الجديد

الفيلسوف أرسطو

الإسم اللى بيخبط فى رأس اى حد لما يسمع كلمة فلسفة هو أرسطو ، المعلم الأول والفيلسوف الأعظم واللى فلسفته فضلت مسيطرة على الوعى الثقافى لعصور طويلة ومازالت تعالوا نتكلم عنه شوية.

الفيلسوف أرسطو

مولد الفيلسوف أرسطو

اتولد فى بلاد الإغريق فى عز عظمتها قبل الميلاد بعدة قرون، وأول وظيفة هامة ليه كانت تعليم الإسكندر الأكبر اللى هيبقى الإمبراطور الأهم والاعظم فى التاريخ، وأسس مدرسة الليسيوم اللى كلمة lycee الفرنسية اتخدت منها واللى ببساطة تعنى مدرسة، كان بيحب يدرس لتلاميذه وهما بيتجولوا على رجليهم وعشان كدة سميت مدرسته “المشائية”.

كان مشغول وبيندهش دايما بطريقة عمل وتنوع الأشياء فى الطبيعة والعالم، زى ازاى الجنين بينمو فى البيض، وازاى الرياح بتتحرك وازاى الجبال اتكونت وليه الزرع الفلاني بيطلع فى مكان معين ووقت معين مش مكان تانى ووقت تانى، بس السؤال الأهم ايه اللى بيخلى الناس والمجتمع جيدين.

الفلسفة عند أرسطو

كانت مهمة الفلسفة بالنسبه له الإجابة على أسئلة الحياة العملية الكبرى زى:

ما الذى يجعل الناس سعداء؟

فى كتاب “الحكم النيكوماخوسية” اللى اتسمى كدة بسبب أن اللى كتبه نيكوماخوس ابنه كان همه أنه يعرف العوامل اللى بتخلى الناس سعداء أو لا، لاحظ أن الناس الناجحين والسعداء بيتميزوا بوجود قيم معينة، وأننا لازم ننمى القيم دى فى نفسنا ونحتفى بيها فى الآخرين.

الشجاعة، التأنى، الجاذبية، العزة، التحرر، التميز، الصدق، التحمل، خفة الظل، التواضع، الطيبة .. دى أهم القيم دى عنده، بس لاحظ شئ فى كل قيمة وهيا أنها ب تتوسط نقيدين شاذين وان القيمة دايما وسط ومقدارها “ذهبى” وان “الفضيلة بين التفريط والافراط”.

زى مثلا الشجاعة بتقع بين الجبن والتهور، والشخص خفيف الظل يقع بين الممل اللى مبيعرفش يبقى مثير للاهتمام أو مضحك ودايما قرفان من نفسه ومن الجميع، وبين الشخص اللى بيهزر دايما وبيلقى النكات عمال على بطال، وقال إن الشخص خفيف الظل ده مهم جدا لأن المحادثات الجيدة من أهم الأشياء بالنسبه لنا، وعملنا أرسطو جدول بكل قيمة والطرفين الشاذين اللى بتتوسطهم فى نهاية الكتاب.

وقال إن الناس تتغير للأفضل مش مستحيل، ولكنه برضه مش شئ سحرى، لازم تدريب وتعليم وتنمية للقيم دى، وعشان كدة لازم يبقى عندنا صبر عالناس اللى معندهاش القيم دى، لأنهم ببساطة مش أشرار ولكن قليلى الحظ.

ما هى فائدة الفن؟

فى كتابه فن الشعر بيحاول يعرف أهمية الفن اللى على أيامه كان الشكل الرئيسي منه هوا المسرح التراجيدى، وكان عايز يعرف ايه مواصفات الفن ده وايه أهميته.

ناس زى سوفوكليس ويوربيديس كتبه تراجيدياتهم البديعة بحرفية كبيرة، بس ايه هوا عنصر الأساس فى كل الأعمال دى ؟ بيجاوب فيلسوفنا بأنه الانقلاب، الانقلاب من حالة جيدة لحالة مزرية، هو ده لب كل تراجيدية.

بس ايه أهمية الشئ ده، يعنى ليه الناس تتفرج على اوديب اللى هيقتل أبوه ويجامع أمه عنوة وبعد كدة يكتشف ده ويخذق عينه ؟ الإجابة هيا “التطهر” .. الدراما والتراجيديا بيدوا للناس فرصة التطهر العاطفى والأخلاقى لأنهم بيحطوا نفسهم مكان البطل وبيعرفوا ان دوام الحال وهم وان الاستقواء على الآخرين ملوش طائل وأننا لازم نتعاطف مع الآخرين. عشان كدة وظيفة الفن النهائية عنده هيا جعل حقيقة الحياة ملتصقة برؤوسنا.

ما هى فائدة الأصدقاء؟

لاحظ أرسطو 3 أنواع من الأصدقاء، أصدقاء المصلحة اللى صداقتهم لجلب المنافع فقط، وأصدقاء المرح اللى بنقضى معهم أوقات للضحك والترفيه وبس، ثم أفضل نوع اللى هما الأصدقاء الحقيقيين اللى هما مختلفين عنك بس بيتماهوا معاك، آلامك بتبقى آلامهم وفرحك فرحهم، آه فقدهم مؤلم، لكنهم أفضل شئ فى الحياة لأننا مع بعض بنبقى أكبر من مجرد شخص واحد ووحيد، بنتشارك القيم وبنلغى عيوب بعض.

كيف تقتحم الأفكار الجديدة هذا العالم المزدحم؟

كان ب يشغله جدا موضوع ليه مش دايما الأفكار الصحيحة هيا اللى بتتغلب على الخاطئة، ولاحظ أن القرارات المهمة فى أثينا كانت بتصدر فى ميادين عامة، وأن مش صحة القول دايما العامل الوحيد المؤثر فى تقبل الناس للقرارات دى، وده كان شئ محبط لأستاذه أفلاطون، بس هوا كان عنده أمل فى أنه يجعلنا مقبولين دايما على مستوى الأفكار، واخرجلنا رائعته “فن الخطابة” اللى بيعتبر الكتاب الأهم فى المجال ده للآن، وقال إن الخطيب لازم يبقى خفيف الظل ومعتدل ومشوق ومش بس سارد لأفكار جيدة، ويجب أن تدرك عواطف المستمعين وخوفهم.

الفلسفة اليوم مش بتبدو الشئ العملى اللى أرسطو حلم بيه، و فى عالمنا اللى ب تجتاحه المشكلات العملية يجب أننا نرجع للمعلم الأول للحياة العملية، أرسطو.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-