الجديد

بارادوكس وأربعة مفارقات منطقية

تخيل لو في سفينة لم نغير لها الشراع بتاعها الاصلي، وبعد فترة غيرنا المجاديف، واعمال الصيانة الدورية المتلاحقة انتهت بينا ان كل جزء في السفينة تم استبداله باخر “جديد”، هل السفينة علي وضعها الحالي هيا السفينة ”الاصلية” ولا دي سفينة “جديدة”؟!

بارادوكس وأربعة مفارقات منطقية

لو الاجابة انها هيا السفينة الاصلية، طب ازاي رغم انها اتغيرت بالكامل؟! طب لو قولنا انها واحدة تانية جديدة، طب امتي اكتسبت الصفة دي، هل بعد تغيير جزء واحد ولا جزءين ولا تلاتة ولا بعد تغيير الاجزاء بالكامل ؟! طب لو خدنا الاجزاء “القديمة” عملنا بيها سفينة تانية مطابقة للاولي هل السفينة دي جديدة ولا هيا الاصلية ؟!!!

ده بارادوكس اسمه “بارادوكس سفينة ثيسيوس” وليه تنويعات كتير نقدر نسميها بارادوكسات الهوية paradoxes of identity.

بارادوكس

احد التنويعات دي هوا “بارادوكس حفنة الرمال” وبيقول ان لو عندنا حفنة من الرمال واخدنا منها حبة رمل واحدة بنفضل نطلق عليها “حفنة” برضه، طب لو خدنا منها واحدة كمان، برضه مازالت حفنة، طب بعد كدة واحدة كمان، و واحدة كمان الخ..

امتي هنتوقف عن اطلاق لفظة حفنة علي اللي معانا، هل لما بقوا تلاتة ولا اتنين ولا رملاية واحدة؟! طب لو عكسنا الموضوع بمعني اننا جبنا حباية رمل واضفنا ليها واحدة تانية، وبعدها واحدة، وبعدها واحدة الخ، امتي هنبدأ نطلق علي الرمل اللي معانا ده “حفنة”، هل لما بقوا خمسة ؟! طب ليه مش لما كانوا اربعة؟! وليه مش لما بقوا ستة؟!

ممكن البارادوكس ده نطبقه علينا احنا شخصيا، هل لو مثلا تم بتر احد اعضائنا، هل احنا مازلنا احنا نفسنا ولا لأ، طب لو قولنا اننا مازلنا انفسنا، طب بعد بتر او ازالة كام عضو بنبقي مختلفين عن كينونتنا الاصلية ؟! وممكن ده نطبقه بالاستبدال، يعني تخيل لو تم استبدال اجسامنا بالكامل مع احتفاظنا بذكرياتنا ومشاعرنا، هل ده مازال برضه احنا ولا بقينا اشخاص مختلفين ؟!

ولو افترضنا مثلا ان في الة ما هتنقلنا من مكان لمكان بس عملية النقل دي بتقتضي تفتيتنا تماما لذرات وتجميعنا تاني بعد الخروج منها، طب لو تم استبدال جميع الذرات الاصلية بتاعتنا باخري مماثلة وبنفس الترتيب والتنظيم وخرجنا بنفس الذكريات والمشاعر، هل برضه مازلنا نفس الشخص اللي دخل الآلة ولا بقينا شخص تاني؟!

اللي فات ده اسمه teleportation paradox.



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-