الجديد

الطرق الصوفية في مصر

عرفت الطرق الصوفية لدى الشعراني بست وعشرون طريقة منها، (الرفاعية، القادرية، الأحمدية، البرهانية، الشازلية، السهرودية، النقشبندية، الحسينية، الوفائية، الكثيرية، العزيزية، السعودية، المصافحة، الطيلسان، الرداء،  ….).

الطرق الصوفية في مصر

وقد ورد في الجبرتي أسماء لطرق أخرى وجدت في مصر أيضا إبان الإحتلال العثماني منها، (الشعرانية، البراهمية، والشناوية، والمولوية، وغيرها).

وذكر على مبارك أن فرقة الأحمدية قد تفرعت إلى (المرازقة، والكناسية، الإنبابية، الحمودية، السلامية، الزاهدية، البيومية، …. والرفاعية ليس لها فروع وإنما لها ثلاث بيوت، والفرق بين الفرع والبيت، أن لكل فرع شيخا، أما البيوت فيجمعها شيخ واحد، أما الشاذلية فقد تفرعت إلى أربع عشرة طريقة.

مميزات الطرق الصوفية

لا يوجد فرق كبير بين هذه الفرق ولكن يعود بعضها إلى الزى، أو طريقة الذكر والعبادة، فقد تميزت الطريقة الأحمدية بالزى الأحمر، والبرهامية بالزي الأخضر، والرفاعية بالزي الأسمر.

وكذلك أعلامهم التي تميزت بذات اللون، أما عن الفرق في العبادة فأكبر ما يميزها، أن لكل طائفة ورد، أو حزب انشأه شيخها وحرص عليه أتباعه في حياته وبعد مماته، يرددونه في الأوقات التي حددها لهم، ويتلونه جماعة دون أت يتغيب عن تلاوته أحد منهم.

لأن مدد الشيخ في ورده، وكان من سوء الأدب مع الشيخ، تغيبه عن تلاوة الورد، فإن غاب عنه بدون عذر، وجب عليه أن يؤنب نفسه أمام إخوانه، والإشتغال بالعلم ودراسة الدين لا يصلح أن يكون عذرا يحتمي به من قصر في حضور مجالس الورد، بل ذهب البعض ليكون التغيب سببا يبرر طرد الشيخ للمريد.

تختلف طريقة الأداء من طريقة لأخرى فى تلاوة الأوراد والذكر فهي أدعية يتوجهون فيها إلى الله، وصيغ مختلفة للصلاة على نبيه، وهي حافلة بآيات من القرآن الكريم، منهم من يتحلق ويذكر الجلالة ويحرفها وينشد له المنشدون القصائد والموالات، ومنهم من يقول ابيات من بردة مديح للبوصيري.

وبعضهم كانوا من أهل المغرب يجلسون قبال بعضهم يتكلمون بلغتهم بنغم، بين أيديهم طبول ودفوف يضربون عليها على النغم ضربا شديدا مع ارتفاع أصواتهم، وتقف جماعة أخرى قبالتهم، يضعون اكتافهم في أكتاف بعض، يتلوون وينتصبون ويرتفعون وينخفضون، يضربون الأرض بأرجلهم، وكل هذا يحتاج إلى قوة وجلد. والبعض تتميز أورادهم بكثرة الإستغفار، والتسبيح، والصلاة على النبي.

طريقة الدمرداشية

أما طريقة الدمرداشية فكانوا يقدمون للذكر محلقين، ثم يدورون وقد وضعوا أيدهم  بعضها في بعض، ويذكرون الله في رقصة يسمونها الهوية قائلين، هو، هو، هو.

فقراء السعدية

أما فقراء السعدية فكانوا يذكرون الله كثيرا حتى إذا طاب لهم الذكر اضطربوا وتساقطوا على الأرض كالخشب المسندة، لا يستطيعون حراكا.

ومن كرامات بعضهم خروج سائل ملون بالأحمر، والأبيض والأصفرمن أيديهم، ومواضع اخرى دون أن يصيبهم جرح، ولعله العرق الناشئ عن الجهد.

البرهامية

أما البرهامية فكانوا يتميزون في الذكر بصيغة يا “دايم”.

فرقة المطاوعة

اما فرقة المطاوعة فكانوا يجتمعون في حلقات، يتخذون لهم مغنين من الرجال ومساعدين يدقون الطبول ويضربون الكؤوس وأولادا يجلسونهم خلفهم، حتى إذا اشتدت حماسة الذكر هجم عليهم الأولاد واحتضنوهم من الخلف تيمنا وبركة.

أصحاب الأشايرهم

وهم جموع كثيرة من أهل الطرق يسيرون ليلا وبأيديهم الشموع وهم رافعوا الأصوات بالذكر والتهليل والصلاة والسلام على سيد المرسلين، (صلى الله عليه وسلم).

الرفاعية

أما الرفاعية كانت أشهر الطرق بالكرامات التي تقوم على طعن النفس بالمدي، واكل الزجاج،والقبض على الحديد المحمي، ودخول النار، محادثة الأفاعي.

البيعة للشيخ فى الطرق الصوفية

الطالب إذا وفد على الشيخ، أمره بأن يتوضأ، ويصلى ركعتين بنية التوبة والإنابة، ثم يجلس الشيخ مستقبلا القبلة جاثيا على ركبتيه بالأدب والخشوع، ويجلس الطالب أمامه لاصقا ركبتيه.

ثم يقرأ الفاتحة ثلاث مرات، ويتبعه المريد، ويقرأ (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله، يد الله فوق أيديهم، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه).

ثم يأمر المريد أن يقول- أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، تبت إلى الله ورجعت إلى الله ونهيت نفسي عما نهى الله، ورضيتك شيخا لى ومرشدا، فيقول له المرشد، وانا أقمتك مريدا بهذه الطريقة، وعلى هذا العهد المبارك.

نفوذ شيوخ الطرق الصوفية

حفلت مصر بفرق المتصوفة، وطوائف الفقراء، منذ العصر العثماني، واكتظت الشوارع بمواكبهم، والبيوت بولائمهم، والمساجد والزوايا باجتماعاتهم.

وانتشر الشيوخ والأتباع في الريف والحضر، وتغلغل نفوذهم في المدن وشاع في الأقاليم والقرى، امتد سلطانهم إلى مختلف طبقات الشعب، وتسرب إلى قصور الحكام.

فكان لهم الحظوة والكلمة، وكان الأولياء فوق العرف وفوق القانون، بل كانوا فوق سلطان الدولة العثمانية التى دقت دولة المماليك على أعناقها.

كانت الدولة تمد الأولياء بالأموال وتعينهم على دوام العز في زواياهم كسبا لرضاهم وعدم تقليب الشعب عليهم.

من أشهرهم الشيخ السادات الذي جمع في يديه السلطة الدينية، وسلطة المشيخة وسلطة التشريع والتنفيذ، وغدارة الثواب والعقاب على المذنبين، على مرأى من الناس والحكام فلا يغضب أحد.

مشيخة الطرق الصوفية

ظهرت مشيخة مشايخ الطرق الصوفية نتيجة لإزدياد أعداد الطرق، فكانت الحاجة للسان واحد يتكلم عنهم ويدافع عن مصالحهم، وينظم علاقاتهم بالحكومات.

أنشأت أول خانقاه بإسم سعيد السعداء فى القرن التاسع الهجري، عرفت بدويرة الصوفية ونعت شيخها بشيخ الشيوخ، ثم اتسع استخدام هذا اللقب عل كل الطرق ومشايخها فى القطر المصري.

إستمرت الطرق الصوفية فى مصر حتى الأن، ولكن تم تقنينها، والحد من مظاهر الإحتفالات التي يقومون بها خاصة فى المولد النبوى الشريف.

ومنعت الحكومة الكثير من هذه الإحتفالات، ويقال أن فى مصر الآن أكثر من سبعين فرقة من الصوفية، وظلت علاقة الطرق الصوفية بالدولة سلمية.

مصدر الطرق الصوفية

كتاب (تاريخ الجبرتي)




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-