الجديد

المشروع القومى للمصريين عبر العصور وإيقاظ الهوية المصرية

المشروع القومى للمصريين يعد بمثابة صحوة وطنية للدولة لتحقيق أهداف تنهض بالبلاد اقتصاديا واجتماعيا وهو فكرة ورؤية الرئيس المستقبلية للبلاد والمشروع الذى يخلد بيه أسمه فى التاريخ وهو مشروع يجتمع ويتحد علية الشعب كله لاقامته ويضمن من خلالة روح الجماعة.

المشروع القومى للمصريين عبر العصور وإيقاظ الهوية المصرية

ولا يمكننا حصر المشاريع القومية التى قامت على مدار التاريخ المصرى وفيما يلى نماذج من المشاريع القومية الهامة التى قامت على أرض مصر.

قدماء المصريين

لم يكن لدى ملوك الفراعنة معرفة بالمشروع القومى للبلاد فحتى بنائهم للاهرامات كان بمثابة مقابر لهم للحفاظ على أجسادهم وضمان خلودهم فى العالم الاخر ولم يكن الهدف منها هو خدمة المجتمع المصرى بأكملة، كمان ان تشيدهم للمعابد أيضا للتقرب من الالهة المصرية وضمان حمايتهم ورعايتهم من الالهة، وعلى الرغم من ذلك تحقق داخل مشاريعهم الخاصة لتخليدهم نفس منهج المشاريع القومية.

فبنى المصريين الاهرامات لملوكهم بروح الجماعة واعتبروا ان بنائهم للاهرامات هدف من الاهداف للتقرب من الملك الذى كان يعد بمثابة الاله لديهم.

وعلى الرغم ان بناء الاهرامات والمعابد لم يكن مشروع اقتصادى يخدم البلاد فى عصر الفراعنة الا انة خدم أحفاد الفراعنة وأصبحت الاهرامات والمعابد المصرية القديمة فى عصرنا هذا مشروع سياحى يضمن لمصر اقتصاد قوى من خلال جذب السياح اليها، فأهرامات مصر ستظل الرمز الاكبر والابهى لارادة المصريين.

المشروع القومى للمصريين فى عصر محمد على داخل مصر

تم تطوير العديد من المشاريع فى عصر محمد على داخل مصر والتى كان من بينها:

  • تطوير الجيش

أنشاء العديد من المدارس المتخصصة باقسام الجيش مثل مدرسة المشاة والفرسان والمدفعية، كما انه جند المصريين لاول مرة أنشاء اسطول مصرى عظيم بأنشاء ترسانة كبيرة للسفن بالاسكندرية، كما عمل على صناعة الذخيرة والمدافع واغلب الصناعات الحربية.

  • تطوير الصناعة بمصر

أنشاء العديد من مصانع الغزل والنسيج والسكر والصناعات المعدنية والعديد من المشروعات الصناعية.

  • إنشاء سدود وشبكات للرى

انشئ العديد من السدود وأمر بحفر قنوات صغيرة وكبيرة مثل ترعة المحمودية الى جانب اقامة مشروع القناطر الخيرية.

المشروع القومى للمصريين فى عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر

أهم مشاريعة القومية هى مبادئ ثورة 23 يوليو حيث ضمنت للمصريين مجتمع ديموقراطى يشارك فى الحكم، وبناء عدالة اجتماعية وكسر احتكار التعليم والتجارة والاقتصاد على فئة معينة والمساواة بين جميع المواطنين.

وعلى الجانب السياسى تبنت سياسة عدم الانحياز لأى من القوى الكبرى ورفض الارتباط بأحلاف عسكرية تقيد الوطن ولا تضمن حمايته، كما سعت الى التكامل العربى والاتحاد بين البلدان العربية والحفاظ على الوحدة الوطنية للشعوب العربية، أهم مبادئها هو بناء جيش مصرى قوى لا ينخرط فى صراعات طائفية أو عرقية أو فئوية فمهتمة الاساسية هو الاستعداد والترقب للعدوان الاسرائيلى.

وكانت لمبادئ الثورة انجازاتها المادية لمصر فى كافة المجالات واهمها المجال الاقتصادى والتى من خلالة جاءت مشاريع أعتبرت مشاريع قومية لجمال عبد الناصر مثل:

  • السد العالى

كان أحد أهم المشاريع التى نفذت فى عهد جمال عبد الناصر وارتبط هذا المشروع بأسمة فى التاريخ، كما ضمن هذا المشروع لمصر الحماية من الفيضانات والجفاف، وأيضا توسيع الرقعة الزراعية بمصر وتوافر العديد من المحاصيل الزراعية بسبب توافر المياه.

وأهم ما انتجه لمصر هو الكهرباء التى افادت مصر اقتصاديا، وعلى الرغم من اهمية السد العالى لمصر والمصريين الا أنه يمكن أن يصبح نقطة ضعف لمصر وتهديدا عسكريا لمصر.

تأميم قناة السويس

كان قرار تأميم قناة السويس بمثابة مشروع قومى لهم حيث ضمن حقوقهم فى القناة فهم من ماتوا فى حفرها وهم أحق الناس بالاستفادة منها، فقناة السويس لها اهميتها الاقتصادية والسياسية لمصر، وقرار التأميم أدى الى توتر العلاقات بين مصر والدول الغربية خاصتا بريطانيا.

المشروع القومى للمصريين فى عهد الرئيس الراحل السادات

مشروعة القومى هو استرداد كرامة كل مصرى وذلك من خلال حرب اكتوبر وتحرير سيناء وهذا المشروع وثقة التاريخ بأسمة، حيث من خلالة استردت كرامتنا وجميع اراضينا فى سيناء واصبحت لنا السيادة الكاملة على قناة السويس ومن أهم نتائجة هو قهر الجيش الاسرائيلى الذى كان يدعى أنة لا يقهر.

وبعد الحرب تم التمهيد لاتفاق كامب ديفيد عام 1978 التى ضمنت لمصر السلام حتى يومنا هذا سواء اتفقت أو اختلفت مع تلك المبادرة فهى حفظت لمصر والمصريين السلام.

كما اتخذ السادات سياسة “الانفتاح” بعد حرب اكتوبر مشروعا قوميا لة وكان الانفتاح فرصة للانفتاح الاقتصادى لمصر بالموارد المالية الى تنميتها بوسائل التكنولوجيا الحديثة حيث أتى الاستثمار الاجنبى بمعرفة للتكنولوجيا التى كانت مصر فى حاجة اليها.

ولكن كان لسياسة الانفتاح فى مصر العديد من المساؤى يمكن يكون اخطرها هو تبعية الاقتصاد المصرى للمركز الرأس مالي العالمي حيث يؤدى عجز ميزان المدفوعات إلى الاقتراض من الخارج وبناءا عليه يتدخل صندوق النقد الدولى لعلاج عجز المدفوعات وتسهيل الاستدانة من الخارج ثم لإعادة جدولة الدين، وتكون النتيجة تكريس التبعية. وفكان لسياسة الانفتاح تأثير كبير على نواحى عدة فى مصر سواء سلبا او ايجابا.

المشروع القومى للمصريين فى عهد الرئيس مبارك

كـان فى اعتقـادة ان المشروع القومى هو المشروع الذى يحتاج ويستنفذ اموال ضخمة ولم يكن يدرك أن المشروع القومى هو رؤية مستقبلية للبلد وهو إرادة الشعب لنجاح هذا المشروع لـذا عندما كان يسال عن مشروعة القومى للبلاد كان يجاوب ساخرا بأن مصر بها العديد من المشاريع القومية مثل أعمال الكبارى ومشاريع الصرف الصحى والاسكان والطرق وكل هذا لا يعتبر مشروعا قوميا للبلاد.

وعلى الرغم من ذلك فإنه رسخ فى عقول المصريين أن مشروعه القومى هو توشكى وعلى الرغم من الاموال الطائلة التى صرفت على المشروع الا انة جاء بالفشل.

المشروع القومى للمصريين فى عهد الرئيس محمد مرسى

مشـروع النهضة، ظهر هذا المشروع من خلال برنامجة الانتخابى وكان يتضمن مجتمع مزدهر واقتصاد قوى ومكانة مرموقة بين الدول.

ولكن هذا المشروع لم تتخطى حدوده الورق الذى كتب عليه، فسنة واحدة من حكم محمد مرسى كانت كفيلة بأسقاط مشروعه وأسقاط وهم التيار الاسلامى وجماعة الاخوان المسلمين.

ففى عهدة تراجعت مكانة مصر وتدهور وضعها الاقتصادى، فهو كان مشروع لكسب أصوات الناخبين للوصول الى الحكم فقط، فكان مشروع “النهضة” بمثابة مشروع “الفنكوش”.

المشروع القومى فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى

السيسى لم يأتى ببرنامج إنتخابى يوضح للشعب ما هو مشروعة القومى للبلاد إلا أن الشعب المصرى أعتبر أن السيسى قدم لة مشروعا قوميا قبل المجئ الى الرئاسة ألا وهو التخلص من جماعة الاخوان المسلمين وحكمهم للبلاد.

وإذا قلنا أن المشروع القومى هو إرادة شعب لتحقيق هدف لتنمية وتطور البلاد “فالانقلاب” على جماعة الاخوان المسلمين كان بمثابة إرادة شعبية أنتصر فيها الشعب والجيش.

وبتولى الرئيس السيسى حكم البلاد بدأ فى أظهار ملامح مشروعة القومى للبلاد وهو “محور قناة السويس” ولم يكن بمشروع جديد الا أن الجديد هو أخذة للقرار ووضع حجر الاساس للمشروع ونأمل من خلالة تنمية سيناء وتحقيق تنمية اقتصادية للبلاد وليس فقط جذب أصوات المصريين فى الانتخابات.

الخاتمة

اتمنى الى جانب المشاريع القومية الهامة القائمة على الهدف الاقتصادى والاجتماعى للبلد، عمل مشروع قومى لإيقـاظ الهوية المصرية وإحياء المجتمع المصرى وبناءه مرة أخرى بقيم وعادات وتقاليد المصريين الاصلية، حيث ظهر فى المجتمع المصرى خلال الفترات الاخيرة الكثير من السلوكيات الغريبة والعشوائية والتناقضات التى تقف عقبة نحو التقدم والتطور ولذا:

لابد من إعادة الثقة العامة وروح الجماعة وضمير الامة وإراداتها وذلك لانهم بمثابة الطاقة الداخلية التى تدفع الافراد الى التعاون على هدف واحد والارادة لتحقيقة ونبذ ثقافة الاستسهال والاهمال، ولا يتحقق كل هذا دون مواطنين مؤمنين بالوطن ومخلصين لأهدافة مواطنين يعتزون بوطنهم ويخلصون لة ويقدمون المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.

فلا سبيل لتحقيق نمو اقتصادى دون بناء مجتمع أساسة العدالة الاجتماعية والتنمية الثقافية، ولا سبيل للتقدم والرقى وبناء دولة مصرية متقدمة دون الرجوع الى هويتنا المصرية.

ولـذا لابد من البحث عن الذات وأعادة اكتشاف وتنقية الشخصية المصرية من الثقافات الواردة عليها التى لم تحقق لها غير الضعف والهوان وهذا بالرجوع الى تاريخ مصر القديم الذى يحمل الصفات البارزة للشعب المصرى، فأن تاريخنا هو هويتنا هو زماننا ومكاننا وعبقريتنا.

لابد من إيقاظ الهوية المصرية “فمــن فقـــد هــويتـــه خـــان دولتــــه”.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-