الجديد

اصواتنا الداخلية

كلنا بنسمع اصواتنا الداخلية اللى مصدرها انفسنا واحنا بنفكر او بنهمس لذواتنا باشياء ما، زي اننا نفكر نفسنا بميعاد دفع فاتورة التليفون مثلا، والاهم اننا عندنا وعي اننا احنا مصدر الاصوات دي.

اصواتنا الداخلية

لكن ايه اللي هيحصل لو الصوت الداخلي المعتاد ده اصبح اصوات كتيرة خارج نطاق تحكمنا ومن غير ما نعي انها داخل رؤوسنا فقط ونظن انها خارجية، وايه اللي هيحصل لو الاصوات دي بتهمس لينا باشياء مجنونة ومخيفة ؟!

بسيطة جدا، في الحالة دي خلاص اصبنا بمرض الفصام Schizophrenia.

عذرا، ده مش شئ بسيط علي الاطلاق.

نظرية سماع اصواتنا الداخلية

عالمة النفس چوليان چينز صاغت نظرية بتقول ان من فترة مش كبيرة تاريخيا كلنا نحن معشر البشر كنا بنسمع النوع ده من الاصوات، الاصوات كانت بتنتج داخليا في النصف الايمن من المخ ولكن بيتم استيعابها علي ان مصدرها خارجي من نصف المخ الايسر، ونتيجة لده الاصوات دي كان بيتم استيعابها علي انها آتية من الالهة، لكن في الفترة حوالي 1000 قبل الميلاد مع تطور عملية الوعي والادراك تم استيعاب الاصوات دي علي انها داخلية المصدر.

بعض علماء النفس بيشبهوا الفصام بالحالة البدائية دي، الانسان مبيبقاش مدرك لمصدر الاصوات الداخلية دي.

الفصام ام اضطراب الشخصية

الفصام بيصيب 1% من البشر، وهوا شئ مختلف تماما عن اضطراب الشخصية التعددية multiple personality disorder، اعراض الفصام الغالبة هيا عبارة عن هلوسات، زي رؤية اشياء غير موجودة، او التصديق بان الشخص المصاب ده بتحاك ضده مؤامرات عليا والميل الدائم للاكتئاب، لكن اهم الاعراض واكترها شيوعا هوا سماع الاصوات.

الهلاوس السمعية بتحصل في اضطرابات كتيرة، لكن المميز في حالات الفصام انها ذات طبيعة عدائية، دائمة الاتهام والتحريض وانزال احكام قاسية علي الذات وعلي الاخرين مجسدة بذلك افظع مخاوفهم.

في دراسة اتعملت علي اكتر من 3000 مريض بالفصام، خلصت الدراسة دي لوجود علاقة وطيدة بين الاصابة بالفصام وبين خلل وراثي في احد وظايف جهاز المناعة، في چين اسمه c4 gene مسئول عن قصقصة الوصلات العصبية في ادمغتنا زي ما بيحصل في الاطفال في عملية اسمها “تشذيب الوصلات و النواقل العصبية” بيتم فيها قصقصة الوصلات غير العاملة لرفع كفائة واداء المخ، اللي بيحصل ان في حالات الفصام الچين ده بيشتغل زيادة عن اللزوم فبيقصقص نواقل و وصلات عصبية مهمة جدا للمعالجة والادراك والتحكم في الافكار.

في ابحاث بتربط برضه بين البكتريا المعوية الموجودة في اجسامنا وبين الفصام لانها بتعدل من ردودنا المناعية، دراسة من دول وجدت انه الباكتريا المنتجة لحامض اللاكتيك بالذات مرتبطة جدا بالفصام واخري وجدت ان اللي عندهم سؤ تمثيل لسكر اللاكتوز اكتر عرضة للفصام.

رغم ان تشخيص الفصام بيعتمد بشكل حصري علي السلوك والافكار والتجارب الشخصية، الا ان عواملها متعددة منها زي ما شوفنا عوامل وراثية واخري بيئية زي التعرض لضغوطات معينة زي التواجد في مجتمعات صناعية والانتساب لاقليات عرقية وزي تدخين الحشيش لان المادة الفعالة فيه THC مادة بتسبب هلوسات للي عندهم استعدادات وراثية.

علاج الفصام حاليا بيعتمد علي علاج الهلاوس والاوهام بالادوية الا ان 49% من المرضي مبيلتزموش بالعلاج، عشان كدة لازم التركيز علي الابحاث الوراثية عشان محاربة المرض ده.

تذكير: بلاش تريقة على المرضي النفسيين ووصفهم بالضعفاء لان زي ما شوفنا الموضوع اعقد مما كنا نتصور.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-