الجديد

على بك الكبير من أصل صليبى أرثوذكسى

إن الغموض قد اكتنف مولد هذا الصبى على بك الكبير شأنه شأن غالبية المماليك، وكان الشخص المقرب لعلى بك والأكثر احتكاكا به هو لوزنيان.

على بك الكبير من أصل صليبى أرثوذكسى

نشأة على بك الكبير

وقد أخبرنا لوزنيان بأن على بك الكبير قد ولد في عام 1728، في بلاد تسمى أباظة[1] من بلاد القوقاز التابعة للسيادة العثمانية آنذاك، كان والده نصرانيا أرثوذكسيا أحد قساوسة الكنيسة اليونانية، وكان يود في تنشئة ولده يوسف (اسم الولادة لعلى بك) تنشئة كهونتيه ليشغل مناصب الكنيسة.

إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهى به السفن حيث خرج ولده يوسف في إحدى رحلات الصيد مع خلانه في الغابات فخرج عليهم قطاع طرق فأسروه بضاعة وهو يافعا عن عمر يناهز الرابعة عشر فابتاعه شخص يدعى كرد أحمد كبار تجار الرقيق بالإسكندرية، فباعوه هناك لأخوين يهوديين يعملان كمديري في الجمارك وهما إسحق ويوسف فقدموه على بك كهدية لأحد رجال كبار العسكر آنذاك شخص يدعى إبراهيم جاوش اليكيجرى.

حياة على بك الكبير في كنف إبراهيم جاوش

بدأت حياته كحياة أى مملوك نشأ في حضرة أسيادهم البكوات حيث مهدوا له الإسلام وسموه عليا، ثم درس تعاليم الدين الحنيف وكذلك القراءة والكتابة واللغتين العربية والتركية وظل يرتقى حتى وصل لمنصب خازندار بيت استاذه وتقلد منصب الصنجقية تحت اسم “على بك اللواء قاز طاغلي” ثم انتهى هنا الطور الأول في حياته ليبتدئ الطور الثاني وهو شياخة البلد أي زعامة المماليك.

[1] أباظة او أباذة: هى بلاد تقع في الجهة الجنوبية المقابلة للبحر الأسود التى تقع عند دائرتى عرض 44،42 شمالا وبها غابات بمساحات شاسعة وأهلها ليسوا چراكسة وإنما من نسل أهالى المستعمرات اليونانية.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-