الجديد

التعدي على الآثار وكيفية انقاذها

إن هذا العنوان التعدي على الآثار وكيفية انقاذها ليس عنواناً لبحث مكتوب فحسب إنما هو معنى أصيل لصوت جماد يكاد ينطق، ولو من غير لسان لقد اختزل مصطلح الآثار حول كلمة حتة، أو عروسة أو تحفة أو مجرد مجموعة من الأحجار المتراصة. وهذا في الحقيقة مفهوم خاطئ.

التعدي على الآثار وكيفية انقاذها

إن المادة العلمية التي تعطيها لنا الآثار بالنسبة للبعض قد تكون مهمة جدا خصوصا لو كان الأثر نادرا، ولا يوجد منه نسخ أخرى أو حالته سيئة أو لا يمكن استنساخه، أو لو كانت أحجاره بالية أو متهالكة.

فالحفاظ على الأثر هو بمثابة الحفاظ على سجل يومي أو دوري لمجتمع قديم يجعلنا من خلاله نتصور كيف كان يعيش هذا المجتمع. وكيف كان يتعامل مع بعضه البعض. وأيضا كيف كان يتعامل مع المجتمعات الأخرى. وماذا ترك أهل هذا المجتمع لنا من مخلفات حضارية بعد رحيلهم.

إن الثقافة المتدنية لبعض الناس بل وبعض المسئولين تجعلنا نقف مكتوفي الأيدي لا نستطيع تغيير ثقافات متراكمة عبر السنين تم اكتسابها عن طريق الخطأ، إما من خلال التعليم، وإما سلوكية من خلال التربية الخاطئة، وعدم احترام مقدسات الغير ومتعلقاتهم، أو ربما عدم الفهم بقيمة ما ورثناه وما تركه لنا الأجداد.

طرق التعدي على الآثار

تنقسم عملية الإساءة أو التعدي على الأثر لشقين هما:

الشق المادي في التعدي على الآثار

يتمثل في تشويه الأثر بعدة طرق منها:

  1. الكتابة، فتجد البعض يكتب كلمات مسيئة وعبارات نابية على جسم الأثر واشارات مخلة بالأدب والذوق العام.
  2. قضاء الحاجة والبصق ورمي القمامة.
  3. إستخدام آلات حادة من أجل الرسم أو نقش عبارات ما.
  4. السير بالأحذية بشكل عام والمتسخة بشكل خاص، وغيرها على جسم الأثر.
  5. قطع بعض القطع من الأثر بغرض الإحتفاظ بها كذكرى (يعد سرقة).
  6. التنقيب بدون ترخيص  أو الحفر خلسة وهذا يكون سرا ويعتبر أخطرها.
  7. التعدي بالبناء على الأراضي و المواقع الأثرية

الشق المعنوي في التعدي على الآثار

  1. يتركز في عمل أفعال مشينة وفاضحة لا تتناسب مع الذوق العام في المناطق والمواقع الأثرية.
  2. التصوير واستخدام الفلاش وما له من أضرار على جسم الأثر خاصة، وإن كانت مادة الأثر تتأثر بشكل بالغ من هذا النوع من التصوير.
  3. تصوير الأفلام الإباحية داخل المواقع الأثرية.

وهنا نحن لن نستطيع تغطية كل ما يعرض الأثر للتلف أو الدمار في هذه المقالة الصغيرة، فهناك العديد من الأشياء التي تدمر الآثار بطرق مباشرة وغير مباشرة.

ثقافة البعض حيال الآثار

ولقد إختزل بعض من عامة الناس فكرة الأثر كما سبق ذكره في أعلى المقال في لفظ حتة أو قطعة أو عروسة، فحين يسمع أحد العامة مثلا أنك تعمل في مجال الآثار أو في مجال قريب يقول لك مازحاً ((مفيش حتة كده)) أو عندي حتة أو في مكان شاكك فيه. والبعض الآخر يقول لك بأن هناك شيخ في مكان عمل كذا وكذا واستخدم كذا وكذا فهل هذا صحيح؟

خلاصة القول إن الثقافة المتدنية، والمتراكمة عبر السنين هي من جعلنا نصل إلى هذه الحالة التي يرثى لها حول آثارنا … لقد صرخ الأثر … فهل من مغيث؟




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-