الجديد

لقب سيدة مصر الأولى وعلاقته بنساء عرش مصر

سيدة مصر الاولى لقب لة الكثير من الصلاحيات، ولكن هل من حق صاحبة هذا اللقب كل هذة الصلاحيات، وما هو الدور التى تقوم بيه صاحبة هذا اللقب على مدار العصور التاريخية فى مصر !!؟؟

لقب سيدة مصر الأولى وعلاقته بنساء عرش مصر

أول من أطلق عليها هذا اللقب هى السيدة (أم كلثوم) وذلك لقيامها أعمال وطنية، كما كانت سفيرة لمصر فى وقت الحرب.

السيدة الأولى هو لقب من الجانب السياسي ليس له وجود وهذة المكانة ليس لها وجود داخل الدساتير والقوانين .. وعلى الرغم من هذا وجدنا ارتباط هذا اللقب بزوجات الحكام فقط، وارتباطة بالعديد من الصلاحيات السياسية والاجتماعية!؟..

أن زوجة الحاكم يجب أن تكون على قدر كبير من التفتح والخلق و ذلك لتكون وجها مشرفا أمام الدول الاخرى ويجب أن تكون على دراية بمعرفة الشخصية المصريه وأن تكون على دراية بالشعوب العربية والاوربية وعلى دراية بكل وسائل التكنولوجيا كما أنها يجب أن تتابع السياسة وتشارك زوجها الرأى لكن لا يحق لها أن تتدخل فى شئون البلاد ونظام الحكم كما ينبغى أن تتعلم أصول البروتكول وكيفية مقابلة الرؤساء ولكن لا يحق لها أن تبدى أى قرارات و يجب أن تكون معنية بالجانب الاجتماعى اكثر، وفى السطور التالية نوضح الدور السياسي والثقافي والاجتماعي لـ «سيدة مصر الأولى» على مدار العصور التاريخية..؟

المرأة فى مصر القديمة

شغلت المرأة فى مصر القديمة بصفة عامة مكانة لم تصل اليها المرأة فى أى مجتمع معاصر لها أن أختلفت هذة المكانة من عصر الى اخر.

أما بالنسبة للملكات المصريات كان لهن أهمية كبيرة منذ بدء الاسرات وكان لهن دورهن السياسى أيضا، حيث كان لابد أن يكون حاكم مصر من الدم الملكى وكان معروف أن الدم الملكى ينتقل عن طريق المرأة حيث أن الزوجة الرئيسية للملك هى (زوجة الاله) وكانت من نسل ملكى خالص وكانت أنقى الزوجات دما حيث انها من جسد الهى فأصبحت الملكات من الكيان المقدس وكان ذلك من أساسيات التى ساهمت فى قوة نظام الام الملكية والتى ظهرت فى العصر الحديث تحت لقب (الوالدة باشا)، وكان للام الملكية أهمية كبرى ويستدل على ذلك من بعض الاثار وقوائم الملوك حيث ذكرت فيهم أسماء أمهات الملوك.

وفى عصر الدولة القديمة كانت تنسب البنوة للام، كما سمح لهن بالتصوير داخل حجرة الدفن الملكية.

وفى عصر الدولة الحديثة كانت اسم أم الملك تسبق أسم زوجته الملكية… ومجمل القول أن ملكات مصر القديمة كان لهن أهمية كبيرة بسبب دورهن فى تقليد وراثة العرش مما إستلزم معة أن يحملن ألقاب عديدة تعكس سلسلة نسبهم الى الاسرة المالكة ومشاركتهن فى الوظيفة الملكية وأحتلت الزوجة الملكية العظمى التى تعتبر أنقى الزوجات دما مكان الصدارة بالنسبة لزوجات الملك الاخريات، كذلك فأن الام الملكية تبعا لذلك شغلت مكانة مرموقة فى تقليد أو نظام وراثة العرش كما تمتعت بالتقدير والاحترام من الجميع.

أما بالنسبة للدور السياسى للزوجات الملكيات فهو يتضح من خلال بعض القابهن فمثلا بنجد أن الملكة (تـى) تمتعت بشخصية قوية وشاركت زوجها فى معظم آثارة وجاء أسمها بعد أسم الملك مباشرة وشاركت الملك فى الاحتفالات كما قام الملك أمنحتب التالت ببناء معبد لها فى النوبة لعبادتها، أما بالنسبة للملكة (نفرتيتى) زوجة أخناتون ظهر دورها السياسى فى القيام ببعض الاعمال التى كانت مخصصة فقط بالملوك مثل ضرب الاعداء وقيادة العربات الملكية ومشاركتها فى كثير من الحفلات العامة وتوزيع الدهب على كبار الموظفين وإستلام الجزية وإرتدائها التيجان الملكية، وتعتبر أنها شاركت أخناتون الحكم.

والى جانب مشاركتهم للملوك للحكم وتميزهن عن باقى النساء الى أنهن كيدهن عظيم فكان منهن من يطمع بالحكم ويدبر المكائد والمؤامرات للاستيلاء على الحكم.

المرأة فى العصر الملكي فى مصر

فى عصر الخديوي اسماعيل، ظهور المرأة في الحكم كان واضح من خلال الوالدة باشا أو «الأم الحاكمة» والتي نتجت قوتها من أنها مستشارة سياسية لابنها طوال سنوات حكمه لمصر مثلما كان يحدث ايام المصريين القدماء. اما بالنسبة لزوجات الحكام بدأ يتأكد دورهن باتخاذهن دور سيدة مصر الأولى في الوقت الذي بدأ يقل تأثير «الأم الحاكمة» التي كان تأثيرها يختلف حسب تعليمها وثقافتها وتأثيرها على مصير مصر.

وكانت الوظيفة الرئيسية لزوجة الحاكم في عهد أسرة محمد علي الحفاظ على الأسرة من خلال كثرة النسل حيث انها من واجبها انجاب الذكور كمهمة من مهامها في القصر الملكي، وذلك للحفاظ على توريث السلطة.

وتكرر ذلك الامر فى عهد الملك فاروق الذي انفصل عن زوجته الاولي «الملكة فريدة» التي لم تتمكن من انجاب ولى العهد.

وبنلاحظ ان أغلب زوجات حكام مصر كن يحملن جنسيات أجنبية بجوار جنسياتهن المصرية، وعلى الرغم من ان أسرة محمد علي كانت تلتزم بعادة الزواج من فتيات من النسل الملكي لكن كانت هناك أجنبيات حصلن على لقب السيدة الأولى , وبنجد ان زوجات الحكام تعلمت داخل بيوتهن.. تعلمن المعلومات الاساسية مثل التاريخ والعلوم … الخ

أمـا عن دورهن فظهر فى مشاركتهن فى المناسبات التي تخص النساء فقط مثل حفلات الزفاف الملكية وسهرات الأوبرا كما ان الصحف المصرية لم تكن تخلو من صور زوجات الحكام وهن يشاركن في الاعمال الخيرية.

وعلى سبيل المثال الملكة فريدة تولت الرئاسة الفخرية لاتحاد المرأة ورابطة المرأة الجديدة. وشاركت في بناء جمعية خاصة بتوعية الفتيات وشاركت بحضورها فى المعارض الفنية وكانت مهتمة بالاشراف على استقبال الشخصيات الهامة من الأجانب زوار مصر..

المرأة فى العصر الجمهورى و سيدة مصر الأولى

اما عندما اصبحت مصر جمهورية فوجدنا ان السيدة «تحية عبدالناصر» وقد كانت ذات أصول ايرانية، وكانت قليلة الظهور وكان معروف عنها أنها زوجة مطيعة لزوجها تسير خلفه في المناسبات العامة وكانت أماً لخمسة أطفال وسيدة المنزل وخلال المرات القليلة التي ظهرت فيها في مناسبات عامة كانت لضيافة أصحاب السمو الرفيع وكانت جمل استقبالها متلعثمة لكنها بالاجمالي خلال فترة الرئيس جمال عبد الناصر لم تحضر اية مناسبة عامة.

اما بالنسبة للسيدة «جيهان السادات» والسيدة «سوزان مبارك» تتشابه مستواهما الاجتماعى حيث انهما من أسرة متعلمة والجدان من ناحية الأب ينتسبان الى صعيد مصر ووالديهما يتمتعان بالاحترام والتقدير وسعيهما لاستكمال دراسة الطب في بريطانيا وتزوجهم من بريطانيات.

اما بالنسبة للجانب الثقافى والتعليمى للسيدتان (جيهان السادات، سوزان مبارك) فقد نالوا الدرجات الجامعية وحصلت السيدة جيهان السادات على درجة جامعية كبيرة في الأدب العربي من جامعة القاهرة. وفي نفس الوقت قيدت السيدة سوزان مبارك في الجامعة الأميركية بالقاهرة. لتحصل على بكالوريوس العلوم السياسية عام 1977 ثم حصلت على الماجستير عام 1982.

أما بالنسبة لدورهن السياسى كزوجات لحكام مصر فبنجد أن السيدة “جيهان السادات” كانت مهتمة جدا باللقاءات الصحفية سواء المحلية أو الاجنبية حتى انها أصبحت من مشاهير المجلات الامريكية وكتبت مقالاعن المرأة المصرية المتحررة فى مجلة ” تايم ” الامريكية، وركزت جهودها فى فكرة تحرير المرأة المصرية وعمل مشاريع خاصة بحقوق المرأة، كما أنها كانت عونا لزوجها فى تأييدها الدائم لارائه.

كما أنها تعاونت مع زوجها للوصول لثقة الشعب المصرى … أما بالنسبة لمشهد النهاية لجيهان السادات كسيدة مصر الاولى فكان مؤثرا فجسد زوجها رجل الحرب والسلام راقدا فى مستشفى القوات المسلحة بالمعادى وكل ما فعلتة هو إخبار “مبارك” بأنة أصبح رئيسا لمصر، وتنازلها عن لقب “السيدة الاولى” للسيدة “سوزان مبارك”، وعلى الرغم من ذلك ظلت “جيهان السادات” رمزا من رموز الوطنية فى مصر ويكن الشعب المصرى لها الكثير من الاحترام ..

وأستعدت السيدة “سوزان مبارك” للقب الجديد “سيدة مصر الاولى” وكانت من أولى سيدات العصر الجمهوري التي تعاملت مع شعبها بشكل مباشر عن طريق التلفزيون. وعملت على نشأ الكثير من المشروعات الهامة مثل “القراءة للجميع” و”المجلس القومى للمرأة” و”سيدات من أجل السلام” ويعتقد الكثير أنها كانت بمثابة المستشار للرئيس “مبارك”.

ويبدو أنه قد سيطرت الغيرة والحقد على السيدة “سوزان مبارك” بعد أن أتخذت لقب سيدة مصر الاولى حيث أنها أطاحت بكل ما يمت للسادات وعائلتة بأى صلة حتى تمسح تاريخ عائلتة وأنجازاتها وحب الشعب للسيدة “جيهان السادات” .. وكان مشهد النهاية مروعا بالنسبة للسيدة “سوزان مبارك” بعد قيام ثورة 25 يناير وإنهيار أحلام سوزان (كما قيل من قبل بوسائل الأعلام إبان الثورة) بالاستمرار فى وجودهم على عرش مصر وتكملة مصيرها كالوالدة باشا فى العصور الملكية من خلال توريث الحكم لابنها جمال.

وسعت سوزان بكل جهدها على الاستمرار فى الحكم وذلك من خلال الاتصال بأصدقائها في أوروبا وأمريكا لمساعدتها هى وعائلتها من أجل الاستمرار فى الحكم، وفى هذا الوقت أتصلت “جيهان السادات” بوزيرة الخارجية الأمريكية “هيلاري كلينتون “وبالرئيس الأمريكي “أوباما” لمساندة الشعب المصرى فى ثورتة والفرق كبير وزاد احترام الناس ” لجيهان السادات ” بينما دخلت عائلة سوزان السجن في مصر.

ونحن فى انتظار أعمال السيدة الاولى للبلاد حاليا السيدة (انتصار السيسى)، فهل ستشارك فى الاعمال السياسية والاجتماعية داخل البلاد أم أنها ستكتفى بأن تكون عونا لزوجها كأى زوجة ؟؟

أما بالنسبة لى فأتمنى أن أكون فى يوما ما سيدة مصر الاولى ولكن ليس القصد من هذا اللقب المتعلق بالامور السياسية ولكن أتمنى أن أحملة كما حملته أول إمراة لقبت به.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-