يعتبر الفيلسوف هيجل راجل محير، بيشهدله خصومه قبل مناصريه بالعظمة والجسارة العقلية، اتقال عنه أن النازية استلهمت من أعماله واتقال برضه عنها إنها على النقيض حجر الليبرالية الأساس، تعالوا نتكلم عنه شوية ونشوف هوا عايز ايه.
مولد الفيلسوف هيجل
اتولد وعاش حياة هادية وتقليدية على المستوى الحياتى فى مدينة شتوتجارت، إلا إن حياته الفكرية كانت مجموعة ثورات ومغامرات كبرى، تدرج فى سلك التدريس الجامعى لغاية ما ترأس إدارة جامعة برلين.
كتب مجموعة كتب فلسفية مهمة وشهيرة جدا زى “ظاهريات الروح” و”عناصر فلسفة الحق” و”علم المنطق”، إلا إنه ك كاتب كان أسلوبه ركيك ومقعر زيادة جدا بس مينفيش روعتها الفكرية والفوايد العديدة ليها. وفى كل فلسفته فى دروس مهمة جدا لازم نلتفت ليها بعناية خاصة:
الأجزاء المهمة فى انفسنا يمكن العثور عليها في التاريخ
فى زمن هيجل كانت النظرة الأوروبية المعتادة للماضي أنه بدائى وبربرى وإنه يجب الفخر بمدى التقدم اللى حصل فى “الحاضر”. فيلسوفنا اختلف مع النظرة دى وكان بيبص للماضي وكل حقبة فيه على أنها مستودع نوع معين من الحكمة وان الماضى مش شر محض زى ما النظرة الحداثية بتقول.
وأن مش شرط يكون الحاضر أفضل مطلقا من الماضى بالعكس احنا لازم نلتفت للماضي عشان نكمل بيه ومنه كل شئ ناقص فى زمننا، على سبيل المثال نلتفت للاغريق القدماء عشان نتعلم منهم يعنى ايه مجتمع صحيح، ونلتفت للعصور الوسطى عشان نتعلم منها معنى الشرف والبطولة.
التقدم عنده مش عملية خطية مستقيمة، بل متعرجة، ومهمة المؤرخ هيا البحث فى الماضى عن الحاجات اللى بنفتقدها فى الحاضر.
تعلم من الأفكار التى تكرهها
كان عنده إيمان شديد بأهمية التعلم من “أعداءه”، وده لأنه عنده اعتقاد بأن حتى أشد الأفكار شذوذ وغرابة لازم بيبقى فيها نوع من المنطقية والغاية والحقيقة، على سبيل المثال فكرة “القومية” ليها تاريخ من الدموية والآثار السيئة حتى فى زمنه هوا، بس هوا كان بيسأل دايما ويدور على اى جزء ولو صغير من الحقيقة فيها وسبب تبنى الناس ليها، ولقى أن سبب تبنى البعض للقومية هوا احتياجهم للاحساس بالفخر ب بلادهم واحتياجهم إحساس الانتماء لكيان أكبر من مجرد ذواتهم. وده شئ ينطبق على كل الأفكار الشاذة، أن فيها شئ من الحق مهما كانت.
التقدم عملية فوضوية
يكاد يكون الاكتشاف الهيجيلى الأهم هوا الفكرة دى، الجدل الهيجيلى أو “الدياليكتيك”، وهوا أن التقدم دايما متارجح بين نقيضين شاذين، وأن العملية دى لازم تمر ب 3 أطوار: الفكرة ونقيضها ومركب يؤلف بينهم. زى مثلا الجنسانية، كانت متحفظة جدا فى العصر الفيكتورى.
أما فى ستينيات القرن العشرين كانت جامحة جدا، يبقى لازم يجى عصر بعد كدة وليكن 2020 اللى يحصل توليف وضبط للعملية الجنسية بحيث أنها تبقى مظبوطة مش شاذة فى أى الاتجاهين. وقال إن العملية دى هيا محور تقدم التاريخ وأنها قد تكون بطيئة ولكنها حتمية الحدوث.
الفن له غاية
كان بيشمئذ من جملة “الفن من أجل الفن” وكان بيشوفها محض هراء لأنه كان بيشوف الفن شئ وظيفى من الدرجة الأولى، ووظيفة الفن عنده هيا تثبيت وتوضيح الأفكار المهمة للحياة، الفن بعبارة هيجل نفسه هوا “التمثل العاطفى للأفكار”.
بمعنى أن الفن هوا اللى بيخلى الأفكار العظيمة والمهمة تلزق فى دماغنا عن طريق عرض جميل سواء بلحن أو لوحة أو عمل معمارى، لأن المعرفة النظرية لوحدها مش كفاية لتحميسنا للفاعلية، زى مثلا كلنا متعاطفين مع قضايا اللاجئين، لكن منحبش نشوف آثارها بعيوننا، ودى وظيفة الفن، أنه يقدم الواقع فى قالب مقبول ومحمس.
نحن بحاجة لمؤسسات جديدة
العالم مش بحاجة لأفكار جيدة وصحيحة ولكن لأفكار “فعالة” وتتعمم على الكل وتغرس فى النفوس ، وعشان كدة احنا فى حاجة لمؤسسات جديدة للوظائف دى وليس مجرد أفراد عباقرة، لازم كل شئ يبقى مؤسسى مش فردى، مستدام مش مؤقت.