اعجابنا بانفسنا و تقدير الذات شئ مهم جدا لصحتنا النفسية، حسناً إذا كيف نصل لهذه المستويات المرضية والصحية من تقدير الذات؟ الإجابة التي تتبادر لذهن أغلبنا فوراً هي أكيد بتحقيق النجاح في العمل والرفاهية الاقتصادية.
ولكن أيضاً نحن أنفسنا سنراجع أنفسنا في ذلك الرأي لأننا بنصطدم في الحياة بأشخاص كثيرين لم يحققوا نجاحات من هذا النوع بدرجة كبيرة، وعندهم من التقدير والاعجاب بأنفسهم ما لا يمتلكه آخرون أعلي منهم إنجازاً، وبالمثل نجد العديد من الأشخاص يحققوا من تلك النجاحات شئ مهول، إلا أنهم دائمي السخط علي انفسهم والإحساس والشعور باللا قيمة وعدم استحقاق الحياة!!!
العوامل المتحكمة فى تقدير الذات
تحليل موضوع تقدير الذات يبين انه غير مرتبط علي الاطلاق بتحقيق اشياء ما قد ما هو مرتبط بعوامل سيكولوجية داخلية تعود لفترة النشأة، وهما بالضبط ثلاثة عوامل يتحكموا في عملية تقدير الذات بشكل شبه كلي:
مدي إنجاز أحد الوالدين ذو نفس الجنس
بمعني ان عملية تقدير الذات مرتبطة بالأب لو كنت أنت ذكر، ومرتبطة بالأم لو كنتى انتي انثي، بالتخصيص بمدي نجاحهم وانجازاتهم، ممكن جدا تكون انت سائق تاكسي وتعيش في غرفة واحدة في حي عشوائي، لكن والدك كان مهاجر افريقي يعيش علي الإعانات الحكومية.
ففي تلك الحالة يكون تقديرك لذاتك في مستويات عالية، لكن لو أنت شخص موظف في وظيفة جيدة بمرتب جيد إلى حد ما، لكن والدك كان ملياردير، وعنده امبراطورية اقتصادية فتقديرك لنفسك يبقي دائماً منخفض جداً.
مدي تقديرك لذاتك مرهون بتخطي إنجازاتك لإنجازات احد أبويك الذي يماثلك في النوع، من سخرية القدر هنا ان التواجد في اسرة فقيرة في الحالة دي ميزة!!!
مدي إنجازات زملائنا
نحن لا نحس أو نشعر بالدنو والفشل مقارنة بالعلم ككل، ولكن بالمقارنة دائما بمجموعة ما، وتلك المجموعة دائما هم أقراننا من الزملاء الذين نشأنا بجانبهم في الدراسة او الحي السكني، وبذلك فيكون ثاني عامل محدد لمدي تقديرنا لذاتنا هو مدي انجازاتنا مقارنة بزملائنا الذين كبرنا معهم، فلو مثلاً زميل لنا أصبح مليونير أو وصل لمنصب سياسي رفيع إحساسنا بذاتنا بيستشيط غضباً من أنفسنا، وبنسكب علي ذاتنا لعنات، وبنصف أنفسنا بالعار علي البشرية!!
وبذلك وللمرة التانية علي سبيل السخرية لهذا السبب النشأة في ظل تعليم ردئ شئ ايجابي!!!، ولو حدث وكنت علي العكس تمت تربيتك في وسط تعليمي رفيع فالأفضل لسلامك النفسي أنك تقطع علاقتك بزملائك واخبارهم.
مدي مشروطية الحب والعطف الأبوي الذى نتلقاه في الصغر
في جزء منا يتلقي حب أبويه بشرط انه يكون متفوق دراسياً مثلاً أو رياضياً في لعبة ما، وهذا الجزء سيكبر ومستويات تقديره لنفسه متدنية جداً، على عكس المحظوظين الذين يولدوا ويتربوا في كنف أسرة تمدهم بحب غير مشروط، فهذه الناس مجرد وجودهم بالنسبة لأهلهم مصدر سعادة وفخر وليس بسبب إنجازاتهم، وتلك الناس تكبر وعندهم كم صحي جداً من تقدير الذات.
مثل ما رأينا فكرة الرضا عن النفس ليست مرتبطة مثلما إعتدنا أن نعتقد بالإنجازات الشخصية على قدر ما هي مرتبطة بعوامل نفسية، والغرض من هذا العرض ليس التشجيع علي الكسل والتراخي، ولكن التوضيح أن الإهتمام بفهم النفس غرض أسمي من التصارع الخارجي، بمعني: دعونا نصارع وحوشنا الداخلية اولاً، ولنتعلم عن قبول الذات.