الجديد

الحكمة والعقل

هل تعلم ما هو الفرق بين الحكمة والعقل ؟ .. إن عقلنا مضحك، من ناحية انه مدهش حقا ومن ناحية أخرى يمكن أن يدمرنا بسرعة وبلا رحمة أكثر من أي شيء آخر.

الحكمة والعقل

إنه يخاف بطبيعته فعمله أن يكون حذر ليبقينا أحياء، يجعلنا نعبر الطرق بأمان، وأن لا نؤكل من قبل الأسد، لكنه يتركنا لوحدنا مما يجعلنا إما مشلولين من الخوف، أو أكثر شراسة من تمساح حشر بالزاوية.

الفرق بين الحكمة والعقل

يميل العقل بشكل مألوف وقوي ليسيطر على حياتنا، ونحن لا ندرك المرات الكثيرة التي يحاول فيها أن يدفع حكمتنا الداخلية وإحساسنا الطبيعي بالسهولة والحب جانبا.

ما هو سيء أنه لا يوجد كتاب أو كورس يغير طبيعة العقل، ولكن ماهو جيد أنه ليس علينا فعل ذلك. المشكلة ليست في عقلنا وإنما كيف نستخدمه.

نشعر بالقلق الخوف الحزن أو الكآبة عندما نعطي عقلنا الكثير من طاقتنا باتباع أفكاره السخيفة التي تعاكس حكمتنا الداخلية. السؤال هنا كيف يتم التلوث عندما يحاول العقل السيطرة؟؟

كيف يمنع العقل الحكمة من الظهور

هناك سبع أمور تعمل على منع الحكمة الداخلية من الظهور والتعبير عن نفسها وهي:

عندما تتجاهل ميلك (هواك)

عقلك ذكي ولكن ليس ذكاء الحكيم وإنما ذكاء الكمبيوتر.. عقلك ليس داخل ذلك الرقص الحدسي المبهم، إنه يريد الحقائق.

يحب عمل الحسابات.. مثلا تقول انك تريد مكالمة صديق لم تفكر به من سنين، ثم يقول عقلك “لا تكن سخيف، إنه من المحتمل أن لا يكون في المنزل أوحتى أنه لن يتذكرك، لذلك لا تتصل”.

لكن هل سبق واتبعت مثل هذه الميول التي تخرج منك بطريقة عفوية فطرية ومن ثم نظرت إلى الوراء، واو، انظر إلى كل شيء حدث بعد ذلك كم هو رائع وجميل.

وماذا عن القرارات مثل ماذا ستفعل بحياتك ؟ الطريقة المنطقية هي الاستماع للخبراء أو نسخ أعمال الآخرين.

عقلك يحب ذلك، متجاهلا الصوت العميق الذي يقول: “يجب أن تكون كاتب” وتختار بدلا عنه أن تدرس علم الإحصاء مثلا، لأن هناك الكثير من الأعمال للأحصائيين.

ونتعلم الرقص ليس لأننا نهوى الرقص ونريد أن نكون راقصين وإنما فقط لأننا جيدون بذلك أونوع من البريستيج.

تقبل أنك لست الناس الآخرين وخبراتك ليست هي خبرات الآخرين، وبمجرد أنك جيد بشيء لا يعني أنك تريده.

عندما تريد أن تقول “لا” لكنك تنتهي بالقول “نعم”

هل لديك مشكلة بقول كلمة لا ؟ إن عقلك يريد أن يكون محبوبا ويفكر أن كل شيء مهم، أن تكون صديق جيد.

أن تكون طالب جيد الذهاب زيارات اجتماعية وحفلات كثيرة، ولد جيد.. أن تكون كما يريدك الآخرون أن تكون.

قضت جانيت فريم ثمان سنوات في مشفى الأمراض النفسية، وأخذت مئتي صدمة كهربائية ونجت بصعوبة من جراحة في الدماغ.

لتدرك في السنوات اللاحقة أنها لم تكن مريضة. هي فقط لم تكن تحب أن تكون اجتماعية، وانها فقط لو فعلت ما كانت تشعر بحبه لكانت بصورة جيدة.

عندما تتفقد إيميلك أو تلفونك أو الفيس بوك بشكل مستمر

أنا أحب الأنترنت والإيميل وأقرا التعليقات على صفحتي، ولكن عادة ما اشعر بعدم توازن بسببها أو بعبارة أخرى بسبب كيف أستخدمها.

واعتقد أن اغلب الناس الآن هكذا وأكثر، وياترى ما سبب هذا التعلق بها بهذا الشكل ؟

اممم إنه البحث عن الاستحسان، الحاجة للاستحسان تذهب بعيدا ليس فقط هل هي أثر طبيعي للعقل، إنها راسخة من قبل نظامنا التدريسي.

لكنها خطيرة إنها تصرفك عن عيش اللحظة الحالية وتدربك أن تهتم عندما لا يستحسنك الآخرون فيصبح شغلك نيل استحسانهم.

عندما تفكر بطريقة “كل ذلك جيد للغاية بالنسبة لهم”

هل سبق لك أن سمعت عن فكرة “كل ذلك جيد بالنسبة لهم”، أغلبكم سيقول لا مع أننا نراها كل الوقت وهي كلاسيكية بالنسبة لعقلك: إنها فكرة مقاومة التغير تعيش قلق متوتر تريد أن تعمل بعض القفزات في حياتك ولكن عقلك يقاومها.

أي فكرة جديدة ستتعرض للمقامة لأن العقل دائما يفضل ماتعود عليه رغم أنه عادة ماتنقلك الأفكار الجديدة للأفضل.

خذ مثلا اليزابيث غيلبرت في كتابها “أكل صلاة حب” لم تكن قصة بل سفر حول العالم. كانت حول البقاء والشجاعة وكيف أن امرأة استخدمت المورد الذي امتلكته لتنقذ حياتها، وغيرتها تغير جذري.

عندما تفكر بافكار مغلقة ومتكررة (مثل الوساوس القهرية)

غسل يديك، إطفاء الفرن، غلق الباب فبل الخروج ووو… إنها عقل ضابط الأمن الذي يعمل لساعات إضافية.

لا تدفع بعقلك اشكر عقلك لكن اخبره أنك ستأخذه من هنا اسمح بفحص مجدد أو غسل يد ثم غادر من هنا.

عندما تحاول أن تتحكم بشخص آخر

هل سبق وفكرت أنك تفهم أكثر من شخص آخر وحاولت أن تجعله يفعل الأشياء بطريقتك. أكيد قمت بذلك العديد من المرات صح؟

محاولة السيطرة والتحكم بالآخرين هي مشكلة صغيرة وكبيرة، ليس فقط مزعجة وفيها قلة احترام للآخرين إنها توقف تدفق الحياة.

لا اعلم كم مرة جربت سعادة عميقة وغير متوقعة بعد تجاهل جدال تدخل في شؤون الآخرين.

عندما تشعر أنك غير مؤهل لتكون “كتير سلبي”

نحن مغمورون بالرسايل التي تخبرنا أنه يجب أن نكون ممتنين وإيجابين وما شابه. إنها معنى حقيقي لكن في النهاية غير نافعة.

عقلك يعتبر هذه الأفكار قواعد وينتقد عندما تفشل، لأنه بشكل جدي من هو الممتن والإيجابي كل الوقت؟

قالت لي إحدى الصديقات أنها كانت سلبية جدا كيف لها أن تغير ذلك ؟ فأجبتها: لا تفعلي، إنه من المحتمل أنك لا تريدي أن تكوني بهذه الطريقة كل الوقت.

إنه فقط كيف أنت الآن؟ عندما تشعر بأنك مغمور، إنه عقلك يدفعك لتتبع القواعد إنه قصد جيد لكن مضلل.

تقبل كيف أنت (ليس مشكلة كيف هو أنت) إنما تقبلك لنفسك هو الشيء الأكثر إيجابية وصدقا يمكن أن تفعله، وهذا ينطبق أيضا عندما تكون متحكم أو مسيطر أي أن تتقبل نفسك بكل الحالات.

إن البحث عن السيطرة هو صبغة عقلك حتى لو كانت شيء سيء أو جيد، إنها فقط هكذا أحيانا تكون مستسلم وأحيانا أخرى لن تكون وكلها حسنا.

وأخيرا حاول أن تتقبل ما يمليه عليك عقلك وتشكره على ذلك ولكن لا تدعه يأخذ كل الحيز داخلك اترك ممرا لنور الحكمة الداخلية والصوت الداخلي والحدس لينير عليك حياتك.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-