الجديد

قصة الأنفال القصيرة

اليوم سأقص على حضراتكم قصة قصيرة تحت عنوان الأنفال ، فتابعوا معى الحكاية.

قصة الأنفال القصيرة

بداية قصة الأنفال

كمن مسها الجن تلملم اطرافها وتضمها لبعضها، تتكور بجوار صخرة، ترتعد خوفاً.

تمد بصرها صوب الظلام المتراكم لتتبين من خلاله اي شئ، سكون وعصف الرياح الغائره بين الكهوف تعود كهمهمات العفاريت.

الحصى يوخزها والبرد يتسرب رويدا تحت جلدها المقشعر خوفاً.

والدفء يهرب رويدا خارج جسدها المحموم. تناسل الليل والبرد وهمهمات العفاريت حتى غدت جيوشاً من الرعب.

حاولت التملص من المكان لكنها ظلت ملتصقه بالارض رهبةَّ من غول دخل اليها فصارت ترتجف، وهي تلوك دعاءها البائس.

كانت وحيدة الناجين من جيش جرار هدم القريه وجعلها اطلالاً وساق الجيش كل من يتنفس صوب الاسر.

دوي المدافع السكون الجاثم على الليل بين دوي صوت واخر جعلها في غور رعبٍ لا تتبين عمقه ضلت المكان والاتجاه و الصخره ملاذها الوحيد يقيها القتل والاسر.

انهم يسحقون كل شيء وكأن الصور قد اطلق من السماء. مئات القرى سويت بالارض وساقوا كل من فيها اطفال نساء شيوخ اولاد فتيات بعمر الورد.

يا الاهي انقذهم رد الي زوجي واولادي صار رجاؤها هاجسا وخوفاً أأستطاع زوجي الهرب هل اخذا الاطفال صوب الجبل.

وهي تحاول جاهدة ابعاد شبح ان يكونوا في قبضة الجيش.

وتمكن منها كابوس ان لا تراهم ثانيةً فاستحال الكابوس هلوسة ولم تعد تشعر بما حولها بل غدا كل شيء من حولها وحشاً او سيفاً مُشَرعاً للقتل.

مجنزرات الجيش

في الجهة الاخرى من الليل كانت المجنزرات تدك مفاصل البيوت الطينيه وتحيلها ركاماً بعد ان ينهب الجيش ما للقرويين من متاع.

انها الأنفال والغنائم، وقي الطرف الاخر للقريه كان الجنود يصوبون فوهات بنادقهم الى رؤوس القرويين.

وهم يكيلون لهم السباب كالرصاص صوب وجوه يملؤها الخوف وصرخات الاطفال والذين كانوا يرتجفون بردا.

وقبل انبلاج الفجر كان الرجال في طابور ومثلها النساء يفتشون وينزع عنهن حليهن.

والرجال ما في جعبتهم من اموال وحشروا في المركبات العسكريه. يساقون صوب الموت.

كانت نسرين تلتصق بالصخره كانها تحاول الولوج فيها. السكون المطبق يمر منها الريح كالسهم والف عام من الظلمه يغشي وجهة الليل.

يا الاهي اغثني وتتوارد الادعيه اليها ولا تستطيع النطق بها فارتجاف شفتيها واصطكاك اسنانها جعلها عاجزة من اي شيء.

تملكها اليأس عندما تناهى لسمعها اصوات المجنزرات العسكريه وهي تغادر تاركةً وراءها هديراً مزمجراً يخترق سكون الليل.

بكت بصمت بلا صوت لئلا يشعر بها الظلام والخوف لئلا تنتبه ممالك الشياطين ويسوقونها للجنون.

فتلك الشياطين تلتحف الظلام والقسوه منذ الف عام من الايذاء وهتك الستر وهي تنسج خوفها المتواتر علينا.

كانت وخزة قاسيه على ذراعها البض تحسستها بوجل وفحيح افعى شلها رعباً.

اشتد صفير الريح والبرد وجسدها يغلي كالمرجل دب فيها خدر مؤلم وهي تلعق ندوب الوخز كما الحيوان المتوحش.

نهاية قصة الأنفال

وسرى الفتور في اوصالها واسلمت نفسها للارض والدفىء يسري من خفوت بصيص الحياة التي اخذت تذوي شيئاً فشيئاً.

لف الصمت كل شيء الجبال والنبع الذي ملأه الجيش بالكونكريت المسلح والشياطين عملت ما عليها دون ان تشعر بالحرج.

الساعه الثامنه صباحاً، مرت دوريه عسكريه تمشط المكان، توقف الجنود عند جثه.

قال الاول .. يا للخساره انها انثى جميله.

قال الثاني .. خير لها الموت على ان تقطع بقبضتك.

رد الثالث .. وخير لها ان تساق بذل صوب موت لا رحمة فيه.

غادروا جثة نسرين تاركينها للجوارح.. وعند الصوب الاخر، كانت العربات العسكريه تسوق القرويين صوب حفر اعدت في كل صحاري البلاد ليدفنوا احياءاً يحملون معهم احلام الرحمه.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-