الجديد

قصة رصاصة من خارج الحدود القصيرة

اليوم سأقص عليكم قصة رصاصة من خارج الحدود ، وهى إحدى القصص القصيرة والتى اتمنى أن تنال إعجابكم،

قصة رصاصة من خارج الحدود القصيرة

بداية قصة رصاصة من خارج الحدود

عندما كانت الكلمات بحر يتلاطم بداخلي، أحسست في تلك اللحظة أن ما يموج بداخلي من مرارة تبحث لها عن شق تخرج معه متى ما حانت الفرصة المناسبة للكلام،،

توقفت الكلمات على شفتي حائرة، بل مذهولة من فعلتك تلك التي هزت أركان قلبي الذي أتمنكِ على أسراره، فلم أفكر يوماً أن تغدري بي، ومع من مع أعز الناس على قلبي!

تدفقت الدموع من عيني رغماَ عني, أحب أثنين على قلبي يذبحوني بسكين الخيانة وأنا كنت أعتقد أن تلك النظرات،

والضحكات ما هي إلا براءة صداقة بيضاء نغتسل بها من هموم الوقت،

أعددت فنجان قهوة كان شديد المرارة، ولكن تلك المرارة التي كانت مستقرة في قعر الفنجان، لم تكن أشد من مرارة الخيانة التي تجرعتها منك.

فتحت باب قلبي لكِ قبل باب بيتي الذي شتت استقرارهُ، بخبثك و سذاجتي أتيتك باكية شاكية،

و لم أكن أعرف أنني أمنحكِ سلاحاً, تقتلعين بهِ جذور قلبي من مكانها.

سكن الفراغ روحي التي لم تستوعب خيوط اللعبة التي من خلالها وصلتِ إلى قلب خالد، لطمت كف بكف ,فأنا السبب في ذالك.

أنا من كنت أطلب منه أن يساعدها، و أن يحسن إليها، و لم يخطر ببالي بأنها ستقيدهُ بحبائله، التي لفتها حول خصرهِ الناعم!

لم أعد أحتمل إهماله، و تجاهلهِ بل لم أعد أقدر أن أبتلع تواجدها بجواره، كأنها خِصلات شعر أبيض في مفرقهِ المتعب في كيفية تدبر شؤون حياته المحفوفة بالقلق و الخوف الطافح من عينة.

كلما نظرت إليه و هو عائد من عندها، و روائح ملابسه معطرة بأنفاسها المجنونة!!

ندم

دلف إلى غرفتهِ بعد أن خلف في عيني دمعة حائرة بل نادمة فأنا من قرب النار من الحطب لأشعل بذلك النار داخل بيتي الذي بنيته بلبنات الحب المتبادل.

أخذتني الذاكرة و أنا أنظر إلى أقداح القهوة التي كنت أقدمها إلى منى، فكانت تطلب المزيد حتى تنفرد بك فترة أطول.

و ما أن تخرج حتى تحمل أنت الأقداح عني و تطلب مني أن أخلد إلى الراحة، بينما أنت تختلي بشفتها التي كانت تصبغ تلك الأقداح.

فتمتصها بشفتك التي لم تكن تشبع من امتصاص الأوهام، ثم تخبأها داخل أدراج مكتبك!

أدرت سماعة الهاتف في تلك اللحظة، فلم أسمع سوى صدى سقم أنفاسي، وهي تعتلي صدري المثخن بالألم.

نظرت إلى ساعة الحائط، كان الوقت متأخراً فهي لن ترد و لو أحرقت سماعة الهاتف بالرنين!

نظرت إلى خالد وهو يتقلب بجسده الناحل على السرير، بل أنه زاد نحولاً كأنهُ في أتون الامتحانات،

اللعوبة

أرتعد جسدي وأنا أتناول كوب من الماء البارد، الذي لم يطفأ نيران قلبي المشتعلة على ربيع عمري و هو يذبل أمام عيني في محيط تلك اللعوب التي تتجرع مائه كل مساء!

قررت أن أفاتحها في الصباح في الموضوع حتى أكون على بينة أكثر ولكنها صفعت الباب في وجهي ضاحكةً،

رجعت أدراجي لأجد خالد يجمع ملابسه في حقيبة مصنوعة من الجلد اللامع، اقتربت منه والخوف متمكن مني.

سألته عن سر تلك الحقيبة التي كان يجمع بداخلها ملابسهُ، أخبرني أنه سوف يسافر في رحلة مع صديقه طفولتي إلى المغرب.

سقطت من هول المصيبة عندما همس في أذني قائلاً أحبها، ولا أبالي بفارق السن الذي بيننا.

المال ام الحب – رصاصة من خارج الحدود

أنا مكتفي بما توفره لي من رفاهية الحياة، لو أهدرت عمري كله في الدراسة لن أحصل على تلك المميزات التي حصلت عليها معها.

لم أستطع النوم تلك الليلة و في الصباح نظرت إلى السماء فلمحت خيوط الطائرة المتجه إلى المغرب، و هي تقل بين أحشائها صديقتي و أبني الذي لم يتجاوز عمره الثامنة عشر ربيعاً.

تصفحت الجريدة بحثاً عن خبر زواجهما، لكن البوصلة عكست الاتجاه وأنا أنقد صاحب الموقع الخاص،

مطلوب زوج!! شاب عمره لا يتجاوز العشرين عام مقابل ثلاثة ملايين ريال وسيارة وبيت، تلك المميزات المتوفرة عند سيدة الأعمال (هـ ــ ع) بشرط أن تكون العصمة في يدها.

قصصت ذلك الخبر و دسست تحت وسادة أبني الفاشل، في أمل أن يعود لي بما عجز عنه والده حلقت الطائرة بعيداً.

بعد أن أطلقت على قلبي رصاصة من خارج الحدود قادمة تجاهى،

أقلعت روح خالد مع تلك السيدة في حادث سيارة مفخخة،

نثرت تركة طائلة فوق أكفان متصابية، لا تزال تدغدغ أحلامها، بمراهقة طفل لازال يسكن أحشاء أمه!!




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-