احنا نوع رائع من الكائنات بالنظر لحجم نجاحاتنا وانجزاتنا اللي عملناها، في النهاية احنا الفصيل الوحيد اللي غزا الفضاء، ممم بمناسبة غزو الفضاء تخيل ان ناسا اعلنت في 2006 انها فقدت النسخ الاصلية اللي اتصور عليها خطوات ارمسترونج علي القمر!!!
لماذا يفشل البشر
البث الاصلي للحدث جالنا بعد تعديل الشرايط الاصلية لتحسين جودة الصورة، لكن فين الشرايط الاصلية للحدث ؟ لا احد يعلم!!!.. ناسا اجرت تحقيق موسع وتتبع للادلة وبعد 3 سنين خرجوا في 2009 بتصريح مدمر ومضحك في نفس الوقت عن نتايج التحقيق: الشرايط الاصلية تم مسحها!!!!
اللي حصل انهم في التمانينات مسحوا فوق ال 200 الف شريط تسجيلي عشان يعيدوا التسجيل عليها عشان يوفروا في الفلوس شوية، في نسخ مصورة كتير طبعا للحدث بس كلها نسخ محولة من الاصل، ده اشبه بانك تقول ان في حد استخدم وثيقة اعلان الاستقلال كورق تواليت مثلا!!!
واحد من اعظم انجازاتنا كان ممكن يبقي معرض لضياع ذكراه بسبب “العجز البشري”.
احنا دلوقتي عندنا من التكنولوجيا ما لم يمتلكه البشر في اي وقت مضي، لكن برضه دايما عندنا مشاكل، بنسقط في الامتحانات وبنعمل كوارث مهنية لاسباب تافهة زي الاخوة في ناسا عملوه وطيارات بتقع وحوادث كتيييييير، كل ده ليه ؟! الحقيقة العالم مليان باشخاص غير كفؤ في اماكنهم اللي بيشغلوها، برضه ليه؟!
في الوقت اللي ارمسترونج كان بيخطو اولي خطواته علي القمر كان في شخص علي الارض بيصبح شخصية عامة رغم انه مجرد مدرس مغمور، كل ده عشان الف كتاب رائع احتل قائمة الافضل مبيعا فترة كبيرة، لورنس بيتر قالنا ان الطموح البشري مش سبب في انجازاتنا ولكنه سبب اهم لاخفاقاتنا.
كلنا بننظر للمستقبل مدفوعين بطموحنا متناسين الماضي اللي بيقولنا بكل الطرق ان الطموح رذيلة مش فضيلة، من قصة الخلق التوراتية لقصايد شكسبير لكتابات ميكافيللي، طب ليه تناسينا التحذيرات دي، بسبب حاجتين: امريكا، ذلك المكان الضخم البعيد العصي علي الغزو، لكن احتلاله اكد نظرية تفوق العرق الاوروبي الابيض.
وتاني حاجة الثورة الصناعية الجبارة اللي انتجت الشركات الكبري والثروات الرهيبة، الشركة الواحدة بيشتغل فيها مئات ان لم يكن الاف البشر بنظام وتراتبية معينين، التراتبية دي خلقت ما يعرف ب “السلم الوظيفي” واصبح طموحنا منصب علي فكرة الترقي الوظيفي، وهنا يجي اسهام بطلنا لورنس بيتر انه اكتشف حاجة محدش اكتشفها قبله.
مبدأ بيتر
تخيل لو انتا شخص طموح وفي بداية حياتك المهنية واشتغلت في وظيفة ما علي بداية السلم الوظيفي وبعد فترة من العمل الشاق اترقيت للوظيفة الاعلي منها علي السلم والوظيفي، وبعد فترة اتكررت العملية دي تاني وتالت وهكذا.
في بقي عيب خطير في النظام ده، لاننا بنترقي بناءا علي ادائنا في الوظيفة “السابقة” مش الوظيفة “الجديدة” علينا، تخيل انك بتمسك وظيفة انتا متعرفش عنها حاجة بناءا علي ادائك الجيد في وظيفة تانية خالص اقل منها اهمية، في النهاية هتجد نفسك موجود في وظيفة انتا مش كويس فيها علي الاطلاق، بتعبير الكاتب انتا كدة وصلت ل “مستوي عجزك”.
المشكلة انك حتي مش عاجز عن اداء مهامك لدرجة الطرد من الوظيفة، عشان كدة هتلاقي نفسك بتعبيرنا “لابس” في وظيفة انتا سئ فيها.
وهوا ده “مبدأ بيتر” اللي بينص علي: كل موظف موجود في سلم وظيفي ما عنده القابلية اني يرتقي مستوي عجزه الشخصي.
الموضوع منطقي جدا، بس مبدأ بيتر بيبشرنا بالاسوأ، ان مع مرور الوقت والتراكم، فان كل الوظايف هيشغلها اشخاص غير اكفاء في ادائها، وده شئ مرعب للغاية.
طيب ممكن تتسائل ازاي اي حاجة وظيفية بيتم انجازها، جواب كاتبنا كان انه بينجز عن طريق اشخاص لم يصلوا لمستوي عجزهم حتي الوقت الراهن، ولكنهم اكيد هيوصلوله بلا شك!!!
ولو فكرنا نتخلص من فكرة التراتبية والسلم الوظيفي مش هنقدر لانها مهمة جدا للاعمال والمؤسسات، وعلي المستوي الشخصي عمرنا ما هنرفض الترقي والفلوس الاكتر والمكانة الاعلي.
لكن في شئ نقدر نسميه علاج مبدأ بيتر، واللي قالنا عليه هوا لورنس بيتر نفسه وقالنا ان مفتاح السعادة والنجاح، وسمي الشئ ده “العجز الابداعي”!!!
بيتحقق ده بانك تدعي وتقول لنفسك ان بالفعل وصلت لمستوي عجزك الشخصي، السبيل الوحيد لتجنب اداء وظيفة انتا سئ فيها هوا انك تتظاهر بالسؤ في اداء وظيفتك اللي انتا فيها بالفعل!!!
لورنس بيتر عرفنا بشكل ما علي سخرية وتناقض وضعنا كبشر وان طموحنا للافضل هوا في الحقيقة وصفة ناجحة جدا للفشل!!! ..