الجديد

كتاب قرابين الألهة فى مصر القديمة

يتحدث كتاب قرابين الألهة فى مصر القديمة عن الحضارة المصرية القديمة كانت ومازالت دائما مصدرا للإفتتان والشغف، فيتوافد الزوار من انحاء العالم لمشاهدة هذه المعابد الشاهدة على عظمة هذه الحضارة العريقة.

غير أن من المقلق رؤية زائرى المعابد واقفين فى زهول أمام هذه النقوش الهيروغليفية التى تغطى الجدران وتبقى بالنسبة لهم مجرد نقوش ورسوم لغة غير مفهومة.

كتاب قرابين الألهة فى مصر القديمة

وينتهى الأمر بالزائر أن يكتفى بمشاهدة اللوحات وتأمل الجدران دون فهم النصوص غير أن عشاق هذه البلاد القديمة يفتنهم هذا اللقاء المتكرر بين الملك والألهة وتأتى النقوش الهيروغليفية لتزخرف المنظر وتمحو جهلنا وتفسر لنا ما تعنيه هذه المواجهات المتعددة.

ملخص كتاب قرابين الألهة فى مصر القديمة

ان للمعابد المصرية الطابع الخاص بها الذى يجذب السائح سواء أكان يرجع ذلك لوجودها على ضفاف النيل مثل: معبدى أدفو وكوم أمبو أم بفضل بقائها فى حالتها الأصلية حتى أنه يخيل للزائر أن أقدامه تطأ الأماكن التى مر بها الكاهن لتوه منذ لحظات مثل معبدى إدفو ودندرة وتستمتع العين برؤية هذا الجمال المتوازن للزخارف واللوحات.

وعندما يمكننا قراءة ما نقش على الجدران وفهمه هنا تتزاوج فى العقل متعة الإدراك والفهم مع متعة المشاهدة أى المتعة الجمالية والمتعة العقلية ويهدف هذا الكتاب القيم إلى وضع المعلومات و الترجمات (نتاج دراسات الكاتب) فى خدمة الزائر المتعطش لزيادة معرفته بهذه الأثار الخالدة التى يتأملها ومن القاعة البيضاء بمعابد الكرنك وما تحوى من نقوش واضحة إلى قدس الأقداس والنقوش الكثيفة التى تغطيه.

تفاصيل الكتاب

ينتقل الزائر فى سلسلة متصلة من اللقاءات بين الملك و الإله ولا تهم كثيرا شخصية الملك أو إسمه أما الإله فمن السهل التعرف عليه لشكله المميز ولوجود إسمه مسجلا بجانبه أما بالنسبة للقربان المقدم للإله فهو ثابت فى جميع العصور هذا التبادل الثابت بين الإنسان والإله يحدث فى إطار من السعادة المتصلة مع تقديم قرابين الخبز أو الزهور ويظهر النيل فى جميع المشاهد.

فيمكننا بسهولة تخيل المراكب التى تمر فيه و رحلة المركب الإلهية و عمليات التطهير وكذلك الإبتهاج والتهلل بمجئ الفيضان وتضمن العديد من المحاصيل السنوية وفرة الغذاء و الرخاء لهذه الأرض السوداء (كمت) وهى المنطقة الخصبة التى يرويها النيل سنويا وتسطع الشمس فى النهار فهى تمثل الإله رع الذى يمنح الحياة بينما يبزغ قمر اوزوريس فى الليل لحراسة الموتى ليمنحهم الحياة الأبدية.

المعابد

بناء المعابد يعنى وجود جزء من الإله على الأرض أرض الاحياء و بالتالى يتعين الإبقاء على هذه القوة التى تضمن رخاء البلاد من ناحية أخرى هذه القوة التى تحميها ترسانة سرية من هجمات الشر تضمن وحدة البلاد مصر العليا و مصر الدنيا.

وفى مسكن الإله يقوم الملك بدور الوسيط بينه وبين البشر فالملك وحده هو من له سلطة تشييد المعابد المقدسة ويراعيها بتقديم القرابين كل يوم ومازالت الهندسة المصرية مصدر إبهار و إلهام للعالم فالمهندس المصرى القديم برع بشكل خاص فى تحديد المحاور الرأسية و الأفقية وهذه الصروح المشيدة من ألاف السنين مازالت تشهد على هذه العظمة.

وجدير بالذكر أننا نعلم يوم وساعة وضع حجر الأساس لمعابد العصور المتأخرة فعلى سبيل المثال معبد حتحور بدندرة وضع حجر الاساس له فى السادس عشر من يوليو عام 54 قبل الميلاد فى الساعة السادسة مع ظهور نجم الشعرى اليمانية وفى أقل من عشر أعوام تم إنشاء قلب قدس الأقداس بسراديبه و القاعات الملحقة به ويتخذ الإله مكانه فى المعبد متجسدا فى تماثيله وفى صوره على الجدران، وفى بعض الأحيان يندمج الإله مع الملك.

يستيقظ الإله على الأنشودات يأخذ زينته ويرتدى ملابسه وحليه ذلك من خلال طقوس ثابتة لا تتغير فهو يتنفس عطر البخور الذى يتم إحضاره من بلاد بعيدة ويشم عبير الورود الزكية و يتم نثر المياه فالحياة تتجدد فى المعبد كل يوم وتحلق روح الإله فى السماء ولكنها تعود لمسكنها فى الليل وتغلق الأبواب ويقوم حراس الألهة بعمل دائرة للحفاظ على وحدة المكان المقدس.

القرابين

يسهل علينا التعرف على معظم القرابين وماهيتها و لكن الكأس أو الوعاء على سبيل المثال يمكن أن يحوى الشراب أو قطع اللحم أو ربما بعض قطع الأحجار الكريمة أو النطرون بعض القرابين لم يتغير تمثيلها فنجدها واحدة فى جميع العصور مثل تمثال ماعت ربة العدل.

نفس الأشكال تتكرر فى الكرنك و فى معبد فيلة برغم مرور 15 قرنا أما الباقات النباتية، فتتنوع أشكالها و تختلف من معبد لأخر و من عصر لأخر و فى العصر الإغريقى الرومانى نجد أكبر تنوع للوحات ذبح الحيوانات الخطيرة التى تهدد الألهة.

كما تضم هذه اللوحات ذبح الأعداء تدخل هذه المناظر المدمرة لقوى الأعداء ضمن طقوس الحماية وهى إحدى مستحدثات العصر الإغريقى الرومانى الذى ينهى التاريخ الفرعونى ولا تتطابق لوحتان تماما.

أما عن عدد القرابين فهى تتنوع فى أشكالها و صنوفها حتى تتعدى ال 200 قربان التطهير و الشراب (حوالى 20 قربان) الأطعمة ومنتجات الأرض (حوالى 40 قربان) الحلى والنسيج والدهانات (حوالى 50 قربان) الطقوس الخاصة بالألهة والإلهات (حوالى 20 قربان) الطقوس الكونية و الجنائزية و الدفاعية (حوالى 50 قربان) الطقوس الدينية (حوالى 30 قربان).

تقديم القرابين

وعادة تقدم القرابين لإله واحد سواء كانت تصاحبه ألهة أخرى أم لا وقد يتوجه الملك الى زوج من الألهة و نادرا يتوجه لمجموعة من الألهة و تمثل هذه اللوحات التمجيد الأبدى للألهة وهى كذلك بالأخص طلب لتبادل العطايا، أقدم لك الخبز لتضمن لى الطعام وغالبا ما يقدم الملك القرابين للإله حتى يقوم بدوره بتسليمها لإله أخر.

فعلى سبيل المثال يتلقى كل من شو وتفنوت رمز الخلود ويتلقى تحوت تاج النصر وكل من الثلاثة يقومون بدورهم بتسليم هذه القرابين إلى أوزوريس المستقر فى القاعة نفسها كما يقدم الملك رموز التتويج (ماعت و الخمر و الدهان) لثالوث الألهة أمون إله طيبة ورع إله هليوبوليس و بتاح إله منف فى إشارة إلى أن هؤلاء الألهة سيقومون بتتويج حورس ثم الفرعون نفسه ويقدم الملك باقات الزهور والخبز والخمر لجب الإله الذى يرمز للأرض.

أما الإله مين الذى يحمى الإرساليات القادمة من الأقطار البعيدة فيتلقى الكحل و البخور ونبات المر والخس الذى يحمل العديد من الأساطير وتتلقى الإلهات زينتها وسط إحتفالات كبرى من البهجة و النشوة فتعزف الصلاصل وهى آلات موسيقية وتتأمل الإلهات نفسها فى المرايا التى يقدمها الملك وبالنسبة لتحوت المشرع والكاتب الإلهى فيتلقى الأداة الرئيسية الخاصة به وهو لوح الكتابة.

ويقدم الملك هذه القرابين لأنه ينتظر الرد على عطاياه عمليات التطهير تضمن للملك الفيضان عمليات التطهير والتيجان والتعويذات، ترد الألهة بالحماية و الطهارة للملك ويجسد الملك الطيبة والذكاء والشجاعة وهو الكاهن الأكبر سيد القرابين.

ومع كل قربان يحمل الملك لقب جديد فهو المطهر ونديم الإله واللحام وخلال طقوس زينة الإلهات يكون الملك هو المعطر والصانع الذى يصنع الحلى ويبحث عن الاحجار الكريمة فالملك هو المكلف بجميع المهام الإلهية و هو الوحيد الذى يرى الإله، وعندما يتقدم الملك امام الإله تكون دائما ذراعاه بمحاذاة جسده أو يداه مرتفعتان أمامه فى إشارة لعبادة الإله.

إصدار الكتاب

وقد صدر هذا الكتاب القيم و الهام للغاية عن مطبعة، بى إتشرو فى 18 باب و العديد من العناوين الفرعية فى 204 صفحة و لم اكن أعلم شيئا بتاتا عن هذا الكتاب الرائع حتى تكرم أخى العزيز و الصديق الفاضل الأستاذ / أحمد الوسيمى بإعارتى إياه لقراءته وتعميم نشره والتنويه عنه لمزيد من الفائدة لكل عشاق القراءة عن الحضارة المصرية القديمة فله منى وعنكم جميعا خالص التقدير والإمتنان لإتاحة الفرصة لنا للتعرف على كتاب شيق ومفيد ويعتبر الكتاب بشكل عام من الكتب المترجمة المهمة لدارسى الديانة واللغة المصرية القديمة فى الفترة المتأخرة من تاريخ مصر التى يطلق عليها الفترة اليونانية الرومانية.

وقد قامت سيلفى كوفيل مؤلفة الكتاب وهى عالمة مصريات شهيرة بترجمة الكتاب إلى اللغة العربية و على نفقتها الخاصة ثم طباعته فى مصر بل و توزيعه مجانا على المؤسسات و الباحثين المصريين المهتمين بعلم المصريات والاثار وعن سبب ذلك تقول المؤلفة:

كل ما أقوم به هذا شئ يسير جدا أمام ما قدمته الحضارة المصرية القديمة لها من شهرة واسعة و مكاسب مادية كبيرة و تقول انها سوف تكرر هذه التجربة فى المستقبل وبالفعل قام المجلس الأعلى للأثار مؤخرا بطباعة كتاب جديد مترجم لها تحت عنوان: أبراج أوزيريس معبد حتحور من ترجمة سهير لطف الله وهى تعد الأن لترجمة كتاب ثالث و توزيعه مجانا أيضاً.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-