الجديد

فن التعامل مع السائح مقارنة بين المتحف المصرى والمتحف البريطانى

قبل ان نتحدث عن فن التعامل مع السائح انشر لكم تلك الصور لأحد قاعات العرض بالمُتحف البريطاني، أو بمعنىَ أصح المُتحف المصري ببريطانيا الذي يحتوي على ما يزيد عن 100 ألف قطعة آثرية مصرية مُهربة أو مُهداه منذ القرن 18 و 19 لأن القانون فيما مضى كان يُتيح إتمام مثل هذه الأفعال.

فن التعامل مع السائح مقارنة بين المتحف المصرى والمتحف البريطانى

وهناك مقولة دائماً نسمعها من البعض وهي (أثارنا فى الخارج خير سفير لنا) وبالطبع تلك الجملة على الرغم من صحتها إلا أنها تبين مدىَ عدم إدراكنا كمصريين بأهمية أثارنا، وتراثنا، وحضارتنا، وبالتالي عدم إستغلالها الإستغلال الأمثل، وتحقيق ربح مادى منها للصالح العام، والصراحة أننا يجب أن نخجل من ذلك كثيراً.

وبالطبع عدم إدراك تلك الأهمية يتمثل في أمور أخرى كثيرة منها الإهمال في التعامل مع الآثار، وكأنها قطع من الروبابكية، والتضييق على السائحين المصريين، وأحياناً الأجانِب داخل المتحف، وعدم السماح بالتصوير؛ إلا بتذكرة خاصة، وأشياء من هذا القبيل، وكأن المتحف أصبح عبارة عن شباك تذاكر لسينما بتعرض فيلم لمدة ساعتين من الزمن، وهذا ما يجعل البعض من الذين يزورون المتحف للمرة الأولىَ، يكرهون أن يزوره فى المرة الثانية هذا بالنسبة للمُتحف المصري بالقاهرة.

فن التعامل مع السائح في سياسة المتحف المصرى ببريطانيا

لكن إذا ألقينا الضوء قليلاً وشاهدنا سياسة المتحف المصري ببريطانيا في التعامل مع زواره سنجد أن كل السائحين يدخلون بكاميراتهم عادي جداً، ويلتقطوا الصور، والفيديوهات في أي بقعة يرغبوها فى داخل المتحف أو خارجه (ليس كما هو موجود عندنا في المتحف المصري من منع لكل شئ، وكل شئ أمام مقابل، وقريباً التنفس مقابل المال) وهذا لأنهم مُدركين أن ذلك أقل حرية، ومتعة للسائح أن يأخذ صور مع الآثار التي سافر على وجه الخصوص من بلده لكى يزورها، ويخلق جو من الحب لدىَ السائح تجاه المكان، والآثار الموجودة فيه، وبالتالي يحب أنه يزوره مرة ثانية، ويفتخر أنه ذهب ورأى هذا المكان والمعروضات الأثرية التى به.

ليس هذا فقط؛ ولكنهم جعلوا دخول السائحين إلى المتحف البريطانى بالمجان؛ فيما عدا المعارض الخاصة بالآثار المصرية الخاصة، كما تركوا السائحين على حريتهم بالكامل داخل المتحف، ولكنهم في نفس الوقت يقوموا بتعويض الدخول المجانى للسائح بوجود العديد من المحلات المتنوعة في وسط المتحف تابعة لإدارة المتحف، والتى تجعل المتحف يكسب أكتر من مليار جنيه إسترليني سنوياً، لأنه بالطبع لن يدخل أى شخص للمتحف بدون أن يأكل أو يشرب، أو حتى يشترى هدايا تذكارية لأهله أو أقاربه أو أصحابه، وهذه طريقة عبقرية فى فن الإدارة والتعامل، وهى الربح الغير مباشر.

هذا إلى جانب قيامهم بالترويج الفوق ممتاز لآثارنا المصرية، وذلك عن طريق أنهم يختاروا أثر شهير مثلاً كحجر رشيد، ويقوموا بطبعه على الهداية التذكارية، ليس هذا فقط بل وخلال ببحثى على “موقع جوجل” في إحدى الأيام عن صور لحجر رشيد وجدت أن المتحف البريطانى يقوم بطبع شكل الأثر على أى نوع من أنواع الملابس مثل الكرافت، أو حتى الملابس الداخلية للرجال أو السيدات، بالإضافة للإكسسوار، وهذه طريقة تفكير ممتازة للأشياء التى يحتفظ بها الإنسان لمدة طويلة، تجعله يفكر فى زيارة المتحف مرة أخرى.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-