الجديد

مطلوب آنسه للعمل قصة من واقع الحياة

اليوم سأحكى لكم قصة مطلوب آنسه للعمل، وهى قصة واقعية من جوانب حياتنا اليومية، وإليكم سرد حكاية القصة.

مطلوب آنسه للعمل قصة من واقع الحياة

بداية قصة مطلوب آنسه للعمل

تخرجت من كلية الآداب ، ويا ليت التخرج هو المشكلة التي تقف أمام كل شاب، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في العمل بعد التخرج.

جاء الارتباط مباشرة عقب حصولي علي شهادة التأجيل من الخدمة العسكرية، وكانت الخطوبة تمثل عامل من عوامل الضغط التي تدفعني للبحث عن عمل وسريعاً

لكي أستطيع تجهيز منزل الزوجية وما تحتاجه إجراءات الزواج من متطلبات وأعباء مالية كثيرة، ستقولون نعرف ذلك، وستحاولون أن تهدؤني قائلين لي:

الكل مثلك يمر بنفس مشاكلك، ما هو الجديد؟!

ولكنني بدأت مهمة البحث عن عمل، اذهب هنا وهناك لأطرق أبواب شركات العمل ولكن كلها موصدة في وجهي، فليس لدي خبرة ومؤهلي لا يسمح بالعمل مع ما يناسبه.

حتى وجدت فرصة لأعمل بأجر نظير عمل في القطاع الحكومي، وظيفة إدارية عملي هو الجلوس علي مكتب حتى ميعاد الانصراف.

كدت أجن بسبب حالة الكسل واللاعمل هذه، وأيضاً لا أخفي عليكم أن الراتب كان ضئيلاً يكاد يكفي ثمن المواصلات، فقررت أن أبحث عن وظيفة ثانية بعد مواعيد العمل لتساعدني وتجبر مرتبي الضئيل.

نزلت سوق العمل وبحثت فتقابلني دائما عبارة “مطلوب آنسه للعمل” حتى تعبت من البحث، وعدت إلي المنزل في ذلك اليوم وهذه العبارة سالفة الذكر تطاردني في صحوي وفي منامي .. مطلوب آنسه للعمل.. آنسه للعمل.. آنسه!!!

سيطرت علي عقلي حينئذ فكرة مجنونة، وقلت بيني وبين نفسي ..ولما لا؟!!

فكرة للعمل والمطلوب آنسه

كنت شاب حليق الوجه، أتميز ببعض الوسامة والقبول، كانت هذه الصفات احدى متطلبات هذه الفكرة المجنونة، والباقي كان علي عاتق جيبي.

فأشتريت شعر مستعار وبعض أدوات التجميل وبعض الأشياء النسائية لا داعي لذكر الباقي، لأتيح لكم حرية التخيل والتفكير.

وجاء موعد التنفيذ وقررت أن أودع موعد اللاعمل، فذهبت إلي أحد محلات الملابس الحديثة والراقية بوسط البلد، وكان ميعاد المقابلة أو كشف الهيئة كما يقولون.

وجدت فتيات كثيرات بعضهن جميلات، والبعض الآخر يتجمل، فهذه تنظر في مرآة تخرجها من حقيبتها لتعيد خصلة نافرة من شعرها إلي موضعها.

وهذه تضع أحمر شفاه علي شفتيها، وتمصمص شفتيها لزيادة أثر اللون، كنت أقف مذهولاً، وانا اجد نفسي وقد دخلت إلي عرين النساء بقدمي، واري عن قرب عالم الجنس الآخر.

أقتربت من احداهن قائلة لي: مالك كده يا آنسه واقفة بعيد، .تعالي .. قربي أنت بتتكسفي ولا إيه؟

كاد صوتي يخرج خشناً محتجا علي مظهري، ولكن تداركت الموقف بسرعة وقلت بصوت ناعم: لا.. بس دي أول مرة ليه.

فقالت لى: تعالي .. اقعدى جنبي هنا .. هو اسم الكريمة إيه؟

لم احتر قليلاً فكان اسمي “فوزي” فقلت مباشرة: اسمي ” فوزية” وحضرتك.

وتناقلنا أطراف الحديث وأدركت حقيقة جديدة عن عالم النساء، ألا وهي سرعة التعارف والتقارب من الآخرين.

مر الوقت وجاء دوري، ووفقني الله في الاختبار، ولكن كنت اشعر بنظرات غريبة من المدير الشاب، هل عرف حقيقتي أم انه مجرد ظن؟

المهم تمت المقابلة بنجاح وانتظرت النتيجة في اليوم التالي، ولعلكم تندهشون أنني كونت صداقات كثيرة في ذلك اليوم، وملئت أجندة تليفوني بأرقام صديقاتي الجديدات.

وجائني الخبر السعيد بأنني قد قبلت للعمل، ولا تدرون كم كنت سعيد بإستلام هذا العمل.

إستلام العمل

كنت دقيقاً في مواعيدى، كنت أذهب إلي عملي المكتبي أولاً ثم انصرف، معي حقيبتي التنكرية والتي اثارت العديد من التساؤلات بين زملائي في المكتب.

ثم أذهب إلي احدي محلات الحلويات الشهيرة حيث أدخل دورة المياه لأغير ملابسي، وتقابلني ابتسامة عامل المحل البلهاء يومياً وهو يهرش في رأسه فاغراً فاه.

ثم اذهب إلي المحل لأستلم العمل من زميلتي التي تعمل في الفترة الصباحية، كان هذا هو جدول اليومي، وكنت نشيطاً جداً في العمل.

وصنعت العديد من العلاقات والصديقات من رواد المحل، وكونت كثير من الزبائن والعملاء للمحل حتى وعدني المدير بزيادة راتبي وترقيتي لأعمل سكرتيرة خاصة له.

وفي يوم من أيام العيد حيث يكون العمل لساعة متأخرة، كنت أعد نفسي للإنصراف حتى فاجئني المدير بسؤاله قائلاً لي بصوت منخفض، ممكن أكلمك في موضوع حساس شوية، فقلت بصوت منخفض: نعم، خير ان شاء الله.

خير، خير، ثم تردد وحسم أمره قائلاً: هل انت مرتبطة؟!

صعقت من هول المفاجأة التي أعجزت لساني، فأكمل قائلاً:

انا معجب بيكي من اول مرة شوفتك، ارجوكي لا تجيبي الآن، سأمنحك أجازة يومين للتفكير.

لا تقولون لي ماذا افعل ؟! لقد تعبت من كثرة التفكير هل أترك هذه الوظيفة التي اتقنتها وكونت الكثير والكثير منها، وراتبها الذي يساعدني كثيرا في اعداد منزل الزوجية.

انا في حاجة الي هذه الوظيفة كثيرا ولكن موقف المدير مني، آه .. تكاد راسي تنفجر، هل أصارحه، ولكنه لو عرف سيرفدني.

وبعد طول تفكير قررت ان انتصر لرجولتي، سأترك العمل من أجل الكرامة، والرجولة مضحياً بالماديات.

ورجعت إلي مكتبي وحالة اللاعمل والملل اليومي وقرأت الاعلانات المبوبة، وفجأة لفت نظري هذه الاعلان، مطلوب سكرتيرة حسنة المظهر.. و ..

فأطرقت وقلت بيني وبين نفسي:- ولما لا ؟!!!!!!!!




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-