرى) ونادى بحقه فى عرش مصر ولكن الله سلم لانها ارض الكنانة وتولى العرش سعيد باشا والحمد لله. ولكن بالرغم من كل ذلك لم تتوقف الاعمال الماسونية الرسية فى مصر بل حتى يومنا هذا. فإذا كان الامر كذلك فليشرح اهل الماسونية لماذا لم يكون اعضائها ظاهرين الفكر بالمجتمع المصر بالرغم من كثرة منهم كانوا مشاهير وفنانين، وهذا موضوع اخر.

7- ان الماسونية راغبة فى السيطرة على الهرم الاكبر وتبث بين الحين الاخر معلومات مغلوطة عن الهرم وعلاقته بالنجوم وما الى اخره، وباحثين عن البلورة السحرية التى فى اسفل الهرم والتى بها القوة الهائلة الجبارة للحفاظ على الارض وما الى اخره من شعارات كاذبة. وللاسف الشديد هناك الكثيرين من المصريين يفرحون بذلك ويحملون حضاراتهم بما لا طاقه لها به تحت مسمى سر الهرم الاكبر والنجوم وما الى اخره من مقولات لا اساس لها فى صحيح التاريخ.

فإذا كان الامر كذلك فلماذا لايعرضوا طقوسهم الهرمية على الملاء ولماذا تكون سرية ماداموا يريدون الطاقة الجبارة للمحافظة على الارض باكملها؟؟. أيكون فى اعمال الخير سرية مطلقة؟؟. ثم لماذا الهرم الاكبر بالتحديد مع انه على الارض هناك معجزات اخرى بل سبعة معجزات ظاهرة، فلما لا يشرحون لنا لماذا الهرم الاكبر على وجه التحديد؟؟.

ومن ناحية اخرى يسعون بشتى الطرق المالية وغير المالية باقامة هذه الطقوس وخاصة الطقسة السحرية فى داخل غرفة دفن الملك خوفو، وهل بالجنس وعدم الاخلاق يمكن اكتشاف تلك القوة الجبارة الخفية وما الى اخره من كلام كاذب ومغلوط؟؟.

واخر احصائية سابقة تقول بأن عدد الماسونين على مستوى العالم وصل الى تعداد 60 مليون واظهرهم على الاطلاق الاربعة ملايين الذين يعيشون فى امريكا وكلهم من اغنى اغنياء العالم. اما فى الاوطان العربية وخاصة مصر فهذا امر سرى للغاية ولا يعلمه الا اعضاء المخابرات العامة المختصين بتلك الجزئية فى عملهم.

وعندما فشلت الماسونية فى الشرق بصفة عامة دخلت من جانب دينى تحت مسمى البهائية. وتلك هى وقفتنا الثانية مع الفكر البهائى وكيف توغلت الماسونية اليهودية بالتوغل الفكرى حتى فى الدين الاسلامى ولكن مع اصحاب النفوس الضعيفة فقط لاغير.

ان الماسونية بفكرها الملتوى والمادى اجتذبت فى صفها اناس كثيرون من مختلف الامم والعقائد، فهل عرفتم الان لماذا يناصر العالم اليهود على حساب المسلمين وقضية فلسطين؟؟. فكما سبق القول ما اكثر اسماء الجماعات تحت بند العبادات الجديدة، وكلهم فى كفة والماسونية فى كفة اخرى لوحدها.

ومن الغريب هناك اصدقاء للعالم العربى وخاصة مصر ومن اشهر الشخصيات العالمية كذلك ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الرئيس الامريكى الاسبق (جيمى كارتر) الذى نال جائزة نوبل من سنوات عدة. وهو يعتبر واحدا من اعضاء المحفل الماسونى الكبير. ولو تتبعنا اسماء انصار الماسونية فلسوف نصتدم نحن المصريين والمسلمين بشدة من تلك الاسماء بل لن نصدق مع انها حقيقه واضحة وضوح الشمس.

فمنذ سنوات ليست ببعيدة عندما ظهر الاثريين الشرفاء والمرشدين السياحيين واعتراضهم على طقوس صفح الاهرامات ثم ظهور الناس بقضية مثارة وخطيرة حول موضوع ابو حصيرة، ظهرت فى مصر مشكلة كبرى وهم طبقة البهائية والمطالبة بالحقوق الضائعة. فأية حقوق كانوا يطلبون.

فيا ايها الاعلام انشر الحقائق على الناس والشباب ولا تزيدهم ظلمة وضياع فكرى ودينى، فنحن الطبقة المثقفة مهما كتبنا لن نستطيع لوحدنا التصدى لكل ذلك، فنريد المعين لنا افلا تعملون؟؟. ايها العرب اجمعين انشروا الثقافة المطلقة فى شعوبكم، فليس الافلام ومبارات كرة القدم هى السبيل الثقافى الوحيد، وخاصة ان الامر جلل وما بقى من الزمن الا القليل لتتدمر اسرائيل وكل من ايدها على مدار التاريخ الحديث، افلا تتدبرون. فاين هنا دولة العلم والايمان؟؟

وللاسف الشديد هناك دول عربية وفى سرية تامة تحمى المخطط الماسونى والبهائى والا انقطعت عنها المعونات الامريكية والعالمية، وهى من ناحية اخرى تعمل فى سرية تامة وخفية لمتابعة كلا من الماسونيين والبهائيين تحت مسمى حماية الناس والمجتمع. فاذا كان الامر كذلك فلماذا لاتظهرون الحقائق ونرتاح وترتاحون ويكون الشعب هو الحامى لتلك الهجمات الشرسة سواء كانت دينية او غير دينية.

وها هو العالم الان الكثير منه يهاجومننا بل ويهيننا ولا نستطيع الرد عليهم والا اعتبرتنا الحكومة رجعيين ومخالفية للشريعة الدولية، فاية شريعة تتحدثون يا اصحاب العقول؟؟. وهنا اقولها صراحة لوجه الله تعالى بان البهائية والماسونية ما هم الا وجهى عملة واحدة، ففى الغرب يطلقون عليها الماسونية وفى الشرق يطلقون عليها البهائية ولكلاهما من اليهود او من انصار بنى اسرائيل.

اما اذا كانت طقوس صفح الاهرامات كما ادعى البعض من شأنها تنشيط السياحة فأقول لهم اية سياحة تقصدون؟؟ وهل الطقوس الليلة عند صفح الاهرامات بأعمال مخلة ومنافية للاداب من شأنها تنشيط السياحة؟؟ ألا تعلم وزارة السياحة وهيئة الاثار بان الكثيرين من مثقفى العالم كارهون اصلا للماسونية بل اكثر مما نكرههم نحن؟؟.

ونكتفى بهذا القدر من النقض الان ونتجه لدراسة الظارهة البهائية ونتعرف عليها من الجذور وما دخل البهائية فى الاصل والجذور باليهودية بصفة عامة. ونكرر مرة اخرى بأنه عندما فشلت الماسونية بأسلوبها الغربى فى مناطق الشرق دخلت بعباءة دينية مخرفة باسم البهائية، هذه الفئة التى توغلت وانتشرت منذ حقبة السبعينات ثم التسعينات بل وجدت الحماية الكاملة بالامر الماسونى مع الساسة وعلية القوم وفى المقابل تسهيلات سياسية واقتصادية على مستوى العالم.

ثانيا: البهائية

ان البهائية كذلك عقيدة جديدة على صفحات التاريخ وما سمعنا عنها قط فى القديم من الزمان او حتى تحت اى طائفة شيعية مهما كانت خطورتها وكفى تكذيب وتأليف تاريخ مغلوط تماما. وكل مدقق تاريخى يجد ان انتشار البهائية كان موازى تماما لظهور وانتشار الماسونية، فعندما كانت الماسونية فى البدء تتوغل فى الغرب كانت البهائية تتوغل فى الشرق.

وتعود جذور تلك العقيدة المخرفة الى القرن 18 وظهرت عندما دعا اليها احد الايرانيين وهو (ميرزا حسين على نورى) فى عام 1844 فى مدينة شيراز فى ايران. وكان على رأس تلك الدعوة انذاك الشيخ ميرزا على محمد الشيرازى الذى كان زعيما لاحد الجماعات الصوفية وما اكثرها فى ايران انذاك.

ونحن المسلمين نعرف الصوفية جيدا وكثيرا منا درسها بصدق وخاصة انها من الطرق المنتشرة بقوة فى الكثير من الاقطار الاسلامية بلا استثناء ولا مشاكل لها مع المجتمع او الحكومات على الاطلاق، وهذا لا غبار عليه وانه الى الان تقام الاحتفالات الصوفية فى مصر وغيرها من الدول ولا نشك فيها على الاطلاق. ولكن الشك كله منذ القديم كان فى بعض الطرق الصوفية فى ايران وخاصة انها صوفية شيعية واحيانا متغالية جدا. ومنها بعض الفرق التى ادخلت تخاريف وخزعبلات ليست فى صحيح الدين ولكن هذا الموضوع ليس مجاله ههنا الان.

ومن خلال تلك الطريقة الصوفية ظهرت فجأة فى ايران الحركة البهائية الحديثة الابتداع وظهور نشاطها الاول فى مدينة شيراز بايران. ومن المعروف انه كان يوجد فى هذه المدينة كثرة يهودية قبل رحيلها فيما بعد الى امريكا وكندا وبعض الدول الاوروبية كنوع من الهجرات تحت مسمى المعيشة الافضل والحياة الرغدة ولكن ومن الغريب لم يرحل يهود ايران الى فلسطين؟؟.

على العموم ظهرت البهائية بمبدأ غريب جدا على الاسلام سواء فى السنة او الشيعة وهو مبدأ (الباب) وهذا الباب يعنى الطريق الى الله (الباب = الطرق الى الله) وان هذا الباب او الطريق يبدأ مع الرسول الجديد الذى سيرسله الله. ولذلك اخذت البهائية فى الاول غطاء لها متوحدة مع الفرقة الاسماعيلية وخاصة انه فى الطريقة الاسماعيلية هناك عقيدة الامام الخفى الذى سيظهر ليجدد العقيدة ويقود المؤمنين الى الخلاص، وهكذا ظهرت الطريقة البهائية اولا فى صورة الطريقة البابية.

وبدأت البهائية تجذب اليها كثيرا من الناس المسببة للمشاكل الدينية والاقتصادية فى عام 1850 مما اثارت حفيظة حكومة الشاه ومما دفعها باتخاذ قرار بتفيذ عقوبة الاعدام على اكثر من 20 ألفا من اتباع الطريقة البابية وعلى راسم ميرزا حسين نفسه. وكان هذا القرار هو السبب فى الازمة الدينية الكبرى فى التاريخ الايرانى مما اثار حفيظة اليهود فى ايران معهم بعض الفرق الشيعية ومحاولاتهم لقتل الشاه وتدخلت بعض القوى العالمية انذاك مثل بريطانيا مما دفع الشاه بإصدار عفوا على ميرزا حسين بشرط نفيه الى بغداد.

وفى عام 1863 ظهر ميرزا حسين مرة اخرى واعلن انه رسول الله الذى تنبأ به الباب واعلن عن رسالته بخطابات الى حكام ايران وروسيا والنمسا وانجلترا وبروسيا واعترف به اغلبية البابية المؤيدين له واخذوا لقب (البهائيين) وهنا هبت حكومة العراق ونفت ميرزا الى فلطسين؟؟؟. وتوفى هناك فى عام 1892 ثم تحول قبره المسمى (بهجى = الحديقة بالفارسية) الى اقدس مزارات البهائية.

وقد خلفه فى قيادة الطريقة ابنه الاكبر عباس الذى اخذ لقب (عبد البهاء) والذى اصبح المفسر المعتمد لتعاليم البهائية. والوقفة الهامة ههنا والسؤال التاريخى وهو من يقف وراءه فى ارض فلسطين وخاصة انها انذاك كانت تحت الانتداب البريطانى وليس فيها كبيرة وصغيرة الا وتعلمه الحكومة الانجليزية والجماعات اليهودية النازحة بكثرة الى فلسطين انذاك؟؟؟. بل الاغرب قيام عبد البهاء بالسفر الى عدة بلاد لنشر تعاليمه واستغرقت هذه الرحلة ثلاثة سنوات كاملة بداية من عام 1910 حتى عام 1913. وعين اكبر احفاده وهو (شوجى ربانى 1896-1957) خليفة له ومفسر لتعاليمه، وهكذا بدأ انتشار البهائية.

ثم ظهرت الحركات اليهودية الفدائية فى فلسطين وبعض المناطق العربية، وفى فلسطين تم قتل الكثير من المسلمين والنصارى ومع ذلك لم يقتل احدا من البهائيين على الاطلاق. وفى الوقت الذى قامت فيه ايضا بهدم الجوامع والكنائس لم يصاب قبر بهجى بأى أذى او ضرر على الاطلاق؟؟. ومن داخل ارض فلسطين نفسها ظهرت الكتب البهائية وعرفت بأسم (كتابات بهاء الله) وكتبت باللغة العربية والفارسية فقط وعرف بأنه قد تم طبعا فى لندن ووضعت فيها التفسيرات المقدسة وتحول الامر الى ظهور (الكتاب المقدس) الذى يحوى كل التعاليم والاشراقات والبشارات، وغلف هذا كله بالعقيدة الكاملة تحت مسمى (الاساس الاعظم).

وعند التوغل الدراسى فى الفكر البهائى نجد انه مذهب باحث فى طبيعة الخالق والدين، وهذا ما يؤكد بلا ادنى شك بان البهائية والماسونية ما هما الا فكر واحد وشكل واحد ودين واحد، ولكنه كتب باسلوبين الشرقى والغربى. وعند التعرف على اوجه التشابه الكامل بينهما نجد فى حقيقة الامر لا اختلاف بينهما على الاطلاق، ولكن الاختلاف فقط فى اسلوب المخاطبة تماشيا مع الفكر الشرقى او الفكر الغربى.

وللنظر الان فى البهائية فى سطور مبسطة ونقارنها بالماسونية لنؤكد ونجزم بانهم شيئا واحدا مثل:

1- ان البهائية تؤمن فى لبها بوحدة الوجود اى توحد الخالق بمخلوقاته. فالخالق هو جوهر واحد ليس له اسماء ولا صفات ولا اعمال يمكن ان تصفه.

أليس هذا المدلول هو نفسه ما فى الفكر الماسونى بل التشابه الكامل فى الفكر. ولكن لان البهائية تخاطب اهل الشرق فانها تعمقت فى الربوبية اكثر وخاصة ان الشرق لديه النزعة الدينية الداخلية اكثر من الغرب نفسه. ولذلك فإننا نجد البهائية تدخل فى تفاصيل كاملة حول الخالق وانه هو ذاته مع مخلوقاته مادة واحدة لاتنفصل ولا تتجزأ، ويظهر ذلك جليا فى المقولة البهائية عن لسان الله (بالحق يا مخلوقاتى انكم انا).

2- ان البهائية ترى ان الحقيقة الدينية الايمانية هى حقيقة نسبية وليست مطلقة. والحقيقة تعبر عن نفسها من خلال الزمان وداخله، وهكذا تصبح كل الامور مقدسة وكل الامور متساوية وفى النهاية تكن نسبية.

وهذه النقطة كذلك تتفق مع الفكر الماسونى الذى يرى بأن الانسان لا يمكن ان يكون كافرا غبيا او يكون فاسقا غير متدين، فكل شىء نسبى ولا طلاقة حتى فى الخالق نفسه وهكذا يكون الحال مع المخلوقات.

3- ان البهائية كذلك مثل الماسونية تهاجم الجوامع والكنائس، ولكن البهائية تزيد الهجوم على رسول الاسلام صلى الله عليه وسلم ولا تعتبره خاتم الانبياء والمرسلين، لانه فى كل عصر لابد فيه من التجلى الالهى. وانه فى ذلك العصر الحديث فان التجلى الالهى يتمثل فى بهاء الله بل وصلت بهم المغالاة الكبرى الى اعتبار ان بهاء الله هو ذاته الخالق.

وهنا نجد التشابه العميق بين البهائية فى بنيتها وبين بنية اليهودية الحاخامية.وهذا يعلمه كل دارس للاديان والعقائد البشرية ولا يستطيع حتى اليهود انفسهم انكار ذلك. فمثلا فى الفكر اليهودى (القبالاة) الذى يعتبر من اخطر بل الاشد خطورة من الناحية الفكرية وفى ذلك دراسات متخصصة دينية الفكر.

4- ان البهائية ينطبق عليها المثل القائل بانهم يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يقولون. فمن ناحية تدعى البهائية بان مهمة الاديان هى خلق وحدة كاملة بين البشر تزداد اتساعا مع مرور الزمان وفى النهاية يكون الانسان لا ارادة له لانه اداة فى يد الخالق. ومعنى ذلك انها تسقط فى حساباتها مفهوم الدين ومفهوم القيم والاخلاق من ناحية اخرى. وهى بذلك تلغى ايضا العقل على اساس انه ليس للبشر اى ارادة.

5- ان البهائية توغلت فى الروح على عكس الماسونية وهذا ناتج اصلا للاختلاف الفكرى بين الشرق والغرب. فنجد البهائية تميز بين خمسة انواع من الارواح وهى كلها زائلة فانية ولا خلود لها الا الروح القدس. تلك الروح القدس التى تجعل الخالق مخلوقا والمخلوق خالق. ومن ناحية اخرى نجد ان البهائية تدعى بان الروح خالدة والدليل على ذلك انها بعد ان تنفصل عن الجسد تحل فى شخص اخر وتاخذ شكلا اخر فى الوجود سواء بشرى او نباتى او حيوانى وما الى اخره. فيا دعاة البهائية إرسوا لكم على حل واضح، هل الروح خالدة ام فانية؟؟. وما هى الروح فى مفهومكم اصلا؟؟.

6- لا تؤمن البهائية بالجنة او النار، فهما مجرد رموز لعلاقة الروح بالخالق، فالقرب من الخالق هو الجنة والبعد عنه هو النار. ومعنى ذلك وبهذا الفكر فان البهائية تعتقد فى خلود الروح، وهذا فى حد ذاته يعتبر تناقض صارخ فى الفكر البهائى، ألم يلاحظ احدا من البهائيين ذلك؟؟. ام هم مثل الحمر المستنفرة التى فرت من قسورة.

7- لا يوجد فى البهائية كهنة او قرابين وهم يمثلون فى هيئتين حاكمتين مثل الماسونية تماما. الهيئة الاولى وهى الادارية والهيئة الثانية هى التعليمية والتى بها المجالس المحلية التى تتكون من تسعة اشخاص ويطلق عليهم (التسعة البهائيين). هذا هو نفسه كما فى التقسيم الماسونى ومجلسه المحلى المكون من تسعة اشخاص ويطلق عليهم اسم (التسعة).

8- ان البهائيين لهم طقوس دينية ويصلون يوميا وقبلتهم القدس ولهم قوانين خاصة بالعباة السرية وكما فى الفكر الماسونى تماما. بل لهم معبدا فى القدس ويطلقون عليه (مذكر الاذكار المقدس).

هذا نفسه لكل مدقق وباحث ما يعرف فى باريس باسم (محفل الشرق الكبير) كما فى الفكر الماسونى. وسواء كان هذا او ذاك فكلاهما يدعون كرههم السياسة ومع ذلك يرغبون بشتى الطرق التوغل فى المجتمعات وبتقسيمات ادارية مختلفة ويرغبون بشتى الطرق السيطرة على الفكر المجتمعى.

9- ان البهائية تستخدم الاعداد الفردية فى طقوسها السرية، وذلك يوضح ايضا التباين الفكرى الكامل بين البهائية والماسونية، ولكن البهائية لا تستخدم الادوات الهندسية كما يفعل الماسونيين. ولكن لا ننسى ان البهائية تنظر الى الكون على اساس انه نسق هندسى حتمى، وانه بتلك الهندسة المنظمة يستطيع الانسان تفهمها والوصول اليها لانه مخلوق من اصل الخالق كما ان الخالق من اصل المخلوق.

10- واخيرا نقول بان البهائية مثل الماسونية مؤيدين من قوى العالم الخفية، فى الوقت الذى يحارب فيه العالم الاسلام تحت اى مسمى من المسميات ومنها الان اتهام الاسلام بالارهاب. ونجد الان ان تعاليم البهائية ترجمت الى 700 لغة ولها اكثر من 340 مجلسا محليا على مستوى العالم وانتشرت بسرعة البرق فى افريقيا والهند وفيتنام وامريكا اللاتينية وخاصة بين السكان الاصليين. بل ان احدث ملك على خريطة العالم وهو ملك (جزيرة سموا) اعتنق البهائية وجعلها الدين الرسمى لبلاده. ولنا هنا ملاحظة هامة جدا وهى ترجمة التعليم البهائية الى 700 لغة ونتسأل: اية منظمة او قوى دولية لديها القدرة فى التوغل فى هذا العدد المهول من اللغات؟؟. وان الهند نفسها والتى بها اكثر من 300 لغة لا تستطيع ذلك!!. وهذا السؤال ارسله الى منظمة واحدة فى العالم كله الا وهى وكالة الناسا الامريكية والتى تعلم وتبحث فى كل صغيرة وكبيرة فى الارض واحوال الارض والانسان ناهيك عن ابحاث الفضاء كذلك.

ولا يمكن حصر البهائين على مستوى العالم وخاصة ان الكثيرين يخفون هويتهم الدينية انتظارا للمخلص الاتى عما قريب. بل لو كانت الماسونية على مستوى العالم تقدر بحوالى 60 مليونا، فانه مما لاشك فيه فان اعدادا البهائية اضعاف ذلك الرقم.

ولقد ظهر الامر جليا عن قيام الثورة الاسلامية فى ايران وعندما اعلن الامام الخمينى اعدام الكثرين من البهائيين وهروبهم جماعات وافارد مع رؤوس اموالهم الى الملايات المتحدة وهذا ما جع امريكا اقتصاديا تجم الاموال الايرانية. وظهرت الاسرار المتمثلة فى التعاون البهائى مع الاسرائيليين وكانوا يديرون مؤسسة الامن فى ايران وبعلم شاه ايران نفسه. ولذلك حرم تماما فى ايران منذ ذلك الحين النشاط البهائى تماما.

كل تلك الامور ظهرت مع قيام الثورة الايرانية والعرب لم يتحركون ولو حتى فكريا لصد الهجمات البهائية او الماسونية حت الاقتصادى منها ولا حول ولا قوة الا بالله العى العظيم. وهنا بدا اناس فى الكثير من الاقطار العربية والاسلامية يتسائلون هل نحن فى منأى عن البهائية او الماسونية ام هم وسطنا ويجدون التاييد من حكوماتنا وخاصة لما يعرف بالجانب الاقتصادى وخاصة مع لادول العربية الفقيرة.

وبعد هذا العرض التحليلى المختصر يتاكد لنا عدة اشياء لاشك فيها على الاطلاق وانه لابد من وضع كل ذلك فى بوتقة الدفاع عن الهوية والدين، ذلك الدين الحنيف الذى يهاجم من فسقة الارض الان تحت مسميات مختلفة والتى اخطها على الاطلاق وكما سبق القول وهما الماسونية والبهائية. وانه من وراء ذلك بنى اسرائيل وخاصة انها تجد اعلام العرب وحكام العرب عن كل ذلك غافلين او متناسيين تحت مسمى الشرعية الدولية والعلاقات الدولية واللهث وراء القروض المشروطة وغير المشروطة، ويكفى انهم يجدون من يصرح لهم على سبيل المثال لا الحصر احتفلات صفح الاهرامات ومولد ابو حصيرة وما الى اخره. ومما لاشك فيه بانه من وراء كل ذلك بنى اسرائيل او الصهيونية العالمية.

الخاتمة

ولذلك نفرد عدة نقاط دراسية هامة مثل:

1- ان اليهود لهم حركات هدامة بل وأشد هدما فى القديم والحديث ومنذ احداث فتنة السامرى حتى احداث الماسونية والبهائية. وفى العصر الحديث هناك جماعات تحت مسميات مختلفة وكلها تتوحد تحت مسمى العبادات الجديدة والديانات الجديدة ومال الى اخره من مسميات.

2- ان البهائية والماسونية مهما ادعوا بانهم لا يؤيدون الصهيونية واسرائيل ولا يؤيدون العنصرية الاسرائيلية فى قضية فلسطين، فانهم بذلك ينافقون انفسهم قبل ان ينافقوا العالم بل ينافقون العرب دون غيرهم من البشر على وجه البسيطة كلهم. لانهم فى حقيقة الامر من اشد المتمسكين بالصهيونية ودولة اسرائيل على فلسطين بل المتمسكين بحدودها من النيل الى الفرات بل وابعد من ذلك بكثير من مشارق الارض الى مغاربها.

3- ان البهائية ما هى الا الماسونية وكلاهما يدينون بنفس العقيدة ولكن الاتجاهات تختلف باختلاف الظروف الاجتماعية لكل بلد. فمثلا الماسونية اكثر ثراء من البهائية وهذا ناتج لا ندماجهم فى المجتمعات الاوروبية والامريكية والتى هى اكثر ثراء من الشرق فى كل شىء. ولذلك اتجهت الماسونية الى الشق الاقتصادى ولكن تناسى المتعاملين معهم بان السياسة والاقتصاد ما هم الا وجهى لعملة واحدة. فيتركون السياسة لاهل السياسة المناصرين لهم ويقومون بتاييد سياسى خفى لهم وفى المقابل التحكم الاقتصادى فى الكثير من بلدان العالم.

4- ونجد ان البهائيين لانهم اساسا من الشرق فيؤكدون ويدينون بالولاء الى وطنهم العربى والفارسى، وقد يكونوا فى ظاهرهم محقين فى ذلك ولكن يكون الولاء الاول والاخير لاسرائيل واليهودية. وهذا ما اثبتته لنا الايام والمواقف وخاصة بعد استفحال الامر وظهور الاسرار الكثيرة التى لم تكن بخلد احدا بعد قيام الثورة الاسلامية فى ايران. وكذلك ظهور الماسونية والبهائية فى مصر ومعالجة الرئيس الراحل انور السادات لهذا الامر بحكمة بليغة لم يعلمها المواطن المصرى العادى والغير متابع للقضايا الدولية بصفة عامة.

فيا اهل اليهودية والماسونية والبهائية ويا اهل الجماعات والعبادات الجديدة ويا اهل الافكار المخربة والحوارات الزائفة بل يا اهل العالم كله اقول لكم:- ان لله رجالا يحمون دينه فى كل زمان ومكان ومهما فعلتوا وتفعلوا فلن تؤثروا فى المسلمين قط. والمسلمون فوقكم دائما ولكم بالمرصاد، فاذا كنتم اكتسبتم دخلاء من العرب فلم ولن تستطيعوا اكتساب احدا من المسلمين ابدا ابدا. فزيدوا حقدكم ضد الاسلام وزيدوا حقدكم ضد رسول الاسلام وزيدوا حقدكم ضد المسلمين حتى فى ضعفهم هذا ولكن تذكروا شيئا واحد فقط وهو ان الاسلام هو دين الله وهو الحامى لدينه ولو كره الكافرون. لانكم هكذا لا تتحدون البشر بل تتحدون خالق هذا البشر فهل تستطيعون؟؟.

ولا تنسوا بانه عندما طغت البهائية والماسونية فى الفلبين على سبيل المثال، ظهرت جماعة اسلامية كبرى هناك وهى جماعة (ابوسياف) تعاديكم وتهاجمكم. وكالمعتاد اتهمتوهم بالارهاب وطالبتم بالتدخل الامريكى الفورى وما الى اخره من امور سياسية هناك فى الفلبين لا يراقبها الا القليل من الناس. وهذا مثل من كثير الامثلة فى مناطق العالم المختلفة ولن تستطيعوا ابدا الفوز لا على الاسلام ولا على المسلمين والايام بيننا لانه دين الحق ولو كره الكارهون.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-