الجديد

البحيرات الملحية في واحة الجغبوب

قبل تناول الحديث عن البحيرات الملحية في واحة الجغبوب ننوه بأنه قد تشكلت هذه البحيرات في واحة الجغبوب نتيجة لإنخفاض الأرض تحت مستوى سطح البحر.

البحيرات الملحية في واحة الجغبوب

وهذا الانخفاض يسمى بمنخفض القطارة الذي يبدأ من غرب القاهرة في جمهورية مصر العربية ماراً بالواحات البحرية وسيوة والواحات الواقعة غرب سيوة ووصولاً إلى واحة الجغبوب.

هذه المسطحات المائية التي تشكلت وانحصرت داخل المنخفض تحتوي على نسب عالية من الأملاح التي تنخفض نسبها عند منابع العيون التي تغذي البحيرات. وسبب تركيز الأملاح في مياه البحيرات هو نتيجة للتبخر الناتج عن إرتفاع درجات الحرارة في هذه المنطقة.

بحيرة الملفا من اهم البحيرات الملحية في واحة الجغبوب

هذه البحيرة هي من أهم معالم واحة الجغبوب. حيث تبعد عنها بحوالي 30 كم بإتجاه الشرق على الشريط الحدودي بين ليبيا ومصر. ويمكن الوصول إليها من خلال طريق معبد أنشأ في العام 1995م لغرض الوصول به إلى واحة سيوة في جمهورية مصر العربية. غير أن هذا الطريق توقف عند النقطة الحدودية ولم تستكمل عملية الإنشاء.

تبلغ مساحة المسطح المائي حوالي 1كم مربع في محيط ومنخفض قطره 10كم وبها عدد 8 جزر صغيرة. ويحاذيها من الجهة الشمالية جبل الملفا الشهير الذي يحتوي على نقوش ورسوم صخرية ومقابر وصهاريج مياه وشواهد فترات الجفاف على حافة الجبل.

إن بحيرة الملفا هي المتنفس الوحيد لأهالي واحة الجغبوب في فترة الحر وقسوة المناخ. فيقصدونها للأستمتاع بالسباحة وبلطافة الجو وجمال المنظر والإستشفاء. فهي في نظرهم مركز علاجي ومنتجع سياحي. وفي المحيط المجاور للبحيرة تنتشر عيون الماء وبعض أشجار النخيل والأعشاب والأشجار التي تعيش في الأراضي السبخية كشجرة الطرفة وشجرة العوسج أو ما يعرف بالغردق وأيضاً عشبة العقول الشهيرة بعلاج الوباء الكبدي. وهناك نوع من الأزهار الجبلية النادرة البنفسجي اللّون كان ينبت فوق جبل الملفا غير أنه ومنذ سنوات لم يشاهد مرة أخرى. ونجد من الحياة البرية الحيوانات والحشرات والطيور المهاجرة.

فمن الحيوانات هناك الأرنب والجربوع والثعلب والذئب والغزال وكان الأخير قبل إنقراضه متواجد في المنطقة ويتنقل عبر الحدود من مكان إلى آخر.

أما بالنسبة إلى الطيور المهاجرة فهي تأتي في موسم الهجرة من أوروبا إلى أفريقيا إلى هذه البحيرة تستجمع قواها لكي تتمكن من عبور الصحراء متجة إلى وسط وجنوب أفريقيا وفي طريق العودة إلى أوروبا تتخذ نفس المسار.

ومن الحشرات الموجودة في محيط البحيرة، عقارب الشمس وذبابة طير الإبل والباعوض.

وأيضاً من الزواحف؛ الورل والثعابين.

بحيرة العراشية اكبر البحيرات الملحية في واحة الجغبوب

هي أكبر بحيرة في واحة الجغبوب على الأطلاق. وتبعد عن المنطقة السكنية في إتجاه الجنوب الشرقي بنحو 33.64 كم بخط مستقيم. وهي ملامسة للشريط الحدودي بين ليبيا ومصر عند النقطة الحدودية 164.

يبلغ طول المسطح المائي 5.83 كم وبعرض 2.36 كم عند أوسع نقطة. أماّ الجزء الواقع في الأراضي المصرية طول إمتداده 400 م وتحتوي البحيرة على 15 جزيرة. وهذه البحيرة واقعة في منخفض قطره 11.58 كم.

يحدها من جهة الشرق الشريط الحدودي وواحة القيقب المصرية.

ومن الشمال جبل العراشية.

وفي الغرب بحيرة صغيرة.

ومن الجنوب بعض التلال الصخرية التي تفصل بين بحر الرمال ومنخفض العراشية. وبمحاذاة بحر الرمال يمر مسرب المجابرة وهو مسرب وطريق قديم لخط قوافل الإبل القادمة من الغرب ومتجه نحو الشرق والعكس كذلك، ماراً على بئر بوسلامه وحطية إحويذله (إحويده) الواقعة جنوب الجغبوب ومروراً بجنوب منخفظ العراشية ووصولاً إلى واحة سيوة. وهناك مسرب الإخوان القادم من واحة سيوة والمتفرع من مسرب المجابرة قاصداً زاوية الجغبوب.

وفي المحيط المجاور للبحيرة يوجد بعض أحراش النخيل والأعشاب والأشجار الصغيرة. فهذه البحيرة كمثيلاتها من البحيرات الواقعة في نطاق واحة الجغبوب. فهي تتسم بنفس الطابع البيئي المكون من الحيوانات والنباتات والحشرات والبيئة المائية والطبيعة الجغرافية.

بحيرات العامرة

تقع هذه البحيرات على مسافة 23 كم من منطقة الجغبوب السكنية في منخفض قطره 9.11 كم في إتجاه الجنوب الشرقي على خط بحيرة العراشية الواقعة شرق منخفض العامرة بنحو 13 كم.

وبحيرات العامرة هي مجموعة من 4 بحيرات متجاورة، الأولى وهي أكبرها وهي بطول 1.76 كم وبعرض 780 متر عند أوسع نقطة. أماّ البحيرة الثانية هي بقطر 500 متر والبحيرة الثالثة بقطر 300 متر والرابعة بقطر 220 متر.

يكثر على أطراف هذه البحيرات بعض الحشائش مثل القصبة ونبات الديس وهو مشابه لنبات البردي الذي ينبت على ضفاف نهر النيل. ومن سمات هذا المنخفض أنه تنتشر فيه عيون الماء التي يزيد عددها عن السبعة عيون ذات أشكال دائرية وشبه الدائري بأعماق مخيفه وكأنّ تلك العيون متصلة ببعضها البعض من تحت القشرة السبخية الحمراء والتي تظهر فيها هذه العيون بهيئة فجوات على سطحها.

ويحد هذه البحيرات من الجانب الشرقي عين بوزيد.

ومن الشمال حطية العامرة.

واما في الجنوب أرض صخرية يليها بداية بحر الرمال العظيم.

ومن الغرب حطية المجابرة وبعض التلال الصخرية.

بحيرة إفريدغة

هذه البحيرة واقعة في واحة قديمة وموغلة في التاريخ. ولم يعرف حتى الآن إسمها الغريب الذي يمكن بأن يكون إسم أمازيغي وليس بالغريب أنهم قطنوا هذه المنطقة يوماً من الأيام.

ومنخفض إفريدغة هو من أهم المنخفضات الواقعة في نطاق واحة الجغبوب من حيث الأهمية التاريخية. في هذا المحيط الواسع الذي يبلغ قطره 7.88 كم توجد بحيرة إفريدغة التي تبعد عن المنطقة السكنية بمسافة 15.90 كم وهي مكونة من جزئين تربطهما قناة مائية.

فالبحيرة الأولى هي بطول 440 متر تحدها الكثبان الرملية من جهة الجنوب وجهة الغرب وتنتشر على أطرافها النباتات والحشائش بصورة كبيرة مما يعطيها لمحة جمالية.

أماّ الجزء الثاني للبحيرة فطوله 270 متر. يحدها من جهة الجنوب وجهة الشرق أرض سبخية حمراء. وفي الغرب يتصل بها جزء الأول من البحيرة. ومن الشمال بعض الكثبان الرملية.

والبحيرة يغذيها ما يزيد عن أربعة عيون ماء والشيء العجيب في هذه البحيرة هو النخلة الملتوية التي إتخذت من علامة الإستفهام شكلاً لها. لتصبح بذالك أكبر علامة إستفهام طبيعية. وهي مجاورة للبحيرة الأولى من الجهة الجنوبية وملاصقة للكثبان الرملية.

ومن الآراء التي قيلت حول سبب إنعوجاج هذة النخلة العجيبة، أنها مصابة بمرض فيسيولوجي. والرأي الآخر يرى إن سبب الإنعوجاج هو في التغير الدائم في إتجاه هبوب الرياح في هذه المنطقة.

وما يميز هذه البحيرة بغض النظر عن صغر حجمها أنها أجمل بحيرة في واحة الجغبوب فهي تجتمع فيها الرمال والمياه والأعشاب والحشائش والأرض السبخية الحمراء مكونة منظر خلاّب يخطف الأبصار.

منخفض إفريدغة هو بخلاف المنخفضات الأخرى من حيث الطبيعة الجغرافية فأرضها صالحة للزراعة. وبها بعض الكثبان الرملية والتلال الصخرية. وتنتشر فيها المقابر الصخرية وصهاريج المياه. وتكثر فيها أشجار النخيل ذات الجودة الممتازة حيث أخذت فسائل النخيل منها في بداية تأسيس واحة الجغبوب من نوع الصعيدي. وهذا يدل على أن هذه المنطقة كانت مقطونة.

ختاماً لا يسعنا إلاّ أن نقول إن هذه البحيرات هي من أعجب البحيرات الملحية. فكان لزاماً علينا أن نشير إليها في هذه المساحة الإعلامية لعلها تلقى إهتمام جهات ذات الإختصاص واستثمارها سياحياً.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-